6 - "ذكريات كايدن: ماضي لا يُنسى"

هاهاها! يا ماكسويل، كدنا نصل!

"ماذا يا رجل؟ ألا تتعب أبدًا؟"

= "يمكنك القول إنني متحمس؛ هذه أول مرة أزور فيها هذا المكان. فلنسرع لنقابل أدريان."

"حسنًا، سنأخذ عربة من هنا."

عند بوابة فيوري الكبيرة في شمال الإمبراطورية، تميزت المملكة بزهورها وحدائقها الجميلة. دخل كل من ويليام وماكسويل إلى المملكة متجهين لملاقاة صديقهما أدريان. وفي أثناء ركوبهما العربة، دار بينهما حديث شيق.

ماكسويل بسعادة: "يجب علينا أن نتبارز مجددًا كما في الماضي. سأهزمك هذه المرة!"

ويليام مبتسمًا: "حسنًا، لكن لا أظن أن النتيجة ستختلف كثيرًا."

"يا رجل، ماذا فعلوا بك في مملكة السيوف لتصبح بهذه المهارة؟ يبدو أن ذلك أفادك في تطوير مهاراتك بالسيف."

= "من الصعب وصف ذلك، لكن يمكن القول إن التدريب كان قاسيًا للغاية."

"ها قد وصلنا."

أمام قصر الكونت ألبرت، لاحظهما الحراس وأبلغوا القصر عن وصولهما. هرعت مارجريت للترحيب بهما بلهفة ودعتهما للدخول.

بمجرد دخولهما، استقبلهما أدريان بحرارة وعانقهما طويلًا، كيف لا وهذا أول لقاء يجمعهم منذ فترة طويلة. لكن سرعان ما قطع أجواء الترحيب صوت صراخ طفل في الطابق الأعلى.

صوت الطفل: "آآآآآآه!"

= "ما بك، كايدن؟"

"لا أفهم لماذا لا أستطيع حل هذا الواجب المنزلي! إنها المرة الرابعة! لماذا يعطوننا دائمًا دروسًا نظرية؟ أين دروس السيف؟ ألا توافقينني الرأي يا فيونا؟"

= "ما زلنا صغارًا يا كايدن، لماذا لا تفهم؟ كيف ستتدرب على السيف وأنت لم تتقن الأساسيات بعد؟"

"إذًا ساعديني في حل هذا الواجب المنزلي!"

= "إنه سؤال بسيط، الإجابة ستكو..."

قاطعها أدريان وهو يدخل الغرفة بصوت مرتفع: "كايدن، هل أنت بخير؟ ماذا حدث؟ فيوناريا، هل وقع شيء؟"

فيوناريا بطمأنينة: "لا يا سيد أدريان، الأمر بسيط، كايدن فقط يجد صعوبة في واجبه المنزلي."

= "ماذا؟! كل هذا من أجل واجب منزلي؟"

تدخل ويليام قائلاً بابتسامة إعجاب: "فيوناريا؟ ابنة الملك؟ يا له من صديق للدراسة معه، كايدن."

كايدن مستاءًا: "من هذا؟"

أدريان بسرعة: "كايدن! تحدث باحترام. الشخص الذي أمامك هو سيد السيف، ويليام تيد، الأول في الإمبراطورية في فن المبارزة."

تسمر كايدن في مكانه وقد اتسعت عينيه دهشة، ثم قال: "ويليام تيد؟

هل ستبقى هنا؟"

"نعم، في الواقع لدينا اتفاق مع....."

= "إذن، علمّني فن السيف! أريد أن أتعلمه كي أهزم الأشرار!"

ضحك ماكسويل ضحكة عالية قائلاً: "أكمل واجبك أولاً يا كايدن، لا حاجة لك للتفكير في هذه الأمور الآن."

"حسنًا، هل نتبارز في فناء منزلي؟"

رد أدريان: حسنا أيها الأشقر.

---

وبينما كان الثلاثة يتجهون نحو فناء المنزل للمبارزة، لفت انتباه ويليام مشهد خارج القصر. من خلال إحدى النوافذ، لاحظ مجموعة من الأطفال في حي فقير قريب، يلعبون بملابس بالية وأيديهم مغطاة بالتراب. شعر بشيء ما يحرك قلبه، فتوقف للحظة يراقبهم بصمت.

ماكسويل لاحظ توقفه، فسأله:

ماذا هناك يا ويليام؟

رد ويليام وهو ينظر بعيدًا:

لا شيء، فقط... أريد أن أعود إلى هذا المكان لاحقًا.

رفع أدريان حاجبه في استغراب:

إلى أين؟

ويليام بابتسامة هادئة:

لا شيء مهم الآن. لنكمل، فالمبارزة لن تنتظر.

استمرت المجموعة نحو الفناء، حيث بدأت المبارزة بين ويليام وماكسويل، وأدريان يشجع كلاهما على حد سواء. لكن في أعماق قلب ويليام، كان هناك شعور لا يستطيع تجاهله: واجب مساعدة هؤلاء الناس.

وبعد انتهاء المبارزة، عاد ويليام إلى غرفته مبكرًا، لكنه لم يستطع النوم. فتسلل في منتصف الليل خارج القصر. توجه نحو الحي الفقير الذي لاحظه في النهار، حاملًا بعض النقود والطعام الذي جمعه من المطبخ.

ولكن عند وصوله، صدم حيث لم يرى أحد من الأطفال والناس الذين كانوا يلعبون وبعد القليل من البحث وجد كايدن وفيوناريا كانا هناك، يساعدان الأطفال ويوزعان عليهم الطعام والملابس. وقف ويليام في الظل يراقب، مدهوشًا من تصرفهما. تقدم بخطوات هادئة نحوهم، حتى لاحظ كايدين وجوده.

كايدن:

ويليام؟ ماذا تفعل هنا؟

ابتسم ويليام وقال بهدوء:

يبدو أنني جئت متأخرًا.

فيوناريا، بابتسامة خجولة:

لم نتوقع أن نراك هنا، سيد ويليام.

ليرد ويليام: اها ، يمكنك القول إنه شعور متبادل.

جلس ويليام بجانبهم وبدأ يشاركهم في توزيع الطعام. وبعد فترة قصيرة، نظر إلى كايدين بسعادة وقال:

أنت مختلف عما توقعت يا كايدين.

كايدن بابتسامة صغيرة:

ولماذا ذلك؟

ويليام، بنبرة مليئة بالإعجاب:

لديك قلب نقي وشجاعة. هذا شيء نادر بين النبلاء.

كايدن: أعلم ذلك

- ها؟

=فطالما كان النبلاء متكبرين دائما ويأذون الآخرين في سبيل مطامعهم الشخصية، لذلك قلت إنه شيئ نادر بين النبلاء.

قال له ويليام وهو قد اتخذ قراره بالفعل: بخصوص تعليمك فنون السيف.

ينظر له كايدن بشغف وهو ينتظر الإجابة المنتظرة.

ليكمل ويليام: سوف اتخذك تلميذا لي ونساعد بعضنا لإصلاح هذا العالم ولكن لا تخبر أحدا حسنا؟

وافق كايدن بالطبع، فالواقع كان ذلك أكثر مما طلب ،أن يدرس فنون السيف في هذه السن الصغيرة لهو شيئ لطالما أراده.

فيوناريا وهي في حماسة زائدة سعيدة لأجل كايدن: مبارك لك يا كايدن ، لكن هذا لن ينسيك واجبك المنزلي.

ضحك كايدن محاولا الهروب من الإجابة.

بينما يقول ويليام بقلق في داخله: هذان الإثنان، لا يعلمان ماذا يخفي هذا العالم من فساد بعد. ثم أكمل بابتسامة: ولكنهما على الطريق الصحيح الآن .

وفي صباح اليوم التالي

استيقظ الجميع على أجواء مليئة بالنشاط داخل قصر الكونت ألبرت. كان أدريان يُجهز نفسه للقيام بجولة مع أصدقائه في أرجاء فيوري، بينما كان كايدن وفيوناريا يتناولان الإفطار في الحديقة، يتحدثان عن مغامرات الليلة الماضية وكأنها سر صغير بينهما.

أما ويليام، فقد قرر أن يبدأ تدريب كايدن مبكرًا، ليجده ينتظره في الفناء الخلفي للقصر، مليئًا بالحماس والتحدي.

كايدن بابتسامة عريضة: "هل ستعلمني اليوم يا سيد ويليام؟"

ويليام بابتسامة هادئة: "بالطبع. ولكن تذكر، تعليم السيف ليس مجرد تعلم القتال. بل هو تعلم القيم والمبادئ التي تجعلك تستخدمه بالشكل الصحيح."

بدأ التدريب، وبدأ ويليام يشرح لكايدن حركات بسيطة، مع التركيز على الثبات والتوازن. كايدن كان يبذل جهدًا كبيرًا لإثبات نفسه، بينما يراقبه ويليام بإعجاب.

وفي أثناء التدريب، ظهرت فيوناريا وهي تحمل بعض الماء والمناشف، قائلة: "أردت أن أساعدكما. التدريب يبدو مرهقًا!"

ضحك ويليام قائلاً: "شكرًا لكِ، فيوناريا. ولكن، هل ترغبين في تعلم بعض المهارات أنتِ أيضًا؟"

فيوناريا بخجل: "أنا؟ لا، لا أظن أنني بحاجة لذلك."

كايدن مستفزًا: "هل تخافين يا فيونا؟"

فيوناريا بغضب طفيف: "أنا لا أخاف! ولكن، إن أردت، يمكنني المحاولة!"

أعطاها ويليام السيف الخشبي لتجرب بعض الحركات البسيطة. وفي الوقت الذي كانت تحاول فيه، استغل كايدن الفرصة ليقوم بمقلب صغير، حيث رش عليها بعض الماء الذي كان بجانبه.

صرخت فيوناريا: "كايدن! سأنتقم منك!"

ضحك الجميع، حتى أن ويليام قال بابتسامة: "يبدو أن التدريب أصبح أكثر متعة الآن."

وبعد انتهاء التدريب وهم يستريحون سأل كايدن معلمه ويليام: هل تريد إنهاء الفساد أيضا يا معلمي؟

ليرد ويليام بإبتسامة : أجل يا كايدن،بشدة.

- وهل ستستطيع فعل ذلك وحدك؟

= لكن أنا لست وحدي يا كايدن لدي اصدقاء في الممالك الأخرى ، اصدقاء موثوقين متضررين من هذا الفساد، يسعون لإنهائه.

- رائع فالتعرفني عليهم!.

= سأعرفك عليهم فيما بعد أنت وابني.

- لديك ابن إذن.

= أجل أنه يشبهني نوعا ما.

وفي صباح اليوم التالي

في أكاديمية النبلاء الكبيرة التي تتميز بكتبها وتعليمها، كان الجو مشحونًا بالتركيز والحركة. كايدن كان يجلس في الزاوية يقرأ كتابًا عن فنون المبارزات، بينما كانت فيوناريا جالسة إلى جانبه تكتب ملاحظات على لوح خشبي. بيتر كان يتدرب على سيفه بالقرب منهم، أما ميرا فكانت تراقبهم من النافذة.

ميرا نظرت إلى كايدن وقالت: "أعتقد أننا بحاجة إلى ممارسة القتال أكثر من القراءة عن أساليبه. القوة تأتي بالتدريب المستمر."

كايدن رفع رأسه وقال مبتسمًا: "أنا موافق، لكن أعتقد أنني أحتاج إلى بعض النظرية أولاً. لا أريد أن أكون مثل المحارب الذي يتسرع في الهجوم دون تفكير."

فيوناريا، التي كانت تراقبهم، قالت: "صحيح، الأساسيات النظرية تبني القوة العقلية، لكن لا ينبغي أن ننسى أننا هنا أيضًا لنتعلم كيف نتصرف تحت الضغط."

بيتر، الذي كان يراقبهم من بعيد، قال بنبرة غير جادة: "الحديث عن الأساسيات لا يساعد عندما تجد نفسك أمام خصم حقيقي. التطبيق هو الأهم."

فجأة، دخل واين إلى الغرفة وهو يحمل كتابًا قديمًا في يده وقال: "إذا أردتم معرفة المزيد عن المبارزات، عليكم أن تدرسوا هذا الكتاب. يحتوي على تقنيات خفية للتغلب على الخصوم."

كايدن نظر إليه وقال بدهشة: "أنت أيضًا، واين؟ ماذا تحتوي هذه الكتب؟"

واين ابتسم وقال: "هذا الكتاب يعلّمك كيفية التأثير في خصمك من خلال التلاعب العقلي، كيفية إضعاف إرادته قبل أن تبدأ المعركة."

فيوناريا رفعت حاجبيها وقالت: "التلاعب العقلي؟ هذا يبدو خطيرًا."

ميرا، وهي تضحك قليلاً، قالت: "لا أعتقد أن هذا سيحسن أسلوبنا في المبارزات. ربما سيكون أكثر فائدة في المبارزات الكلامية."

لكن قبل أن يتكلم أحدهم، قام واين بمقلبه المعتاد. بينما كان الجميع مشغولين بالكلام عن الكتاب، قام واين فجأة برمي الكتاب في الهواء، ولكن هذه المرة لم يكن يقصد أن يهرب به. الكتاب، الذي كان ثقيلًا، سقط مباشرة على رأس كايدن.

كايدن نظر إلى الكتاب ثم إلى واين وقال بصوت منخفض: "أنت حقًا لا تتوقف عن المفاجآت."

واين، وهو يضحك بحماسة، قال: "أردت فقط أن أريكم قوة الكتاب! إنه يعلمك كيف تكون سريع البديهة."

ميرا ضحكت وقالت: "إذا كانت هذه هي فائدة الكتاب، فربما نحتاج إلى كتاب آخر لتعلم كيفية تجنب ضربات الكتاب!"

بيتر ابتسم وقال: "على الأقل إذا وقع الكتاب على رأسك مرة أخرى، سيكون لديك فكرة عن كيفية استخدامه كدرع!"

كايدن، الذي بدأ يبتسم هو الآخر، قال: "يبدو أنني سأحتاج إلى تدريب على كيفية التعامل مع الكتب الثقيلة قبل أن أتعلم المبارزات الحقيقية."

فيوناريا، وهي تبتسم قائلة: "إذا كنت تستطيع التعامل مع المقالب والكتب، ستكون جاهزًا لأكثر من مجرد مبارزات."

واين، وهو يبتسم بخبث، قال: "وأنا هنا لكي أعلمكم كيف تبقون على قيد الحياة في مواجهة المفاجآت."

بعد أن انتهى اليوم في الأكاديمية، عاد كايدن إلى منزله وهو يخطو ببطء. كان ذهنه مشغولًا بما حدث في الأكاديمية، خصوصًا بعد المقلب الذي قام به واين. شعر بوجع بسيط في رأسه بسبب الكتاب الثقيل الذي سقط عليه، لكنه كان يفكر أيضًا في كلام ميرا وفيوناريا حول أهمية التطبيق العملي.

دخل إلى غرفته، حيث كان ويليام ينتظره. كان ويليام جالسًا بالقرب من نافذة الغرفة، ينظر إلى الأفق كما لو كان يفكر في شيء بعيد.

كايدن اقترب منه وقال: "أستاذ ويليام، اليوم كان مليئًا بالمفاجآت في الأكاديمية. كان هناك نقاش حول الدروس النظرية والتطبيقية. وفي الواقع، كان حديثهم مثيرًا جدًا."

ويليام نظر إليه مبتسمًا وقال: "أرى أنك مشغول البال، ماذا جرى؟"

كايدن جلس بجانب ويليام وقال: "حسنًا، كانوا يتحدثون عن أن التطبيق العملي هو الأهم، بينما كنت أظن أن الفهم النظري هو الأساس. ميرا قالت إنه لا فائدة من تعلم النظرية دون التطبيق، بينما فيوناريا كانت ترى أن العقل يجب أن يكون جاهزًا أولًا."

ويليام تنهد وقال: "صحيح أن التطبيق العملي مهم جدًا، لكن النظرية أيضًا لا تقل أهمية. إذا كنت تقاتل دون أن تفهم تقنياتك ومبادئ المبارزات، ستكون عرضة للخطأ في أوقات حرجة. النظرية تمنحك الرؤية العميقة التي تساعدك على فهم كيف يتحرك الخصم، وكيفية الرد في المواقف المختلفة."

كايدن نظر إلى ويليام وقال: "لكن كيف يمكنني تطبيق هذه الأفكار؟ أحيانًا أعتقد أنني أتدرب كثيرًا على الحركات ولكن لا أستطيع فهم سبب تطبيقها بالطريقة التي أفعلها."

ويليام ابتسم وقال: "التدريب على الحركات يجب أن يكون مدروسًا. إذا كنت لا تفهم ما وراء كل حركة، فلن تستطيع استخدامها بكفاءة. عندما تتقن النظرية، ستعرف متى تستخدم كل حركة، وكيف تستفيد من كل فرصة."

كايدن تأمل في كلامه، ثم قال: "أعتقد أنني أحتاج إلى أن أوازن بين الاثنين. النظرية قد تمنحني فهمًا عميقًا، والتطبيق سيجعلني أتقن ما تعلمته."

ويليام أومأ برأسه وقال: "بالضبط. كل شيء في مكانه إذا كنت تفهم لماذا تفعل ما تفعله. لا يمكن فصل النظرية عن التطبيق في فنون المبارزة. يجب أن تكون دائمًا مستعدًا عقليًا وجسديًا في نفس الوقت."

كايدن ابتسم وقال: "أفهم الآن. سأركز على كلا الجانبين."

ويليام أضاف: "هذا هو السبيل الوحيد لتحقق تقدمًا حقيقيًا. لكن تذكر، دائمًا يجب أن تكون عينيك على الهدف الأكبر. لا تدع أي شيء يشتت انتباهك عن مسعاك."

كايدن شعر بالراحة بعد حديثه مع ويليام، وعرف أن الطريق أمامه طويل، لكن الفهم العميق لما يتعلمه سيقوده إلى النجاح.

توقف كايدن عن سرد القصة وهو متأثر بتلك الذكريات ثم قال:

هذه كانت بداية معرفتي بويليام يا رين.

أجابه رين بسرعة: إذن ماذا حدث بعد ذلك؟ فالتخبرني بمكان وفاته.

- حسنا إذن

بعد مرور سنوات من التدريب وتلقى الحكمة ذهب ويليام إلى رحلة ما وكنت انا في السابعة عشرة من عمري وبعد سنة من ذلك الوقت أردت أن يرجع ليحضر التخرج معي وبالفعل قد أتى وكنت في قمة سعادتي حينها كان ذلك قبل شهر من التخرج. كانت تتوالى أحداث ذلك اليوم بشكل ممتع بين الضحكات والتدريب الجاد، وفي الوقت الذي كان الجميع يظن أن هذا اليوم سيبقى هادئًا، جاءت رسالة عاجلة إلى القصر.

دخل أحد الحراس مسرعًا، ممسكًا برسالة مختومة بشعار المملكة. نظر إليه أدريان بجدية وسأله:

"ما الأمر؟"

قال الحارس بنبرة متوترة: "رسالة من الإمبراطور. يبدو أن هناك أمرًا طارئًا في العاصمة."

تناول أدريان الرسالة وفتحها بسرعة. قرأ بصوت منخفض، ثم التفت إلى ويليام قائلاً:

"يبدو أن الأمور بدأت تتحرك أسرع مما توقعنا. الإمبراطور يطلب حضورنا فورًا إلى العاصمة لعقد اجتماع طارئ."

ويليام بهدوء: "أمر طارئ؟ هل يتعلق بالثورة في الأقاليم الجنوبية؟"

أدريان: "لا أدري، لكنه أمر لا يمكن تجاهله. علينا التحرك فورًا."

كايدن، وقد اختفى الحماس عن وجهه، سأل بقلق: "هل ستذهبون جميعًا؟"

نظر ويليام إلى كايدن وقال بابتسامة مطمئنة: "هذا ليس وداعًا، بل مجرد مهمة قصيرة. استمر في التدريب، وسأعود قريبًا."

فيوناريا، التي شعرت بالقلق أيضًا، قالت: "هل يمكن أن يكون هذا الاجتماع خطيرًا؟"

أجابها أدريان بثقة: "لا تقلقي. نحن نعرف كيف نتعامل مع الأمور. فقط ابقيا هنا بأمان، وسنعود بمجرد انتهاء الاجتماع."

استعد الجميع للمغادرة، وودعهم كايدن وفيوناريا عند بوابة القصر. لكن في أعماق قلب كايدن، شعر أن هناك أمرًا أكبر مما يُقال.

---

على الطريق إلى العاصمة، كان ويليام صامتًا، يفكر في المشهد الذي رآه في الحي الفقير. أدريان لاحظ شروده وسأله:

"ما الذي تفكر فيه يا ويليام؟"

أجاب ويليام بصوت منخفض: "في أشياء كثيرة. الفساد الذي ينخر الإمبراطورية، الأحياء الفقيرة، الأطفال الذين لا يملكون شيئًا... وكل هذا ونحن نسير نحو اجتماع آخر مليء بالسياسة والمكائد."

توقف أدريان للحظة، ثم قال بحدة: "ويليام، هذا هو الواقع. لا يمكننا تغيير كل شيء، وليس بيدنا سوى قبول هذا الفساد ومحاولة البقاء في موقع يسمح لنا بالتأثير ولو بشكل بسيط."

نظر ويليام إليه بدهشة، ثم قال: "كيف يمكنك أن تقول ذلك؟ إذا كنا نحن أنفسنا نرضى بهذا الواقع، فمن سيغيره؟"

رد أدريان ببرود: "ويليام، التفكير بالمثاليات قد يؤدي بك إلى الهلاك. الإمبراطورية ليست مكانًا لمن يحلمون بالعالم المثالي."

صمت ويليام، لكنه لم يستطع إخفاء ملامح خيبة الأمل التي ارتسمت على وجهه. تابع التفكير، وعيناه تتأملان الطريق وكأنه يبحث فيه عن إجابة مختلفة.

---

في القصر، قرر كايدن وفيوناريا قضاء يومهما في الحديقة، يتحدثان عن المستقبل. قالت فيوناريا وهي تنظر إلى السماء:

"كايدن، هل تعتقد أننا نستطيع تغيير هذا العالم؟"

أجاب كايدن بثقة: "نعم، أؤمن بذلك. طالما نحن نسعى لفعل الصواب، فلا شيء يمكن أن يمنعنا."

نظرت إليه فيوناريا بإعجاب وقالت: "أنت تذكرني بويليام. لدي شعور أنك ستصبح شيئًا عظيمًا يومًا ما."

كايدن بابتسامة: "ربما، لكن حتى ذلك الحين، لدي واجب منزلي يجب أن أنهيه!"

ضحكت فيوناريا وقالت: "أخيرًا! هيا لنبدأ قبل أن يعود ويليام ويوبخك!"

انتهى المشهد على ضحكاتهما.

2025/01/03 · 16 مشاهدة · 2338 كلمة
نادي الروايات - 2025