في الغابة المظلمة وتحت ظلام الليل الحالك، كانت مجموعة من جنود ملك مملكة أندورا، "الملك آرثر"، تبحث في أنحاء المملكة عن رجلين يحملان كتابين. كان هذان الرجلان، النبيلان، قد وصلا إلى المملكة مساء أمس، مثيرين جلبة كبيرة في حانة شهيرة.

قائد الجنود: "ابحثوا عن الرجلين في كل أرجاء المملكة. لا تتركوا مكانًا دون تفتيش."

جندي: "لقد وجدنا الحانة التي أحدثا فيها الجلبة!"

قائد الجنود: "جيد، فلنتفرق إلى مجموعات."

توجه الجنود برفقة قائدهم إلى الحانة المذكورة، ليجدوا الطاولات محطمة والجثث ممددة على الأرض بتعب. تساءلوا بدهشة: كيف يمكن لرجلين فقط أن يسببا كل هذا الخراب؟

في تلك اللحظة، وجدوا نادل الحانة ومساعده في حالة سليمة، فاقتادوهم لاستجوابهم أمام الملك. لم يكن لدى الرجلين أي خيار للرفض.

أحضر قائد الجنود النادل ومساعده إلى الملك، الذي بدأ باستجوابهما حول ما حدث في الحانة.

الملك: "صفا لي شكل ومواصفات هذين الرجلين."

ظل النادل يرتجف متوترًا للحظات قبل أن يتمالك نفسه ويقول: "يا مولاي، كنت أظنه أدريان براين، لكن نظرًا لمهاراته وطوله فهو شخص آخر. ومع ذلك، هناك ثأر يجب أن آخذه منه، ثأر لي ولزعيم قراصنة البحر الشمالي."

الملك (غاضبًا): "لا يهمني قصصك التافهة وانتقاماتك السخيفة!"

ثم هدأ قليلًا وأكمل: "إذن هو من عائلة براين، ولكن ليس أدريان. من كان معه؟"

النادل: "لا أعرف، لكنه كان بشعر أبيض وعيون زرقاء. لم أركز على بقية التفاصيل؛ فقد كان كل تركيزي على فتى عائلة براين."

الملك: "هل كانا يحملان كتبًا؟"

النادل: "لم أستطع التركيز على ذلك، يا مولاي."

الملك: "حسنًا، اغرب عن وجهي."

ثم نادى: "قائد الجيش!"

أتى القائد على الفور مجيبًا: "نعم، يا مولاي."

الملك (بوجه عبوس): "كثف جهودك وابحث عن الرجلين!"

قائد الجيش: "أمرك، يا مولاي."

---

وفي إحدى الليالي في مملكة أندورا، وبعد عدة أيام من وصول كايدن ويوجين، كانت الأيام بعيدة عن الهدوء، فقد كانت مليئة بالأحداث والتحولات المفاجئة. هرع أحد مستكشفي المخيم إلى ماركوس، قائلاً له بسرعة:

"لقد بدأ تكثيف البحث عن كايدن ويوجين، ولكن لحسن الحظ لم يعلموا هويتهما بعد."

توجه ماركوس إلى الشابين وقال لهما بوجه شاحب يبدو عليه القلق:

"لقد أصبح الوضع خطيرًا عليكما. يجب عليكما مغادرة المملكة فورًا!"

ردّ كايدن ويوجين معًا:

"ماذا؟"

"لقد بدأوا بتكثيف البحث عنكما، وعليكما المغادرة الآن. سأرسل معكما شخصًا يساعدكما في رحلتكما. اسمه رين، وهو سيكون عونًا كبيرًا لكما."

أضاف ماركوس: "سنجهز لكم السفينة في أقرب وقت، فتجهزوا حتى يحين الوقت."

سارع الثلاثة لتجهيز حاجياتهم، وأثناء ذلك، اندهش كايدن من عضلات رين، الذي كان مظهره ضخمًا، مع شعره البني الطويل وعيونه البنية.

اقترب منه كايدن فضولًا وسأله عن عمره، ليجيب رين:

"اثنان وثلاثون عامًا، يا سيدي."

رد كايدن مبتسمًا:

"لا تقل سيدي يا سيد رين، فأنت أكبر مني."

قال رين مبتسمًا:

"لكن أنت من النبلاء!"

أجاب كايدن، وهو ينظر إليه بحزم:

"لم يكن ويليام ليريد عالمًا كهذا أبدًا، حيث يتعامل الناس هكذا فيما بينهم. النبلاء صفة وليست مكانة."

في هذه الأثناء، عاد ماركوس مسرعًا ليخبرهم بأن السفينة قد أصبحت جاهزة، وأنه عليهم المغادرة الآن إلى شاطئ مملكة أندورا الغربي!.

---

وفي الجانب الآخر من المملكة، على الشاطئ الشمالي، أرسَت سفينة أدريان ورجاله في مملكة أندورا، باحثين عن سبب الفوضى، وللتحدث مع الملك.

أما في الغابة، وبينما كان الثلاثة يركضون باتجاه الشاطئ الغربي، تم كشفهم عن طريق أحد الجنود. أسرع الجنود بملاحقتهم، لكن كل ذلك كان بلا جدوى، فقد وصل الثلاثة إلى السفينة بسرعة، ثم صعدوا على متنها وانطلقت.

صرخ قائد الجنود بغضب:

"تبًا، لقد هربوا! فلتتبعوهم، وتحققوا مما أخبرتكم به!"

رد أحد الجنود:

"لقد رأيت كتابًا واحدًا يا سيدي."

"كيف كان غلافه؟"

= "كان عليه علامة نبيلة غريبة، بجانبها رمز تنين، ورُسم على الكتاب شيء غريب يبدو وكأنه سلاح."

"حقًا؟ حسنًا، انسحبوا. لقد حصلنا على ما نريده. فالنبلغ الملك."

وفي الوقت ذاته، كان أدريان يتواجد في حانة القراصنة، لكن ما رآه هناك أصابه بالصدمة. القراصنة الأقوياء كانوا مهزومين، الراقصات خائفات وهاربات، وحتى نادل الحانة المزعج، الذي دائمًا ما يثير أعصابه... أين هو؟!

هذا السؤال كان يدور في ذهنه بينما اقترب من رئيس الحانة وسأله عما حدث. بدا رئيس الحانة مرعوبًا وهو يقول:

"لقد سمعت نادل الحانة يذكر أنك قد أتيت، لكنني لم أرَ شيئًا مما حدث!"

كان أدريان ينظر إليه مستغربًا، محاولًا فهم ما يجري.

---

دخل الجندي على ملكه ليخبره بما رآه، والسعادة تملأ وجه الملك عندما استمع إلى كلامه. قال بصوت حماسي وكأنه حلم طال انتظاره:

"أخيرًا... لقد وجدته! من كان يظن أن الكتاب سيكون بحوزة فتى من عائلة براين؟!"

قاطعه الجندي متسائلًا:

"لكن، ما علاقته بويليام يا مولاي؟"

رد الملك بنبرة غير مبالية:

"علاقته؟! ومن يهتم بمثل هذا الأمر؟ ما نريده هو الكتاب! والآن، جهز رسالة واكتب ما سأمليه عليك لتُرسل إلى الإمبراطور."

بدأ قائد الجنود بتجهيز الأدوات، ثم أخذ يكتب ما أملاه عليه الملك:

"بعد التحية والتقدير لشخصكم الكريم، أود أن أعلمكم بصفتي ملكًا لمملكة أندورا التابعة لإمبراطوريتكم العظيمة، أن مملكتنا شهدت مؤخرًا حالة من الذعر والفساد، إضافة إلى نوع من التمرد. كما تم سرقة كتاب مهم من قبل فتى من عائلة براين الشهيرة. لقد تركته حرًا احترامًا لمكانة عائلته المرموقة، ولكنني أرجو من سيادتكم التدخل لإعادة الأمور إلى نصابها، وتحقيق العدل وإعادة ممتلكاتي المسروقة."

توقف الملك وسأل قائد الجنود:

"هل كتبت كل ما قلته؟"

رد القائد:

"نعم يا مولاي."

قال الملك مبتسمًا بخبث:

"جيد. من أي شاطئ غادر ذلك الفتى؟"

أجاب الجندي:

"من الشاطئ الغربي يا مولاي."

هز الملك رأسه وقال:

"الشاطئ الغربي؟ إذن... مملكة السيوف! يا له من مكان مناسب لنشر بعض الإشاعات.

___

في البحر الغربي، الذي اكتسى بلون أخضر داكن تحت أشعة غروب الشمس، كانت سفينة ثوار مملكة أندورا تشق طريقها نحو مملكة السيوف.

قال يوجين بجدية:

"كايدن... لا، بل نحن الثلاثة. لن تكون هذه الرحلة آمنة بعد الآن. يجب أن نتخفى جيدًا، ربما بارتداء قلنسوة أو عباءة، أو أي شيء من هذا القبيل. كما عليك أن تخفي شعار عائلتك، يا كايدن. لن يجلب لنا سوى المتاعب في هذه المرحلة من الرحلة."

رد كايدن بعد لحظة من التفكير:

"حسنًا، بعد التفكير في الأمر، يبدو كلامك منطقيًا. سأفعل ذلك.

---

في الجهة الأخرى من الإمبراطورية، في مملكة فيوري، كان الجيش الإمبراطوري يطرق باب قصر عائلة براين بقوة، مناديًا على رب الأسرة، الكونت ألبيرت. خرج الكونت مستجيبًا للنداء، وعلامات الاستغراب تملأ وجهه، متسائلًا عن سبب قدوم حرس الإمبراطور بهذه الطريقة وطرقهُم العنيف على باب القصر.

قال أحد الجنود بصرامة:

"سيتم إخضاعك لمحاكمة بأمر من الإمبراطور."

رد ألبيرت بذهول:

"محاكمة؟ ماذا فعلت؟ ما هذا الأمر المفاجئ؟"

أجاب الجندي بلا تردد:

"هذا ما أمرنا به. ستعلم التفاصيل عند وصولك."

صعد الكونت إلى العربة تحت نظرات أفراد أسرته المليئة بالحيرة والقلق. كانت ابنته أوليفيا تبكي بحرقة بين ذراعي والدتها، تصرخ وتتساءل عن السبب وراء هذا الأمر. أما الخادمة مارجريت، فقد بدأت الأفكار تتزاحم في رأسها، وهمست لنفسها:

"ماذا يحصل؟ هل هو بسبب السيد الشاب؟ ما الذي يمكن أن يكون السيد الشاب قد فعله؟ أهو بسبب ذلك الكتاب؟ أرجو أن يعود السيد كايدن والكونت ألبيرت بسلام."

في القصر الملكي بمملكة فيوري، كانت الأجواء مشابهة من حيث القلق والتوتر. فيونا، التي وصلها الخبر، لم تستطع السيطرة على نفسها، فهرعت إلى والدها تطلب منه التدخل ومساعدة الكونت بأي وسيلة.

قال والدها بحسرة:

"سأحاول، يا ابنتي، لكن الأمر جاء مباشرة من الإمبراطور... إنه والد أدريان. سأفعل ما بوسعي."

ثم أكمل حديثه مع نفسه:

"كايدن... ماذا فعلت؟"

في محكمة واسعة وفخمة، مليئة بالنبلاء من الطبقات الرفيعة، كان الكونت ألبيرت براين يقف أمام القاضي منتظرًا الحكم. كانت الهمسات تملأ القاعة حتى ضرب القاضي بالمطرقة بقوة، قائلاً بصوت عالٍ:

"صمتًا!"

ثم تابع القاضي:

"ألبيرت براين، ابنك متهم بنشر الفساد في الإمبراطورية وسرقة ممتلكات ثمينة من ملك مملكة أندورا."

اعترض ألبيرت بغضب:

"مملكة أندورا؟ هل هناك دليل على هذا الادعاء؟"

رد القاضي بثبات:

"وفقًا لشهادة جميع من كانوا في الحانة، فإن فتى من عائلة براين تسبب في إصابة العديد من الأشخاص بجروح خطيرة. وقد رأوا كتابًا، قال الملك آرثر إنه ملك له."

قال ألبيرت:

"لا أصدق هذا! إذن، هل هناك دليل يثبت أن الكتاب تابع له؟ وهل هو بهذه الأهمية لتُثار كل هذه الضجة؟"

أجاب القاضي:

"الملك آرثر يقول إن الكتاب ذو أهمية كبيرة لمملكته. أما عن الإثبات، فالملك لديه رسمة قديمة للكتاب، تُظهر أنه ملكه."

توقف القاضي للحظة ثم قال:

"والآن، حان الوقت لتختار:

إما أن تتحمل العقوبة بصفتك والد المتمرد، أو أن تطرد ابنك، كايدن براين، من العائلة، وبهذا تنهي كل صلة لك به."

____

في مملكة السيوف، اشتعلت الأجواء مع بداية أول مبارزة في مسابقة السيوف، الحدث الذي يحدد الكثير من المصائر داخل الإمبراطورية.

كانت المواجهة الأولى بين كيران، المحارب المعروف بجسمه القوي ومهاراته العالية، وشخص مجهول الهوية يرتدي عباءة تخفي ملامحه بالكامل. كل الآمال كانت متجهة نحو كيران، حيث وقف خلفه شخصيات مؤثرة مثل إيلياس والدوق ألكسندر، كل منهم يعلق آماله عليه لأسباب خاصة.

كان الجميع واثقين من انتصار كيران، معتبرين فوزه أمرًا لا جدال فيه. لكن المفاجأة الكبرى جاءت بسرعة صاعقة، عندما تمكن ذلك المقاتل المجهول من هزيمة كيران بسهولة مذهلة.

بعد انتهاء المبارزة، جلس الدوق ألكسندر في مكانه مذهولاً، ثم تمتم لنفسه وهو يعيد التفكير في خططه:

"يبدو أن هناك حصانًا أسود في مسابقة هذا العام.

بينما نتحدث عن مسابقة السيوف وعلى متن السفينة المتجهة إليها، سأل رين كايدن بفضول عن كيفية معرفته بويليام وكيف أصبح تلميذًا له.

ابتسم كايدن بابتسامة عفوية وهو يسترجع تلك الذكريات التي تجلب له السعادة، رغم أن بعضها يبعث في قلبه الحزن.

ثم قال له: "ستكون قصة طويلة."

أجاب رين: "إنها رحلة طويلة أيضًا."

قال كايدن: "حسنًا، إذن دعني أحكي لك القصة."

بدأ كل شيء منذ إحدى عشرة سنة، أمام بوابة مملكة فيوري، حيث كان صديقان يعبران تلك البوابة. كانا ويليام وماكسويل.

2024/12/21 · 42 مشاهدة · 1496 كلمة
نادي الروايات - 2025