رواية

ريونيد VRMMORPG

تأليف : د. أحمد خشبة

رواية أونلاين تصدر يوميا بمعدل فصلين

لمزيد من الفصول :

www.facebook.com/rioneed

الفصل الثاني و الثمانون

ابتسم إبرو رغما عنه , فعشق ميلا لكل ما هو أسود معروف للجميع . قال موضحا :

-هذا حجر زيم أيضا لكن من فئة أعلى من العادي . لا أعرف مستواه تحديدا لكن ما أعرفه أنه نادر للغاية .

ظلت ميلا تمسك بالحجر كطفلة تمسك بلعبتها الأثيرة و هي تقول :

-لو استطعت الحصول على عدد كبير منه سأستخدمه في تزيين مخزني الشخصي بالمدينة .

قال إبرو مازحا و إن كان ينصحها بحق :

-عليكِ إذن أن تظلي إلى جوار روكا فحظها لا حدود له .

لاحظ إبرو إمساك ميلا ليد روكا تجرها نحو المنطقة التالية المشعة بالأحجار الزرقاء اللامعة ليضحك عليها . هذه الفتاة تكاد تكون مفتونة تماما باللون الأسود بشكل مرضي للغاية . تحرك لتوقفه أويا مجددا قائلة :

-ألن تبحث هنا يا إبرو ؟

-لا , فهذه المنطقة لا تحتوي على الكثير من الأحجار . لا تنسوا أننا أربعة عشر لاعبا لذا نحن بحاجة لأكثر من مكان للبحث فيه . استخدموا ما تبقى من لفائف عاصفة الريح فستساعدكم على إظهار تلك الأحجار المختفية داخل باطن الأرض .

كانت كلماته منطقية ليتحرك الجميع خلفه كل مجموعة منهم تتجه صوب منطقة مختلفة . تحرك هو برفقة أويا و أفادا و مئتي و خمسة في حين بقت ميلا برفقة روكا لنبش كل حجر في الكهف . أما الماجيكو و هاجيكابو و مودي و موري قاموا بالبحث سويا في منطقة أخرى . أخيرا تحركت سالسولا قائدة لدووم و دانتي و مادي للبحث في منطقة مختلفة . تشكلت أربع فرق بحث مختلفة بدأت رحلة بحث طويلة عن تلك الأحجار . رغم أن لفافة واحدة من عاصفة الريح كانت تكفي لكشف الكثير من تلك الأحجار إلا أن مهمة إزالتها من باطن التربة بواسطة مجرف سالير و بعدها إنتقاء الأحجار من وسط الأتربة الكثيرة كانت مهمة تأخذ وقتا و صبرا طويلا . استغرقوا عشرة أيام ليحصل كل منهم على كم مهول من الأحجار الزرقاء . أما ميلا فاستطاعت أن تحصل على مجموعة كبيرة من الأحجار السوداء و هذا بفضل حظ روكا . في غضون الأيام العشرة بدأت حماستهم تقل بشكل ملحوظ و كان إبرو متفهما لذلك . فهم لاعبين يحبون قتال الوحوش و التوغل في السراديب و المغامرات المتنوعة و ليس دورهم هو التنقيب عن الأحجار . لذا في نهاية اليوم العاشر جمعهم إبرو و قال :

-أشكركم كثيرا على مساعدتكم لي . سآخذ كل الأحجار التي معكم و لتعودوا أدراجكم للمدينة . حينما أنتهي سألحق بكم . يمكنكم فعل ما تشاءون بعدها . أعتقد أن كثير من لاعبي التحالف قد ارتقى في المستوى و دخلوا المدن المختلفة . يمكنكم أن تتوزعوا على المدن حتى أحتاج إليكم . بالتوفيق .

-سأنتظر أن تقوم بإرسال معلومات خاصة بمهنتي السرية يا إبرو فلا تنسى .

ابتسم إبرو لسالسولا قبل أن يستلم كل الأحجار التي جمعتها , ثم قام بإستلام كل الأحجار التي جمعها البقية . الإستثناء الوحيد كانت ميلا التي رفضت رفضا قاطعا أن تمنحه أي حجر أسود من مقتنياتها الثمينة كما وصفتهم . بعدها خرج الجميع من السرداب ليمزقوا لفافات عودتهم لمدنهم المختلفة . كان التحالف قد تضخم في العدد ليجتاز حاجز الخمسين ألف عضو . رغم أن دانتي كان يقوم بكل شيء ممكن لجذب الأعضاء إلى التحالف إلا أنه لم يكن الوحيد الذي كان يقوم بذلك . كانت المنافسة محتدمة بينه و بين لاعبي عدد كبير من التحالفات و الذي تجاوز المئة تحالف , لذا فموجة الإنضمام لتحالف أنوبيس قد هدأت كثيرا في غضون تلك الأيام خاصة أن كثير من اللاعبين قد دخلوا للمدينة و قاموا بالتواصل مع ممثلي التحالفات إلا تحالف أنوبيس نظرا لإنشغال قادته بالبحث عن أحجار زيم . هذا كان سببا رئيسيا في تراجع كثير من اللاعبين عن الإنضمام للتحالف حتى أن بعض اللاعبين انسحبوا من التحالف . لم يكن إبرو قلقا من ذلك على عكسهم جميعا , فهو كان ينتظر إنتهاء الأغو من بناء مقر التحالف فحينها سيكون قد خطا تحالف أنوبيس خطوة عملاقة تفصله عن بقية التحالفات في النطاق المصري . جذب إنتباهه عدد من التحالفات التي كانت في الماضي مشكوك في أمرها و ولائها لقوى خارجية . لكن لم يحن الوقت بعد لتدمير هذه الثقوب الصغيرة في النسيج المصري , فتحالف أنوبيس لازال غضا و يحتاج للوقت حتى ينضج . تحرك إبرو برفقة أويا صوب الأغو سالير . أما مئتي و خمسة فقد رحل برفقة أفادا , فعلى ما يبدو أن امامهما مهام كثيرة معلقة خاصة أن حادثة إنسحاب عدد من لاعبي التحالف قد تسبب فيها لاعبين بالتحالف . وجود هؤلاء اللاعبين قد ضايقوا مئتي و خمسة ليطلب من أفادا مساعدته في كشف كل من يضمر لتحالفهم شرا . حتى إن كان التخلص من العيون الصامتة من التحالف أمرا مستحيلا فعلى الأقل لا يسمحوا لأي قوى بالعبث بهذا الشكل الواضح في تحالفهم . لذا رحلا كي يقوما بغربلة التحالف و تطهيره قد المستطاع .

-هل انتهيت أيها المغامر من تجميع أحجار زيم ؟

-بلى سيدي الأغو . لدي عدد كاف من الأحجار لك .

-حسنا لنتبادل إذن .

-تنبيه : لقد بادلت مجموعة من عشرين حجر زيم . مبروك حصولك على حجر تأسيس تحالف من الفئة العادية .

-تنبيه : لقد بادلت مجموعة من عشرين حجر زيم . مبروك حصولك على حجر تأسيس تحالف من الفئة العادية .

.

.

.

-تنبيه : لقد بادلت مجموعة من مئة حجر زيم . مبروك عليك حصولك على حجر تأسيس قرية من الفئة العادية .

-تنبيه : لقد بادلت مجموعة من مئة حجر زيم . مبروك عليك حصولك على حجر تأسيس قرية من الفئة العادية .

.

.

.

استمرت التنبيهات المتتالية و مخزن إبرو الشخصي ينقص بشكل ملحوظ من أحجار زيم و يمتلأ بأحجار تأسيس التحالفات و القرى . كان بحوذته ما يزيد عن خمسة عشر ألف حجر زيم . استغل هذا العدد الهائل في مبادلة مئتي حجر تأسيس تحالف من الفئة العادية و ستين حجر تأسيس قرية من الفئة العادية . بهذا قد استهلك عشرة آلاف حجر زيم في غضون دقائق . ما تبقى من خمسة آلاف حجر قام بمبادلتهم على الفور على خمس دفعات , كل دفعة تتكون من ألف حجر زيم ليحصل على خمس تنبيهات :

-تنبيه : لقد بادلت مجموعة من ألف حجر زيم . مبروك عليك حصولك على حجر تأسيس قلعة .

-تنبيه : لقد بادلت مجموعة من ألف حجر زيم . مبروك عليك حصولك على حجر تأسيس نقطة مراقبة .

-تنبيه : لقد بادلت مجموعة من ألف حجر زيم . مبروك عليك حصولك على حجر تأسيس بوابة إنتقال .

-تنبيه : لقد بادلت مجموعة من ألف حجر زيم . مبروك عليك حصولك على حجر تأسيس مدينة تجارية .

-تنبيه : لقد بادلت مجموعة من ألف حجر زيم . مبروك عليك حصولك على حجر تأسيس مرفأ .

نظر إبرو بعدم تصديق إلى الأحجار الخمس المميزة بألوانها المتنوعة و حجمها الكبير المختلف عن أحجار تأسيس التحالفات و القرى . قبل أن يتمالك نفسه قال سالير :

-هذا رائع أيها المغامر . إن استطعت الحصول على عدد مماثل من هذه الأحجار فسأقوم بمنحك هدية كبيرة .

نظر إبرو له و عيناه تلمعان بشدة . هذا الأغو سخي للغاية لكنه أدرك شيئا مهما , مهمة هذه الأغو محدودة بإصلاح معداته فحين يتم إصلاح معداته كلها يختفي عن المكان و لا يمكن لأحد إيجاده . تردد إبرو فعلى الرغم من إغراء الأغو بتلك الهدايا العظيمة كانت أمامه مشاكل لا حصر عليها في التحالف . لو أضاع الكثير من الوقت هنا لزادت حجم هذه الكوارث لذا قال متسائلا بتردد :

-هل يمكنني معرفة المكافأة التي سأحصل عليها في النهاية ؟

-بالطبع .

أخرج سالير حجرا كان أكبر حجما من كل الأحجار الموضوعة في مخزن إبرو . كان هذا الحجر ثماني الأضلاع على كل وجه منه منقوش حروف غريبة تشع ألوانا مميزة . قال سالير بهدوء :

-هذا حجر وجدته في أحد الأماكن الخطيرة و التي كدت أفقد حياتي بسببه . لولا أنني بحاجة لإصلاح معداتي ما فرطت فيه . هذا هو حجر تأسيس مدينة ضاد . أعتقد أن لهذا الحجر مكانة خاصة لديكم معشر المغامرين .

هذه المرة لم يتمالك إبرو نفسه ليهتز جسده في عنف ! هذا الأغو ذي المستوى الخمسين يمتلك حجر تأسيس مدينة ضاد ! هذا مستحيل ! قام إبرو بفحص الحجر بسكلة التقصي خاصته ليجد معلوماته كما يلي :

-حجر تأسيس مدينة ضاد . حجر يمكن إستخدامه في أي مدينة لتأسيس مدينة دولية . المدينة تؤسس في المرحلة الأولى للمدن و يمكن ترقيتها مثل أي مدينة أخرى . عدد مرات إستخدامه : ثلاث مرات .

ثبت إبرو بصره على الرقم ثلاثة ! يمكنه إنشاء ثلاث مدن دولية ! هذا مستحيل ! قام إبرو أكثر من مرة بفحص الحجر و قراءة محتوى الشرح الخاص عنه حتى تيقن أنه لم يكن يحلم . كان أكثر اللاعبين معرفة لأهمية وجود مدينة ضاد , فما بالك بثلاثة مدن ؟ كانت ردة فعل إبرو غريبة لتجذب إنتباه أويا التي قالت مستفسرة :

-ما المميز في هذا الحجر يا إبرو ؟

كانت تعرف أهمية بناء مدينة في أي لعبة , فالمدينة مرحلة أعلى بكثير من القرية . لكن رد فعل إبرو جعلها تشعر أن هذا الحجر يحتوي على سر أكبر بكثير مم تتصور . نظر إبرو لها و أنفاسه متلاحقة بوضوح قائلا :

-هذا حجر تأسيس مدينة ضاد .

-أنا أعرف أهمية تأسيس مدينة , لكن لماذا أشعر أنك متحمس بشكل غير طبيعي ؟

-مدينة ضاد تختلف عن أي مدينة أخرى يا أويا . إنها مدينة تتيح للاعبي لا ينتموا للنطاق أن يأتوا إليها !

صمتت أويا قليلا لتفكر في مدينة تسمح للاعبين أجانب بدخول النطاق المصري فشعرت بالغرابة من حماسة إبرو لها , فكما تصورت يجب أن يكون خائفا منها لا متحمسا لها هكذا فقالت مستفسرة :

-ألا يجب أن نمنع تأسيس مثل تلك المدن ؟

نظر لها إبرو غير مصدق ما تقوله لكن سرعان ما فطن عقله لما فهمته فقال موضحا :

-لا تتيح هذه المدينة للاعبين الأجانب دخول النطاق و التجول خارج محيطها . فقط يمكن للاعبين الاجانب السفر إليها و العيش فيها و في المنطقة التابعة لها لكن لا يمكنهم عبور نطاق المدينة لخارجها .

تغيرت المعاني فتغيرت المفاهيم و تغير معها منظورها للمدينة . هذه ليست لعنة بل فرصة , فلو صح ما قاله إبرو فهو محق في تحمسه .

-هذا يعني أنها مدينة تجارية دولية ؟

-بلى . هل فهمتي أهميتها الآن ؟

-أنت محق في تحمسك لها . لكن ماذا ستفعل ؟ أنت تحتاج لخمسة عشر ألف حجر زيم . لكن هناك أمور كثيرة في التحالف عليك الإهتمام بها . و لا تنسى المزاد العلني بعد عشرة أيام من الآن .

كان إبرو متفقا معها في مدى ضيق وقته . هذه المرة شعر بالندم لأنه لم يجعلها هي من تقوم بتأسيس التحالف و ليس هو . لكن لا وقت للبكاء على اللبن المسكوب فقال في سرعة حازما أمره :

-ستذهبين مكاني لإهناسيا و تتولين نيابة عني قيادة الأمور في التحالف حتى أعود . لقد كتبت رسالة لكل الحكماء و لمئتي و خمسة أخبرهم فيه بصلاحياتك . إن واجهتكِ معضلة ما فأخبريني بشأنها و سأحلها لكِ قدر الإمكان .

2020/02/15 · 466 مشاهدة · 1756 كلمة
Ranmaro
نادي الروايات - 2024