كان كين ما زال فاقداً وعيه وبجانبه كان فيكو وشيكو يهتمان به، بينما بدأ آكيو وآن المشي معاً وهم يبحثون عن مخطوطة النينجا المحرمة، وأثناء مشيهم بدأوا بالحديث والتعارف.
آكيو: "أنتِ تشبهين فيكو كثيراً يا آن"
آن (بضحكة خفيفة): "هذا طبيعي، فنحن إخوة، إذاً، إلى أين سنذهب الآن؟ هل تعرف أين هي المخطوطة؟"
آكيو: "لقد كنت على وشك سرقتها بالفعل، ولكنني وقفت في الفخ الذي كان عبارة عن حفرة، والآن يجب علينا إيجاد طريق للأعلى!"
آن: "بالمناسبة، لم تخبرني بعد بإسمك يا صديق كين سان!"
آكيو: اسمي هو آكيو، وأنا هو الشخص الذي سيصبح الشوغن الجديد!
آن(باندهاش): ياله من طموح رائع!
آكيو(باستغراب): ألن تسخري مني؟!
آن(بثقة): "بالطبع لن أفعل، فأنا أيضاً لدي حلم شبه مستحيل، ولكنني سوف أحققه، وسأصبح أقوى نينجا في العالم!"
آكيو: "هذا مذهل! ألهذا السبب أنتِ مهتمة بالمخطوطة هكذا؟"
آن: "هذا صحيح، لقد قام أجدادنا بإخفاء مخطوطة النينجا المحرمة في هذا الكهف منذ مئات السنين، كما وضعوا مجموعة من الاختبارات التي لن يتمكن أي نينجا عادي من تجاوزها، لهذا أتيت إلى هنا لكي أثبت بأنني نينجا قوية وجديرة للحصول على المخطوطة! "
بعد انتهاء آن من جملتها لاحظ آكيو بأن هناك درج أمامهم، ويبدو أنه يؤدي للطابق العلوي من الكهف، فقام بالتأشير عليه.
آكيو: "أنظري يا آن، لقد وجدت الدرج! إن المخطوطة في الأعلى هيا بنا!"
انطلق الإثنان وهما يركضان بحماس وفرح نحو الدرج، ثم قاموا بتسلقه، كانت آن تتحرك بحذر وتشعر أن هناك شيئًا غير طبيعي.
آن(وهي تمشي بحذر): ينتابني شعور غريب.
فجأة، وبمجرد أن خطا آكيو على إحدى الدرجات، بدأ السقف يتحطم لتسقط عليهم الصخور من الأعلى.
آكيو (يقف مصدومًا): "ماذا؟!"
لكن قبل أن يتحرك، آن تمسك بآكيو بسرعة، ثم تقفز إلى أعلى الدرج بخفة، وتتمسك بسقف الطابق العلوي بيد واحدة! وبعدها يتجدد السقف الآخر الذي تحطم ويعود كما لو أنه لم يتحطم اصلاً. فتقفز آن وهي لا تزال ممسكة بآكيو وتنزل إلى أرضية الطابق العلوي.
آكيو (باندهاش): "واو! كيف فعلتِ ذلك؟!"
آن (تبتسم بثقة): "هذا مجرد اختبار بسيط لنينجا محترفة."
آكيو (يتمتم): "أوه، الآن يجب أن أثبت أنني لا أقل عنكِ مهارةً..."
بدأ آكيو وآن بالمشي مجدداً، فداس آكيو على قطعة من الأرضية وفوراً سمعوا صوت نقر خفيف تحت أقدامهم.
آن: "آكيو! لا تتحرك!"
لكن الأوان قد فات... فكانت هناك سلسلة من الأسهم الحادة تنطلق بسرعة هائلة نحوهم من الجدران، آكيو يتراجع للخلف ويرفع سيفه محاولًا صد بعض الأسهم، لكنه يفقد توازنه، وآن تقفز في الهواء وتدور بسرعة مذهلة، تستعمل سكاكينها الصغيرة لصد الأسهم بدقة خرافية! أحد الأسهم يقترب من آكيو، لكنه ينحني في اللحظة الأخيرة ليتفاداه بشعرة! عندما ينتهي الهجوم، يجلس آكيو على الأرض متعرقًا.
آكيو: "يا الهي!"
آن(بثقة): "إذا ما رأيك؟ أرأيت كم أن تركيزي عالٍ جدًا!"
آكيو (مبتسمًا): "هذا رائع جداً يا آن! ما رأيكِ أنت تنضمي لنا في مغامرتنا أنا وكين؟ فلكلٍ منا حلم يريد تحقيقه، وأحلامنا جميعها مرتبطة ببعضها!"
تحولت عيون آن إلى قلوب من الفرحة عندما سمعت إسم (كين).
آن: "مغامرة مع كين سان؟! بالطبع أود ذلك!! أرجوك اسمح لي يا آكيو!"
آكيو: "بالطبع! من الآن أنتِ هي النينجا الخاصة بنا، لكلٍ منا قدرات مختلفة!"
بعد تجاوز الفخاخ بصعوبة، يصل آكيو وآن أخيرًا إلى قاعة ضخمة مضاءة بضوء أزرق، وفي وسطها كانت توجد المخطوطة، ولكن المخطوطة لم تكن موجودة وحدها، فقد كان الشبح الأسود يقف أمامها، وكأنه كان ينتظرهما!
آن تضع يدها على سيفها: "أوه لا... هل علينا القتال مجددًا؟!"
لكن الشبح يرفع يده بصمت، مشيرًا إلى أنه لا يريد القتال.
الشبح الأسود: "لقد أظهرتما القوة والذكاء... لكن القوة وحدها لا تكفي لاستحقاق هذه المخطوطة."
آكيو وآن ينظران إلى بعضهما البعض بقلق ويتسائلان إن كان لا يزال هناك اختبار أخير.
آكيو: "ماذا تريد منا الآن أيها الشبح الأسود؟!"
الشبح الأسود: "أود أن أسمع منكما إجابات على أسئلتي، والآن قفا أمامي واستمعا."
وقف آكيو وآن أمام الشبح الأسود وكانا مستعدان لأي هجوم مفاجئ من الممكن أن يحصل، ولكن تابع الشبح الأسود كلامه.
الشبح الأسود: "إذاً أخبريني يا فتاة، لماذا تريدين هذه المخطوطة؟"
آن: "أريد هذه المخطوطة لكي أتعلم تقنيات النينجا المحرمة، ومن خلالها أستطيع التدرب لأصبح أقوى نينجا في العالم! أريد أن أثبت للجميع بأن المرأة يمكنها أن تكون قوية وأقوى من الرجال حتى!"
الشبح الأسود: "وماذا عنك يا صاحب الشعر الأزرق، لماذا تخاطر بحياتك من أجل إنقاذ فتاة لا تعرفها حتى؟ كما أنك لست نينجا."
آكيو: لا أحتاج سبباً لإنقاذ حياة الناس، فهذه هي فطرة الإنسان! وكيف يمكنني أن أصبح شوغناً وأنا لا أهتم بحياة غيري؟
الشبح الأسود: "أنتما حقاً مثيران للاهتمام! لقد قمت باختبار العديد من الأشخاص سابقاً، بعضهم كانوا يتفوقون عليكم بالقوة، وكلن جميعهم قد فشلوا بسبب افتقارهم للعزيمة والإصرار."
قام الشبح الأسود بالتأشير على جماجم وجثث الضحايا السابقين الذين ماتوا في الكهف، فنظر إليهم آكيو وآن وأصيبوا بصدمة كبيرة.
آن: "إذاً فهذا حقيقي، لقد مات جميع من دخلوا إلى هذا الكهف!".
الشبح الأسود: "هذا صحيح، والآن بصفتي الحارس الأكبر لهذا الكهف، أتشرف بتسليم مخطوطة النينجا المحظورة لكما!"
قفز آكيو من الفرحة وقال: "ياااااي وأخيراً!"
آن: "إنك تقفز فرحاً على شيء ليس لك!"
آكيو: "لا يهم، فهذا سيساعد صديقتي الجديدة في تحقيق أحلامها!"
قام الشبح الأسود بتسليم المخطوطة إلى آن.
الشبح الأسود: "تذكري يا آن، القوة الحقيقية لا تأتي من الكتاب... بل من القلب الذي يحمله."
ما إن أمسكت آن بالمخطوطة حتى شعرت بطاقة غريبة وظهر ضوء خافت بداخل المخطوطة، ووقتها بدأت معدة آكيو تصدر أصواتا، فتحول وجهه إلى وجه باكي بطريقة كوميدية.
آكيو: "إنني جائع جداً! متى سنخرج من الكهف؟!"
آن: "يمكننا الخروج الآن، وأيضاً أشكرك على مساعدتي يا آكيو!"
واخيراً انتهى هذا اليوم الطويل المليء بالمغامرات، والآن سننتقل إلى صياح اليوم التالي، بداخل مستشفى البلدة الصغيرة، كان كين نائم على السرير وهو ملفوف بالضمادات، كان آكيو وفيكو جالسان بجانب باب الغرفة، بينما كانت تجلس آن مع شيكو (بمظهر البقرة) بجانب كين الذي بدأ يستعيد وعيه.
فنظرت شيكو إلى وجه كين بقلق وبدأت تُحدق به وكأنها تراقب أي حركة تصدر منه. وأخيراً بدأ كين يفتح عينيه ببطء، يشعر بثقل في جسده بسبب الإرهاق، وأول شيء يراه هو وجه شيكو الضخم الذي يحدق به بعيون كبيرة، ثم تموء بطريقة غير مفهومة.
كين (بصوت متعب): "... لماذا هناك بقرة تحدق بي؟"
وفجأة، تقفز شيكو على السرير وتحاول لعق وجهه بحماس.
كين (يحاول الابتعاد وهو مصدوم): "إبتعدي عني! لا أريد أن أموت بهذه الطريقة!"
يضحك الجميع على ردة فعل كين، بينما يحاول فيكو تهدئة شيكو وسحبها بعيدًا. ركض آكيو باتجاه كين وهو سعيد لرؤيته بخير.
آكيو: "وأخيراً استيقظت يا صديقي! كنت أعلم بأنك لن تموت بسهولة!"
فجأة، يُفتح باب الغرفة بقوة، وتظهر ممرضة جميلة بشعر أسود طويل وعينين زرقاوين... تمشي بخطوات قوية، تحمل في يدها ملف الفحص الطبي لكين وتبدأ في قراءته، وكان اسم هذه الطبيبة هو كوتو.
كوتو (تقرأ الملف وتتمتم ببرود): "يوكاجي كين... 16 عامًا... مصاب بجروح متعددة، إرهاق شديد، وحمى... همممم"
ما إن دخلت كوتو إلى الغرفة حتى فتح كين حقيبته وأخرج منها علبة السجائر وبدأ بتدخين سيجارته، وكانت الممرضة غير منتبهة على ما يفعله كين بعد، كانت ما تزال تنظر إلى ملف كين الطبي وبدأت بالحديث.
كوتو : "لقد كنتَ محظوظًا، الإصابات لم تكن خطيرة، لكنها كانت كافية لجعلك تفقد وعيك بسبب الإرهاق والحمى. تحتاج إلى الراحة لمدة يومين على الأقل."
وأخيراً أزاحت الطبيبة كوتو نظرها عن الملف الطبي لترى وجه كين لأول مرة، وكانت الصدمة بأنه كان يدخن في المستشفى أمامها بلا مبالاة! فظهرت تعابير الصدمة على وجهها.
كوتو: "أيها الفتى! نحن في مستشفى وغير مسموح لك بالتدخين هنا!"
ينظر إليها كين ببرود، يأخذ نفسًا عميقًا من سيجارته وينفث الدخان ببطء، ثم يقول بدون اهتمام:
كين: "أوه، آسف... لم أرَ اللافتة."
كوتو تشدد قبضتها على الملف الطبي وكأنها على وشك ضربه به.
كوتو (تصرخ): "هذه قوانين عامة، لا تحتاج إلى لافتة لكي تعرفها! أطفئها حالاً!"
آكيو وفيكو يشاهدان الموقف بصمت، يستمتعان برؤية شخص قادر على السيطرة على كين لأول مرة، فيكو يبدو قلقًا بينما شيكو تصدر صوتًا وكأنها تؤيد كوتو.
كين (بسخرية): "هاه... هذه أول طبيبة أراها تهتم بمريضها بهذه العدوانية."
كوتو (تعقد ذراعيها بغضب): "وأنت أول مريض أراه يعرض نفسه للموت وهو في المستشفى!"
كوتو تشدد قبضتها على الملف الطبي مجدداً، ثم تقرأه من جديد وتتوقف للحظة.
كوتو (ترفع حاجبها بصدمة): "... انتظر لحظة، عمرك 16 سنة فقط؟!"
آن وآكيو يضحكان في الخلف بينما كين يشيح بوجهه.
كوتو (تحدق به بغضب شديد): "ألا ترى أنك صغير جدًا على التدخين؟! من سمح لك بإفساد رئتيك بهذا الشكل؟!"
كين (بلا مبالاة): "أنا ناضج كفاية لاتخاذ قراراتي الخاصة."
كوتو تحدق به، ثم تسحب سيجارته من يده وتحطمها بين أصابعها أمامه!
كوتو: "ناضج؟! أنت بالكاد تخطيت مرحلة الطفولة! هل تريد أن تموت قبل أن تصل لعشريناتك؟!"
تدخلت آن: توقفي عن إزعاج كين سان! فهو حر في فعل ما يريده!
كوتو: هاه؟!
فيكو ينظر إلى كين بهدوء ثم يضيف: "أخبرتك سابقًا أن التدخين سيء لك."
كين يتنهد ويرفع يده مستسلمًا.
كين: "حسنًا، حسنًا، فهمت... لا حاجة لمحاضرة صحية كاملة."
كوتو تهز رأسها ثم تكتب شيئًا في ملفه الطبي، وكأنها تسجل ملاحظة عن هذه العادة السيئة.
كوتو (بتهديد خفيف): "إذا أمسكتك مجددًا وأنت تدخن، سأحرص على أن تحصل على علاج طبي مكثف سيجعلك تندم على كل سيجارة دخنتها!"
آكيو يضحك، ثم يهمس لآن: "أعتقد أن كين وجد شخصًا يمكنه السيطرة عليه أخيرًا."
بعدما انتهت كونو من تهديد كين، تأخذ نفسًا عميقًا، ثم تنظر حولها لأول مرة وتلاحظ أن الغرفة مليئة بالأشخاص المختلفين، ترفع حاجبها بتساؤل، وكأنها بدأت تلاحظ أن هذا ليس لقاءً عادياً.
كوتو (تنظر إلى آكيو وآن وفيكو): "... انتظروا لحظة، من أنتم بالضبط؟ ولماذا أنتم جميعًا هنا؟"
ضحكت آن مع فيكو وشيكو بشدة على هذا الموقف، بينماابتسم آكيو بثقة، ووضع يديه على خصره وهو يقول بفخر:
آكيو: "أنا آكيو، الشخص الذي سيصبح الشوغن العظيم يومًا ما!"
كوتو تحدق به لثانية، ثم ترفع حاجبها الآخر.
كوتو (ببرود): "... عظيم، يبدو أنني أمام كومة من المراهقين غريبي الأطوار."
آن تنفجر ضاحكة، بينما آكيو يعقد ذراعيه باستياء.
آكيو (يتمتم): "لماذا لا يصدقني أحد أبدًا..."
كوتو تنظر إلى آن، ثم إلى فيكو، لكن قبل أن تسأل المزيد... فجأة، تسمع صوتًا غريبًا خلفها. تلتفت ببطء، وترى بقرة بيضاء صغيرة تحدق بها بعيون فضولية... ثم تموء بصوت عالٍ.
كوتو (مصدومة تمامًا): "انتظروا لحظة... هل هذه بقرة؟! لماذا هناك بقرة داخل المستشفى؟!"
كين يرفع رأسه قليلًا ويبتسم بخبث.
كين: "أوه، هذه؟ هذه شيكو، طبيبتي النفسية."
كوتو تحدق به في صمت لثانيتين، ثم تضرب رأسه بخفة بملفه الطبي.
كوتو (تتمتم): "... أعتقد أنني بحاجة إلى استقالة عاجلة."
بدأت كوتو تهدأ قليلاً ثم نظرت إلى كين مجدداً.
كوتو (بجدية): "حالتك مستقرة، لكنك تحتاج إلى الراحة لمدة يومين على الأقل.
آكيو: "يااااي! علينا الاحتفال الآن عن طريق أكل السوفليه! هيّا بنا يا رفاق!"
كوتو (باستغراب): "حسنًا، لن أكذب... أنتم أغرب مجموعة رأيتها في حياتي."
فيكو وهو يحاول أن يكتم ضحكته : "أوه، أنتِ لم تري أي شيء بعد."
آن تمسك بالمخطوطة المحرمة، تتأملها بعمق.
آن: "يبدو أن رحلتنا قد بدأت بالتو... وهناك المزيد من الأسرار التي علينا اكتشافها."
آكيو: "أشعر أن الهدوء لن يدوم طويلًا، صحيح؟"
يتبع...