176 - انجذاب الفراشه الى النيران

الفصل 176

انجذاب الفراشه الى النيران

الفصل 176

"اذا الحق و الباطل لا وجود لهم في نظرك"

سأل المتلاعب بينما نظر الى اعين اكيرون النقية

طوال الوقت كانت اعينه هادئه و مسالمه لم تكذب تلك الاعين في اي كلمه قالها

لم تكذب ولم تنافق تلك الاعين او صاحبها وانما فقط قال محتوى قلبه وما يؤمن به

"الامر ليس بسيطا لهذه الدرجة يا فتى

ف الحق و الباطل موجودين ولكن فقط لمن يريدهم

هناك من يبحث عن الباطل وفي قلبه الحق

هناك من يبحث عن الحق وفي قلبه الباطل

كم شخص قال انا افعل هذا من اجل الانتقام وفي النهاية قتل مئات الأبرياء

كم شخص صرخ وقال انا افعل هذا لكي اقتل منافق وحشي شيطاني

وفي قتالهم تم دك قرية الى الدمار و الدماء

كم شخص قال انا افعل هذا باسم العدالة و الفصيل الصالح

وفي نهاية الامر تجده ينافق و يكذب "

توقف اكيرون عن الكلام لبعض الوقت ثم رفع وجهه ونظر الى الفتى امامه ذو تعبير وجه المنصدم من هذه الأجوبة

نظر الى الفتى من مدينة انعكاس السماء

" انت يا فتى من الفصيل الصالح اذا اخبرني

في احد الايام بدا قتال ضد مجموعة شيطانية متوحشه حسب رأي العالم القديم

لكي تصل تلك المجموعة الى مدينتكم عليهم ب المرور من خلال بحر كبير

من ناحية المجموعة الشيطانية هناك قرية صغيرة بجانب البحر

اهلها يعملون في الصيد و ما الى ذلك

لكي تصل المجموعه الشيطانية الى مدينتكم عليهم باخذ زوارق و سفن الصيادين

وصل لكم هذا الخبر وانتم متقدمين عدة خطوات على المجموعة الشيطانية

ماذا سوف تفعلون "

سأل اكيرون وهو ينظر الى الفتى بينما فرقع المتلاعب ب إصبعه و استطاع الفتى التنفس بسلام و راحه الان و بدا يسعل

"اجبه"

نظر الفتى الى المتلاعب الذي كان يريد الجواب حقا بينما نظر الى اكيرون بهدوء

"اذا كانت هذه القرية هي الملاذ الوحيد للمجموعة الشيطانية و بدون زوارقهم و سفنهم لن يستطيعوا الوصول إلينا الا بعد بعض الوقت و سيكونون تعبين و مرهقين

اذا الحل الوحيد هو استعمال السفن خاصتنا و الذهاب الى تلك القرية و تدمير السفن و الزوارق خاصتهم لكي نمنع وصول المجموعة الشيطانية الينا مما سوف يكسبنا وقت اكثر و ايضا سوف يصلون في نهاية الامر وهم تعبين و مرهقين "

انهى الفتى كلامه بهدوء بينما نظر الى المتلاعب بخوف و خنوع شديد

"وهذا ما يسمى ب الصورة الكبرى يا فتى

من اجل ايقاف المجموعة الشيطانية و جعلهم يصلون مرهقين و متعبين

تم تدمير اعمال مئات البشر الأبرياء

هل سوف تصلحون القوارب بعد المعركة لا

لانكم ستكونون مشغولين ب انتهاء الحرب و معالجه المصابين و الكنوز و الفوائد و الخسائر وكل شي اخر

اذا اخبرني من سيهتم و يرعى اؤلاك الأبرياء الذين خسروا مصدر عيشهم

من سوف يطعم اولادهم و عوائلهم

لكي تعيد صناعة السفن عليهم بدفع مبلغ مهول من المال وهم حتى لا يملكون ذلك المبلغ

فاذا ملكوا ذلك المبلغ لما عملوا في الصيد من البداية

اذا سوف تنتهي قصصهم هكذا فقط بسبب قتال ما بين الفصيل الصالح و الشيطاني

ايها المتلاعب

الحق هو الحق و الباطل هو الباطل "

تنهد اكيرون بهدوء وهو ينظر الى المتلاعب ثم الى الفتى الذي اجاب سؤاله الان

ف اكيرون يعلم الجواب بالفعل فهو واضح

اي احمق يستطيع التفكير في هذا الامر ولكن لماذا جميع البشر يتخذون هذا الطريق

الامر بسيط لانه الاسهل في الامر

يستطيع الفصيل الصالح ان يضع حواجز و دفاعات ضد المجموعة الشيطانية و يستطيعون حتى وضع جنودهم و بعض الفخاخ ولكن لم يفعلوا هذا وانما فعلوا الامر الواضح فقط لانه الابسط

"اذا لا الحق ولا الباطل لهم وجود ولكن بنفس الوقت هم موجودين ؟"

"نعم يا فتى هذه هي حقيقة العالم التافه الصغير هذا"

في تلك اللحظة نظر المتلاعب الى اكيرون وفي اعينه رسم جبل عملاق عظيم لا يتزحزح ابدا

ذو ايمان و عزم راسخ بما يؤمن به

اراد المتلاعب اخذ روح اكيرون ايضا ولكن الان وجد نفسه ينجذب اليه اكثر و اكثر

ينجذب الى ذلك الضوء النقي مثل انجذاب الفراشه الى النيران وسط الظلام

تعلم الفراشه انها سوف تحترق و تموت بواسطه النيران بسبب غرائزها ولكن مع ذلك تذهب إليه

كما يعلم المتلاعب ان نهاية وجوده اقتربت كلما اقترب من ذلك الضوء الا انه لم يهتم حقا

لم يحتاج المال او القوة او الطعام

لم يحتاج المتلاعب اي شئ فهو روح بشرية ماتت وفي قلبها حقد مهول على العالم لذلك هذه الروح تسأل هذه الأسئلة و تاخذ من لا يستطيعون الاجابه

بعد مضي بعض الوقت سوف يموت من تم اخذهم فقط هكذا

لن يمت احد بسبب ان المتلاعب قتلهم او استنزفهم ولكن فقط يموتون لانهم خائفين من وجودهم بقرب المتلاعب

وهذه كانت ستكون نهاية هذه المجموعة ايضا ولكن تدخل ذلك الضوء غير مجرى الامور كثيرا

"انتم احرار "

مع هذه الكلمات فرقع المتلاعب ب اصبعه و اذا ب المجموعة تستطيع التحرك مره ثانيه حيث عادت قوتهم اليهم و عادت حركتهم

"شك"

قبل ان ينهي اكيرون شكره للمتالاعب واذا بشخص من الخلف ينقض و سيفه بيده ومع تلويحه واحده

قطع راس المتلاعب و شق جسده الى اثنان

"وغد لعين تستحق ذلك ايها الداعر"

صرخ الشاب بغضب و كبرياء بينما بصق على جسد المتلاعب الذي بدا يختفي شيا فشيئا في الهواء

"لماذا فعلت ذلك"

سأل اكيرون وهو ينظر الى الشاب بهدوء فهو كان اخ المقاتل من مدينة انعكاس السماء

"انه وحش لعين وانا قتلته اليس هذا جيد "

مع هذا التفسير اغلق اكيرون اعينه بهدوء و خفه ثم وقف من مكانه

ارجع شعره الى الخلف بهدوء ثم اخفض اقدامه على الارض و جلس بجانب المتلاعب الذي بقي فقط القليل من جسده الان

"انا اعتذر ايها الفتى

اخبرني هل لديك وصيه لي

اقسم اني سوف احققها "

تعجبت المجموعة من كلمات اكيرون فلم يعلم احد لماذا كان اكيرون حتى جالس بجانبه ولماذا يعتذر و يسأل بخفه و لطف وكانه يتحدث مع شخص جيد و طيب القلب وليس وحش يدعى المتلاعب

"ان انا لا

.... لا املك شئ فقط اخ

اختي الكبيرة

لا لا لا لا اعلم اين هي ولكن هل

هل تستطيع الب البحث عنها

اسمها هو ....."

همس المتلاعب بصوت منخفض جدا و اغلق اعينه بينما اخر ما شاهده كانت تلك الابتسامة النقية و الدافئه على وجه اكيرون

تلك الابتسامة التي جذبت الفراشه الى نهايتها كانت رائعه

لم يندم المتلاعب ولم يحقد وانما كان مرتاح البال الان

كان مرتاح لان دورة القتل و المعاناة سوف تنتهي وكان مرتاح انه التقى بهذا الرجل الغريب و الرائع

"تستطيع النوم بسلام يا فتى

فانا اكيرون اقسم اني سوف اجد اختك و اعتني بها مثل اختي الصغيره

اقسم اني سوف ادمر السماوات والأرض من اجل الاعتناء بها

تستطيع النوم بسلام يا فتى"

مع هذا القسم اغلق اكيرون اعينه بهدوء و احترام وهو منحني الراس قليلا

نظرت المجموعة إليه بغرابة و تعجب

فهو بشري ايضا اذا لماذا كان يكن هذا الاحترام ناحيه وحش مثل المتلاعب

مالم يعلمه احد هو ان اكيرون مصاص دماء و عينه الحمراء تستطيع رؤية الهيئه الحقيقية للوحوش وهذا ما شاهده اكيرون

وحش كبير مظلم غاضب ذو جسد مظلم و شيطاني ولكن كان جسده مليء ب الجراح و ضرب السياط بقوه

وفي داخل ذلك الظلام لاحظ اكيرون طفل صغير برئ و حزين يريد ان ينتهي هذا العذاب

هذه كانت روح المتلاعب الحقيقية فما هو الا طفل صغير مات و الانتقام في قلبه و بعدها تحول الى متلاعب ولكي ينجوا كان عليه ان يفعل ما يفعله المتلاعب

هو لم يريد ذلك ولكن عندما يراه الناس يسأله من انت او الى اين ذاهب او اين والديك وبهذه الأسئلة تتفعل قوى المتلاعب لوحدها من الطبيعة وعليه ان يسأل الناس بعدها

هو استمر في هذه الحياة اللعينة فقط من اجل ايجاد اخته ولكن الى النهاية لم يجدها و الان سلم حلمه لشخص اخر

تنهد اكيرون بهدوء وهو يلاحظ وجه المتلاعب يختفي بهدوء و ارتياح جميل

في تلك اللحظة عندما اختفى جسد المتلاعب ترك خلفه كره حمراء صغيره

كانت هذه الكره تحتوي على صقل الناس الذين ماتوا في حوزه المتلاعب

عندما ظهرت تلك الكره الصغيرة الحمراء تحرك الفتى بسرعه لكي يأخذها

2024/07/14 · 24 مشاهدة · 1256 كلمة
نادي الروايات - 2024