الفصل 148

لماذا

الفصل 148

فرح الجميع ب الامر وبدأت السعادة باينه على وجوه المجموعة

كانوا فرحين بان ارضهم كانت صالحه للزراعة ف على الرغم من عملهم في البناء الا انهم لا يزالون يفكرون ب امر الزراعة

ماذا لو اتضح ان ارض القصر مثل ما قيل عنها

ارض لا تصلح للزراعة ابدا

كيف سوف ينجوا هؤلاء الناس

لا يمكنهم القتال من اجل الطعام ولا يمكنهم المتاجرة بشئ الان فهم فقط ارض محطمه

كيف سوف ينجون كيف يوف ينجوا الاطفال و النساء هكذا

استمر التفكير هذا الى ان اتى اليوم

و اليوم بالتحديد اخبرهم اكيرون ب اكبر و اجمل مفاجأة حلت عليهم وهي ان ارضهم تصلح للزراعة حقا

وقد تم بالفعل حصاد اول محصود من الارض

"احمم

حسنا هدوء

الان استمعوا يا رفاق "

مع كلمات اكيرون البسيطة توقف الحماس و جلس الرفاق امام اكيرون بهدوء

بينما ابتسمت سيدة القصر وهي تنظر لهم بدون معرفة احد

كانت سيدة القصر حقا فرحه

لم تكن فرحه ب البناء و الطعام بكثر ما هي فرحه فقط برؤية سعادتهم امامها

تمنت سيدة القصر ان يكون العالم هكذا بساطة و جمال و نقاء

ولكن ربما في عالم مثالي

ربما فقط .......

"الان تم الانتهاء من البناء

بالطبع هذا لن يكون الشكل النهائى ولكن هذا للوقت الحالي مستقبلاً عندما نحصل على سكان اكثر و موارد اكثر سنقوم ب التطوير و هكذا سيستمر الامر

ولكن الاهم الان هو قصر السيدة

فهو الى الان محطم و مهترء

البناء تم الانتهاء منه

الزراعه تم الانتهاء منها

ايها الاخ اكين ماذا عن التدريب و التجهيز"

وقف المقاتل اكين بهدوء و احترام ل اكيرون

"ايها السيد الشاب كما احصى الكبير شين

ف عدد المقاتلين لدينا هو 20 مقاتل فقط

ولكن ليس بعد الان

فبعد خمس اشهر من التدريب و التجهيز

اصبح لدينا جيش صغير مكون من 55 مقاتل

اغلبهم ضعاف نعم ولكن هم لا يزالون يتدربون إلى الان "

"حسنا هذا جيد

و ايضا ايها الاخ اكين اريدك ان تركز على تدريب ستة منهم بشكل شخصي

فقط من اجل الحاجة "

احنى المقاتل اكين رأسه بهدوء و احترام حيث فهم الامر

لم يعرف لماذا اراد اكيرون تدريب ستة أشخاص بشكل خاص ولكن لم يسأل لانه اكثر من يعلم

اكيرون شخص موثوق و ذكي و القصر يعتمد عليه الان حقا

"بما ان امر المقاتلين انتهى بقي لنا امر واحد للوقت الحالي وهو

قصر السيدة

ربما سوف تخرج السيدة من تدريبها المغلق في اي وقت علينا ان نهدم القصر ثم نعيد بناء كل شي فيه كما تريد سيدة القصر هل فهمتم"

قام الجميع ب الايماء متفقين و فاهمين لكلام اكيرون بينما ابتسم الاخير بهدوء وهو ينظر الى السماء فوقه

"كل شئ جيد "

.....

في ليله ذلك اليوم جلس الجميع ل اول مره منذ خمس اشهر في بيوتهم حيث وزع الكبير شين و اكيرون كل الرفاق في منازلهم الخاصة

تم انشاء بعض المنازل حسب الطلب

مثل منزل الذي طلب ساحه حدادة

و منزل المعالج الذي طلب مكان كبير قليلا من اجل علاج الإصابات و الحالات الخطيرة و غرفه صغيره من اجل إجراء العمليات الخطرة

وما الى ذلك

وزع الكبير الجميع على منازلهم ثم وزع فريق اكيرون الطعام الذي تم حصده ايضا

تم إعطاء حصه تكفي كل منزل تقريباً اسبوع واحد

ولكن هذا للوقت الحالي فقط

حيث اعلن اكيرون عن الهدف القادم و طلب من الجميع الحضور غدا امام القصر

استراح الجميع في منازلهم الجميلة ل اول مره منذ وقت طويل جدا

على الرغم من صغر المنازل ولكن كانت تحتوي على كل شي يحتاجه الإنسان

المياه الملابس و الطعام

بعض الاواني المنزليه و حتى افرشة و اغطيه تم الحصول على هذه الأشياء من القوافل التي اتت سابقا حيث تم توزيع كل شي ايضا على الجميع

في ذلك اليوم نام الجميع في منازلهم الجميلة فقط اكيرون بقي جالس على تل الصخور الذي كان حول قصر السيدة

كان حجم القصر مهول و كبير جدا

ذو حجم عملاق و طول مهول سابقا ولكن الان كان مجرد هيكل خالي من اي شئ تقريباً من الداخل كان محطم ومن الخارج كان محطم بشكل مخزي حتى

حول القصر من الاسفل تجمعت كومة من الصخور و جلس اكيرون هناك بهدوء وهو ينظر الى القرية التي قام هو و رفاقه ب بنائها

"الن تذهب لمنزلك يا اكيرون"

تعرف اكيرون على ذلك الصوت اللطيف و النقي ثم ابتسم و استدار وهو يحي سيدة القصر

"لا داعي لذلك نحن لوحدنا الان تستطيع التحدث بطبيعة يا اكيرون

اذا اخبرني اين منزلك "

رفع اكيرون يده و حك راسه بغباء و صدق جميل

"لم اقم ب بناء واحد لي "

مع هذه الكلمات بدا اكيرون يضحك بصوت منخفض و لطيف حقا

على الرغم من الجواب الغبي و الغريب الا ان سيدة القصر وجدت نفسها ضائعه في تلك الابتسامة النقية الرائعة

"لماذا لم تفعل ذلك

اذا اين سوف تعيش"

تنهد اكيرون بهدوء وهو ينظر من حوله الى القرية و بقيه الارض الخاليه

حيث كانت مساحة ارض قصر العبق المعطر كبيرة جدا وما تم إصلاحه و بنائه الان لم يكن حتى 30% من ال 100%

"سيدتي انا اصغر من احصل على الراحه و اكبر من ان احصل على الهدوء"

مع هذه الكلمات ابتسم اكيرون تحت ضوء القمر الساطع و الجميل حيث لمعت عينه اليسرى الحمراء وكانها عمق الجحيم الهادئ بينما اضلمت عينه اليمنى السوداء مع الظلام بجمال و هدوء

كان منظره غريب حقا

على الرغم من ملابسه القديمة و التراب الذي تجمع حول راسه و ملابسه و جسده قليلا

الا انه اعطى هاله قديس نقي القلب و جميل الروح ينظر الى العالم من منظور مختلف عن بقيه البشر و الشياطين

كانت اعينه تنظر بهدوء وكانها تستطيع اختراق الشئ و معرفه حقيقته البحته

لم تكن اعين فتى صغير حقا

"طوال الوقت الذي عرفتك به كنت هكذا

نقي القلب و جميل الروح

فقط لماذا انت هكذا"

شعرت سيدة القصر ب التقزز من نفسها وهي تجلس بجانب اكيرون الان

فهي ترى نفسها شريره و حقيره و متلاعبة و كل شئ اخر

بينما اكيرون كان مثل الملاك النقي

لماذا مثل هذا الشخص هكذا ولماذا لا يزال معها يقاتل ب اسنانه و اضافره من اجلها

هل يريد شئ منها

هل هو يبحث عن الكنوز

الملاذ الجميل

ام حاله حال البشر الآخرين مجرد كلب خلف شهوته

هل كان اكيرون حقا هكذا

بالطبع لا

كانت سيدة القصر واثقه من ان اكيرون نقي القلب و الروح ولمن ما وجدته غريب

لماذا مثل هذا الشئ النقي لا يزال معها

فقط لماذا

ولماذا يقاتل من اجل مساعدة قصر العبق المعطر لهذه الدرجة

و كيف له ان يحافظ على هذا الهدوء و النقاء في عالم قبيح مثل هذا العالم حيث ياكل القوي الضعيف و يأكل الضعيف الاضعف

هذا هو العالم

اذا لماذا اكيرون هكذا

.......

2024/06/25 · 24 مشاهدة · 1045 كلمة
نادي الروايات - 2024