لقاءات

الجميع يمتلك سرًّا واحدًا على الأقل في حياته،

لكن هل مصير الأسرار هو الانكشاف، أم أن هناك أسرارًا تبقى مخفية للأبد؟

انطلق الوقت مجددًا، تقدم كل من حمزة و ملاك نحونا.

مد حمزة يده للمصافحة و قال:

"كوزغون، كيف الحال؟ مر وقت طويل على آخر لقاء."

لم أخرج يديّ من الجيب، تركت يده و سؤاله معلّقين دون أي رد فعل.

أنزل يده:

"أتترك يدي هكذا؟ ما الذي يحدث معك؟"

أما إجابتي، فكانت حادّة كنظرتي لهما:

"حمزة، سآتيك من الآخر... إن لم ترد أن تصبح أضحوكة أمام زوجتك، التي يقطر الاحترام منها، مثل ما حدث مع الكلبين الآخرين، فلتنصرف من هنا."

ردّ، و الاستغراب على وجهه:

"كلبين؟... اسمع، الآن أنا حقًا لا أعرف عمّا تتحدث؟"

بينما أكملتُ بحدّتي

"دعنا لا نستغبِ بعضنا البعض. هيا، قل ما لديك."

و هو أكمل حديثه بنفس الطريقة

"عن من تتحدث أنت؟"

"أمير و عماد، من غيرهما سيكون؟"

"اسمع، لا أعلم ما الذي تهذي به.

أما عماد و أمير، فآخر مرة رأيتهم كانت في جنازة عمر.

حتى أنهما لم يأتيا إلى زفافي، غير ذلك، لا أعرف شيئًا."

تغيّرت نبرتي للاستغراب أنا الآخر، فحديثه فاجأني

"ألا تلتقي معهم؟"

"لا، أساسًا منذ سجنك افترقنا، و ربما لم نلتقِ قبل موت عمر سوى مرتين أو ثلاث فقط."

كنت أعرف أنه مخادع، لذلك لم أرخِ دفاعي أبدًا.

"كيف وجدتني؟"

"والد ملاك، كما تعرف، يملك الكثير من المعارف.

طلبتُ منه إيجادك، و عند تسجيلك في المشفى، أحد معارفه أخبره، و بعد أن أعلمني، جئنا مباشرة.

هذا كل ما في الأمر."

لم تكن هناك فائدة من الإكمال في الحديث بقوة، خاصّةً عند ذكره لوالد ملاك، فقد كنت أعرف أنه ذو معارف كثيرة، و بما أني من سجّل دخول رحمة للمستشفى، فيمكنه إيجادي بسهولة.

"اسمع، في الحقيقة أنا مشوّش قليلًا، لذا لا تآخذني."

"لا، لا بأس. علينا الذهاب الآن، لكن غدًا بالتأكيد سنتناول العشاء معًا و نتحدث أكثر."

بصراحة، لا توجد فرصة أفضل من هذه لكشفه إن كان يكذب.

"لمَ لا، نلتقي غدًا إذن."

تبادلنا أرقام الهواتف، ثم رفع يده للمصافحة مرة أخرى.

لم أتركها هذه المرة. ثم انصرفوا.

استدرتُ للأفعى و سألت:

"ما رأيك؟"

"لا أعرف، لكن الاحتياط واجب."

"لنتحدث غدًا و نرى بعدها. أما الآن، سأذهب إلى الحلاق، بعدها سأستحم، ثم المكتب للنوم."

"أنا أيضًا لدي بعض العمل، لكني سأترك هذين هنا، لذا لا تقلق."

ثم انصرف كل واحد في طريقه.

-منظور الأب جمال-

الحارس

"أيها العجوز، لديك زيارة."

"حسنًا، أتعرف من؟"

"اسمه هشام، قال إنه صديق."

"صحيح، هو كذلك، هيا بنا إذن لا ندعه ينتظر."

دخلتُ إلى الغرفة، و إذا به يعانقني حتى حذّره الحارس فتراجع.

لكني كنت قلقًا، لذا دخلتُ في الموضوع مباشرة:

"الأفعى، أخبرني... هل هناك مشكلة؟ لم يحدث شيء سيّئ، أليس كذلك؟"

"لا، لا تقلق، الأمور بخير. استعدنا الفتاة، و لم يُصَب أحد بأذى."

أحسست بالراحة

"جيّد، جيّد. إذن، ما الذي جاء بك؟"

"الفتى كوزغون... أله علاقة به؟"

سؤال لم أتوقّعه من الأفعى أبدًا.

"من تقصد؟"

"الغراب."

"ما الذي جعلك تقول هذا؟"

"تصرفاته و طريقة كلامه، كأنه هو من يتحدث.

كما أنه قال أحد أقواله و أضاف أن المقولة لجده."

قلت في نفسي 'من يعرف جده سيلاحظ ذلك على الفور'. بينما أجبته

"نعم، ذلك صحيح... كوزغون حفيده.

لكن مهما حدث، إياك أن تخبره. و انتبه، هو فتى ذكي، سيبدأ بالبحث، و قد يحاول أخذ الكلام من فمك. كما لا تُبعِد عينيك عنه."

"لا تخف، الأمر عندي.

لكن ما الذي يحدث؟"

تنهدتُ و أجبته:

"ما هذه إلا المواصلة في حرب... حرب قديمة وصلت إلى الأحفاد الآن.

أصبحت حرب أجيال...

سننتظر و نرى، من يقودها؟ و لماذا؟ و لمن سيكون النصر في النهاية؟..."

2025/08/26 · 1 مشاهدة · 565 كلمة
Raouf Raouf
نادي الروايات - 2025