في تلك الحانة المزدحمة، ارتفعت همسات الحضور وكأنما تعبر عن مخاوفهم من وجود كايدن. عند دخوله، تبادل الجميع نظرات قاتلة، بينما أشار النادل إليه باسم "أدريان". استغرب كايدن بشدة من كلام النادل، متسائلاً في داخله عن كيفية معرفته بهذا الاسم. همس يوجين إلى كايدن بعد أن سمع الحديث: "ماذا كانت آخر مهمة لأخيك بالضبط؟" ليهز كايدن كتفه في حيرة، فليس لديه علم.
أخبر كايدن النادل بأنه ليس أدريان، لكن النادل رد ساخراً: "وأنا لست نادل الحانة!"، مما زاد من حدة التوتر في المكان. بدأ رجال الحانة يتقدمون نحو كايدن بحذر، يوزعون نظراتهم بينه وبين يوجين. كان الجو مليئًا بالتوتر، حيث لاحظ كايدن أن قائد المجموعة، رجل طويل ذو ندبة عميقة على وجهه، قد أمسك سيفه بحركة حذرة.
لم ينتظر كايدن كثيرًا. بحركة سريعة، أخرج سيفه واتخذ موقفًا دفاعيًا، جاهزًا للتعامل مع أي هجوم غير متوقع. ارتفع صوت القائد: "أنت، أيها النبيل المتغطرس، لن تفلت بسهولة من هذا المكان!"
ضحك كايدن ضحكة هادئة، كأن الوضع بأكمله مجرد لعبة بالنسبة له، فرد ببرود: "إذا كنت تعتقد أن النبالة تعني الضعف، فأنت واهم."
انقض أحد الرجال نحو كايدن بسرعة، وسيفه مرفوع في الهواء. لكن كايدن كان أسرع. بحركة خاطفة، تفادى الضربة وأطلق هجمة مضادة، تمكن من خلالها من شق درع المهاجم. سقط الرجل متألمًا، والدماء تتساقط من جرحه.
انطلق رجل ثانٍ، محاولًا مهاجمة كايدن من الخلف، لكن يوجين، الذي كان يراقب المعركة بهدوء حتى تلك اللحظة، تدخل بسرعة. أمسك سيفه وطعن المهاجم في جنبه، مما أسقطه أرضًا.
رأى القائد كيف سقط رجاله بسهولة، فأصبح أكثر غضبًا واندفع نحو كايدن. كان الاشتباك شرسًا، حيث كانت سيوفهم تتقاطع وتتوهج تحت الضوء الضعيف للحانة. ومع ذلك، كان واضحًا أن كايدن يتمتع بمهارات قتالية تفوق بكثير خصومه.
بينما كانت المعركة تتصاعد، كان نادل الحانة ومساعده يراقبان القتال في صمت. سأل المساعد: "ماذا يحدث؟ أدريان لم يكن بتلك المهارة من قبل، كان يتمتع فقط بالقوة الطاغية." لكن النادل لم يرد، فقد كان مشدودًا ليتأكد من أن الأمور لن تخرج عن السيطرة.
تقدم القائد بكل قوته، محاولاً توجيه ضربة قوية إلى كايدن. كان سيفه يلمع تحت الأضواء المتذبذبة للحانة، والغضب واضح في عينيه. تحرك كايدن بخفة وسرعة، متفاديًا الضربة الموجهة نحو رقبته. استدار بسرعة ليتحول إلى وضع هجومي، وضرب القائد بقوة في الجانب، مما دفعه للتراجع قليلاً.
"أنت أقوى مما توقعت،" قال القائد بصوت منخفض، وهو يمسك بجنبه، ينزف قليلًا، لكن الإصرار لا يزال في عينيه. "لكن القوة وحدها لن تنقذك هنا."
رد كايدن، وهو يستجمع قواه: "القوة ليست كل شيء. المهارة هي ما تصنع الفرق." ومع تلك الكلمات، تحرك بسرعة خارقة مجددًا، موجّهًا سلسلة من الضربات التي جعلت القائد يتراجع خطوة تلو الأخرى، يكافح لمجرد البقاء على قدميه.
في خضم المعركة، كان يوجين يواجه رجلين آخرين في نفس الوقت. بتكتيك دقيق وضربات محسوبة، أسقط الأول سريعًا، ثم اتجه نحو الثاني الذي كان يحاول الهروب بعد أن شاهد مصير رفاقه. بضربة واحدة سريعة، أنهى يوجين المعركة، ليعود ويقف بجانب كايدن.
مع احتدام القتال، أدرك كايدن أن هناك المزيد من رجال القائد في الحانة. فجأة، تردد صوت إنذار في الحانة، مما يشير إلى اقتراب تعزيزات. نظر إلى يوجين بقلق، قائلاً: "يجب أن نغادر الآن!"
لكن القائد الآن منهكًا وجروح جسده تنزف بغزارة، نظر حوله ورأى رجاله على الأرض. رغم ذلك، لم يستسلم. بآخر ما تبقى له من قوة، اندفع نحو كايدن في محاولة يائسة. كايدن، وبدقة باردة، أوقف الهجوم بضربة حاسمة، دفع القائد للخلف وأسقط سيفه أرضًا. سقط القائد على ركبتيه، متعرقًا ومتعبًا، لكن عينيه لا تزالان مليئتين بالكبرياء.
"لقد خسرت،" قال كايدن بصوت هادئ لكنه حازم. "القتال ضد الظلم ليس مجرد قتال بالسيوف، إنه قتال بالعقل والنفس."
ظل القائد صامتًا للحظة، ثم همس: "لا تنس أنك مجرد نبيل متغطرس..لن أغفر لك أبدا ما فعلت." بعيون كانت تتساقط منها الدموع ثم فقد وعيه وسقط على الأرض.
نظر كايدن نحو يوجين، الذي كان ينفض الغبار عن ملابسه، وقال: "لن يكون هذا آخر من يتحدانا."
رد يوجين بابتسامة صغيرة: "ليس لدي شك في ذلك. دعنا نخرج من هنا قبل أن تجلب المعركة المزيد من المشاكل."
وبهذه الكلمات، غادر الاثنان الحانة، تاركين وراءهما أجساد الرجال المكسورة وأصوات الرياح التي تعوي في الخارج.
_في الغابة_
بعدما اكتشف كايدن ويوجين أن الحانة في مملكة أندورا مليئة بالأعداء، قرروا البحث عن مأوى بديل. لكن، في مكان آخر بعيد عن ضجة المدينة، كان هناك معسكر سري في أعماق الغابة المظلمة.
في المعسكر، كان زعيم الثوار "ماركوس" يجتمع مع مساعديه. كان ماركوس رجلاً طويلاً ذو لحية كثيفة وعينين حادتين تعكسان صرامة وقوة. كان لديه اهتمام خاص بالوضع السياسي في المملكة، ويبحث عن أي فرصة لدعم قضية الثوار.
ماركوس: "وصلتنا أخبار عن وصول أحد النبلاء إلى المدينة، لكن المعلومات حوله غير مؤكدة. نحن بحاجة إلى التحقق من هذا الأمر."
مساعده: "هل تعتقد أنه قد يكون له علاقة بما نخطط له؟"
ماركوس: "احتمال كبير. علينا أن نكون حذرين. إذا كان النبيل الذي وصل هو من عائلة براين، فإن هذا قد يكون له تأثير كبير على خطتنا."
بينما كان ماركوس ومساعدوه يناقشون الوضع، كان كايدن ويوجين في طريقهما إلى الغابة للعثور على ملجأ آمن. بعد ساعات من المشي، صادفوا معسكرًا صغيرًا يبدو عليه الإهمال، لكن مع وجود دخان يخرج من المدفأة، شعروا بأنه قد يكون مكاناً آمناً للتوقف.
عندما اقتربوا، خرج من المعسكر مجموعة من الثوار بقيادة ماركوس. استقبلهم ماركوس بحذر لكنه بدا مستعدًا للمساعدة.
ماركوس: "أهلاً وسهلاً. هل تحتاجون إلى ملجأ؟"
كايدن: "نعم، نحن في حاجة إلى مكان للراحة ونعلم أن الوضع في المدينة قد يكون خطيراً."
ماركوس: "تفضلوا، لكن علينا أن نكون حذرين. هناك الكثير من الأعين المتربصة."
عندما دخلا إلى المعسكر، كان أول سؤال طرحه ماركوس على الشابين هو عن اسميهما. شعر بالارتياح عند سماعه اسم عائلة براين، وزاد اطمئنانه أكثر عندما لاحظ وجود ابن ويليام تيد بجانبه.
ولكن، لكي يقطع الشك باليقين، سارع ماركوس بطرح سؤال قائلاً لهما: "متى ينتصر السيف بلا قتال؟"
فأجاب كايدن بسرعة: "حين يحمله من يعرف متى يغمده."
شعر ماركوس بالاطمئنان بعد سماعه تلك الإجابة.
ثم تابع كايدن سؤاله عن علاقة ماركوس بويليام، ليجيبه الأخير: "الثوار هم جماعة أسسها ويليام لمواجهة الظلم والفساد والسعي إلى إنشاء ثورة. بعد رحيل ويليام، أصبحت قائد هذه المجموعة."
داخل المعسكر، أعد الثوار طعامًا بسيطًا للضيوف. بينما كان كايدن ويوجين يستريحان، تحدث ماركوس معهم عن الوضع في المملكة، والكشف عن القلق بشأن الأوضاع السياسية وأثر وصول النبلاء على الثورة.
ماركوس: "إن ما يحدث في المملكة يتطلب منا أن نكون يقظين. نحتاج إلى دعم من كل من يستطيع المساعدة. أعتقد أنكم هنا لسبب ما."
كايدن: "نعم، نحن هنا لنكشف الحقائق ونساعد في إحداث تغيير. إذا كان بإمكاننا التعاون، فنحن مستعدون."
ماركوس: "سعيد بسماع ذلك. دعونا نعمل معًا لتحقيق أهدافنا."
مع بدء التعاون بين كايدن وماركوس، بدأ الثوار يشعرون بالأمل من جديد. ناقشوا الخطط المقبلة لتوسيع نطاق الثورة واستقطاب المزيد من الدعم من النبلاء الذين يعتقدون أنهم ضد الفساد.
"علينا أن نرسل رسائل سرية إلى النبلاء الآخرين.
_في مملكة السيوف _
لجمع الأدلة التي تدين دوق ألكسندر وأعوانه، وبالتالي إحداث تغيير في النظام الفاسد.
بينما كان كيران يتحضر للمسابقة، كان إيلياس يخطط لكيفية تحقيق هدفه. سمع عن كيران وسمعته القوية، فقرر أن يستفيد من قوة كيران لصالح خطته. خلال إحدى ليالي الاستراحة في السجن، اقترب إيلياس من كيران.
كيران: تبدو طيبا ما الذي أتى بك إلى هنا؟
إيلياس: "لجمع الأدلة التي تدين دوق ألكسندر وأعوانه، وبالتالي إحداث تغيير في النظام الفاسد، سمعت أنك تسعى للمشاركة في مسابقة السيف."
كيران: "إحداث تغيير في هذا العالم ها؟ لا أظن أن هذا ممكن أما بالنسبة لسؤالك الآخر
فنعم، إنها فرصتي للهرب وإثبات نفسي. لكن ما شأنك أنت؟"
إيلياس: "أحتاج إلى شخص قوي مثلك. لقد سمعت أن دوق ألكسندر يتلاعب بالنتائج. إذا كنت تريد النجاح، فسنحتاج إلى العمل معًا."
كيران: "ماذا تعني؟"
إيلياس: "إذا تعاوننا، يمكننا كشف الفساد هنا. لكن يجب أن نتوخى الحذر. هناك الكثير من الأعين التي تراقب."
في هذه الأثناء، في القصر، كان دوق ألكسندر يراقب الأمور عن كثب. كان لديه خطط خاصة لمسابقة السيف، حيث كان ينوي استخدام نتائجها لصالحه في تعزيز سلطته.
دوق ألكسندر: "يجب أن نتأكد من فوز الرجل الذي سنختاره. إذا فاز كيران، فسيكون لدينا أداة قوية في يدنا. لكن يجب أن نتأكد من عدم خروج الأمور عن السيطرة."
عندما اقترب موعد المسابقة، كانت الأجواء مشحونة بالتوتر والترقب. في السجن، كان كيران وإيلياس يعدان نفسيهما لمواجهة التحديات القادمة. بينما في الخارج، كانت مملكة أندورا تشهد تجمعات متزايدة من المتمردين، وجميعهم يسعون لتحقيق العدالة في وجه الفساد.
وفي تلك الأثناء، بينما كانت مسابقة السيف على وشك البدء، كانت جميع الأحداث تتداخل بشكل غريب، حيث كان لكل شخصية هدفها الخاص. وكلما اقتربت الأمور من الحسم، تزداد المخاطر.
في اللحظة التي كانت فيها الأضواء تسلط على ساحة المسابقة، تذكّر كايدن كيف أن الأمل قد يكون ضئيلاً في وسط هذا الفساد، لكنه كان يؤمن أن كل جهد يستحق العناء.
المسابقة على وشك البدء، حيث توافد النبلاء والمشاهدون من جميع أنحاء المملكة لمتابعة تلك المعارك المثيرة. وفي الأفق، كانت هناك أحداث أكبر في انتظار الجميع، قد تغير مصير الممالك الأربعة إلى الأبد.
في غرفة أدريان داخل قصر الكونت ألبيرت، يدخل أحد حراسه مسرعاً، حاملاً ظرفاً ويقول:
"لقد أنهينا الاستطلاع يا سيدي. مملكة جينوا محصنة بالكامل، ولكن هناك بعض الفوضى في أندورا، أما مملكة السيوف فتستعد للمسابقة كالمعتاد."
يرد عليه أدريان قائلاً:
"بعض الفوضى؟ حسنًا... سنبدأ من هناك. أبلغ ماكسويل والبقية أن يتوجهوا إلى أندورا. يبدو أنني لن أنتظر طويلاً حتى أعود إلى تلك المملكة."
في غابة أندورا، تحت ضوء القمر الذي ينير الليل، وبينما يتحدث كايدن مع ماركوس، يسأل كايدن:
"هل هذه الجماعة هي الوحيدة التي تنتمي إلى ويليام؟"
يرد ماركوس بفخر:
"لا، الثوار هم جماعات تم جمعهم بواسطة ويليام لمواجهة الظلم والفساد. نحن موجودون في جميع ممالك الإمبراطورية، باستثناء شخص واحد يفضل العمل وحيدًا، وهو الآن في مملكة السيوف."
يسأله كايدن بفضول:
"من هو؟"
يجيب ماركوس:
"إنه يُلقب بـ السيف الماهر، واسمه... إيلياس."