الفصل 165
ما الاختلاف
الفصل 165
نظر اكيرون بهدوء الى ايكور
"اذا ما الاختلاف بينك وبين ذلك الرجل الذي قتل والدك فهو لم يهتم بكم ولم ينظر لكم حتى
اخبرني ما الاختلاف حقا بينكم "
"مالذي تعنيه ما الاختلاف هل انت احمق ام ماذا "
اراد هايل ان يريد على تجاوز اخيه ولكن اوقفه اكيرون بهدوء حيث حرك يده و طلب منه ان لا يوقفه
"اخبرني يا سين ايكور ما الاختلاف بينك وبين ذلك النبيل
اعني نعم هو وغد شرير قتل والدكم ربما حتى في لحظة نزوه منه
ولم يهتم بمن كان هذا الرجل الذي مات او هل يملك اي عائلة هو فقط فعل ما فعل و انتهى الامر
وانت تريد فعل المثل
ربما ذلك النبيل شرير و وغد و خسيس ولكن ربما هو يملك أبناء ايضا وهو يملك ام و اب و عائلة تحبه حقا
مهما كانت شرور الإنسان ففي اعين عائلته فهو نقي مقدس
وفكر في الامر قليلا ماذا سوف يحل بأطفاله اذا ما مات على يدك
حتى وان كان الاطفال يملكون جد و جدة يهتمون بهم فهم ليسوا الاب حقا
وهناك احتمال ان يتم قتلهم حتى
فقتل الاطفال بين العوائل النبيلة بعد موت والديهم شئ طبيعي من اجل الحصول على قوة النبيل الميت ومن اجل ان لا يضيع ارثه و امواله و مكانته على اطفاله
فهم سوف يقتلون الاطفال وياخذون كل شي لهم
اخبرني يا فتى
ما الاختلاف بينك وبين ذلك النبيل الان "
مع شرح اكيرون الهادئ و الصادق تنهد الجميع بهدوء وهم يستمعون اليه فمن سمع سؤال سين هايل سابقا اجاب بسرعه وقال القتل او التدمير واذا لم يملك القوة لقال الانتقام
ولكن لم يفكر اي فرد ب الأضرار الجانبية التي سوف تنجم عن ذلك الموقف الذي خطو فيه بالفعل
حتى سين ايكور الذي كان صاحب الموقف بالفعل لم يصدق عقله عندما سمع شرح اكيرون الهادئ
فهو لم يفكر في اي شيء حقا هو فقط اراد الانتقام اراد قتل قاتل والده اراد تدمير و تحطيم الجميع فقط هكذا
"الصعاب كثيرة جدا في العالم و الحياة مجرد حياة واحده
هل تريد العيش بندم ام حزن او فرح و سعادة
الامر كليا يعتمد عليك وعلى قلبك حقا
في بعض الأحيان الشراسة مطلوبة وفي بعض الأحيان الهدوء و السلام مطلوب
الحياة اثنان و ربما ثلاث حتى
وانت يا رفيقي الصغير لست الوحيد الذي يمر ب الصعوبات في العالم
وانت لست الشخص الوحيد في العالم
لذلك فكر في قرارك و اختره بناء على قلبك و عقلك وليس رأي الآخرين"
انهى اكيرون كلامه بهدوء حيث لاحظ الحزن و الأسى على وجه الفتى الصغير فهو يعلم انه يريد الانتقام و تحقيق انتقامه الان تم تعطيله بحجه الإصلاح و السلام
"ياله من عالم تافه صغير حقا "
بصق اكيرون بهذه الكلمات بهدوء ثم وقف من مكانه و ابعد الغبار عن ملابسه
"ايها الصديق
من اي مدينه انت "
مع سؤال سين هايل ابتسم اكيرون بهدوء
"لو اخبرتك ل كرهتني إلى درجة الموت وانا لا اريد ان افسد هذه العلاقة بيننا "
مع هذه الكلمات تحرك اكيرون من المطعم بهدوء و خرج من المكان
اراد اكيرون ان يجد مكان لكي يرتاح فيه لليوم ولكن قبل ان يتحرك حتى خرج سين ايكور من المطعم و صرخ بقوه بين الناس
"ايها الجبان اللعين"
استدار الجميع اليه و نظروا بينما تنهد اكيرون وهو يريد أن يتحرك فهو انهى ما يريد قوله بالفعل ولم يتبقى اي شئ اخر لكي يفعله او يقوله هنا حتى
"جبان لعين لقد تم قتل والديك امام اعينك وانت لم تفعل شئ
مجرد لعين مخنث ينظر الى العالم وكانه شئ جميل تبتسم طوال الوقت ولم تفعل اي شئ في حياتك سوى العيش
داعر مثلك لا يستحق الحياة حقا"
صرخ سين ايكور بغضب و الدموع تنهمل من اعينه على موت والده فهو لم يهتم حقا
لم يقتنع بكل حجج و كلام اكيرون منذ البداية والى النهايه
مع نهاية صراخ اكيرون بدا الجميع ينظر ناحية اكيرون بغرابة
على الرغم من انهم لا يعرفون من هو هذا الشخص او ماهي قصته ولكن فقط من الاستماع الى سين ايكور كره الجميع تقريباً اكيرون
فاي وغد يستطيع الابتسام و العيش بهدوء و قاتل والديه يعيش بسلام و هدوء هو الاخر
كان اكيرون الان مجرد وغد لعين في اعين الجميع
في تلك اللحظة و لاول مره في حياته شعر اكيرون ب البغض
الغضب و الكره و الحقد على ذاته الجبانة
فهو يعلم انه يريد الغضب
هو يعلم انه يريد الحقد و الانتقام مثله مثل اي بشري اخر ولكن هو لم يستسلم لتلك الرغبات لانه يخاف من شئ واحد
وهو اذا ما استسلم ل قلبه فهو لن يعيش بسلام بعد ذلك
"هل العيش بسلام كل ما يهمك
ماذا عن دم والديك
ماذا عن صراخهم عندما ارادوا مساعدة احدهم
اخبرني ايها المخنث الوغد
هل تعتقد انهم سعيدين بك الان"
مع هذه الكلمات من فم سين ايكور ارتعش بدن اكيرون بغضب مهول و بدات تلك الابتسامة تختفي شيا فشيئا من وجهه حيث ارتسم تعبير غريب و مقزز على وجهه
بينما انحنت شفتيه نحو الاسفل سالت الدماء من فمه و احكم قبضته بقوه وهو يحاول السيطرة على ذاته
"انت مجرد لعين اخر يبحث عن السلام في زمن الحروب
افق للعالم ايها الاحمق
ليس هناك سلام لمن لم يصنعه"
في تلك اللحظة شعر جميع من مكان واقف هناك ب الهواء يصبح اثخن و زاد الضغط على الارض وكان الجاذبية بدات تضغط بهم جميعا نحو الارض
ارتعشت ابدان جميع الناس بينما بدات أعمدة البنايات و المنازل من حولهم تحتك مع بعضها البعض و تصدر اصوات التكسر و التحطم القريب
"استمع يا فتى
انا تواق لقتل قاتلهم
انا اريد الانطلاق في نوبه غضب و جنون لن يستطيع إيقافها حتى سارثو موون اللعين
ولا حتى ساده القصور الستة المقدسة
لا بشري او شيطان سوف يوقفني اذا ما اطلغت العنان ل غضبي
فانا من سار في بحر المعاناة لن اهتم حتى لو امطرت الما"
صرخ اكيرون بغضب مهول وهو ينظر الى سين ايكور الواقف خلفه
"انا احاول بكل الطرق الممكنة ان اوقف ذاتي"
بدات انياب اكيرون تبرز بينما اشتعلت عينه الحمراء بقوة و بشاعه
"انا لا اريد دماء الابرياء على يدي ولكن"
اقترب اكيرون خطوه بخطوه من سين ايكور الى ان اصبح امام وجهه
"اذا ما انطلقت فلن يوقفني حتى الحاكم السماوي اللعين"
مع هذه الكلمات وضع اكيرون يده على كتف سين ايكور و الغضب بدا يلتهم قلبه اكثر و اكثر
ولكن في لحظات بسيطة ارتعشت تلك العين الحمراء وهي تنظر فوق راس سين ايكور
حيث شاهدت جسد شفاف يغطي جسد سين ايكور بكل قوته بينما يحاول حمايته من اكيرون
كان يصرخ و يبكي و يتوسل من اجل توقف كل شي بينما لم يستمع اي احد الى صوته او يراه
كان هذا والد كل من سين ايكور و سين هايل الميت
استطاع اكيرون من رؤيته بسبب عين مصاص الدماء خاصته التي ترى الأرواح
لاحظ الجسد الشفاف نظرات اكيرون
لم يعلم هل حقا يستطيع اكيرون رؤيته ام انه مجرد وهم
ولكن في تلك اللحظة تحرك الجسد الشفاف بسرعه و انحنى امام ابنه وهو يطلب المسامحة من اكيرون لكي لا يؤذي ابنه
اراد اكيرون ان يمزق كل شي في تلك اللحظة
في غضبه اراد القتل اراد الدماء
كانت هذه اول مره في حياته يشعر اكيرون بهذا النوع من المشاعر
و تحرك اكيرون خلف مشاعره حقا
ولكن عندما شاهد والد سين ايكور و هايل
اختفى الغضب من قلبه في ثواني قليلة فقط
كل ذلك الغضب و الحقد اختفى و اختفت تلك الهالة الخانقة ايضا
لاحظ الجميع تعبير وجه اكيرون الحزين ولم يهتم البعض حيث ارادوا الفرار من هنا باسرع وقت ممكن
حيث تحرك البعض و ركض خوفا على حياته بينما اختبئ الاخر وهو ينظر من بعيد
بينما بقيت بعض الاعين تنظر الى اكيرون بهدوء و اهتمام
"لا تقلق لن اؤذي اي واحد فيهم فانا لست مجنون
اعتذر على جعلك تقلق هكذا يا صديقي
ولكن تستطيع الوثوق باني لن المس شعره من على راسهم ابدا "
تحدث اكيرون وهو ينظر تحت بجانب اقدام سين ايكور
لاحظ الجميع الامر وضن البعض انه مجنون حقا
"انا اسف لاني جعلتك تقلق هكذا
الامر وما فيه حقا انا احاول بقدر المستطاع ان اتحكم ب مشاعري
بعد موت والداي هل تضن اني لم اغضب او احقد أو اكره
بالفعل شعرت بكل هذه المشاعر و اكثر ولكن لكي تفهمني عليك ان تفهم قصتي
والداي كانا دائما طيبين مع الناس و كل يوم يوصيني والدي ب مساعده الناس وعدم الغضب
عدم الحقد
عدم الانتقام
عدم كل هذه المشاعر السلبية
لذلك تحقيقا ل وصيته و احتراما له لم افعل اي شي حقا
ولكن في داخلي نار مشتعله الان تخبرني بحرق العالم اجمع وكل من فيه
قتل الجميع في لحضه جنون و تدمير العالم اجمع ولكن
اذا ما فعلت ذلك فاي اكيرون انا حقا
وكيف سوف انظر اليهم عندما ينتهي كل شي
استمع يا فتى"
رفع اكيرون راسه من الارض حيث كان يتحدث الى الجسد الشفاف
ثم نظر الى اعين سين ايكور
"انها حياة واحده
لديك الاختيار اما تسير في طريق الانتقام و القتل او السلام و الهدوء
و الاختيار لك ليس لي و ليس ل اخيك او اي شخص اخر
اختر طريقك و افعل المستحيل ل تحقيقه مهما كان
لانك لو لم تفعل سوف تندم لبقية حياتك "
مع هذه الكلمات ابتسم اكيرون بلطف و خفه وهو يمسح الدماء من على وجهه ثم تحرك الى الامام بين
الناس بينما وضع يداه خلف ضهره
ضرب الهواء الطلق الربيعي الجميل وجهه بلطف بينما حرك خصلات شعره الطويل قليلا
تحركت اقدامه بخطوات ثابتة و خفيفة بين الناس وسار نحو الامام