---
في منزل عائلة الكونت براين الشهيرة، في غرفة مزينة بالمجوهرات والأسلحة، جلس كلّ من أدريان وماكسويل على طاولة طويلة تكفي عشرة أشخاص. كان الحديث بينهما جدياً وهادئاً حول مهمتهما القادمة.
ماكسويل: هل أرسلتهم؟
أدريان: نعم.
ماكسويل: هاهاها، أنت لست سهلاً أبداً. إذاً، ماذا سنفعل في مهمتنا القادمة؟
أدريان: لقد أرسلت حراساً لاستطلاع المنطقة. عندما يأتي الجواب، سنبدأ التحرك.
ماكسويل: ستكون أول مهمة خطرة لنا.
أدريان: نعم، سيكون أول اشتباك حقيقي لنا.
☆.........☆
في طريقهم إلى شاطئ فيوري لاستقلال سفينة إلى مملكة جينوا، أقبل شخص بلهفة على كايدن قائلاً: "أوه، كايدن، ابن الكونت ألبرت! إذا كنت ذاهباً إلى جينوا، يسعدني أن تتنقل على سفينتي."
رد كايدن بسعادة لسهولة ركوب السفينة وسط ازدحام الناس: "حسناً، هل يوجد مكان لشخصين؟"
أجاب الرجل: "بالتأكيد، سيدي الشاب، من هنا تفضل."
ركب كايدن ويوجين السفينة متوجهين إلى مملكة جينوا للقاء <بين>، الذي سيساعدهم في الوصول إلى مملكة السيوف.
مملكة جينوا
بعد عدة أيام، وصل كايدن ويوجين إلى مملكة جينوا، وكانت بوابة المملكة مليئة بالزخارف والرسوم الهندسية، حيث اشتهرت جينوا بمهندسيها الذين صمموا الأسلحة في الحروب والمشاريع الكبرى للإمبراطورية.
عند وصول السفينة إلى شاطئ المملكة، ذهب كايدن ويوجين إلى منزل والدة يوجين. بعد دخولهما البيت، لم تنتظر والدة يوجين دقيقة لتسأله: "هل عرفت الحقيقة يا بني؟"
أجاب يوجين بجدية خفيفة: "لا، ولكننا تقدمنا خطوة نحوها، ولا يزال أمامنا شوط طويل."
وبعد سماعها هذا الرد وظهور القلق على وجهها، رحبت بكايدن ثم ذهبت لتعد لهم الطعام بعد الرحلة الطويلة. حينها، أخبر يوجين كايدن أنهم سينامون هنا الليلة، ثم ينطلقون غداً إلى مملكة أندورا ثم إلى مملكة السيوف.
أخبر كايدن يوجين بوجه ممتزج بالحزن والجدية: "أريد السير في الأحياء الفقيرة أولاً."
فقد اعتاد كايدن على ذلك.
أومأ يوجين بالموافقة ثم ذهب ليستريح في غرفته منتظراً الطعام.
أعدت والدة يوجين الطعام، وهي تدعى "بيلا"، وهو اسم مؤسسة الإمبراطورية قبل مئة وخمسين عاماً.
ساد الصمت على طاولة الطعام حتى تحدثت بيلا قائلة وهي تنظر إلى كايدن بحزن: "لم يخبرنا ويليام عنك إلا قبل فترة قصيرة من وفاته. لقد كان يحدثنا دائماً عن شغفك وطموحاتك. أنا سعيدة حقاً أنه اتخذ تلميذاً نبيلاً مثلك."
شكرها كايدن على لطفها وحسن كلامها، وملامحه تمتزج بين السعادة والفخر، ثم قاطعه يوجين ساخراً: "لقد قال أيضاً إنك فتى لعوب."
احمر وجه كايدن خجلاً ثم ضرب يوجين ضربة خفيفة ممازحاً إياه.
بعد أن أدركوا أن الظلام قد حل، ذهب كلّ منهم إلى غرفته وخلدوا للنوم.
في اليوم التالي
وفي وسط المملكة، وسط فساد الإمبراطورية، بعد غروب الشمس في ليلة مظلمة، أشتدت ظلاماً على كايدن عندما ذهب إلى الأحياء الفقيرة ورأى منظراً كان أشد قسوة من أحياء فيوري الفقيرة. رأى أناساً لا يملكون مأوى ولا طعاماً، وشاهد من يعملون ليلًا ونهارًا لتوفير قوت يومهم، بينما ينفق العديد من أطفال النبلاء ثرواتهم على أمور عديمة الفائدة. وبينما كان كايدن يتحسر على هذا الوضع، أخبره يوجين: "يبدو أنه لا يوجد أمل في إصلاح الإمبراطورية، يا كايدن. الأمر صعب، والإمبراطورية فاسدة تمامًا."
فرد كايدن بحزن ولكن بعزيمة لإعادة الأمل إلى يوجين: "لكن حتى في أعمق ظلمات الفساد، يظل بصيص الأمل متوهجًا في قلوب الشرفاء."
وبينما كان كايدن يسير في الشوارع المظلمة، رأى بعض الأشخاص الذين أُنهكوا من العمل الشاق المتواصل. ذهب كايدن إليهم وأعطاهم بعض القطع الذهبية، ثم غادر تاركاً لهم كلمات بوجه بشوش: "استمروا بالمحاولة، تأتي الأحلام دائماً على طبق من تعب."
اتسع بؤبؤ عيونهم بكلمات كايدن آملين أن تُتحقق أحلامهم.
كان يجب أن يخبرهم كايدن بتلك الكلمات ليعلموا أن "الفجر" قادم.
(والآن حان الوقت للذهاب إلى بين)
في طريقهم إلى حانة الزعيم، شعروا بأن أحداً يراقبهم، لكنهم لم يكترثوا كثيراً، فكل تركيزهم كان على رحلتهم. ثم رأى كايدن متجر قهوة فتذكر أن فيونا تحب القهوة، مما جعله يكتب رسالة لشراء قهوة لها عندما يعود من الرحلة، مكتوباً فيها: "كيف تحبين القهوة؟" ثم أضاف: "أرسلي الظرف إلى مملكة أندورا."
سأل كايدن يوجين: "هل يمكنني إرسال هذه الرسالة إلى مملكة فيوري؟" أجابه يوجين أن هناك شخصاً يوصل الأظرف بين الممالك، فذهب وأعطاه إليها.
ذهب كايدن ويوجين إلى حانة الزعيم متخفين، ثم جلسوا أمام النادل.
يوجين: "أريد مقابلة رئيسك."
النادل: "أنت ذلك الفتى من المرة السابقة. تفضل من هنا."
ذهب كايدن ويوجين إلى غرفة <بين>.
بين: "كيف حالك يا فتى، لقد مر أسبوع."
ثم أكمل وهو ينظر إلى كايدن بتأمل: "إذاً، هذا هو الشخص. يبدو أنك أصبحت تعرفه الآن."
يوجين: "هذا ليس موضوعنا الآن. أريد سفينة إلى مملكة أندورا."
بين: "لماذا تريد الذهاب إلى مملكة أخرى الآن؟" ثم ضحك قائلاً: "هل تقوم بجولة ترفيهية في الإمبراطورية؟"
يوجين: "أظن أن أموري ليست من شأنك."
بين وقد تغيرت ملامحه إلى الجدية: "خمسة قطع ذهبية."
وضع كايدن الأموال ثم غادروا على الفور.
☆.....................☆
واصلوا طريقهم إلى الشاطئ، وفي عجلة من أمرهم، وعندما وصلوا، قابلهم نفس الشخص الذي التقوا به في مملكة فيوري، معروضاً عليهم نفس العرض للركوب على سفينته. جعل هذا كايدن يفكر بحذر متسائلاً عن هذا الشخص وسبب حرصه على أن يركبوا سفينته بشدة. تدخل يوجين قائلاً للرجل: "شكراً لعرضك، لكننا حجزنا سفينة أمس."
غضب الرجل كثيراً وذهب في طريقه وهو يتمتم بكلمات بسبب غضبه.
بعد ركوبهم السفينة، أخبر يوجين كايدن بأن لا يثق بأحد، وأن الطريق من هنا مليء بالمخاطر.
بعد ثلاثة أيام
وصل الظرف إلى فيونا، ففتحت الظرف بسعادة لأنها كانت تنتظر رسالة من كايدن لتطمئن عليه، ثم كتبت ردها وكانت البهجة تملأ وجهها بابتسامة عريضة. لاحظ مرسل الظرف ابتسامتها وأخبرته أن يرسل الظرف إلى مملكة أندورا.
"أمرك، أميرتي." كان جواب مرسل الظرف.
وبعد عشرة أيام، في ليلة مطرية، وصل كايدن ويوجين إلى مملكة أندورا، التي بدت عليها ملامح الكآبة والخوف. كانت البيوت جميعها سوداء، الحدائق مدمرة، والحانات مليئة بالقراصنة والمجرمين. كانت الأكاديمية في وسط المدينة، وكان هناك حشد من الطلاب والمغتربين حول مرسل الظرف يطمئنون عائلاتهم عليهم.
أخذ كايدن الظرف الخاص به ثم ذهب إلى حانة كبيرة معروفة ليستريحوا فيها. لكن ما إن دخلوا حتى التفتت الأنظار نحوه. عيونه الخضراء، شعره الأسود، وشعار عائلة براين جعلت الجميع يراقبونه نظرات تكاد تقتله يشاهدون أيضا الكتب التي يحملونها. استغرب كايدن من النظرات لكنه ركز على رحلته فقط. جلس بسرعة ليستريح، ثم فتح الظرف مع تفاجؤ يوجين بالابتسامة التي كانت على وجه كايدن الذي رأى جواب فيونا كان كلمة واحدة "معك" هنا أخبر يوجين كايدن مباشرة : يبدو أن والدي كان على حق. أحمر وجه كايدن مجددا ثم رأى يوجين يقف بسرعة وأستل سيفه من الغمد ألتف كايدن وعندما أدرك الوضع جيدا وجد أن جميع من في الحانة يحملون سيوفهم ناظرين له بغضب يترأسهم نادل الحانة قائلا لكايدن: لم نرك منذ مدة ، أدريان .
في قصر مملكة أندورا، كانت الأجواء مشحونة بالتوتر. كان الملك آرثر، حاكم المملكة، يجلس في قاعة العرش، يدرس خريطة كبيرة للمملكة والممالك المجاورة. التوتر في مملكة أندورا كان يتصاعد بسبب الوضع غير المستقر في الإمبراطورية ووجود تقارير عن تحركات مشبوهة.
الملك آرثر: "إن الوضع في الخارج يزداد سوءًا كل يوم. أحتاج إلى معرفة المزيد عن هؤلاء الذين يسعون لتحقيق أهدافهم في ظل هذا الاضطراب."
المساعد إدوارد: "سيدي، لدينا تقارير عن مجموعة من المتمردين القادمين من مملكة فيوري. يقال أنهم يحملون معهم كتابًا قديمًا قد يكون له أهمية كبيرة."
الملك آرثر: "الكتاب؟ هل من معلومات إضافية حول هذا الكتاب؟"
الملحق إدوارد: "في الواقع يبدو أن لديهم كتابين ولكن لا نعرف مضمون هذه الكتب حتى الآن ،لكن يبدو أن لهم قيمة وسر كبير."
الملك آرثر: "إذاً، يجب أن نكون على استعداد. أرسل فرقة استكشاف إلى مملكة فيوري للتحقق من هذه التقارير. وأبلغ الحرس الملكي أن يكونوا في حالة تأهب."
بينما كان الملك آرثر ينظم تحركاته، في مكان بعيد عن القصر، في أعماق الغابة المحيطة بمملكة أندورا، كان هناك معسكر سري يملأه الحذر والسرية. كان القادة في المعسكر يتناقشون حول الوضع الحالي، وقد أُرسل إليهم تقرير حديث عن وصول رجلين نبيلين من الممكن أن يكونوا كايدن ويوجين إلى مملكة أندورا.
ماركوس، قائد المعسكر: "وصل كايدن ويوجين إلى هنا. يبدو أن لديهم مهمة هامة. علينا أن نراقبهم بعناية، فقد يكون لديهم معلومات قد تغير مجرى الأحداث."
ليزا، مستشارة ماركوس: "نعم، ولكن يجب أن نتوخى الحذر. إذا كان لديهم الكتاب، فقد يكونون هدفًا للعديد من الأطراف الأخرى. علينا أن نكون مستعدين لكل الاحتمالات."
ماركوس: "اتصل بالوكلاء في المدينة واطلب منهم متابعة تحركاتهم. لن نسمح لأي تهديد غير متوقع بالاقتراب من معسكرنا."
بينما يتخبط الوضع في أندورا بين التخطيط والترقب، كانت هناك أطراف أخرى تتحرك في الظل، تتحين الفرص لتحقيق أهدافها الخاصة في هذا الوقت المضطرب.
في نفس الوقت والظلام حالك في الليل
في مملكة السيوف، حيث تنتشر القسوة والصراعات، كانت الأوضاع على وشك التغير عندما استقبلت مدينة "أورين" مجموعة من المجندين الجدد. كان المكان يعج بالضجيج؛ النزلاء يتحدثون بصوت عالٍ، والجنود يتدربون على مهارات السيف في الساحات المفتوحة، بينما تتردد أصوات المطرقة من ورش السيوف القريبة.
داخل أحد السجون القاتمة في المدينة، كان أحد النزلاء، رجل قوي الجسد يدعى "كيران"، ينتظر بفارغ الصبر اليوم الذي سيشارك فيه في مسابقة السيف الشهيرة التي تجري سنويًا في المملكة. كيران كان يعرف أن هذه المسابقة ستكون فرصته الوحيدة للفرار من السجن وتحقيق طموحه في إثبات قدراته. لكنه لم يكن يعلم أن المسابقة ستكون أكثر من مجرد معركة على الحياة والموت؛ كان هناك تحالف سري بين بعض النبلاء الفاسدين في المملكة، الذين كانوا يتلاعبون بالنتائج لتحقيق أهدافهم الخاصة.
في نفس الوقت، كان "رايان"، أحد الحراس المخلصين في السجن، يتلقى أوامر غامضة من قائد الحراس، "دوق ألكسندر"، بشأن نزيل جديد سيصل في الأيام القادمة. دوق ألكسندر كان من أبرز النبلاء في المملكة، وله علاقات مشبوهة مع التجار والمجرمين، وكان يخطط لتوظيف المسابقة كمجرد غطاء لتحركاته المريبة.
عندما وصل النزيل الجديد، كان هو "إيلياس"، وهو شاب ذو مظهر هادئ ولكن ذو عيون حادة. إيلياس كان يحمل سرًا عميقًا، فقد كان في الواقع جاسوسًا من مملكة جينوا، متخفياً داخل السجن لجمع معلومات حول فساد النبلاء في مملكة السيوف. مهمته كانت جمع أدلة تدين دوق ألكسندر والسلطات الفاسدة، وفضح خططهم.