الشاهد

في رأيي، الأوسكار لا يجب أن تُعطى لممثلي هوليوود، بل للخونة؛ ففي الحقيقة، هم أفضل الممثلين.

"حسنًا، الشاهد اسمه عمر. أعرفه من أيام المتوسطة إلى غاية التخرج، من عشّاق المغامرة، يحب الجبال و الغابات و غيرها.

كان يملك كل العتاد للرحلات: كاميرات، هاتف بالأقمار الصناعية، خيمة، حقيبة عتاد كاملة.

ذهبتُ معه في العديد من المرات.

في يوم الحادثة، كنتُ معه، لكنه رفض الإدلاء بشهادة، كما أن الشرطة نظرت إلى كاميراته و لم تجد شيئًا.

يبدو أنه المفتاح الأول، فهو إما متواطئ أو أُجبر على السكوت... علينا إيجاده."

"أنت، ما رأيك؟ هل متواطئ أم أُجبر؟"

"لا أعرف، لا أثق بأحد الآن.

كل ما أعرفه هو: علينا إيجاده."

من داخلي، تمنّيتُ أن لا يكون له علاقة بالذي أصابني.

خرجنا من المكتب، ركبنا السيارة، و انطلقنا نحو منزل عمر.

فور وصولنا، أقنعتُ رحمة بالذهاب و الاستفسار، على أن تقوم بحيلة ما و تحاول إيجاده و التكلّم معه.

في النهاية، هي محامية، و أفضل ما تجيده هو الحديث.

-منظور رحمة-

نزلتُ من السيارة متجهةً نحو منزل عمر.

كوزغون على حق في عدم القدوم، في النهاية، لن يتم استقباله.

ضغطتُ على الجرس، ففتحت الباب سيدة يبدو عليها الكِبَر و التعب، و حتى الحزن.

"مرحبًا، أتمنى أن لا أزعجكِ، فقط أريد سؤالكِ إن أمكن، طبعًا."

"نعم، بالتأكيد يا ابنتي، تفضّلي."

"شكرًا... كان لدي صديق من الجامعة، قبل السفر خارج البلد، كان يسكن هنا.

كان ذلك قبل سنوات، لا أعرف إن كان نفس البيت أم انتقل. اسمه عمر."

تغيّر وجهها، و زاد الحزن فيه.

"أتعرفين ابني عمر؟" سألت بصوت مرتجف

"آه... أهو ابنك؟ نعم، أعرفه! أين هو الآن؟ لو تعرفين كم أريد رؤيته..."

فجأة، انفجرت بالبكاء.

"أحصل شيء؟"

أمسكت يدي و دعتني إلى الداخل.

"ابني توفي... توفي في حادث قبل سنتين. هذا ما قالوه، لكني متأكدة أنه قُتل."

"قُتل؟ كيف ذلك؟"

"بدأ الأمر بعد سجن صديقه، لابد أنك تعرفينه... كوزغون. بعدها تغيّر ابني، صار سريع الغضب، دائم التوتر... حتى يوم الذي قُتل به."

شعرتُ بضيق في نفسي. لم أدرِ، أأحزن على الأم أم على أنفسنا.

"أنا آسفة حقًا، لم أكن أعرف. أتقدّم لكِ بخالص التعازي."

"لا بأس، من أين ستعرفين؟

على الأقل، تذكّرتِه رغم الأعوام، فحتى أصدقاؤه نسوه، يا ابنتي..."

في هذه اللحظة، أردتُ الهرب، حقًا.

"دعيني أنهض، ولا أزعجك أكثر."

رافقتني إلى الباب. خرجتُ متوجهةً نحو السيارة، بعد أن ضرب مزاجي في الحضيض، فألم الأم أثقل كاهلي، حيث كانت كأن ولدها توفي بالأمس فقط.

ركبتُ السيارة، و كان كوزغون ينظر بشوق، قبل أن أخبره بما عرفت.

حيث سأل بشغف:

"هيا، أخبريني، ما الذي عرفتِه؟"

"عمر توفي في حادث سيارة... قبل سنتين."

لم أجد طريقة أفضل لقول ذلك، شعرتُ بصدمةٍ عليه، كان قد تجمّد في مكانه.

"كيف ذلك؟!"

"أمه تشك في أنه قُتل، فبعد سجنك تغيّرت تصرفاته. أظن أننا عدنا إلى الصفر."

ضرب على عجلة القيادة، و كان التوتر يظهر بوضوح عليه، مع ذلك أراد إخفاء مشاعره.

"باب مغلق... سأستغرب إن اكتشفنا شيئًا أساسًا.

لكن... لا استسلام.

الهدف الآن: سكين الجريمة. فلننطلق.".....

2025/08/10 · 3 مشاهدة · 466 كلمة
Raouf Raouf
نادي الروايات - 2025