الفصل الثالث

ربما سوف تبتسم لك الحياة في احد الايام

ولاكن هل هذا يعني ان حظك الاسود قد تغير

اياك ان تفكر ب نعم

لا

حظك لا يزال اظلم من ظلام الليل نفسه

.....

ضغط آرام بيده نحو الارض و استطاع الجلوس الان

نظر الى جسده كان محطم و مكسر ب الكامل ولاكن كما قال النظام سابقا ف اعظم ثلاث اصابات قد شفيت

بدون اي تاخير او تردد ضغط آرام على الارض من اجل الوقوف ولاكن اقدامه لم تساعده في هذا الامر

اهتز جسد آرام وهو بحاول الوقوف ولاكن بلا فائده

لم يتردد آرام وانما وضع يده اليسرى السليمة على الارض و بدا يزحف نحو بيته المحطم الذي ملئه مياه المطر مسبقا

تحت المطر المستمر زحف آرام ب الم و عزم لا يصدق وهو يقترب شيا فشيئا من منزله

"امي لقد اتيت "

وصل آرام امام الباب و رفع راسه

كان فكه ينزف دما بقوه و احتك في الارض

بسبب الزحف و الاحتكاك

نزف فك و كل جسده من الاسفل

نظر آرام نحو والدته مقطوعه الراس امامه و اعينه مليئه ب الياس و الالم

على الارض الخشبيه التي اعتاد آرام ان يتخطوا عليها زحف الان ذلك الفتى و خط من الدما سار خلفه

وصل آرام نحو جسد والدته البارد و الباهت

ثم احتضن راس والدته ب الم و اغلق اعينه ب الم

.....

بعد يوم استيقظ آرام و راس والدته في حضنه

نظر آرام الى كل شي من حوله ولم يعرف ماذا يفعل الان

"علي ان ادفن امي"

مع هذه الكلمات زحف آرام نحو الخارج ثم الى خلف المنزل و اخذ معول قديم و عاد امام المنزل و بدا يحفر الارض بهدوء و ضيق في قلبه لا يصدق

ذلك القلب النقي الذي لم يتغير رغم كل الظلم الذي مر به بدا يتم تغطيته الان ب الظلام

"امي هل حقا والدي شخص مشهور"

"من قال لك هذا"

"احد الفتيان في القرية قال اني ابن شخص قوي و مشهور "

"...."

"امي لماذا لا ياتي ابي لنا"

"لانه مشغول يا بني"

"هل استطيع رؤيته في احد الايام"

"نعم يا بني"

كان عمر آرام لا يتعدى ال 8 سنوات في ذلك الوقت وهو يسال امه و راسه في حضنها

بعد سنوات اخرى

"امي لقد عدت"

تحدث آرام بصوت منخفض و هادئ وهو ينظر الى والدته مستلقيه على الفراش

"اهلا بك يا بني"

سعلت والده آرام ب الم ثم نظرت اليه

"هل تم التنمر عليك يا بني"

خجل آرام من سؤال والدته وبدا يغطي الكدمات على جسده و يبعد الغبار من ملابسه المتسخه

"لا فقط سقطت في العمل

الان تفضلي"

اخذ آرام قطعه قماش و فتحها

كان بها قطعه خبز صغيرة و بعض الملح

"وانت "

"انا اكلت بالفعل في العمل

كلي الان"

ابتسم آرام بلطف وهو يقسم الخبز و يصغره و يضعه في فك والدته بلطف و حنان

على هذا المنظر سار خطان من الدموع من اعين والدته

لاحظ آرام الامر ولاكن لم يقل شي وانما استمر ب الابتسام ثم اكمل اطعامها

....

في ليل ذلك اليوم اخذ آرام قطعه قماش و بدا يضغطها بقوه نحو معدته وهو يعض قطعه قماش في فمه من الم الجوع

التوى جسده ب الم و معاناة ولاكن لم يخرج حتى صوت واحد

مر على آرام انواع الالم و الانكسار ولاكن بقي نقي القلب لسبب واحد وهو امه

مر عليه الجوع العطش قله المال

مر عليه الحزن و الالم و الضرب المستمر من أبناء القريه الذين دائما ما تنمروا عليه

"انظروا لقد اتى ابن العاهرة"

"كيف حال والدتك يا لقيط "

الكل ناداه ب اللقيط و ابن العاهرة والكل شتم والدته و شتمه

ولاكن لم يفكر اي احد منهم ولو للحظة واحده حتى

هل هو حقا السبب

هل حقا والدته عاهره

لم يفكر احد ويقول

اندرون هو من اجبرها على كل شي

قتل اخيها و والدها و اجبرها على كل شي فعله

وبعدها تخلى عنها

لماذا يا ترى يستمر العالم ب مضايقه الفتاة الضعيفة التي لا حول لها ولا قوه

و يتركون القوي القذر الذي فعل كل شي

حسنا الجواب في السؤال نفسه

هي ضعيفه وهو قوي

نعم هذا هو العالم

دائما ما سيتم الغاء اللوم على الضعيف

ولاكن رغم كل هذا بقي آرام نقي القلب لسبب بسيط واحد وهو امه

والان تم سلب هذا الشئ منه

الشئ الوحيد الذي ابقاه عاقل و جعله نقي القلب

الشئ الوحيد الذي حافظ على عقليه ذلك الفتى و جمال قلبه

الشي الوحيد الذي جعله يستمر ب الابتسام قد اختفى الان

احمرت يد آرام وهو يحفر الارض بذلك المعول القديم و بدات الدماء تسيل من كف يده ب استمرار

ولاكن استمر آرام ب الحفر ولم يتغير تعبير وجهه ابدا

بقي هادئ و غير مفهوم الشكل ابدا

بعد ساعات من الحفر انهى آرام الامر بدون تاخير زحف آرام نحو المنزل و وضع جسد والدته على قطعه قماش كبيرة كانت تستعملها ك فراش لها ثم بدا يسحب بها الى الخارج

مع السحب المستمر سار خطان من الدم

واحد من جسده الذي استمر ب الاحتكاك في الارض و الاخر من الشي الذي يسحبه

وصل آرام الى القبر و اسقط جسد والدته بهدوء هناك و بدا ينزل التراب على جسدها بيده

بعد بعض الوقت انهى آرام مراسم الدفن

جلس آرام اما قبر والدته بهدوء وبدون اي حركه

|هل تريد بدا علاج اليوم ايها المضيف|

ظهرت نافذه امام اعين آرام المظلمه

"نعم"

صوت اجش و منخفض خرج من حنجرة آرام و تحدث وكانه كهل عجوز يكاد ان يموت من الم الفراق

|يتم بدا العلاج على الاصابات الخطيره المتبقية

سيتم علاج 3 إصابات مميته اخرى اليوم

اصابه القفص الصدري

اصابه الجمجمة

اصابه راس المعده |

مع هذه الكلمات بدات طاقه نقيه تتشكل بداخل جسد آرام ثم سارت نحو المناطق التي ذكرها النظام سابقا

بعد مرور بعض الوقت انتهى الامر

ومثل السابق بدا الالم يضرب جسد آرام بقوه ولاكن هذه المره لم يتزحزح آرام ولا ل خطوه واحده من مكانه

بدا الالم يقوى شيا فشيئا في كل أنحاء جسده

و استمر ل ساعه كامله

ولاكن لم يتحرك آرام من امام قبر والدته

و تلك الاعين المظلمه لم تغلق ابدا وانما بقيت تحدق ب فراغ مطلق في القبر امامها

بعد مرور ساعه توقف الالم من ضرب جسده

شعر آرام بان جسده

اصبح افضل من قبل ثم زحف من قبر والدته و ابتعد قليلا و سعل كم من الدماء من فمه بعيدا عن قبر والدته

.....

2023/09/25 · 399 مشاهدة · 995 كلمة
نادي الروايات - 2024