الفصل 162

نقاء مطلق

الفصل 162

يقال ان حتى زعيم مدينة زهرة النار سارثو موون الشهير اتى الى هنا

في ذلك اليوم ذهبت مدينة السماء الزرقاء في انذار خطير لان الذي اتى لم يكن اي زعيم مدينة

وانما الرجل الذي واجه القصور الستة المقدسة و قتل اثنان من سادة القصور و حطم الارض الخالدة في غضبه

الرجل الذي كان بقوته يستطيع مجابهه اي احد يريد متى ما اراد

عندما اتى ذلك الرجل الى مدينة السماء الزرقاء اتى زعيم المدينة بنفسه و استقبله

ولكن لم يذهب سارثو موون الى اي مكان فاخر و جميل ولم يذهب الى قصر زعيم المدينة حتى

وانما ذهب الى ذلك المطعم الصغير و جلس يحملق في تلك اللوحة لعدة أيام بدون تحدث او تحرك حتى

على الرغم من قوة سارثو موون وعلى الرغم من مكانته العالية الا انه لم ياخذ اللوحة ابدا

تم سؤال سارثو موون نفس السؤال

"ماهو رأيك"

وبعد ايام من النظر الى اللوحة تنهد سارثو موون بحزن و هم لا يصدق و اجاب وهو يهمهم بهدوء

"انها لوحه لا تصدق و اتمنى لو استطيع النظر إليها الى الابد "

مع هذا الجواب اراد زعيم المدينة اخذ اللوحة و تقديمها الى سارثو موون ولكن الاخير اوقفه و احترم رغبه الفتى الرسام

"الى ذلك اليوم

الذي سوف يأتي ذلك الشخص الذي سوف يعجب هذا الفتى الرسام و يحقق امنيته

انا سارثو موون امنع اي شخص من لمس الفتى او لوحته او اي فرد من أفراد عائلته او اصدقائه

هذه اللوحه و صاحبها تحت حمايتي انا سارثو موون"

مع هذه التصريح القوي و الحازم لم يتجرأ اي احد بعدها من طلب اللوحه

عندما لم يوافق الفتى سابقا على عدم إعطاء اللوحة لاي شخص كان يشعر بالخوف و القلق

فلو اراد احد النبلاء او أصحاب المقام العالي من اخذ اللوحة فهم يستطيعون فعل ذلك و بكل الطرق الممكنة

تهديد قتل تدمير ذبح

كل الطرق موجودة و ممكنة ولكن بعد كلام سارثو موون

لم يفكر اي بشري بعدها ب محاولة اخذ اللوحة حتى

فاي احمق يريد ان يصبح عدوه الرجل الذي دمر الارض الخالدة و القصور الستة المقدسة وكل من فيها

ومن اجل ماذا

لوحه فقط

لوحه لن يستطيع عرضها حتى للناس لانه لو عرضها فسوف يكتشف العالم ان هذا الشخص اخذ اللوحة و سيصل الخبر ل سارثو موون و سوف ياتي خلف راسه

لذلك مع كلمات سارثو موون وكان حبل التفكير في اللوحة قد قطع تماما فلم يفكر اي شخص بمحاولة شراء او سرقة اللوحة بعد ذلك اليوم

لهذا السبب كان الجميع ياتون الى هنا فقط لكي ينظروا الى اللوحة ثم يذهبون

الان نظر اكيرون الى اللوحة بهدوء بينما اخفض الرسام راسه بحزن لانه اعتقد ان اكيرون ليس الشخص المنشود

ولكن في تلك اللحظة ابتسم اكيرون بلطف و نقاء

عندما لاحظ الجميع ابتسامه اكيرون شعر الجميع بالراحة والهدوء و السلام

لم يعلم اي احد كيف حدث ذلك ولماذا

ولم يعلم اي احد لماذا هم يشعرون هكذا فقط من النظر الى ابتسامه

ولكن هذا ما شعروا به

" انها كنز سماوي حقيقي حقا"

مع هذه الكلمات رفع الفتى الرسام راسه بعدم تصديق و نظر الى تعبير وجه اكيرون

فهو كان منخفض الراس طوال الوقت

الان عندما سمع تلك الكلمات ارتعش كامل جسده بعدم تصديق و نظر الى وجه اكيرون

حيث لاحظ تلك الابتسامة النقية الرائعة

شعر الفتى الرسام بنفس شعور جميع من شاهدوا تلك الابتسامة

النقاء الهدوء و السلام و الراحه الحقيقة

وكان كل هموم قلبه قد اختفت فقط هكذا

في تلك اللحظة لاحظ الفتى ذلك الوجه و رسم في اعينه وجه اخر تماما

كان الوجهين مختلفين كليا سوى كان الامر في ملامح الوجه او الابتسامة او الشبه

كل شئ كان مختلف ولكن كان هناك شئ واحد متشابهة الى درجة الرعب حقا

وهو النقاء

النقاء الذي اضهره ذلك الفتى في ذلك اليوم كان نفسه الذي اضهره اكيرون الان وهو ينظر الى اللوحة بهدوء و احترام

"انا اشعر ب الراحة فقط عندما انظر اليها

انت رسام جيد حقا

ولكن الامر لا يتعلق بالرسم فقط وانما ما رسمته

فانت لم ترسم شخص فخور مقاتل ولم ترسم لحضه هجوم او دفاع او انتصار

لم ترسم لحضه حكم او ملك عظيم او كيان مقدس

وانما رسمت فتى بشري نقي القلب و الروح كان في يوم ما ذو ابتسامه رائعه ولكن الوقت حطمه

انت رسمت فتى من المستحيل ايقافه

انت رسمت الكمال يا صديقي

تهانينا لك "

مع هذه الكلمات وضع اكيرون يده اليسرى فوق اليمنى على السيف الذي ضربه في الارض و اخفض راسه باحترام لذلك الشخص في اللوحه و ل صاحب اللوحة نفسه

نظر الجميع الى اكيرون والى اللوحة بهدوء و اندماج عظيم ولكن فقط بعض الأشخاص لاحظوا تحرك اكيرون الحزين

الرسام كان واحد منهم

فهو استطاع ملاحظه حركه اكيرون

على الرغم من انها تبدوا بسيطة و عاديه بشكل كامل الا انها عنت شئ اخر تماما

ففي تلك اللحظة عرف الرسام ان من يقف امامه مر ب اهوال الحياة بشكل كبير و محطم

محطم للروح و الجسد و كل شي اخر

ولكن مع ذلك استمر بالمضي قدما ولم يتوقف ابدا

على الرغم من كل ما مر به الا انه لم يستسلم ابدا

لم يعلم الرسام حقا بماذا مر هذا الفتى ولكن لكي يتحرك جسده غريزيا لوحده و يصرخ من الحزن هكذا

كان هذا كافياً لمعرفة ان ما مر به كان شئ لن يستطيع اكثر البشر من تحمله حقا

"انت محطم مثله تماما "

مع هذه الرد من الرسام ابتسم اكيرون بهدوء وهو ينظر اليه

"ربما

ولكن انا لن اصل الى عظمته ابدا"

في تلك اللحظة البسيطة ابتسم الرسام و وقف من مكانه وهو يشير إلى الطاولة لكي يجلس اكيرون على الكرسي

منذ ان علق الفتى الرسام لوحته هنا لم يقبل باي شخص لكي يجلس عليها

ابدا

حتى سارثو موون لم يكن يستحق هذا الشئ ابدا

ف الفتى الرسام كان يريد شئ

شئ لم يملكه سارثو موون ابدا

شئ ملكه اكيرون بدون معرفته حتى

عندما تحرك الرسام و عرض الجلوس ل اكيرون صدم جميع من في المطعم من الامر

ولكن بنفس الوقت لم يصمدوا كثيرا حقا

ف اكيرون في اعينهم كان حقا يشبه ذلك الفتى الذي التقوا به قبل وقت طويل

و ايضا كان ذو نقاء اعظم و اجمل حتى

ابتسم اكيرون بلطف وهو ينظر الى الفتى الرسام امامه

ثم رفع ملابسه قليلا و جلس على الارض بهدوء

2024/07/02 · 43 مشاهدة · 986 كلمة
نادي الروايات - 2024