ضحك على كلماتها الغاضبة رغم أنه لا يعرف لماذا هي غاضبة , هل هي غاضبة منه أم ممن يراقبونها دون أن تعلم ؟

-هل وجدتي ما أخبرتكِ إياه في الكبسولة ؟

-بلى . قمت كذلك بإتباع تعليماتك و عزلت تلك الأجسام في منطقة آمنة بالمنزل الذي أقطن فيه .

-خبئيهم في مكان لا يعثر عليه أحد !

-لا تكن قلقا هكذا , فأنا أعيش بمفردي و لا يزورني أحد إلا ما ندر . لا تقم بتغيير الموضوع , لقد قمت بالاتصال بك أكثر من مرة لكن على ما يبدو أنك كنت مشغولا بنفسك !

اكتفى هذه المرة بالابتسام ردا عليها , فلقد فهم أنها غاضبة منه لأنه لم يجب على اتصالاتها المتكررة . لكنه حينها كان في موقف خطير للغاية لا يحتمل أي تشتيت إنتباه ! لم يخبرها بأي من ذلك لكنه قال بهدوء :

-أولا أتأسف لكِ على ذلك . ثانيا أريد أن أسألك عن أمر ما . هل سمعتي من قبل عن مهنة اللوردات ؟

رغم تأسفه إلا أنها لازالت غاضبة منه . لكنها لم تواصل تأنيبه و قالت :

-بلى سمعت . إنها مهنة يصعب العثور عليها و من خلالها يمكن للاعب أن يقوم بإنشاء قرية و تطويرها حتى تصبح مدينة كبيرة و ربما مملكة .

-بالتأكيد سمعتي إعلان اللعبة و تعرفين أنني قد حصلت على مكافأة خاصة بحجر تأسيس قرية .

-هل ترغب في أن تقوم بتغيير مهنتك لتصبح لوردا ؟ لا تبدو لي ممن يحبون السيطرة على الآخرين و إبداء الأوامر لهم !

لم يعرف بم يجيبها . هل يخبرها أنها هي ملهمته في ذلك ؟ هل هي ممن يحبون السيطرة على الآخرين ؟ ابتلع ريقه و معها كلماته التي بعقله ثم قال :

-سأقوم بإرسال معلومات الحجر لكِ .

قام بعدها بفتح نافذة معلومات الخاصة بالحجر و قام بإرسالها لها . بعد ثوان قالت له :

-لا أجد أي مشكلة في هذا الحجر . ما عليك إلا أن تقوم بإستخدامه في تأسيس القرية و ستصبح ملكا لك .

-إذن أريدك أن تقرئي هذه المعلومات كذلك .

قام حينها بإرسال معلومات حجر تأسيس التحالف لها . ما إن قرأتها حتى تغيرت ملامحها على الفور لتقول في دهشة واضحة :

-هل تملك حجر تأسيس تحالف أيضا ؟ أخبرني هل بدأت اللعبة قبل ان نبدأ نحن بلعبها ؟ ما المستوى الذي أنت فيه الآن ؟

-أنا في المستوى التاسع حاليا .

هذه المرة لم تقل شيئا و اكتفت بالنظر نحوه في ذهول ! إن المنتديات الخاصة باللعبة في كل البلاد تتحدث عن مستوى أبرز لاعبيها . على حسب علمها أعلى مستوى لاعب حتى الآن لا يتعدى المستوى الرابع ! هذا الغريب وصل إلى المستوى التاسع ! إنها لازالت تعاني في المستوى الثاني و لم تنجح بعد في الوصول للمستوى الثالث !

-أنت تغش في هذه اللعبة يا إبرو !

للمرة الثانية اكتفى بالإبتسام ثم قال بغموض :

-لو أردتِ أن أساعدكِ للوصول لمستوى عال مثلي فقط أخبريني و سأقول لكِ على الطريقة !

-لا عليك سأحاول التكيف بمفردي . أخمن أنك ستكون قادرا على الوصول للمستوى العاشر اليوم , أنت تخطط لمزيد من الإعلانات باللعبة !

ضحك إبرو على كلماتها ثم قال :

-لم أخطط أن أصل للمستوى العاشر اليوم بل كنت أتوقع أن أصل له غدا . لكن الحقيقة أنني سعيد جدا بوصولي لهذا المستوى بتلك السرعة , فأنا أريد الوصول لأعلى مستوى باللعبة في أسرع وقت ممكن .

-إبرو و أسراره الخاصة ! بالطبع لن تخبرني بخطتك الكبيرة العظيمة يا إبرو !

اكتفى إبرو بالإبتسام قبل أن يقول منهيا الإتصال :

-أنا منشغل للغاية . أريدكِ أن تبحثي لي عن علاقة بناء القرى بالتحالفات . هل لها ميزات تختلف عن بناء القرى بدونها ؟

-لا تقلق , سأرد عليك الليلة على أقصى تقدير .

-أراكِ لاحقا إذن .

أغلق الإتصال و لازال غير معتاد على الحديث معها بأريحية تامة . أزاح تلك المحادثة خلف ظهره وهو واثق تمام الثقة أنها ستجد الإجابة على سؤاله في سرعة . أما الآن فهو أمام سؤال يجب إن يجيب عليه : هل يستمر في خطته المسبقة بتدمير خمس حصون و استدعاء المهمة الخاصة للقرية أم لا ؟ كان الهدف الأساسي من وراء ذلك هو سرعة وصوله إلى المستوى العاشر . لكن بحساباته البسيطة أدرك أنه سيصل للمستوى العاشر بعد تدمير حصن أو اثنين على أكثر تقدير . إذن سيتحقق الهدف من الموضوع برمته قبل أن ينتهي من تدمير الحصون الخمسة . أخذ يتذكر تفاصيل هذه المهمة بتركيز ليصل في النهاية أن خسارته لإستخدام اللفافة الأسطورية لا يوازي ما سيجنيه من وراء تلك المهمة . تحرك في سرعة مبتعدا عن المكان الذي هو فيه لكن قبل أن يبتعد لاحظ وجود حجر صغير يلمع في الأرض . تحرك عائدا إليه ثم حمله ليجده مشابه للحجر الذي كان يقف منتصبا منذ قليل .

-حجر تأسيس حصن بولراد : يمكن للاعب أن يؤسس حصن بولراد الخاص به في محيط قريته الخاصة . حجر من النوع الفضي . يقوم بإخراج عدد مئتي بولراد يوميا . مستوى وحوش البولراد لا يتجاوزون عن مستوى اللاعب بخمس مستويات .

نظر إبرو للحجر الصغير بين يديه في دهشة . كان الحجر بمثابة مفاجأة سارة لم يتوقعها , فهذا الحصن سيكون مكانا مناسبا لتدريب اللاعبين المصريين حين يدخلون للعبة . أمسك بالحجر و نظر له بإمعان . ماذا سيحدث إن كان لديه عشرة عشرين مثله ؟ هذه المرة لم يعد يفكر في المهمة الخاصة ولا بالمستوى الخاص به . إنه يفكر في المستقبل حين يدخل قرابة مئتي و خمسين مليون مصري للعبة . هل يرسل لآية و بقية الرفاق يخبرهم بتلك الجزئية ؟ على ما يبدو أنه بمفرده لن يحصل على عدد كاف من الحصون . قام بالبحث عن قائمة أصدقائه فاكتشف أنه لم يقم بإضافتهم بعد . تنهد في ضيق , فقد طلب منهم أن يقوموا بإضافته فور دخولهم للعبة . لم يهتم بمعرفة أسمائهم باللعبة لكن الآن عليه أن يخرج منها و يتواصل معهم هاتفيا ليطلب منهم إضافته لقائمة الأصدقاء .

-لأؤجل هذا الموضوع فيما بعد , الآن علي تجميع أكبر قدر ممكن من أحجار الحصون .

استغرق بقية اليوم في غاراته على الحصون . بعدما حل الليل عليه لم يتوقف . حتى هذه اللحظة قام بتدمير ثلاث حصون إضافية و معها عدد كبير من العملات الذهبية و بعض المعدات و المواد الخاصة بصناعة المعدات أو الإكسيرات المختلفة . بعد تدميره للحصن الثاني قام برحلة عائدا للقرية ليقوم بإستئجار مخزن مؤقت يضع فيه مكتسباته من الحصون تلك . في جعبته الآن أربعة أحجار مختلفة لتأسيس أربعة حصون تقوم كل منها بتوليد مجموعة كبيرة من الوحوش بصورة يومية . أعلى مستوى حصل عليه هو الحصن الذي دمره للتو و الذي كان من المستوى الذهبي و يقوم بإنتاج ألف وحش بينتار في اليوم . أثناء معركته الأخيرة و التي كانت خطيرة للغاية استطاع الترقي للمستوى العاشر أخيرا . لكنه لم يكترث لمراجعة التنبيه الخاص بذلك . قام بإضافة النقاط الخاصة به ثم توجه بعدها للحصن الخامس . ما كان يشغل تفكيره إن كان عليه المشاركة في الدفاع عن القرية أم لا . فحدسه ينبؤه بأنها ستكون مضيعة للوقت لكن ضميره لا يسمح له بفعل ذلك , فالقرية شبه خالية من أي قوة تقدر على ردع ذلك العدوان . فكر في الوقت الذي سيضيعه في الدفاع عن القرية و خسارته للفافته الأسطورية , ليحزم أمره على عدم المشاركة في الدفاع عن القرية . توجه صوب الحصن الخامس ليقوم بالقضاء على الوحوش بنفس طريقته المعتادة , حيث يقوم بقتل دورية حراسة ثم يقوم بتحريك جثمان اثنين منها صوب أبعد منطقة عن الحصن و في طريق أحد دوريات الحراسة . بعدها يحدث نفس الشيء مجددا , حيث يستدعي أحد أفراد الحراسة كل الوحوش بالحصن ليقوم بعدها إبرو باستخدام سكلته الخاصة بالتشويش على القائد بعدها يطلق الذئب وسط الشاه . بعدما انتهى كل شيء يقوم إبرو بجمع جوائزه من المعركة ليتوجه بعدها صوب الحصن و يقوم بتدميره بشكل تام . جمع إبرو كل ما يوجد بالحصن قبل ذلك ليتبقى له فقط الحجر الخاص بالحصن و الذي جمعه بعد تدميره . في الحصن الثاني قام بتدمير الحجر قبل أن يقوم بتفتيش كل منزل و ركن بالحصن ليتفاجئ بعد تدمير الحصن بإختفاء كل ما كان موجودا به ليخسر حينها الكثير . بعدما غادر محيط الحصن متجها صوب الحصن التالي صدح صوت جرس عال في أذنيه مصحوبا بصوت ناعم :

-تنبيه : إلى كل اللاعبين الموجودين في قرية أسخا : قام اللاعب " إبرو " بتدمير خمس حصون خاصة للمجرمين في محيط قرية إسخا . في غضون نصف ساعة سيقوم الوحوش بتكوين جيش ضخم للهجوم على القرية . يُرجى سرعة العودة للقرية و المشاركة في الدفاع عنها . ملحوظة : إن فُقدت القرية سيخسر اللاعبون كل ما يخزنونه بالقرية كذلك سيخسرون كل المهام التي أصدرها الأغو بالقرية .

-اللعنة !

تحرك إبرو في سرعة متجها صوب القرية . لحسن حظه فالحصن الأخير كان على مسافة قريبة للغاية من القرية . لم يتجاوز العشر دقائق حتى كان قد أفرغ كل محتويات مخزنه من كل ما به . قبلها كان قد اشترى على مضض حجر لزيادة سعة مخزنه الشخصي . كان الحجر يُباع في نفس المكان الذي يستأجر منه المخزن . كان ثمن الحجر مئة عملة ذهبية و هو ثمن باهظ للغاية ففي المدينة الحجر الواحد يا يساوى أكثر من عشرة عملات ذهبية , لكن نظرا لوضعه الصعب و الهجوم الوشيك على القرية قام بشراء خمس حجارات استخدمها على الفور . كل حجر يقوم بزيادة حجم مخزنه الأساسي قرابة خمسين خانة . كان مخزنه الشخصي يحتوي على مئة خانة و الآن صار يحتوي على ثلاثمئة و خمسين خانة . شعر أنه مناسب لنقل كل ما يخزنه بمخزن القرية كذلك يغنيه عن إحتياجه لأي مخزن خارجي لفترة طويلة حتى يذهب إلى المدينة . تحرك بعدها صوب الخارج مبتعدا قدر الإمكان عن محيط القرية . بعد مرور ثلث ساعة و أثناء بحثه عن الحصن التالي صدر الصوت المزعج من جديد .

-تنبيه : سيقوم جيش الوحوش بالهجوم على قرية إسخا في غضون خمس دقائق . برجاء من كافة اللاعبين الإستعداد للدفاع عن القرية . كجائزة على الدفاع عن القرية سيحصل كل لاعب على خبرة تصل للضعف من كل وحش يقتله . كذلك في حالة الموت فلن يخسر اللاعب أي مستوى له و لن يفقد أي من أشيائه .

ابتسم إبرو في سره , فعلى ما يبدو أن اللعبة تعرف أنه لا يوجد سواه بالقرية و تحاول جذب إنتباهه للدفاع عنها . لم يكترث بذلك التنبيه و تحرك صوب الحصن التالي و قام بتكرار خدعته مجددا . المختلف هذه المرة أنه لاحظ قلة عدد من بالحصن بشكل قد يصل إلى وجود عشرة بالمئة فقط من الوحوش مقارنة بالحصون الأخرى . جعله ذلك يدرك أن أغلب الوحوش قد تحركت للهجوم على القرية . هذا يعني أنه أمام فرصة ثمينة للتخلص من عدد أكبر من الحصون . لم تستغرق مهمة تدمير الحصن أكثر من عشر دقائق ليتحرك بعدها صوب حصن آخر . في غضون ساعة كان قد استحوذ على أربعة حصون أخرى . بهذا المعدل ربما لن يحتاج لأي مساعدة من رفاقه ولا آية . قبل أن يتحرك صوب الحصن التالي صدر تنبيه حاد انتشله من أحلامه .

-تنبيه : لقد استطاعت الوحوش الاستيلاء على قرية إسخا . كل اللاعبين المنتمين للقرية سيخسرون مستوى واحد نتيجة تلك الخسارة . في غضون ثلاث ساعات سيقوم الوحوش بتحويل إسخا إلى قلعة أساسية لتمكين حكمهم على المنطقة . إن لم يقم اللاعبون بمنع ذلك فسيتم إعادة مستواهم للصفر و خسارتهم لكل شيء اكتسبوه حتى الآن . إن نجحوا في تحرير القرية من الوحوش حينها سيحصلون على مكافأة سخية .

-ماذا حدث ؟!!

2020/02/04 · 575 مشاهدة · 1816 كلمة
Ranmaro
نادي الروايات - 2024