الفصل 410
الكبيرة 1
الفصل 410
كان التردد واضح على اعينه وتعرق جسده بينما تحركت يده و امسك كفه مقبض الباب
امسكه و ضغط بهدوء و شيا فشيئا فتح الباب
بينما فتح اينار اعينه و نظر صدم من الغرفه امامه
فما شاهده جعله يحملق في الفراغ لوقت طويل
حيث كانت الغرفة نظيفه و جميلة حقا
صغيره كما يتذكرها اينار ولكن الغريب فيها كان تلك الصورة في المنتصف التي علقت على الحائط
صورة الكبيرة و وضع عليها خط اسود من الاعلى
(الكبيرة مورن تاي
توفت عام §×∆∆ بكبر العمر )
لم يعلم اينار ماذا يفعل حقا فكل مشاعره بدات تتحرك بسرعة
حزن
صدمه
قلق
خوف
تردد
تكذيب
كل تلك المشاعر تصادمت مع بعضها البعض و ادت إلى شئ واحد
وهو انهيار اينار
حيث ارتعشت ركبتي اينار و سقط على الارض
مع صوت تصادم ركبتيه مع الارض عم الصمت على المكان كليا
لم يعد اينار يستطيع سماع اي شيء حرفيا
بينما توسعت اعينه على الصورة و اغلق يده وبدا يدعك اعينه لكي يتاكد
نزع قناعه و نظر الى الصورة
اغلق اعينه و فتحههم.. ولكن بلا فائدة
ف الامر حقيقة " جدتي "
.........
في احد الايام البعيدة
وبينما كان راين يريد الحصول على اجازة من اجل الذهاب الى قريته
في الليل توجه راين الى محل الكبيرة
كان المحل مغلق مثل كل المحلات الاخرى ولكن جلست الكبيرة امام المحل مع قارورة شراب بيدها و تعبير هادئ رسم على وجهها بينما نظرت الى القمر " مالذي تفعله هنا ايها السيد الشاب "
ابتسم اينار على كشف الكبيرة له
فهي في ذلك الوقت كانت اقوى منه و تملك خبره اكبر كذلك " لقد كنت افكر في بعض الاشياء و رأيتك
مالذي تفعلينه " مع نهاية كلامه حركت الكبيرة مورن تاي يدها و امسكت بكرسي صغير و وضعته امامها
حيث تحرك راين و جلس بهدوء " انا افكر في كل شي ايها السيد الشاب
ماذا لو لم تقبل عائلتي العقد
ماذا لو لم نذهب مع القافلة
ماذا لو بقي زوجي
ماذا لو اهتممت ب ابني أكثر " تعددت الأسئلة بينما انخفض راس الكبيرة مورن تاي نحو الارض
لم يعلم راين ماذا يقول حقا فهو يعرف قصتها و يعرف ان هناك مؤامرة خلف موت زوجها ويعلم ان ابنها احمق وغد اناني
ولكن ماذا يقول حقا
فهو ليس لديه اي حق في قول اي شئ لها الان بسبب وضعها
فكر اينار بهدوء بينما مد ذراعه و امسك قارورة الشراب من يد الكبيرة
بينما نظرت الكبيرة بدا راين يشرب بسرعه ثم ضرب القارورة في الارض " ومن يهتم
نحن في الحاضر وليس الماضي
انا لا اقول لا تهتمي ولا تفكري
فهذه عائلتك التي حدث لها كل هذا الامر
ولكن حقا
مالذي يستطيع بشر مثلنا فعله
هل تتوقعين اننا نستطيع تحوير قانون الزمان و العودة الى الماضي
ام نتحكم بقانون اخر و نلعب كما نشاء
نحن لسنا حكام ايتها الكبيرة
نحن مجرد بشر تبا
وانا لازلت صغير جدا لكي اهتم و افكر بهذه الأشياء
لم علي ان افعل ذلك حقا
انا اريد فقط العيش بسلام بعيد عن المشاكل و القتالات
من بعمري يلعبون و يمرحون وانا قتلت كم مهول من الأشخاص
انتي تفكرين بهذه الأسئلة وانا افكر ب يداي الملطخه بالدماء
ايتها الكبيرة البشر يفعلون الأخطاء
ولكن البشر ايضا يمضون قدما " ابتسم راين وهو ينظر الى وجه الكبيرة المصدوم الذي يقول مالذي تتحدث عنه بحق الخالق
بينما اكمل بسعادة" لذلك ايتها الكبيرة
امضي قدما معي " ابتسم راين وهو يمد يده نحو يد الكبيرة
لم تعلم الكبيرة هل كان الامر بسبب الشرب الكثير ام بسبب أعينها الدامعه ام بسبب ضوء القمر
ولكن في تلك اللحظة في أعينها ظهر راين وكانه حاكم نقي رائع مع وجه مشع بامل و سعادة لا تصدق
كل شي فيه صرخ بالنقاء و الجمال
وهذا ما جعل جسد الكبيرة يتحرك لوحده بدون تفكير و امسكت يده " لنمضي معا يا حفيدي "
ابتسم راين على ذلك اللقب ولكن لم يمانعه ففي تلك اللحظة استطاع راين رؤية اعين الكبيرة التي اغلقت و بكت على كتفه بينما نامت بهدوء" لنمضي معا يا جدتي "
همس راين بتلك الكلمات بينما ساعد الكبيرة للدخول الى المنزل
مالم يعلمه راين في ذلك الوقت ان تلك الكلمات التي قالها وهو يهمس
تمنت الكبيرة ان تسمعها مره اخرى
وحتى اخر لحظات حياتها بقيت تفكر بهم وهي تريد سماعهم من راين
لم يعلم راين ولم يعلم اينار بهذا الامر .....
......
" جدتي "
نادى اينار بصوت منخفض و حزين بينما تقدم بهدوء و خفه و ركبتيه تحتك مع الارض الخشبية القديمة
تقدم و امسك بالصورة بينما ابتسم رغم الدموع التي انهملت من اعينه
الا انه ابتسم " لقد كانت رحله جميله جدا يا جدتي
الى اللقاء" سقطت الدموع على الصورة وبالتحديد تحت عين الكبيرة
بينما ابتسم وجهها بالصورة وهو ينظر الى الامام
وقف اينار وهو يضع الصورة في المخزن بينما وضع قناعه على وجهه مره اخرى و بدا يبحث بهدوء في الغرفه
وجد بعض الأسلحة و كتب و بعض الأدوات
وفي النهاية لاحظ اينار صندوق اسود صغير في نهاية الغرفه
كان صندوق غطاه التراب و الغبار
مسح اينار الغبار بينما لاحظ شئ غريب على الصندوق
كانت احرف و سؤال واحد فوقها
( من هو حفيد الجدة )
قرأ اينار الكلمات بينما ابتسم بنقاء و بدا يضغط الاحرف
" راين سارثو" مع كتابه الاسم ارتعش الصندوق بخفه بينما فتح
فتح الصندوق و استقبلت رساله ورقية وجه اينار
( مرحبا بك يا حفيدي الجميل
لقد اشتقت لك كثيرا
اتمنى ان اكون موجودة لكي اعطيك الهديه التي اعددتها لك
ولكن في حال كانت هذه العجوز ميته
فاسفي الوحيد هو عدم رؤيتك تحقق حلمك
ان كنت تقرأ هذا الكلام فاعلم اني حقا اشتقت لك
لقول الحقيقة لم اكن اعرف مقدار تعلقي بك الا بعد اختفائك
اعتقد ان ما قلته في ذلك اليوم حقيقة
لا يعرف الفرد قيمه الشئ إلا عندما يفقده
حسنا لا تبكي ايها الاحمق اعلم انك تبكي الان مثل الاطفال
ولكن لا تبكي ارجوك
كل شئ بخير فحتى وان مت فسوف استمر ب مراقبتك في كل مكان تذهب له وكل مغامره تكون جزء منها
راين
حفيدي اللطيف لقد أظهرت لهذه العجوزة وقت جميل جدا
شكرا لك على كل شي يا حفيدي و اتمنى ان تكون بخير
جدتك العجوز مورن تاي)
عم الصمت على المكان بينما قرأ اينار الرسالة مره بعد الاخرى ومع المره الاخيره
اغلق اعينه وبدات الدموع تنهمل منها وكانهم مطر لا يتوقف
بكى اينار بحزن لا يصدق وهو يحتضن تلك الرسالة الى صدره " جدتي
اغغغغغعععععع" صرخ اينار بالم و حزن بينما استلقى على الارض الخشبية و استمر بالبكاء...