وجهي اللوح
غادرنا المكان، الأفعى اتجه نحو مقهاه، أما أنا فاتجهت نحو المكتب.
أخذتُ اللوح، قلم الحبر، و الممسحة، كما قمت بنسخ الصور الموجودة.
بعدها اتجهت إلى بيت رحمة، شرحت لها الأمور التي لا تعرفها عن الأب جمال، الأفعى، و عشاء حمزة.
بعدها مسحتُ اللوح و أعطيتها قلمًا.
الفكرة أنها ستملأ جهة بوجهة نظرها، وأنا الأخرى برأيي.
في النهاية، رأيان أفضل من واحد.
بدأت رحمة
"في الأعلى لدينا قوتان الأولى الأعداء، شخص خفي تحت إمرته أمير و عماد، بالإضافة إلى المحقق أشرف حتى الآن.
في المقابل، مجهول آخر يهاجم عن طريقك.
الأب جمال و الأفعى حلفاء حتى الآن، بدون أي معلومة.
في الأخير، حمزة و ملاك. كنتَ قد قلت إن حمزة مخادع، و سأبقيه هكذا لفترة على الأقل.
دورك الآن."
و مررت لي القلم.
أدرتُ اللوح و بدأت أيضًا
"مثلما قلتي، قوتان، الأولى ذات قمة مجهولة، و أظن أن هناك حلفاء له في الخفاء.
ثم نأتي للكلبين أمير و عماد، بالإضافة للمحقق أشرف عديم الشرف.
في المقابل أنا و أنتِ، و أختكِ، الأب جمال، و فريق الأفعى."
قاطعتني رحمة:
"يُخفيان شيئًا بالتأكيد، و أشك أنه عبارة عن قنبلة."
بصراحة، أوافقها الرأي بهذا الخصوص، كما أن سرهما يقلقني.
أكملت الشرح
"يبقى حمزة و زوجته علامة استفهام، بالإضافة إلى الشخص الذي كان يوجهك في الخفاء و يرسل الأدلة. بقي الشيء الذي طُعنت أختكِ من أجله، الذهب الذي سُرق. أين هو؟"
رد صوت القانون على لسان رحمة
"لا يمكنهم بيعه مباشرة، لأنهم سيمسكون بكل تأكيد.
احتمال كبير قاموا بإذابته و إعادة بيعه حسب رأيي."
بعد القليل من التفكير، قلت
"لدي خطة، سأحاول اكتشاف ما يخبئه العجوز و الأفعى، لكن ليس الآن.
سأسأله عن الذهب، فهو بالتأكيد يعرف الطريقة لبيعه.
بعدها نبدأ بعديم الشرف أشرف، يجب أن أتبرأ من التهمة لأتحرك بحرية أكبر،
لأني أشعر أني لا زلتُ مربوطًا.
الآن ارتاحي، نلتقي غدًا مساءً، و تجنبي الخروج إن أمكن."
رحمة أصبحت أكثر فضولًا و قلقًا حولي
"أين أنت ذاهب؟ يمكنك البقاء هنا في البيت، لعلي لن أستطيع البقاء وحيدة لفترة."
خوفها طبيعي بعد الذي عاشته، فقررت أن ألطّف الجو
"أحيانًا أنظر إليكِ و أرى فتاة صغيرة و بريئة، و أحيانًا تتحولين إلى كينغ كونغ... لم أفهمكِ حقًا؟"
نهضت بنظرة منزعجة و غاضبة
"لا يمكنك العيش دون مزاحك السيئ، أليس كذلك؟"
ذهبت هي إلى غرفتها، بينما استلقيتُ في مكاني و أنا أضحك، بقيت مستلقيا هناك حتى نمت،
دون أن أزيح عيناي عن اللوح.
في الصباح، اتجهتُ للمقهى، حيث التقيت الأفعى.
تفاديت استدراجه في الكلام، فهو شخص ذكي، لن يقع في الفخ الآن.
لكن على من، سأوقعه مهما طال الأمر.
سألته عن الذهب المسروق، فأكد لي أنه تم بيعه، و ذلك بتهريبه و بيعه في الخارج.
ثم يُعيدون إدخال الأموال و تبييضها عن طريق صالات القمار القانونية،
التي حصلوا على رخصة فتحها عبر الرشاوي طبعًا.
هذا لا ينطبق على الذهب المسروق فقط، بل هي عبارة عن تجارة غير شرعية له.
تحدث الافعى بمعرفة كبيرة مما أكد لي انه كان داخل هذا النظام في وقت ما.
طلبتُ منه الاستفسار عن العملية، و هو طلب القليل من الوقت.
بعد أسبوع، اتصل بي و طلب لقائي فورًا.
عند التقائنا، جاءت الأخبار، حيث قال
"بحثت عن الموضوع، الشخص المسؤول عن نقل الذهب و المال هو أمير،
كما يقوم محقق اسمه أشرف بتسهيل مرور البضاعة عبر نقاط التفتيش."
اتسعت عيناي و ظهرت ابتسامة خبيثة على وجهي.
سأل الأفعى باستغراب
"لماذا تبتسم؟"
أجبته فورًا
"رؤية أنياب الغراب الأسود لا تعني أنه يضحك...."