الرابط

-منظور رحمة-

نهضنا من المقهى، حيث ذهب كوزغون للبحث حول أصدقائه، أما أنا، فأخذت السيارة و اتجهت نحو المستشفى لزيارة أختي.

توجّهتُ مباشرة إلى غرفة الطبيب لمعرفة التطورات حول حالتها، الذي أخبرني أن حالتها في تحسّن، هذا ما طمأنني.

توجّهت نحو غرفتها، لكني وجدتها نائمة، جلست على الكرسي بهدوء أراقبها، رغم كبرها، إلا أنها لا تزال ذات وجه طفولي، عند النظر إليها كأني أرى أمي لشبههما.

بقيت على حالي حتى غلبني النعاس، و نمت هناك.

"رحمة، رحمة!"

نهضتُ مذعورة إلى أختي التي تناديني:

"لورا، أهناك شيء؟"

"لا، اهدئي... إنها التاسعة، أليس لديك عمل؟ أظن أنك متأخرة!"

نظرتُ إلى ساعتي:

"حقًا؟ الأمر كذلك؟ أنتِ بخير؟ لا ينقصك شيء، أليس كذلك؟"

"لا، انتبهي على نفسك فقط."

خرجت من المشفى و توجّهت إلى البيت، غيّرت ملابسي، ثم خرجت مباشرة متّجهة نحو مركز الشرطة.

لديّ صديقة تعمل في شرطة المرور، فإن أردتُ أي معلومة حول حادث عمر، فهي من ستجدها.

بعد أن التقيتها، تبادلنا القليل من الحديث، ثم رجوتُ منها البحث في الموضوع.

و هي لم تردّني، فقد ذهبت للبحث عن الملف، و بعد أن جاءت، أعطتني الملف و قالت:

"حسنًا، القضية مسجَّلة على أنها حادث سير، لكني ألقيت نظرة على الملف... هناك بعض الأمور غير المنطقية.

في التقرير، يُقال إن السائق كان في حالة سُكر، يقود بسرعة و فقد السيطرة.

لكن الغريب هو عدم وجود آثار للفرامل على الطريق!

فحتى لو كان تحت تأثير الكحول، فأول رد فعل للإنسان عند فقدان السيطرة هو الفرملة.

كما أن التقرير يقول إن السرعة كانت فوق المئة و العشرين، بالإضافة إلى نسبة كبيرة من الكحول في دمه.

بهذه النسبة، يستحيل وصول السيارة إلى هذه السرعة!"

شكرتها كثيرًا و خرجت من عندها، شبه متأكدة أن عمر تم قتله.

بعد الغداء، توجّهت إلى المركز الذي تم فيه فحص الجثة.

بحثت عن الطبيب الذي كتب التقرير، لأصطدم بجثة أخرى، فالطبيب توفي إثر سكتة قلبية بعد مدة قليلة من وفاة عمر.

أظن أن أحدهم يتخلّص من الأدلة بطريقة عنيفة.

توجّهت إلى المنزل، اتصلت بكوزغون لكن هاتفه مغلق.

و ضعت الملفات أمامي:

ملف كوزغون و لورا،

ملف عمر،

ملف الطبيب الذي حصلت عليه من المركز.

قرأتها مرارًا وتكرارًا.

أحسست أن هناك رابطًا بينهم، لكني لم أجده... إلى أن نمت و الملفات في يدي.

استيقظت صباحًا و كل جسدي متشنّج، اتصلت به مرة أخرى، لكن هاتفه لا يزال مغلقًا، و قد بدأ القلق يتسلل الى داخلي.

استحممت، ارتديت ملابسي، ثم جهزت الفطور و أخذت أقرأ الملفات من جديد أثناء تناوله.

لكنني شعرت بالصدمة هذه المرة، عندما اكتشفت أن المحقّق في قضية أختي و قضية عمر هو نفسه!

اتجهت مباشرة إلى ملف الطبيب للبحث عن اسم المحقق، و كان شكي في محلّه:

"انه نفس الشخص... 'المحقّق أشرف'".....

2025/08/14 · 3 مشاهدة · 424 كلمة
Raouf Raouf
نادي الروايات - 2025