يفيق فيكو داخل غرفة مظلمة وباردة، أضواؤها خافتة تضيء ثلاث بوابات حجرية أمامه. كل بوابة تحمل نقشًا غريبًا يشير إلى أحد أصدقائه: كين، آكيو، وأخته آن. أمام كل بوابة يقف تمثال حجري لأصدقائه، يبدو كأنه ينبض بالحياة.
بينما ينظر فيكو حوله، يظهر أمامه كائن غامض يرتدي عباءة سوداء ووجهه مخفي. يتحدث بصوت عميق وبارد:
الكائن الغامض: "وأخيرًا استيقظت يا فيكو. اختبارك بسيط، عليك اختيار شخص واحد لينجو. اثنان سيموتان، وواحد فقط سيعيش."
يُصدم فيكو، ويشعر أن الأرض تدور من حوله. يحاول الاقتراب من التماثيل، لكنها تتوهج بقوة وتمنعه من لمسها.
فيكو (بغضب وخوف): "هل تمزح معي؟! مالذي فعلته بأختي ورفاقي؟! أرني إياهم حالاً!"
الكائن الغامض: "إن لم تختر، سيموت الجميع."
فيكو: "أين أختي؟! سلمها لي فوراً!"
يمشي الكائن الغامض ببطئ ناحية فيكو ثم يخرج كرة بلورية من جيبه، وكان عليها انعكاس لصورة آن وهي مكبلة في غرفة الشبح الأسود، وكانت تصرخ.
فيكو (يصرخ بتوتر وخوف): "أختي! مالذي فعلتم بها؟ لن أسامحكم أبداً!!"
الكائن الغامض: "لا مشكلة، سنقوم بتحريرها عندما تطلب أنت حمايتها، بمقابل أن يموت أصدقائك المراهقين."
فيكو: "آكيو وكين لن يموتا أبداً! فورائهما أحلاماً يجب عليهما تحقيقها!"
الكائن الغامض: "وإذاً، هل ستفضلهما على أختك؟"
فيكو: "بالطبع لا، هناك شخص واحد سيموت اليوم، وذلك الشخص هو أنا!"
الكائن الغامض(بدهشة): "يالك من ولد شقي، أحقاً ستضحي بنفسك من أجل هؤلاء؟!"
بدأ فيكو يرتجف بشدة ويتعرق من الخوف، ولكنه حاول البقاء ساكناً ويتظاهر بالشجاعة.
فيكو: "أنا... مجرد طفل غبي بلا أحلام، ولكن هؤلاء الثلاثة يجب أن يحققوا أحلامهم! إن كنت تريد قتلي فاقتلني ولكن لا تمسهم بسوء!"
الكائن الغامض: "ولكن لماذا؟ أنت لم تلتقِ بكين وآكيو سوى اليوم، ومع ذلك تريد التضحية بنفسك من أجلهم؟"
فيكو: "لأنني أشعر بأن هذان الإثنان مختلفان عن أي أصدقاء عرفتهم من قبل، أشعر بأن خلفهما شيء كبير! وسيصنعان المستقبل، صحيح بأنني عرفتهما للتو ولكن أشعر بأنني أمضيت معهما سنوات.."
بدأ الكائن الغامض يقترب ناحية فيكو وهو يخرج سيفاً من وراء ظهره، فوجه السيف نحو عنق فيكو الذي كان سيموت من الخوف ولكنه بقي ساكناً ينظر إلى السيف وهو يقترب منه، وفجأة توقف الكائن الغامض وقال ببرود:
الكائن الغامض: "أحسنت، لقد اجتزت الاختبار، يمكنك العبور."
فيكو: "ح..حقاً؟! ألن تقتلني؟!"
الكائن الغامض: "قتلك لم يكن من ضمن شروط الاختبار، لهذا فقد نجوت أنت والجميع."
سقط فيكو على الأرض وأجهش بالبكاء بعد هذه اللحظات التي عاشها وكانت مليئة بالرعب.
الكائن الغامض: "بالمناسبة، أنت بكاء جداً، لقد بكيت كثيراً منذ أن دخلت هذا الكهف."
مشى الكائن الغامض وخرج من الغرفة تاركاً فيكو لوحده وهو ما زال يبكي. ينتقل المشهد الآن إلى الغرفة التي كان بها كين وآن المكبلة بالسلاسل، وكانت معركة كين والشبح الأسود قد بدأت حيث كان الشبح الأسود يختفي ثم يظهر في أماكن غير متوقعة لكين ويقوم بلكمه، ولكن كين بدأ يركز ليحدد موقع الشبح الأسود عن طريق السمع والشم، وأخيراً استطاع تحديد مكانه ولوح بسيفه ناحيته، ولكن الصدمة بأن الشبح كان شفافاً تماماً ويخترقه السيف بدون أن يصاب بأي أذى، فظهرت القليل من ملامح الغضب على وجه كين وغير التكنيك، وبدأ يرمي الكرات النارية على الشبح ولكن لم يحصل أي تطور، فقد كانت الكرات النارية تخترق الشبح بلا أي ضرر أيضاً. بدأ كين يتوتر ويتعرق وهو يكرر نفس الحركة عدة مرات بلا جدوى.
كين (في نفسه): "ما هذا المخلوق.. لا يمكن هزيمته فعلاً بالقتال العادي! ماذا سأفعل الآن؟ لا يمكنني قتاله للأبد!"
وفجأة تغيرت ملامح كين للأفضل وكأنه وجد حلاً، وبدأ يفكر مع نفسه.
كين(في نفسه): "لو كان هذا المخلوق شفافاً بدرجة 100% فكيف استطاع لكمي بصلابة؟ يبدو أنني قد اكتشفت نقطة ضعفه! إنها سخيفة جداً..
توقف كين عن هجماته وبدأ يراوغ فقط وهو يراقب تحركات الشبح الأسود وخاصة يديه، فقد كانتا تعودان للوضع الصلب عندما يلكم، ولاحظ كين هذا بصعوبة بسبب سرعة حركاته.
كين (في نفسه): "هذا الشبح غبي حقاً، سوف أجعله يرى نقطة ضعفه بنفسه!"
وفجأة بدأ كين بتنفيذ هجومه الأخير، حيث وصل لأعلى درجات التركيز، استطاع هذه المرة أن يخدش يد الشبح بسيفه، ولكن هذا لم يكن كافياً، وقف الشبح الأسود ونظر إلى الخدش الذي في كف يده.
الشبح الأسود: "أتعلم؟ أنت لست سيئاً!"
لم تمر سوى لحظات حتى بدأ الشبح الأسود يهجم على كين مجدداً، هذه المرة بدأ كين برمي الكرات النارية عليه ويحاول التركيز على إصابة يديه في الوضع الصلب، وبعد عدة محاولات نجح في ذلك فبدأت يد الشبح اليمنى بالاشتعال، فأخذ يصرخ بشدة وركض خارجاً من الغرفة من الألم ولم يعد.
كين (بابتسامة النصر): "أهذا كل ما لديك؟ تهرب عندما أجد نقطة ضعفك، مثير للشفقة!"
أشغل كين سيجارته بإصبعه وبدأ بالتدخين، وثم اقترب ناحية آن وقام بفك قيودها وأزال قطعة القماش من فمها، فوقفت آن وهي تنظر إلى كين باحمرار في وجنتيها.
آن (بتوتر واعجاب): ش..شكراً لك يا كين سان، لقد أنقذتني!
أمسك كين بيد آن وبدأ يركض بها.
كين: ليس لدينا وقت لذلك، علينا أن نعثر على البقية فوراً!
ما إن لمس كين يد آن حتى أصبح وجهها كوميدياً وهزلياً وتحولت عيناها إلى قلوب وهي تبتسم ابتسامة كبيرة، فقد وقعت في حبه! كان كين لا زال يركض وهو ممسكاً بها وغير منتبه لردة فعلها أبداً.
آن(بحماسة): "تزوجني رجاءاً!!"
توقف كين عن المشي فقد صُدِم من كلام آن، فالتفت إليها بوجه هزلي مندهش ولكن لا مبال، وتوقف عن الإمساك بيدها.
كين: "ماذا؟!"
استوعبت آن بأنها قالت ذلك بصوت عالٍ فتحول وجهها بالكامل إلى اللون الأحمر من الخجل، وبدأت تصرخ من الصدمة وتلكم وجهها من الخجل.
آن: "كم أنا حمقاء! لماذا قلت ذلك بصوت عالٍ! هل أسرتني وسامته لهذه الدرجة؟!"
كين: "آستطيع سماعكِ."
أغمي على آن من وسامة كين ومن الخجل أيضاً وكان وجهها مضحكاً، فنظر إليها كين باستغراب.
كين: "إن الفتيات مخلوقات غريبة فعلاً."
قام كين بأخذ آخر رشفة من سيجارته ثم رماها على الأرض وداس عليها، وبعدها قام بحمل آن الفاقدة للوعي على كتفه ومشى بها.
يتبع...