بداية اللعب
انتهت فترة الراحة أسرع مما كنت أتوقع، انتظرت حملة اتجاهي، لكن لم أتوقع أن تكون محاولة قتلي.
يبدو أنه كان يتبعني منذ مدة، و أنا لم أنتبه لوجوده، ذلك طبيعي بسبب الأفكار المتراكمة داخل رأسي.
تقدّم، و هو مشير بالسكين نحوي، بقيت واقفًا في مكاني.
فور اقترابه، أرسل ضربة بالسكين، تفاديتها، ثم الثانية.
أمسكتُ بيده، حاول لكمي، لكني أمسكتها.
تشتّت انتباهي، لكن سرعان ما عاد بعد أن أحسستُ بالجرح في بطني.
لكن... بووم!
بدون سابق إنذار، أسقطتُه في الأرض. أظن أنه لم يعرف ما حدث له.
ألَحَقتُ لكمة لوجهه، أمسكتُ قناعه و حاولتُ نزعه، لكنه ضربني عند الجرح،
مما جعلني أفلته. حمل سكينه و انطلق بسرعة، حتى اختفى في عتمة الليل.
بقيتُ ممسكًا بالجرح. من الجيد أني استكشفتُ المنطقة صباحًا، حيث رأيتُ مستوصفًا قريبًا.
اتجهت نحوه، مرّت بسلام، مجرد جرح يُحل أمره ببعض الغرز، هذا ما قاله الطبيب.
لكن قال إنه لا يوجد مخدّر، فطمأنته بأنه لا بأس، ما جعله يبدأ بخياطته.
< فلاش باك >
انتهيتُ من التدريب.
فور خروجي من غرفة تغيير الملابس، وجدتُ أبي ينتظرني:
"كيف كان التدريب؟"
"خارق! المدرب قام بدورة مصغّرة بيننا، من فاز برأيك؟"
"من؟" أجاب و علامات الفرح بادية عليه.
"من سيكون غيري؟ بالتأكيد أنا! كانت الموروتي سيو ناغي (حركة جودو) خاصّتي دائمًا لها الكلمة الأخيرة.
من اليوم، أنا الملك هنا! هههههه!"
"جيد، لكن تذكر: مهما حصل، إياك أن تغتر.
أكبر عدو للإنسان... غروره."
< الوقت الحالي >
"سيدي، لقد انتهيت... سيدي، أأنت بخير؟"
سأل الطبيب و نبرة سؤاله بها القليل من الاستغراب، ربما بسبب عدم تألمي.
"آه، نعم... لا تؤاخذني، شردتُ قليلًا. شكرًا لك."
ارتديتُ قميصي، و اتجهتُ نحو المكتب، استلقيتُ على الكنبة، غارقًا في الذكريات.
نمتُ و أنا ماسكٌ لدمعتي.
حلّ صباح يومٍ آخر، فور فتح عينيّ، سمعتُ:
"صباح الخير."
كانت رحمة تعد القهوة بآلتها القديمة الموجودة في المكتب.
"صباح النور. متى جئتِ؟"
"منذ قليل، رأيتك نائمًا، لم أرد إيقاظك. هل أنت بخير؟"
"بخير. لكن لديّ لكِ خبر كالقنبلة... أنتِ مستعدة؟"
"ماذا؟"
عدّلتُ جلستي.
"حسنًا، اربطي الأحزمة إذا... أحدهم حاول قتلي بالأمس."
"ماذا تقول؟ أنت تتكلم بجدية؟ أأنت بخير؟"
"بخير، خدش بسيط لا أكثر."
ظهر التوتر والقلق عليها لأول مرة.
"إذن، حقًا هناك من لا يريد وجودك في الساحة. الأمر أكبر مما هو متوقع... علينا اتخاذ الحذر."
"احتمال ممكن... أو أن أحدهم يريد إدخالي في اللعبة بأسرع طريقة.
فالشخص الذي واجهته كان مبتدئًا. لو كان محترفًا، لرأيتِ جثتي.
لكن أظن أن الراحة انتهت... وحان وقت العمل.
أريد رؤية كل الأشياء التي بُعثت لكِ."
"حسنًا، لك ذلك."
أخرجت علبة من الخزانة، كانت تحتوي على شريط كاميرا المراقبة، إفادتي، و كل ما يخص القضية.
بدأنا بمراجعة كل شيء، لكن... لا جديد.
في المكتب كان يوجد لوح، أخذتُه و بدأتُ في التدوين:
• قوتان مجهولتان
• الرابط الوحيد: أنا
• شاهد مختفٍ
• سارق مختفٍ
• ذهب مختفٍ
• مؤامرة
• ومحاولة قتل
"توجد طريق واحدة أمامنا، لا غيرها!"
ضربتُ بيدي على اللوح:
"علينا إيجاد الشاهد... الذي هو في الحقيقة صديقي المقرّب، أو هذا ما كنتُ أعتقده. علينا دفعه للاعتراف... و في أسرع وقت ممكن!"....