الفصل 122
قياس الموقف
الفصل 122
"ليس هناك حاجة للإعتذار ايها السيد الشاب لقد كان مجرد حادث"
تحدث صاحب المطعم بصوت منخفض و خائف
على الرغم من انحناء راين الا انه لاحظ منذ دخوله الى مطعمه كان راين يتصرف بغرابة حقا
تارة يضحك و تارة ينصف و تارة اخرى يغضب
كانت مشاعره غريبة و مثيرة بنفس الوقت
ولكن هذه الاثارة و الغرابة زرعت الخوف في قلب صاحب المطعم من راين
فهو الى الان يضن ان راين في اي لحظه من الممكن ان يجن جنونه و ياخذ ابنته و حتى بقية عائلته ك عبيد له
حاول صاحب المطعم ان يمسك راين ولكن كيف له ان يفعل ذلك
فهو مجرد صاحب مطعم صغير و وضيع بينما راين
راين شاب جميل الملبس قوي ذكي و من المؤكد انه من عائلة نبيلة او حتى مقدسة
فكيف ل صاحب مطعم ان يمسك شخص ب مكانته حقا
"انا اعتذر من اعماق قلبي
لقد كدت ان اسلب ابنتك منك وهذا شئ لن اقبل به لاي شخص حتى وان كان عدوي
ف حياة الأطفال ليس لها علاقة ب الاباء و انت من الأساس لم يكن لك علاقة حتى في الامر
لو طلبت روحي فاعتذر لن استطيع تقديمها الان لاني املك وعد علي تحقيقه اولا ولكن بعد ان انهي ما علي اذا كانت روحي كفيلة ب تغطيه الامر و جعلك تنساه حقا فسوف اقدمها لك كما تحب "
في تلك اللحظة سمع الجميع كلمات راين و صدم الكل بها
هل كان هذا الفتى مجرد احمق نقي
ام انه نبيل ذو الاعيب غريبة
او هو مجرد مجنون حقا
هذا العالم عالم متوحش و قاسي
قتل ابنه شخص ما
اغتصاب زوجه رجل ما
ذبح عشيرة احدهم
فعل اي شئ تريده
كل هذه الأشياء بسيطة و عاديه حقا في هذا العالم
عالم يتم التحكم به بواسطه من يملك القوى الاكبر
فاي قانون فعلي سوف تجد به حقا
لذلك عندما اراد تقديم راين حياته ك اعتذار عن اذيه ابنه صاحب المطعم
تعجب الجميع من ما حصل و نظروا له بغرابة
فحتى لو قتل راين الفتاة و قطع جثتها ل الف قطعه ثم جعل والدها يلتهم جثتها فلو كان يملك القوة فلن يحاسبه احدا
من الواضح في اعين الجميع ان راين يملك النفوذ و القوة
اذا لماذا فعل ذلك حقا ؟
هل لانه في الحقيقة ليس بتلك القوة
ام لانه في الحقيقة لا يملك نفوذ قويه جدا
ام هو مجنون غريب
لا لا و لا ايضا
الجواب الحقيقي لهذا السؤال هو بسيط جدا
راين سارثو فقط
هذه هي شخصية راين
عادل منصف قوي شجاع طيب القلب
في اعينه و عقله و قلبه كان ما فعله سابقا يعتبر اعظم جريمة ممكنه وهو مستعد لكي يعطي روحه اذا ما طلب صاحب المطعم الامر
راين من النوع الذي يقيس الموقف على نفسه قبل الآخرين
لو كان هو في نفس الموقف و تعرض شياو اكاي لهذا الضرر و كاد ان يموت فقط بسبب نزوة رجل غريب احمق لم يستطع التحكم ب عقله و هالته
فماذا كان راين سوف يفعل
الم يكن ليذهب و يدك الارض يمينا و شمالا ب الرجل الغريب
الم يكن ليذهب و يضرب جسده و روحه الى ان يتعلم كيف يتحكم بهالته
وهناك احتمال كبير ان يقتله راين في نهاية المطاف حتى
فمن تعرض للاذى كان ولده الصغير اللطيف شياو اكاي
اي اب سوف يقف ولن يتحرك عندما يرى ابنه يتعرض للاذى و الإصابة
ولهذا السبب فعل راين ما فعل
فهو قاس الموقف على ذاته و تاكد من الرد
لذلك اعتذر راين بصدق تام و اخلاص
لانه اصاب ابنه رجل آخر
اصاب ابنته في نزوة عابرة في عقله
هذا لم يكن عذر حقا وانما فقط تبرير غبي لما حدث
' ماذا لو ماتت الفتاة '
هذا هو السؤال الذي بقي يدور في عقل راين طوال وقت انحنائه
"ايها السيد الشاب ارجوك قف "
مع هذه الكلمات من صاحب المطعم رفع راين راسه بهدوء وفي تلك اللحظة لاحظ الجميع الدماء التي سالت من جبهه راين بخفه
كانت الدماء تنزف من جبينه و على وجهه الجميل ذو طابع اليشم
على الرغم من الاصابه و التعبير الهادئ الا ان جمال راين في تلك اللحظة كان غريب
لم يكن جمال بشري
ولم يكن شي اخر
عندما لاحظ الجميع وجه راين و شكله بالكامل لم ينظر له احد ب شهوانية او تطلب
وانما نظروا اليه وكانه كيان هادئ يستحق النظر اليه ل ايام عديدة
ذلك الوجه الهادئ و تلك التعابير الجميلة جعلت قلوب الجميع ترف و تهدأ على ذلك المنظر
"ايها السيد الشاب اخبرني حقا
لماذا تعتذر
انت من الواضح انك من عائلة نبيلة او حتى مقدسة
تملك اتباع
تملك قوة
تملك كل شئ
لماذا انت هكذا
لماذا لا تتصرف مثل بقيه النبلاء"
ابتسم راين بهدوء على سؤال صاحب المطعم وهو يبعد الدماء من اعينه
"اتعني مغرور لعين متكبر قذر لا يهتم بحياة احد وانما فقط حياته
لا يهتم اذا ما ضحى ب الف بشري بريء او قتل الفان فقط للمتعه
لا يهتم اذا ما ركل طفل قد خرج من والدته قبل ثواني او حتى اغتصاب الوالده بعد الانجاب
هل هذا هو التصرف الذي تقصده "
مع كلمات راين و شرحه هز الجميع رؤوسهم ب اتفاق
فهذه حقا هي تصرفات 90% من النبلاء و العوائل المقدسة في العالم
لا يهتمون بمن يقف امامهم
ما يهم هو انه اقل مكانه منه
اذا كان اقل مكانه فسوف يفعل ما يريد له و ل عائلته و كل عشيرته حتى
لن يهتم اذا كان من يقف امامه طفل صغير او عجوز طاعن في السن
امراه حامل او فتى ذو عشر سنوات
سوف يفعل ما يريد لانه فقط يستطع فعل ذلك
بالطبع لم يكن الجميع هكذا فهناك مثلا عائلة زان المقدسة
زان نو و زان كانغ
هناك عائلة مورن النبيلة
هناك عائلة ووان المقدسة
و العديد من العوائل النبيلة و المقدسة التي كانت عوائل جيده و طيبه القلب حتى
فما دام هناك اسود هناك ابيض و بالطبع هناك الرمادي الذي يقف في المنتصف بين الاثنان
"لقد اخبرت الفتى الرسام سابقا
انا لا اهتم
غني فقير
نبيل مقدس
قوي ضعيف
ف الجميع هو واحد في عيني وانا واحد ايضا معهم "
تنهد صاحب المطعم بهدوء ثم نظر الى جبهه راين الدامية و اعينه الذهبيه النقية
"شكرا لك ايها السيد الشاب
وانا لا اريد اي شئ منك "
لاحظ راين الاصرار في اعين صاحب المطعم ثم ابتسم بلطف و وقف من مكانه ثم عاد الى طاولته
وضع بعض النقود هناك و نظر الى الفتى الرسام
"اذا اردت اتباعي ك صديق فانا ارحب بك "
مع هذه الكلمات ابتسم راين بهدوء
وضع يداه خلف ضهره ثم تحرك الى الامام و خرج من المطعم
حيث اتبعه سون غون بسرعه و هدوء