الفصل 155

لا شئ مطلق

الفصل 155

تحرك اكيرون بسرعه وهو ينظر من حوله حيث كان يساعد كل من يستطيع مساعدته

"اخي هل انت بخير"

ابتسم اكيرون بحزن مهول وهو يبعد خشبة كبيرة كانت ساقطة على قدم سي نا

احترق وجه سي نا بينما كان الفزع قد تقلقل في قلبه بقوه و بدات افكاره تختفي

ولكن مع مساعدة اكيرون لاحظ سي نا ابتسامته الحزينه

وقف اكيرون بسرعه و هب لمساعدة كل من يستطيع مساعدته

كانت النيران قد التهبت في ملابسه بالفعل و احترقت اقدامه

حيث كان الان يركض عاري القدمين و الدماء تسيل من كعب قدميه بقوه

طبعت اثار اقدامه الارض بينما ركض اكيرون غير مهتم ل جسده حتى

كان كل همه هو مساعدة الناس و الذهاب الى سيدة القصر

على الرغم من ان اكيرون يعلم انه بمثابة نملة امام سيدة القصر من ناحية القوة ولكن هو لم يهتم حقا

كان فقط يريد مساعدتها الان

بعد بعض الوقت بينما ركض اكيرون و ساعد كل من يستطيع مساعدته في طريقة لاحظت تلك الاعين البريئة ذلك التنين الشيطان قد حطم جزء كبير من القصر ثم نفث نيران الجحيم في داخله و ترك المكام

حلق شياو اكاي في السماء بينما نزفت اعينه دماء الغضب و الحقد بينما تحرك اكيرون و نزف جسده دماء المساعدة و الاهتمام

في تلك اللحظة و لمدة ثلاث ثوان فقط

تلاقت اعين ذلك التنين الحاقد مع اعين ذلك الفتى النقي

في ثلاث ثوان فقط ارتعش جسد شياو اكاي وهو يتذكر تلك النظرات نفسها من والدة

كان والدة ينظر هكذا عندما فقط والديه

مكسور محطم مع امنيه الموت

ولكن ما اثار تعجب شياو اكاي هو ان هذا الفتى كان مبتسم

ولكن رغم تلك الابتسامة المزيفة استطاع شياو اكاي من رؤية الوجه الحقيقي لذاك الفتى ب اعينه المقدسة

اعين شياو اكاي كانت قوية و شديدة الملاحظة و الرؤية ايضا

يعتبر شياو اكاي صاحب اقوى عيون بين جميع المخلوقات الحية حاليا

ولكن تلك لم تكن فقط اعين ترى بقوه

لم تكن فقط اعين جيدة ترى وما الى ذلك

ولكن كانت اعين تستطيع رؤية حقيقة البشر

الاضعف منه

كانت تستطيع رؤية مؤهلات و إمكانيات البشر و ايضا حقيقتهم

في تلك اللحظة ارتعش جسد شياو اكاي بتعجب و صدمه فهو استطاع رؤية ظلام غريب يحوم حول جسد الفتى

ظلام مستعد من اجل التهام العالم اجمع

ظلام هادر يريد تحطيم الجميع بين قبضة يداه

ولكن الغريب في الامر هو ان ذلك الظلام لم يكن نابع من قلب الفتى وانما كان يدور حوله مثل الغطاء الذي يحاول اختراق كل شي

صدم شياو اكاي من ذلك الشئ الغريب و المظلم الذي يدور حول الفتى مثل شيطان مجنون

وفي تلك اللحظة رفع الظلام راسه الغير مشكل بغضب و حملق ب شياو اكاي وكانه قديس يريد التهام فريسته الضعيفة

كانت هذه المرة الثانية على الاطلاق حيث ارتعش قلب شياو اكاي خوفا من الموت

الخوف من الظلام

الخوف من الخوف نفسه

ذلك الظلام زرع الخوف المرعب في قلب شياو اكاي ل ثواني قليلة

ولكن في تلك اللحظة الأخيرة لاحظ شياو اكاي شئ غريب

حيث ابتسم ذلك الظلام الغير مشكل وكانه يعرفه

اراد شياو اكاي الذهاب الى ذلك الظلام

اراد معرفه حقيقته فعلى الرغم من جنونه العقلي التام لمصاب والدة

الا ان ذلك الظلام اعاد بعض العقل فيه

ذلك الظلام لم يكن شئ بشري حتى وانما فقط حقيقة لا يمكن وصفها ب الكلمات

لا نهاية او بدايه له

لا مقياس لقوته

لا شئ

هو فقط لا شئ مطلق

كان كل هذا في ثلاث ثوان فقط

حيث حلق شياو اكاي الى الامام عندما سمع نداء سارثو موون بينما توقف قلب اكيرون عن الضرب الخائف

فهو لم يعلم لماذا كان ذلك التنين الشيطاني يحملق به ولكن علم انه كان على بعد خطوه من الموت

بعد تحليق التنين تحرك اكيرون و تسلق الصخور المحطمة التي كانت في ما مضى درج جميل

تسلق و الدماء تسيل من يداه و اقدامه الى ان وصل قاعة القصر حيث اعتاد على رؤية سيدة القصر تجلس هناك دائما ما كانت اما مشغوله ب امور القصر او التدريب لوحدها

ولكن ما استقبل اكيرون لم يكن سيدة القصر او ابتسامتها اللطيفة وانما منظر مرعب و مخيف و مقزز ل جثة حمراء مشتعله

لم يكن معروف جنس الجثة فكل شئ احترق فيها

اقترب اكيرون ب اقدام مرتعشة و قلب مدمر

اراد التوقف عن الابتسام ولكن اجبر نفسه على الابتسام ثم تقدم الى الامام بهدوء و خفه

مع اقتراب اكيرون من الجثة

التهبت النيران حول الجثة بغضب و غطى الظلاك تلك الجثة بين الصدمة و التعجب قفزت الجثة المحترقة على جسد اكيرون ثم تم غرز خمس اصابع حادة في عنق اكيرون

في تلك اللحظة لاحظ اكيرون شيئان

اولا طاقه حياته بدات تختفي و تتبخر مع الرياح

ثانيا تلك الجثة كانت تبتسم ببشاعة و ظلام مهول حام حولها

في ثواني قليلة بدات اعين الجثة تلمع

" تبا

لم استطع الاستمتاع مع تلك العاهرة وها انا على حافة الموت

و ذلك التنين البشع هل كان أنكالاجون الاسود ام ماذا

تبااا"

صرخت الجثة بغضب ثم ابتلع الظلام جسده و اختفى من المكام في ثواني

تارك خلفه قصر محطم و جسد اكيرون الشبه ميت

نظر اكيرون باعين شبه مغلقة نحو سقف القصر المحطم ثم فتح اعينه بقوه و بدا يزحف نحو مكان جلوس سيدة القصر المعتاد

احرقت الصخور الحارقة جلدة و مزقت ملابسه بينما استمر اكيرون بالزحف غير مهتم باي الم و معاناة

الى ان وصل الى مكان جلوس سيدة القصر

مع تنهد بسيط ابتسم اكيرون بلطف

"انا اسف"

مع هذه الكلمات فقط اغمض اكيرون اعينه بهدوء و سلام

رغم كل شئ حصل الا انه لم يغضب

رغم كل شيء الا انه لم يحقد

رغم كل شيء الا انه لم يفقد ابتسامته

تقبل اكيرون واقعه و اخيرا سلم نفسه للراحة الابدية

الموت .....

2024/06/29 · 29 مشاهدة · 896 كلمة
نادي الروايات - 2024