الفصل 126

بحر المعاناة

الفصل 126

في مكان موحش و مظلم

علت اصوات الصراخ و النويح بينما عصفت رائحه الدماء في كل مكان

حلق ظل مظلم بهدوء حيث كان يسحب خلفه سلسلة طويلة و ضخمة

"هل انتهى الامر"

تحدث الظل بصوت انثوي لطيف ولكن بنفس الوقت مخضع و قوي

بينما ارتعشت كرة اللحم بخوف و خنوع

كان بشري او وحش ذو هيئه غريبة و مخيفة

"ايها الملك لم تنكسر شوكته الى الان"

"اذا لماذا قلت انه ارادني"

صرخ الصوت الانثوي بغضب حيث ارتعش الهواء من حوله و اختفى الظلام بهدوء ليخرج ذلك الجسد الانثوي الجميل و الخلاب

"ايها الملك لقد قال انه بشان الفتى"

مع هذه الكلمات تحرك الظل بهدوء و فتح الباب ليدخل غرفة مظلمة ذو رائحة دماء لا تصدق

حيث تم تعليق أجزاء من جسد بشري في كل انش من الغرفه

"ماذا تريد يا عزيزي"

تحدث الصوت بلطف و خفه وهو ينظر الى ذلك الجسد الممزق و الدامي

"راين

انه راين"

"من"

تنهد الجسد الممزق بغضب

"ابننا راين ايتها الغبيه"

"اه تقصد ذلك الشئ

اذا ماذا بشانه

لقد قمت ب ارساله الى عالم اخر حسب طلبك لذلك لا تسأل من اجل مزيد من الخدمات "

حاول الجسد الممزق ان يتحرك ولكن السلاسل

ضغطت على جسده بقوه اكثر

"لقد تحطم قلب الفتى

على الرغم من انه لم يرث اي شئ منك تقريباً الا انه ورث الغضب الهائج و الظلام مني

وانت اكثر من يعلم ماذا يعني هذا الامر "

"وانا لا اهتم حقا

اعني انه مجرد بشري لماذا اهتم به

لقد اخبرتك اخضع وسوف انفذ اي طلب تريده ولكن انت احمق صلب لعين يا عزيزي "

"فقط ارجوك"

مع هذه الكلمات اخفض الجسد الممزق راسه برجاء و خنوع حيث ضرب جبهته في الارض امام اقدام الصوت الانثوي

"ارجوك تاكدي من انه بخير فقط هذه المره"

تنهد الصوت الانثوي على توسل الفتى

"انا حقا اكره رؤيتك هكذا

ولكن دعني أسألك كيف عرفت بانه محطم الان "

"ذلك الصوت الذي هز المكان قبل قليل

انه صوته "

توقف الصوت الانثوي عن التحليق حيث هبطت تلك الاقدام العارية النقية نحو الارض و لامست الارض التي ملئت بالدماء و القذارة

"ماذا تعني انه صوته

كيف ذلك هو مجرد بشر"

نظر الصوت الانثوي الى الجسد الممزق بهدوء

"اووووه

كان علي ان اعلم انه ابنك بعد كل شي

ابن ∆∆∆∆ ∆∆∆∆∆

اه تبا

انت مره اخرى "

نظر الصوت الانثوي الى الاعلى حيث اخترقت تلك الاعين النقية الوجود بحد ذاته و نظرت الى مكان غريب

مكان §§×ק§∆∆∆∆∆

في تلك اللحظة ارتعش الواقع بحد ذاته و تم طوي سببية الوجود على نفسها و انطلق هواء عاصف نحو المكان ارسل جسد صاحب الصوت الانثوي محلق في أرجاء المكان

{{عودي او تحطمي

غبيه لا تعرف مقامها }}

صرخ صوت مدوي في ذلك المكان المظلم وكاد ان يحطم الوجود بحد ذاته من غضبه حيث تم التعدي على خصوصيته

"ايها الملك "

صرخ الخدم و العبيد وهم يقتربون من صاحب الصوت الانثوي فقط لكي يصدموا بمنظره حيث تم حرق كل جلده و دمه و تم كسر كل عظم يملكه

فقط بواسطه هواء بارد دخاني غريب الرائحة و الشكل

ف رائحته كانت تشبه رائحة الكتب و الاوراق

" تب تبا

اخبر ذلك الوغد اني سوف ارى الامر "

صرخ الصوت الانثوي بغضب ثم ترك المكان

" بني ارجو ان تكون بخير

لا تسلك طريق الانتقام نفسي فهو طريق مظلم

تحرر من القيود الدنيوية و سيطر على ذاتك

ولا تدع بحر المعاناة يلتهمك كليا "

.......

اعلن راين الحرب ضد القصور الستة و الارض الخالدة بعد تلك المجزرة البشعة التي حلت في مدينة زهرة البرقوق

بعدها ب دقائق قليلة

هبط ظل بشري نحو مدينة زهرة البرقوق

كان رجل ذو جسد عضلي متناسق و شعر اسود طويل مع اعين فضيه نقيه و عميقة

نظر الرجل من حوله بغضب و حزن لا يصدق الى ان لاحظ ذلك الجسد الصغير الذي جلس على الارض الترابية مع راسه في قدميه و الارتعاش لا يفارق جسده

سيدي الشاب"

تحدث تشا سون بالم وهو يقترب من راين

"لقد تم قتلهم جميعا يا تشا سون

لقد تم قتل الجميع

لم استطع انقاذ اي احد

بسببي

بسببي مات الجميع"

صرخ راين بالم موجع وهو ينظر الى تشا سون حيث تحولت الدموق الى دم و بدا الحزن و الالم ينهش قلبه بقوه

صرخ راين بحزن عميق وهو ينظر الى تشا سون

ارتعش قلب تشا سون من الحزن و الالم المهول الذي يراه في اعين راين

فتلك الاعين لم تكن اعين بشرية حزينه وانما كانت تعريف الحزن بحد ذاته

الانكسار الالم الحزن التعاسة قله الحيلة

"راين"

استدار تشا سون عندما سمع الصوت ولاحظ قدوم سارثو موون

"الم تقل انها موجه وحوش يا عمي

لا لا

لماذا لم تنقذهم

انت قوي

انت قوي لماذا لم تنقذ اي احد اخبرني"

وقف راين من مكانه و جسده يرتعش وهو يتحرك نحو عمه

مع خطوات مرتعشة و ضعيفة وصل راين الى عمه

"اخبرني"

رفع راين يداه و امسك كتف عمه

"لماذا لم تنقذهم "

صرخ راين بالم وهو يضرب صدر عمه

على الرغم من ضعف ضرباته

فكل ضربه كانت اضعف من الاخرى

اقوى لكمه لن تقوم بقتل حشرة صغيرة حتى

ولكن مع ذلك وقع تلك اللكمات كان مهول على قلب سارثو موون

مع كل لكمه كان قلبه يرتعش حزن و الم على مصاب ابن اخيه

"انا قوي

استطيع مواجهه اثنان من القديسين مجتمعين ولكن

لو تركت قرية النار من سوف يحميها في غيابي

ماذا لو هجم احدهم عليها في وقت قدومي إلى هنا

كان لدي خيارين و اخترت"

رفع راين راسه و نظر الى عمه بالم

"واخترت السكوت

اخترت عدم فعل اي شيء "

تنهد راين بحزن و ضيق وهو ينظر الى اعين عمه الذهبية

"اخبرني يا عمي هل نمت بهدوء في ذلك اليوم"

مع هذا السؤال و تعبير وجه راين الخالي من المشاعر تحطم قلب سارثو موون بالم لا يصدق ولا يمكن قياسة

ففي ذلك اليوم كان سارثو موون يملك خيارين

اولا الذهاب لمساعدة مدينة زهرة البرقوق ولكن هكذا سوف يترك قرية النار بلا حماية فاي وغد في القسم الاسود يستطيع محو القرية من الوجود وبكل سهولة

ثانيا يبقى في مكانه ولا يتحرك

تارجح قلبه بين الاثنان ولم يعلم ماذا يفعل حقا ولكن عندما اختار كان الاوان قد فات بالفعل

ففي النهاية قرر سارثو موون ان يساعد مدينة زهرة البرقوق ولكن عندما وصل الى هناك كان الهجوم قد انتهى بالفعل و كل ما بقي هو الحشرات الصغيرة التي تقتل بالناس هنا و هناك

ساعد سارثو موون من يستطيع منهم حيث انقذ 1000 بشري

في مدينة كان تعدادها يصل الى 200.00 شخص

استطاع سارثو موون فقط انقاذ 1000 منهم بالكاد

قام بقيادة الناس و عاد الى قرية النار و اعطاهم كل شئ يحتاجونه

في الايام التالية بحث سارثو موون في كل مكان عن اي ناجين أخريين ولكن استطاع ايجاد القليل فقط

على الرغم من عدم توقفه و تحركه المستمر و انقاذه للناس

الا ان راين الان حطم قلبه كليا ب كلماته تلك

"انا اسف يا فتاي"

"اه لا يهم

لا تعتذر

فانا قد انتهيت الان "

2024/06/11 · 63 مشاهدة · 1101 كلمة
نادي الروايات - 2024