الفصل 119

السعادة ام المال

الفصل 119

الهدوء النقاء السلام في تلك اللوحة كان واضح و جميل جعل قلب راين يرف قليلا وهو ينظر لها

لم تكن مرسومه بشكل جميل جدا حقا ولم تكن لوحه ذو هاله او صاحبها كان رسام مشهور عظيم

ولكن كانت لوحه بسيطة و صاحبها كان مجرد رسام مشرد من شكله

ولكن حتى مع ذلك شعر راين وكان رياح الربيع النقية قد خرجت من تلك اللوحة مع ازهار الساكورا الجميلة

و ضربت تلك المشاعر قلب راين و جعلته يفقد كل الهم و الالم و الحزن في قلبه بمجرد النظر الى تلك اللوحة

"انها كنز سماوي حقا "

ابتسم راين وهو ينظر الى اللوحة الفنية الجميلة بينما نظر الجميع الى اللوحة بتعجب و اهتمام

فهذا الشخص استطاع رسم ذلك المشهد في ثلاث دقائق فقط و تم الرسم بشكل مبهر و احترافي

ابتسم الفتى الشاب بفخر على عمله

على الرغم من ملابسه القديمة و التراب الذي تجمع عليهم و على الرغم من تشقق جزء منهم و حتى شكله الغريب

الا انه ابتسم بفخر و كبرياء لا يصدق وهو ينظر الى لوحته

وكانه ملك عظيم حقق انجاز سيتم ذكره في كتب التاريخ الى زمن أحفاده

اقترب الناس في المطعم منه و بدأوا ب وضع بعض النقود بجانبه وهم ينظرون الى اللوحة بتمعن

بينما بقي راين يحدق ب الشاب بهدوء

"اخبرني هل تريد القدوم معي "

مع هذا السؤال نظر الجميع الى راين بغرابة و عدم تصديق

فهم توقعوا انه شخص جيد و نقي وما الى ذلك ولكن الان امامهم اراد شخص اخر

وليس اي شخص او في اي مدينه

ولكن في مدينة السماء الزرقاء

وهذا السؤال يعتبر مثل ان تسأل هل لديك سيد ام استطيع اخذك ك عبد لي

لهذا السبب نظر الجميع الى راين بتعبير غريب و غير مصدق

"اعتذر ايها السيد الشاب ولكن انا لست عبد ولا انوي ان اصبح واحد

افضل الموت على العبودية"

ابتسم راين وهو ينظر الى اعين الشاب بهدوء

كانت اعين حازمه و كأنه قرر الامر ولا راد لقرارة مهما حصل

"انا لا اريدك ك عبد وانما رفيق درب و صديق

و ايضا دعني أسألك سؤال ايها الصديق "

اخذ راين الكيمونو الاسود الخاص به و رفعه قليلا ثم جلس على الارض التربه بهدوء وكانه امر عادي جدا له حتى

بدون اي تاخير جلس سون غون خلف راين باحترام و هدوء لاحظ الجميع الامر و زاد تعجبهم حقا الان

فعندما لاحظوا راين ل اول مره كان في اعينهم مجرد شاب ذو مكانه عاليه و عائلة مقدسة

و عندما قتل ذلك الرجل تارجحت الكفه بين الخير و الشر

فالبعض قال انه فعلها دفاع عن الفتاة الصغيرة و الاخر قال هو فعلها لانه لم يطق وجود شخص اقل مكانه منه يجلس معه

ولكن عندما انحنى احتراما و اعتذارا للجميع في المطعم سابقا تم رسم صورة فتى طيب القلب نقي و شجاع

و الان عندما جلس على الارض مثله مثل المتسول غير مهتم ب التراب او الغبار من حوله

كان هذا شئ عجيب لهم حقا

"أسأل"

جلس الشاب على الارض هو الاخر بهدوء و نظر الى راين

" الان وانت هكذا لو خيرت بين اموال لا تفنى او سعادة لا تنتهي

ماذا تختار حقا "

مع هذا السؤال ابتسم راين بهدوء واهتمام وهو ينظر الى الفتى امامه

في تلك اللحظة جلس جميع من في المطعم و عادوا الى مقاعدهم السابقة ولكن كان الاهتمام كله على راين وذلك الرسام المتسول

"هل لي ان أسأل لماذا هذا السؤال ايها السيد الشاب"

"فقط سؤال

لا علاقة له باي شئ"

تنهد الفتى بهدوء وهو ينظر الى لوحته التي رسمها للتو ثم نظر الى راين باعينه السوداء الهادئة و النقية

"افضل المال ايها السيد الشاب"

على هذا الجواب الهادئ و الصادق تعجب البعض وهم ينظرون الى الفتى الان

ف الجميع كان يفكر في سؤال راين عندما قاله

و الجميع قد اجاب بانهم يريدون السعاده التي لا تنتهي

من يريد المال اذا لم تكن هناك سعادة خلفه

كانت هذه اجابه الجميع ولكن كانت اجابه الفتى شئ مختلف تماما

ففي اعينهم رسمت صوره فتى طماع و جشع حقا

"اولا علي ان اقول

انا احترم قرارك حقا

ثانيا هل لي ان استطيع معرفه سبب هذا القرار"

توقف راين للحضات ثم نظر الى يداه الخاليه من اي شئ

"الحياة واحده و الموت واحد

الا تريد السعادة"

لاحظ الفتى نظرات راين الهادئة ثم ابتسم بلطف

"اخبرني ايها السيد الشاب هل سوف تضع السعادة بعض الطعام امام فم اخي الجائع

او سوف تاتي السعادة ب العلاج ل والدتي المريضة

ام سوف تقوم السعاده بدفن والدي في قبر جميل وليس فوق تل بعيد خالي من اي شئ وليس حوله شئ غير الطيور و الغربان

اخبرني ايها السيد الشاب هل السعادة سوف تفعل كل هذا لي "

في تلك اللحظة لاحظ راين اعين الفتى التي كانت محطمة و حزينه

كانت اعين مرت ب اهوال الحياة بشكل متواصل

على الرغم من مظهر الفتى الذي لم يتعدى ال 18 من العمر الا ان اعينه كانت اعين رجل كبير في العمر شاهد كل شيء و يعرف كل شيء

استمع الجميع الى جواب الفتى و اخفضوا رؤوسهم بهدوء وهم يفكرون في اجابتهم السابقه

ف الجميع هنا اراد السعادة ولكن لم يفكر اي احد منهم ب الحياة الواقعية

الجميع اراد السعادة لانه لم يمر ب الفقر الحقيقي

ولكن مع جواب الفتى الان

فكر الجميع لو كانوا مكانه هل كانوا سوف يختارون السعادة مره اخرى

انت لا تعلم الإجابة حتى تمر ب الظروف التي سوف تحطمك

هذه هي جماليه الحياة و بغضها بنفس الوقت

2024/06/08 · 52 مشاهدة · 859 كلمة
نادي الروايات - 2024