الفصل 163
سؤال غريب
الفصل 163
ابتسم اكيرون بلطف ثم حرك ملابسه قليلا و جلس على الارض امام مكان جلوس الرسام السابق
"سيدي الن تجلس هنا"
اشار الرسام بيده الى الطاولة النظيفة و الجميلة ولكن اشار اكيرون الى الارض بهدوء
"من الارض والى الارض لماذا اهتم بالقليل من التراب
استرح يا صديقي العزيز"
بدون تردد تحرك الفتى الرسام ثم جلس امام اكيرون على الارض مثله
"هل لي بمعرفة اسم السيد الشاب "
كان من الواضح الاستعجال على محيا وجه الفتى الرسام عندما سأل هذا السؤال
وكأنه يريد معرفه اسمه قبل ان يبدا الحديث و الكلام وكل شي اخر حتى
كان مهتم به مثل اهتمامه بذلك الفتى من ذلك الوقت
"اكيرون
وانت يا صديقي "
" سين هايل "
ابتسم اكيرون بهدوء وهو يستمع الى اسم الفتى
في تلك اللحظة لاحظ اكيرون النقاء في تلك الاعين السوداء الهادئة
" اسم يناسب صاحبه حقا
هل لي ان اعرف لماذا كنت تنتظر عودته "
سأل اكيرون وهو يشير الى اللوحة و بالتحديد لذلك الفتى فيها
تنهد هايل بضيق و هدوء قليل بينما نظر الى كف يده الخالي من اي شئ سوى بعض الجراح
"ذلك الموقر الصغير
كان النور اللطيف الذي اتى ل هذا الظلام"
توقف هايل و اشار الى الفتى على انه النور و قلبه على انه الظلام
ثم اكمل بهدوء
"كان من الواضح عليه على انه نبيل
اي شخص نظر اليه قال ذلك
سوى ملبسة او نظرات اعينه او اي شي اخر فيه
كان يصرخ على انه فتى من عائلة نبيلة رائعه حقا
ولكن رغم ذلك
كان ذو قلب نقي
كان مختلف عن الآخرين ليس فقط النبلاء و المقدسيين وما الى ذلك
كان مختلف عن البشر بشكل عام
كان ذو تفكير مختلف و عقلية واعيه و رزنه
لم يهتم ب المقامات مثل الآخرين
لم يرى نفسه اعلى من الخلق لانه ولد بقوة و مال
ولم يرى نفسه ادنى منهم باي طريقه ممكنه
كان فقط هو
نظر الى الجميع بتساوي و حكم صادق
لم يهتم اذا كان من يجلس امامه شيطان و قوي ذو مال و نفوذ
او ملاك او فقير او معاق
لم يهتم باي شئ فقط ب القلب و الروح
قال انه لا يهتم ب حاله الفرد وانما قلبه
اذا كان من يجلس امامه شيطان او ملاك
اذا كان ذو شخصية جيدة و لا تتعارض معه او مع افكاره و حكمه فهو سوف يحترمه حتى وان كان ملك الجحيم
وان كان امامه شخص غبي متكبر منافق حقير فسوف يبغضه حتى وان كان ملاك "
استمع الجميع الى كلام هايل و ابتسم البعض بهدوء وهم يتذكرون ذلك اليوم
فبعض الناس هنا الان كانوا موجودين في ذلك اليوم ايضا
بعضهم تذكر الامر وكانه حدث البارحة فقط
صورة راين لا تزال في عقولهم الى هذا اليوم
مجرد بضع كلمات و هدوء قد ترك مثل هذا الانطباع الهائل في عقول و قلوب الناس هنا
سوى كانوا ضعفاء اقوياء
فناني قتال او مجرد خدم
نبلاء او مقدسين
ترك راين انطباع جميل في قلوب الجميع في ذلك اليوم الهادئ
تنهد سين هايل بهدوء و همهم بضيق وهو يتذكر تلك الأيام التي كان مستعد ل دفع كل شئ يملكه من اجل ان تعود
تمنى لو انه انطلق خلف الرجل بعد ان غادر
تمنى لو تحرك جسده و اتبعه و شاهد تلك اللحظات معه
ولكن بلا فائدة فما حدث قد حدث و الزمن لن يعود.....
لاحظ اكيرون الضيق و الامل في اعين سين هايل ثم ابتسم بلطف
"انه شخص عظيم حقا كما ارى
ليس مثله شخص اخر
لقول الحقيقة لقد سمعت الكثير من القصص عنه
الجميع مدح به وقال انه رجل شجاع و طيب
الجميع قال عنه انه فعل الشئ الصحيح حتى النهاية الأخيرة
انا فقط متاسف اني لم أحظى بشرف مقابلته"
ابتسم هايل على كلام اكيرون الصادق
فرغم ان اكيرون كان من ارض الخلود ومن قصر العنقاء النقي وهو اساس كل شي حقا
الا انه اراد لقاء راين في يوم ما
اراد التحدث معه لو امكن و اراد رؤية كيف كان وكيف اصبح هكذا
ولماذا الجميع احترمه
فهو سمع العديد من القصص عن راين عندما انتهت الحرب
ف سيوف راين قد نشروا القصص عنه في القصور الاربعة المقدسة
كيف عاش في مدينة زهرة البرقوق وكيف تدرب
كيف تم التنمر عليه وكيف قاتل و ارتقى في المراتب شيا فشيئا
كيف وقف في وجه الظلم وكيف تحطم
انتشرت القصص بسرعه كبيره جدا في أنحاء القصور الاربعة المقدسة
لان هذه القصص كانت تتعلق ب الفتى الذي تحطمت الارض الخالدة بسببه
ف غضب و كره سارثو موون و رفاقه كان بسبب راين نفسه
كان راين ذو شعبية كبيرة في الارض الخالدة
فعلى الرغم من ان الجميع كان يقول ان سبب دمار الارض الخالدة كان اثنان
اولا قصر العبق المعطر
اثنان راين سارثو
الا ان الكثير احترموا راين حقا
كيف ل بشري ان يغضب في وجه الحكام و اراد قتالهم
كيف له ان يحاول الانتقام حتى
وكيف حدث كل شي اخر
كانت قصص راين تنتشر بشكل مهول في الارض الخالدة
حتى انها وصلت الى ارض قصر العنقاء النقي و وضع اكيرون يده على نسخه من تلك القصص و قرأ كل شي
على الرغم من الحرب و القتل
الا ان اكيرون اعجب ب راين حقا و في داخله تمنى لو انه يستطيع الالتقاء به في يوم ما
على الرغم من انه يعلم حالة راين الحالية الا انه يعلم مقدار قوة و اصرار سارثو موون فهو يعلم ان الأخير لن يتوقف حتى يعيد راين
و ربما فقط ربما
سوف يجلس اكيرون و راين و يتحدثوا بهدوء
"شخص عظيم حقا "
ابتسم هايل وهو ينظر الى اكيرون ثم رفع رأسه و اكمل
"هناك شئ اريد حقا ان اسالك به يا صديقي"
لاحظ اكيرون اهتمام الجميع ب الامر وهم يستمعون بهدوء حيث ترك الجميع طعامه او شرابه او ما كان يفعل وبدا يستمع الى كلام الاثنان
"تفضل و أسأل"
"اخبرني
في يوم ما عدت و وجدت رجل قد احضر جسد والدك اليك مضرج ب الدماء و مضروب بقوه
وقال الرجل ان والدك سقط و مات
ولكن لان ذلك الرجل نبيل و معروف وانت فقير و ضعيف تم التستر عن الامر و اعلان ان موت والدك كان مجرد حادث ولكن انت تعلم العكس
اخبرني ماذا كنت سوف تفعل "