الفصل ثلاثة وعشرون
الانتقام هو طريق دموي لن يستطيع الجميع السير فيه
.....
وقف الفتى ذو ال 4 سنوات فوق جسد تاين كو الدامي وهو يحمل المضرب الذي اصبح احمر من شده الدماء الملتصقه به
نظر آرام الى الفتى و ابتسم بهدوء ثم وجه نظره الى تاين كو كانت ميته ب الكامل
"الان "
تنهد آرام بهدوء ثم تقدم الى الامام و وقف بجانب الفتى
"كيف تشعر "
سال آرام وهو ينظر الى السماء الزرقاء المكتظه بالغيوم بكثره
رفع الفتى راسه الى السماء وهو واقف بجانب آرام بهدوء تطاير شعر الاثنان في الهواء مع اول هبوب للرياح الخفيفة
"لقد حققت انتقامي "
كان الفتى الان منكسر بشكل لا يصدق و لا يوصف حقا
ففي اقل من ساعه حتى
شاهد قريته تحترق شاهد اهله يموتون و شاهد اخيه الاكبر يشق جسده لكي يغطيه ب الدماء لكي يمنع النار من حرقه
شاهد قاتل اهله و عائلته و حقق انتقامه ايضا
"انا "
تنهد الفتى وهو يخفض راسه الى الاسفل و ينظر الى يداه
نظر الفتى الى يداه كانت ترتعش ب قوه و كانت الدماء تسيل من يداه ايضا بسبب الحروق التي عانا منها قبل قليل
لم يستطع جسده ان يشعر ب الالم بسبب غضبه و الان بسبب انكساره التام
"ليس بعد"
جلس آرام بجانب الفتى ثم اخذ الغطاء الاحمر التي كانت تاين كو ترتديه كان عباءة حمراء ثقيله و جميله
و لحسن حظ آرام كانت لكلا الجنسين لم تكن نسائيه
وضع آرام العباءة على جسده و غطى جسده العاري ثم اخذ الفتى الصغير و وضعه في حضنه
"ماذا تعني ليس بعد يا سيدي "
تحدث الفتى وهو يرتجف ب الم و انكسار
تنهد آرام بهدوء ثم حرك يداه و احتضن الفتى الصغير
"ليس الان على الاقل ولاكن
الان اريدك ان تبكي"
مع اخر جمله قالها آرام اهتز جسد الفتى ب حزن لا يصدق و بدا يصرخ ب الم و حزن لا يوصف
في ذلك المكان و ذلك الوقت
تساقط الثلج بهدوء على القريه المحترقه بالكامل فوق القريه وقفت العنقاء الحمراء الجميله بهدوء ولم تتحرك
على الجانب جلس نيرو وهو متكئ على شجرة خلفه ينظر الى كل شي و يفكر بهدوء
و في الجانب الاخر جلس آرام على الارض وهو يحتضن الطفل الصغير و ينظر الى الثلج يسقط بهدوء و جمال
كان الفتى الصغير قد توقف عن البكي منذ وقت
وهو الان نائم بهدوء في حضن آرام
بقي آرام جالس هناك بهدوء وبدون ان ينطق بشئ او يتحرك حتى
"آرام"
اقترب نيرو من آرام بهدوء و حلس بجانبه
"نعم"
"لماذا فعلت هذا يا آرام"
"ماذا تعني"
اغمض نيرو اعينه بهدوء ثم رفع رأسه و بدا ينظر الى السماء فوقه
"لماذا جعلت هذا الطفل يفعل ما فعل
كنت انا قادر على قتلها وانت اكثر من قادر
اذا لماذا "
تنهد آرام بهدوء وهو ينظر الى البخار يخرج من فمه مع كل نفس بسبب البرودة
"لانه هو من عليه فعل ذلك
اسمع يا نيرو
في هذا العالم البائس اللعين
يجب على الشخص ان يأخذ انتقامه بنفسه اذا ما اخذ شخص اخر الانتقام لن تشعر بلذة النصر و الانتقام
بسبب هذا سوف يفكر الشخص
ماذا لو فعلتها انا
ماذا لو لم اجعله ياخذ الانتقام
ماذا لو ماذا لو ماذا لو
كل هذه الأشياء سوف تؤدي الى حياة من الالم و الانكسار
ولاكن الان هو قد اخذ انتقامه بيده
الان بقي فقط شي واحد ولن ينكسر هذا الفتى ولن يفكر بكل ما حصل حتى "
فكر نيرو بكلام آرام بهدوء وهو يوافق قراره ولاكن في داخله لا يزال نيرو يضن ان مثل هذا الحمل الثقيل يجب ان لا يحمله فتى في ال 4 من العمر
"ما هو ذلك الشئ ؟"
سأل نيرو وهو متحير حقا فكل ما قاله آرام صحيح وهو الان يريد حقا ان يعرف
هل هذا الشي حقا لن يجعل الفتى ينكسر و يفكر في ما حدث له
ام ان آرام الان فقط ينطق هراء بلا فائده و معنى
"انه الشخص "
"هاا؟؟"
"على هذا الفتى ان يكون اقوى و اشرس وعليه ان يستمع ل كلام احد و يطيعه
عليه ان يصبح اقوى و عليه ان يضع حلم و هدف لكي يلاحقه و يحققه
سوى كان القضاء على الشر
صنع السلام
القتال
الموت
مهما كان الهدف عليه ان يترك ما حصل وان يركز على ما سوف يحصل
ف ما الماضي الا شي قد حصل لا يجب ان يفكر فيه الإنسان اكثر من مره
التفكير في الماضي لمره واحده اكثر من كافي لكي يجعلك اكثر اتزان و اكثر صلابه
بعد تلك المره
عليك ان تفعل شي واحد فقط وبلا اي تردد"
"وما هو هذا الشي"
ابتسم آرام بهدوء وهو ينظر الى الطفل الصغير في حضنه
"على الشخص ان يركز على التقدم الى الامام و ينسى الماضي "
....
بعد يوم من الراحة
استيقظ الفتى وهو مرتاح جسديا فهو حصل على مقدار جيد من الراحة حقا
مع فتح اعينه شعر الفتى ب الدفء و الراحه وهو في حضن آرام
"سيدي"
تحدث الفتى بصوت هادئ و لطيف وهو ينظر الى آرام من الاسفل
"اذا استيقظت اخيرا يا فتى "
"ماذا يجب ان افعل يا سيدي"
سأل الفتى وهو ينظر الى قريته المحترقه امامه
كان هذا هو اهم سؤال و ما سوف يجيبه آرام سوف يقرر مصير الفتى
"عليك ان تتبع ما تريد يا فتى
الان اخبرني
هل تريد ان ترى هذا الشئ يحصل ل شخص اخر "
"لا"
بدون تفكير اجاب الفتى و بسرعه
"اذا عليك ان تصبح اقوى و عليك ان تقف في وجه الشر
في عقلك و قلبك و جسدك حارب ما تقف ضده و قف بصلابه مع ما تؤمن به
هذا هو ما يعنيه ان تكون رجل يا فتى "
"ولاكن...
ولاكن انا مجرد طفل صغير"
تنهد آرام بهدوء ثم اخرج الفتى من حضنه و وضعه امامه كان الطفل عاري الان فقط قطعه قماش مربوطة حول خصره
"ليس بعد الان يا فتى "