الفصل 140

الحياة حقا جميله

الفصل 140

هل كانت سيدة القصر تريد النهاية هكذا

نعم و لا

نعم لانها كانت قد حصلت على كفايتها من كل شئ

الدمار الحروب القتال الدماء القتل

كل هذه الأشياء التي كانت تثقل كاهلها الان لم يعد شئ عليها

كل المعارك و الحروب و المخططات و النفاق الذي شاهدته من القصور او الارض الشيطانية الساقطه او حتى الارض السفلية

كل هذه الأشياء كانت مثل جبل عملاق وضع على اكتاف سيدة القصر وتم دحر كل احلامها تحته

لهذا السبب ارادت أنها كل شي

كانت سعيدة بهذا الامر ولكن

لا

لانها لم ترد ان تكون النهايه هكذا

كانت تريد إعادة اصلاح القصر كانت تريد الاستمرار في المضي قدما

كانت تريد المزيد

ليس لانها طماعه او جشعه

ولكن لانها تعرف ان هذا ما كان سوف يريده اسياد القصر السابقين العشرة قبلها

هل كان اي احد منهم سوف يستسلم بالطبع لا

هل كان اي احد منهم سوف يرمي كل شي عرض الحائط و يتوقف عن كل شي

بالطبع لا

اذا لماذا كان عليها ان تتوقف

سيدة القصر كانت تحب عالم الفنون القتالية الجميل النقي

عندما تولت قيادة القصر في سن صغير

كان لديها العديد من الخطط لكي تصلح الارض و البشر

كانت تريد أنشأ عالم حيث يعيش الجميع ب تساوي و هدوء

يستطيع الجميع ان يصبحوا اقوى و يعيشوا حياة سعيدة و نهاية سعيدة ايضا

ولكن بسبب ثقل الامر و بسبب تلاعب جميع البشر

و بسبب اخيها و جشعه

تم وضع كل تلك الخطط جنبا ولم تعد تستطيع تطبيق اي شئ

فمنذ ان اخذت مقاليد الحكم في القصر

لم ترى سوى الخداع والتضليل و القتال

كانت تريد السلام و الهدوء ولكن لم يعطها اي احد اي فرصة حتى لكي تقوم بذلك

وهي ايضا استسلمت للامر الواقع و بدات ايضا شيا فشيئا تتحول مثل البقيه

هل كان الاستلام خطأ

هل كان تغيير الشخصية خطا

لم تعرف سيدة القصر حقا

تحركت سيدة القصر بهدوء و خرجت من القصر فقط لكي يتم مواجهتها ب ارض محترقة ف النيران لا تزال مشتعله في بعض الأماكن

كان هناك بعض البشر هنا و هناك بعضهم يساعدون الاخر

حتى في أحلك ظلمات الليل ربما سوف تجد بعض الضوء

كل ما عليك فعله هو الايمان ب اثنان

نفسك و القلب البشري

"سيدتي انظري "

تحرك اكيرون و وقف بجانب سيدة القصر مع وجه بسيط و لطيف رفع يده و اشار الى رجل في ال 40 من العمر في الشكل و ربما اكبر

كان يساعد الاطفال الصغار بينما كانت هناك ابتسامه على وجهه

"هذا العجوز فقد ولديه في النيران قبل قليل

حاولت مساعدته لكي يهرب ولكن هل تعلمين ماذا قال لي "

ابتسم اكيرون رغم الجرح الكبير و المقزز على وجهه و نظر الى السماء فوقه

"اذا لم اساعد من يحتاج المساعدة فكيف سوف يساعدني الاخرين

يا اكيرون الصغير هناك امل لكل شخص كل ما عليك فعله هو التمسك بذلك الامل بداخل قلبك ولا تدعه يهرب"

استمعت سيدة القصر لتلك الكلمات الواعية و الحكيمة بهدوء و احترام

و بدات تنظر الى سكان قصرها

نعم نصف السكان ماتوا

نعم اغلب السكان هربوا الى القصور الاخرى

ولكن من بقي لم يبقى لانه لا يستطيع الهرب او لانه فقط لم يمت

ولكن من بقي

بقي لانه يؤمن ب البشر و القلب البشري

بقي لانه يعلم انه يجب ان يساعد من يحتاج المساعدة

بقي لانه لا يزال يعتقد ان النور سوف يضيء عليهم في احد الايام لكي يبعد هذه الظلمات التي غطت العالم

ابتسم اكيرون بلطف و هدوء وهو يضع قطعه قماش من قميصه الدامي على وجهه و غطى الجزء المسلوخ من وجهه ثم هبط الى الاسفل بصعوبة و بدا يساعد الجميع

عندما شاهد الناس اكيرون ياتي

فرح الجميع وكان حاكم مقدس قوي و عظيم اتى ل مساعدتهم وليس فقط بشري ضعيف

هل كانت توقعات البشر اكبر من الحقيقة ام انه فقط الايمان

لا و لا

انه فقط الجمال و النقاء

على الرغم من ضعف اكيرون

على الرغم من الحاله العصيبة التي يمر بها القصر

على الرغم من انتشار الجثث في كل مكان

الا ان من تبقي كان سعيد برؤية شخص اخر يهب للمساعده

بدا اكيرون يبعد الصخور من هنا و هناك

ثم ساعد بعض الاطفال

ابعد الاطفال و ارسلهم الى مكان ليس به اي نيران او حطام خطير

ثم عاد بسرعه و ساعد العجوز لكي ينقذ امراءة كانت تصرخ من اجل المساعدة

سقط منزل على المرأة و كاد يسحققها ولكن بسبب الصخور الاخرى

بقيت المرأة حية و لم تمت

كان العجوز و اكيرون يحاولون رفع الصخرة ولكن كانت الصخرة كبيرة جدا

' حتى لو اتى النقاء ف الواقع لن يرضخ له '

تنهدت سيدة القصر بحزن لانها تعرف ان الواقع قاسي و لن يستطيع اكيرون و العجوز من مساعده تلك المرأة ابدا

كما هي تعلم ان النهاية اقتربت

كانت تعرف الواقع لأنها عاشت فيه لوقت طويل و هي تعرف حقيقة قلب الناس

في تلك اللحظة لاحظت سيدة القصر ان الجميع تحركوا بسرعة و وقفوا بجانب العجوز و اكيرون و هم يحاولون ابعاد تلك الصخرة الكبيرة

حتى الاطفال الصغار تحركوا للمساعدة

هل كانوا حقا يعتقدون انهم يستطيعون تحريك تلك الصخرة

ربما

هل كانوا يعلمون انهم ربما سوف يموتون بسبى فعلتهم ف النيران بدات تلتهم ب المنزل وتلكد تصل المرأة ثم اليهم

نعم

هل كانوا سوف يستسلمون

لا

دفع الجميع بقوه و عدم اهتمام لاي شي اخر

وفي تلك اللحظة الأخيرة استطاع الجميع من رفع الصخرة لبعض الانشات من المرأة

بنفس الوقت انطلق رجل بسرعه و بدا يسحب المرأة من تحت الصخرة

بدات الدماء تنزف من فم اكيرون و اعينه بسبب الحمل الثقيل ولكنه لم يتوقف عن الابتسام و لم يتوقف عن المحاولة

في ثواني قليلة سحب الرجل المرأة من تحت الصخرة

اسقط الجميع الصخرة وهم مستعدين للراحه

ولكن في تلك اللحظة سمع الجميع صوت بكاء طفل صغير

" طفلي"

صرخت المرأة بحزن لا يصدق وهي تنظر الى المنزل المحطم

حيث بدات النيران تلتهم به اكثر و اكثر

ولكن لم يستطع البشر فعل اي شيء الان

في تلك اللحظة ربط اكيرون قطعه قماش على فمه و قفز من الارض و الى داخل المنزل المحترق

صرخ الجميع وهم يحاولون ايقافه ولكن لم يتوقف اكيرون فهو كان مصر على انقاذ ذلك الطفل مهما كلف الامر

اشتعلت النيران اكثر و اكثر في المنزل بينما شاهد الجميع بحزن وهم يعرفون ان اكيرون قد ضحى بنفسه

في تلك اللحظة تحركت سيدة القصر بسرعه و حزن وهي تبعد الناس من امامها

كانت سيدة القصر بالفعل لا تملك اي قوة الان

وحتى لو امتلكت ففي تلك اللحظة توقف عقلها عن العمل ولم تستعمل اي قوة وانما ارادت فقط القفز خلف اكيرون لكي تساعده

امسكها بقيه الناس وهم يمنعونها من الدخول

وفي تلك اللحظة

من داخل النيران تحرك ضل بشري صغير و اعينه مشتعله ب الإرادة و العزم

تحرك الضل باعينه الجميلة وهو يحمل شئ في ذراعيه

لاحظ الجميع جسده المحترق و ملابسه التي ذابت على جسده

نصف شعره كان محترق و جسده كان محترق ايضا

ولكن لم يتوقف اكيرون حيث مضى قدما و انقذ الطفل ثم خرج

"الحيا .. الحياة حقا ج جميله"

تمتم اكيرون بهذه الكلمات بينما نظر بوجهه المحترق نحو سيدة القصر

2024/06/20 · 55 مشاهدة · 1114 كلمة
نادي الروايات - 2024