الشمس تشرق ببطء، وأشعتها تتسلل عبر نافذة غرفة المستشفى معلنة لبدأ يوم جديد، حيث كان كين لا يزال نائمًا، وهذه المرة كان لوحده في الغرفة. ينتقل المشهد إلى الفندق الذي كان يسكن فيه آكيو وشيكو، استيقظ آكيو من النوم بنشاط ثم نظر إلى شيكو (بمظهر الفتاة) التي كانت تلعب في الغرفة وقامت بإحداث الكثير من الفوضى، وكانت الوسائد متناثرة على الأرض!

آكيو (مصدوم): "ش-شيكو!!! ما الذي فعلته بالغرفة؟!"

توقفت شيكو توقفت للحظة، ثم نظرت إلى آكيو وأخذت تضحك واستمرت باللعب.

آكيو (يسقط من السرير): "آااااااه!! شيكو!! هذا ليس عدلًا، إنه ليس منزلنا حتى!"

يعود المشهد إلى كين، الذي بدأ يستيقظ ببطء، يشعر بجسده متعبًا لكنه ليس بنفس الإرهاق الذي شعر به بالأمس. الغرفة كانت هادئة تمامًا، لأول مرة منذ يومين، لم يكن هناك أحد يزعجه. لكنه بالكاد استطاع فتح عينيه بالكامل حتى سمع صوت الباب يُفتح بقوة... كانت كوتو، تمشي بخطوات قوية، تحمل معها ملفه الطبي، كما لو كانت مستعدة لاستجوابه من جديد.

كوتو: "أوه، وأخيرًا استيقظت أيها المدخن الصغير."

كين (بصوت ناعس): "صباح الخير أيتها الدكتورة العصبية"

كوتو توقفت للحظة، ثم نظرت إليه بحدة.

كوتو: "هل... ناديتني بالعصبية للتو؟!"

كين (مبتسمًا بسخرية): "هل هذا أسلوب ترحيبكِ بكل المرضى أم أنني مميز لديكِ؟

كوتو تشدد قبضتها على ملفه، وكأنها تحاول كبح أعصابها، لكنها تأخذ نفسًا عميقًا، وتقرر تجاهله... لكن ليس لوقت طويل.

كوتو (تتجاهله): "حسنًا، بما أنك قادر على السخرية، إذاً فأنت بصحة جيدة."

كين: "أوه، شكرًا على قلقكِ يا دكتورة."

كوتو: "لا تحلم، لم أقل أنني قلقة."

كين يبتسم بمكر، ثم يجلس ببطء على السرير، لكنه يشعر بوخزة ألم في بطنه فيمسك به.

كوتو: "سوف يخف هذا الألم قريباً، فقط لا تنهك نفسك ولا تمشي كثيراً"

قبل أن يتمكن كين من الرد، يُفتح الباب مرة أخرى، وهذه المرة يدخل آكيو بحماس، ومعه شيكو التي تقفز خلفه!

آكيو: "كين! وأخيرًا شفيت!

كين ينظر إلى آكيو ثم إلى شيكو (بهيئة فتاة) التي تحدق فيه بعيون واسعة وسعيدة، فقفزت شيكو إلى فراش كين واحتضنته.

شيكو: "أبييي! أنا سعيدة لأنك بخير!"

كين (بانزعاج): "أنا لست أبوكِ!"

دخلت آن وفيكو إلى الغرفة، وكانت آن تحمل علبة صغيرة مغلفة كهدية، وما إن رأت كين حتى تحولت عيونها إلى قلوب فورًا! كانت متحمسة جدًا، حتى أنها دفعت فيكو جانبًا وتقدمت بسرعة.

آن (بحماس شديد وهي تقدم الهدية لكين): "كين ساااان! لقد اشتريت لك شيئًا خاصًا جدًا!"

كين يرمق الهدية بنظرة شك، ثم ينظر إلى آن التي كانت تبتسم له وكأنها ترى أمير أحلامها.

كين: "هممم... ولماذا اشتريتِ لي هدية؟"

آن (بخجل مزيف): "أوه... فقط شيء بسيط للتعبير عن سعادتي لأنك بخير!"

آكيو (يهمس لفيكو): "أنا متأكد أنها كانت تخطط لهذا منذ البداية."

كين يأخذ الهدية ويفتحها... ليجد في الداخل مجموعة من عصي الأكل اليابانية مزينة باسمه بطريقة أنيقة!

كين (يرفع حاجبه): "أوه... عيد ميلادي ليس اليوم، صحيح؟"

آن (بإحراج وهي تلعب بشعرها): "أوه، لا بأس في الاحتفال بك كل يوم! هيهي!"

كوتو تراقب المشهد وهي تمسك ملفها الطبي بشدة.

كوتو: "لا أصدق... هذا المستهتر لديه معجبة!"

كين يتجاهل تعليقها ويرفع العصيان، ثم ينظر إلى آن.

كين: "إذاً... هل اشتريتِ لي هذه لأنكِ تعرفين أنني أحب السوشي؟"

آن (بحماس شديد): "نعم! لقد كنت أراقبك منذ مدة لأعرف ذوقك المفضل!"

الجميع يحدق بها بصمت.

فيكو: "انتظري... هل قلتِ أنكِ كنتِ تراقبينه منذ مدة؟!"

آن (تتلعثم): "أه... أقصد... لا لا! ليس بهذه الطريقة! فقط... مجرد ملاحظة بسيطة!"

آكيو يضحك بينما كين ينظر إليها ببرود.

كوتو (بإحباط): "أرجوكم، أنا طبيبة، لا تجعلوني أمرض بسبب هذه الدراما الرومانسية السخيفة!"

في هذه اللحظة، آن تدور حول كين بسعادة وهي تفكر في طرق إضافية لإثارة إعجابه.

آن: "كين سان، هل تحتاج إلى شيء؟ هل تريد وسادة مريحة؟ هل تريد أن أطهو لك شيئًا؟! أوه، هل تحب النينجا؟ يمكنني أن أريك مهاراتي!"

كين: "أنا... لا أحتاج إلى شيء. فقط دعيني أرتاح، رجاءً."

لكن آن لم تكن تستمع، بل استمرت في الحديث بحماس شديد، بينما كين بدأ يتعرق، غير قادر على إيقاف اندفاعها العاطفي. آكيو، شيكو، وفيكو كانوا يقفون في الخلف، يشاهدون الموقف وكأنهم يشاهدون مسرحية كوميدية.

آكيو (متدخلاً): "على أي حال، هل جهزتِ أغراضكِ يا آن؟ سوف ننطلق في مغامرة جديدة!"

آن: "بالتأكيد، ولكن اخبرني يا آكيو، إلى أين سنذهب؟"

وقف آكيو في منتصف الغرفة وهو ينظر حوله بارتباك شديد، الجميع لاحظ تعبيره الغريب، فتوقفوا عن الحركة ونظروا إليه.

فيكو: "ما مشكلتك هذه المرة؟"

آكيو (يخدش رأسه): "إممم... لقد نسيت شيئًا مهمًا جدًا..."

آن (بقلق): "ماذا؟ هل نسيت أغراضك؟"

آكيو (يهز رأسه بسرعة): "لا، لا... أسوأ من ذلك!"

الجميع يقترب منه بتركيز، متوقعين أن يكون قد نسي شيئًا خطيرًا.

كين: "قلها فقط، ماذا نسيت؟"

آكيو (يصرخ بجدية): "لقد نسيت... إلى أين نحن ذاهبون!"

صمت تام يملأ الغرفة، آن وفيكو ينظران لبعضهما البعض ببطء، شيكو تموت من الضحك، أما كين... فقد أمسك بجبهته وتنهد بإحباط شديد.

كين: "أوه، رائع... قائد الرحلة لا يعرف حتى وجهتنا."

كوتو (بحيرة): "انتظروا... إذاً، ماذا كنتم تفعلون طوال هذا الوقت؟!"

آكيو: "أممم... لا أدري يا دكتورة كوتو.."

كين (يتمتم): "كيف ما زلتُ أتحمل وجودك؟"

وعندما خرج الجميع من المستشفى، لاحظت كوتو أن شيكو كانت واقفة بجانب باب المستشفى، وبدت وكأنها تفكر بعمق.

كوتو (تتجه نحوها): "ما الأمر يا شيكو؟ تبدين غارقة في التفكير."

شيكو نظرت إلى الجميع للحظة، ثم خفضت رأسها بحزن.

شيكو: "في الواقع... لا أعرف أين يجب أن أذهب."

الجميع ينظر إليها بدهشة.

آن: "ماذا تعنين؟ ألا تمتلكين منزلاً؟"

شيكو (تهز رأسها ببطء): "لا، لقد كنت أعيش هنا وهناك... لم يكن لديّ منزل دائم أبداً."

سادت لحظة صمت، حيث بدأ الجميع يدرك أن شيكو بلا عائلة أو مكان تنتمي إليه، لكن كوتو، بدلاً من الشعور بالشفقة، وضعت يدها على خصرها وأخذت تفكر بجدية.

كوتو: "حسنًا... هذا يعني أنكِ تحتاجين إلى شخص يعتني بكِ، صحيح؟"

شيكو تنظر إليها بترقب.

كوتو (بهدوء لكن بحزم): "حسنًا إذاً، سأعتني بكِ أيتها البقرة العجيبة، فأنا أشعر بالوحدة هنا بعيدة عن أختي."

عيون شيكو تتوسع من المفاجأة.

شيكو: "حقًا؟!"

كوتو (تعقد ذراعيها): "نعم، فإنت طفلة، وأنتِ بحاجة إلى شخص مسؤول بجانبك. وبما أن هؤلاء الحمقى (تشير إلى كين وآكيو) لا يمكن الاعتماد عليهم، فسأكون أنا الشخص الذي يحرص على أن تكبري بصحة جيدة!"

آن وفيكو يبتسمان، بينما كين وآكيو ينظران إليها باستنكار.

كين(وهو يشعل سيجارته): "مهلاً، ماذا تقصدين في أنه لا يمكن الاعتماد علينا؟"

كوتو (تحدق به بانزعاج): "أوه، لا شيء، فقط تذكير بأنك مدخن متهور وآكيو لا يتذكر حتى وجهته."

وفجأة ظهر والدا آن وفيكو أمامهم، كانت أم آن امرأة جميلة بشعر بنفسجي طويل وعينان خضراوتان، بينما كان والدها رجلاً قوي البنية بشعر أسود وعينان بنفسجيتان، ويبدوان في بداية الأربعينات من العمر.

أم آن (بعاطفة وهي تعانقها): "عزيزتي، لا أصدق أنكِ ستذهبين في مغامرة كهذه! تأكدي بإن تعتني بنفسكِ جيداً."

آن (بحماس): "لا تقلقي أمي! سأصبح أقوى نينجا في العالم وأجعلكم جميعكم فخورين!"

والد آن وضع يده على كتف فيكو، ونظر إليه بفخر.

والد آن: "أنت تتدرب بجد، أليس كذلك؟"

فيكو (يحني رأسه باحترام): "نعم، سأبقى هنا أكثر لأصبح نينجا أقوى، ومن ثم سأذهب في مغامرتي الخاصة!"

آن بدأت تودع والديها بعاطفة، بينما فيكو وقف بجانبهم، أكثر هدوءًا لكنه كان ممتنًا، بعد أن انتهت لحظات الوداع، نظر الجميع إلى بعضهم البعض بحماس، مستعدين للانطلاق في مغامرتهم الجديدة.

آكيو: "حسنًا! الآن بعد أن أصبح لدينا فريق جديد... إلى أين سنذهب؟!"

الجميع يحدق به بصمت.

كين: "ألم نمر بهذه المحادثة من قبل؟"

آن (بإحباط): "يا إلهي، ليس مجددًا!"

آكيو: "اسمعوا، ما رأيكم أن نرتاح في الفندق اليوم، وغداً سيكون لدي جواب للمكان الذي سنذهب إليه!"

آن: "هذه فكرة جيدة."

يتغير المشهد تماماً، اولاً إلى شاشة سوداء ثم إلى مملكة تدعى مملكة كاجي، في مساء كانت تغرب به الشمس، كان المكان هادئ جداً سوى من صوت الهواء الذي كان ينبأ بقدوم كارثة، كان كل شيء يبدو طبيعياً... حتى دَوَّى صوت جرس الإنذار في القصر!

صوت رجل يخرج من المايكروفون: "إخلاء! جيش ماكيا عند البوابة! إنهم يقتحمون القصر!"

داخل قاعة العرش، كان الملك سيروس يجلس على عرشه الأحمر، ساقه فوق الأخرى، ينظر للأمام دون أي اهتمام، كما لو كان ما يحدث خارج القصر مجرد إزعاج بسيط. لم يتحرك، لم يظهر عليه أي انفعال، حتى فتح باب القاعة بعنف، دخل أحد الحراس الملكيين، وجهه شاحب وعيناه مذعورتان.

الحارس (يلهث): "مولاي سيروس... جنود ماكيا اقتحموا القصر... إنهم قادمون إلى هنا!"

الصمت سيطر على القاعة للحظات... ثم أطلق سيروس تنهيدة خفيفة، وكأنه قد سئم. وقف من مكانه، وتقدم بخطوات بطيئة لكنه كان يسحق الأرض بثقله وهيبته القاتلة.

سيروس: "كعادته... قرر ماكيا الغبي بأن يُرسل كلابه إليّ."

كان صوته هادئًا، لكنه حمل معه طاقة مميتة، جعلت حتى الحارس الذي أتى بالخبر يشعر بالقشعريرة. سيروس لم يحتج إلى درع، ولم يحتج إلى سيف... خرج من قصره دون أي خوف، وكأنه يسير في نزهة عادية. عند ساحة القصر الخارجية، كان جيش ماكيا يقف في حالة تأهب، خطواتهم تدوس الأرض بثقل، مستعدين للهجوم... حتى سمعوا صوت خطوات بطيئة... سيروس ظهر أخيرًا أمامهم. وحده بدون جيش، بدون حراس. فقط هو. وقف على الدرج الحجري الذي كان مدخل القصر، نظر إليهم وكأنهم حشرات مزعجة. ثم رفع بصره قليلًا، ورأى قائد الأسطول واقفًا في المقدمة، رجل ضخم الجثة يرتدي درعًا أسود، يحمل مسدساً كبيراً، وكان يحدق في سيروس بتحدٍ.

قائد أسطول ماكيا (بصوت عالٍ): "سيروس! بأمر من الإمبراطور ماكيا، سنأخذ هذا القصر منك! استسلم الآن وسنجعلك تعيش!"

رد سيروس لم يكن كلامًا، بل كان ابتسامة باردة. ثم بدأ يسير نحو قائد الأسطول بخطوات هادئة ثابتة. تراجع بعض الجنود بلا وعي، لكن قائد الأسطول لم يتحرك، بل بدأ يجهز مسدسه ويضع يده على الزناد ويوجهه نحو رأس سيروس، كل هذا وهو يحاول إخفاء خوفه. وفجأة في جزء من الثانية اختفى سيروس من مكانه!

قال أحد الجنود: "ماذا؟!"

لم يرَ أحد كيف تحرك... لكنه فجأة كان أمام قائد الأسطول مباشرة، يحدق به من مسافة قريبة جدًا. نظر سيروس إلى القائد بعينان رماديتان بلا روح.

سيروس (بصوت منخفض جدًا، لكنه سُمع بوضوح كأنه طعنة في القلب): "هل قلتَ بأنك ستأخذ مني القصر؟"

في تلك اللحظة، قبل أن يدرك أي شخص ما حدث... رفع سيروس يده بهدوء... ووضعها على رأس قائد الأسطول الذي بدأ يرتجف ولم يستطع الضغط على الزناد، فبدأ سيروس يتحسس جمجمته،

وثم في لحظة واحدة وبدون أي جهد يُذكر، انتُزع رأس الرجل من مكانه! لم يكن هناك صوت معركة، لم يكن هناك صراخ... فقط صوت انفصال الرأس عن الجسد! الجسد الضخم سقط بلا حراك، بينما بقي رأسه الذي كان ينزف منه الكثير من الدماء في يد سيروس... نظر سيروس إلى الرأس للحظة، وكأنه يتأمله... ثم ألقاه أرضًا بلا مبالاة، كما لو كان قمامة لا تستحق اهتمامه. تراجع الجنود خطوتين إلى الوراء... بعضهم أسقط أسلحته دون وعي. البعض الآخر بدأ يلهث من الذعر، وكأن الهواء أصبح ثقيلًا لا يُطاق. تقدم سيروس خطوة أخرى وهو يخرج كرات النار من يديه ليهدد الجيش.

سيروس (بصوت هادئ لكنه مثل الجحيم نفسه):

"من التالي؟"

لم يجب أحد... لم يجرؤ أحد، في لحظة واحدة... تحول جيش ماكيا إلى كومة من المرتجفين، بعضهم بدأ يهرب دون تفكير، والبعض الآخر تجمد في مكانه غير قادر على التحرك!

صرخ نائب قائد الأسطول(محاولًا إخفاء ارتجافه بينما كانت عيناه تراقبان رأس قائده وهو ملقى على الأرض والدماء لا تزال تقطر منه): "أيها الجبناء!! إلى أين تذهبون؟ أطلقوا عليه النار!"

لكن الجنود كانوا مترددين... البعض أمسك بأسلحته، لكن أيديهم كانت ترتعش بشدة، لكن نائب القائد كان مصممًا على ألا يخسر هيبته أمام جنوده... رفع يده عاليًا وأمر القناصين بالتصويب!

نائب القائد: "استهدفوا رأسه! الآن!"

في لحظة، عشرات البنادق وُجّهت نحو سيروس، وتم إطلاق النار في آنٍ واحد! واتجهت الطلقات نحو سيروس بسرعة قاتلة. في تلك اللحظة، لم يتحرك سيروس خطوة... لم يرفع يده، لم يتراجع، لم يُظهر أي قلق، لكن عينيه الرماديتين اشتعلتا بضوء أحمر شرس... كانت هذه هي اللحظة التي أدرك فيها الجميع أنهم ارتكبوا خطأً فادحًا.

سيروس: "لقد سئمت من هذه المهزلة."

في ثانية واحدة، ارتفعت ألسنة من اللهب حول جسده، وأصبح المكان أكثر حرارة، وأصبحت الطلقات النارية التي أُطلقت نحوه غير مستقرة وهي تقترب... ثم فجأة... انفجر الحريق! سيروس رفع يده ببطء، وخرجت من كفه موجة ضخمة من النار، وتحركت كأنها وحش جائع وتبتلع كل شيء في طريقها. في لحظة، الطلقات النارية لم تعد موجودة... فقد ذابت بالكامل قبل أن تصل إلى سيروس حتى! لم يترك ذلك أي فرصة للجنود لاستيعاب ما حدث، لأن ألسنة اللهب لم تتوقف، فقد اندفعت باتجاههم بسرعة مرعبة!

"آآآآآه!!"

الصراخ عمّ المكان، بعض الجنود حاولوا الهرب، لكن اللهب كان أسرع منهم، والبعض منهم احترقوا حتى قبل أن يدركوا ذلك، تحولت دروعهم إلى معدن منصهر، وأسلحتهم سقطت من أيديهم بينما كانوا يصرخون من الألم، نائب القائد كان أحدهم، لكنه لم يمت على الفور، فقد شعر بجسده يحترق ببطء، وكأن النار تأكل جلده وعظامه قطعة بعد قطعة. وسط الصرخات، ظهر سيروس مجددًا أمام نائب القائد الذي بالكاد استطاع الوقوف، لكن جسده كان محترقًا جزئيًا ووجهه كان مليئًا بالحروق. رفع بصره ببطء، وعيناه الممتلئتان بالرعب التقت بعيني سيروس الرماديتين... اللتين كانتا بلا حياة، وبلا شفقة.

سيروس (يهمس بصوت بارد): "كنت تتحدث بثقة قبل لحظة... لكن قلبك يخبرني أنك كاذب."

قبل أن يتمكن نائب القائد من الرد، تحرك سيروس... أسرع من البرق، أسرع من أي شيء رأوه في حياتهم. في حركة واحدة، انغرست يد سيروس مباشرة داخل صدر الرجل! صرخة مكتومة خرجت من فم نائب القائد وهو يحدق للأسفل... يرى يده وهي ترتجف... ثم يرى يد سيروس خارجة من ظهره، تقبض على قلبه مباشرة. عيونه توسعت بصدمة... لم يستطع حتى استيعاب الألم بعد. رفع سيروس قلب النائب بيد واحدة، وبدأ قلبه ينبض في قبضته بقوة.

سيروس: "إذاً، ما هي كلماتك الأخيرة؟"

نائب القائد(بصوت ضعيف ومليء بالرعب): "مست... مستحيل..."

ثم، وبكل بساطة... ضغط سيروس بأصابعه، وتحطم قلب الرجل داخل قبضته! سقط الجسد بلا روح، وقطرات الدم تقطر من يد سيروس... لكنه لم يهتم. فقط مسح يده بوشاحه الأحمر وكأنه ينظف بقعة قهوة. وقف الجنود الذين نجوا وهم متجمدين... لم يتمكن أي شخص منهم من رفع سلاحه بعد الآن، وبدأ البعض يتراجع، ثم تحول التراجع إلى هروب!

"إنه شيطان!! اهربوا!!!"

في غضون ثوانٍ، تحول جيش ماكيا إلى كومة من المرتجفين، يركضون مثل الفئران في كل الاتجاهات، متمنين ألا يطاردهم هذا الوحش البشري. سيروس وقف مكانه، يراقبهم... ثم أطلق ضحكة شريرة وساخرة.

سيروس: "أهذا كل ما لديك يا ماكيا؟ مثير للشفقة!"

استدار سيروس عائدًا نحو قصره بخطوات باردة وبطيئة. أُغلقت أبواب القصر مرة أخرى عندما غربت الشمس، وعاد الصمت إلى المكان... لكن الجميع عرفوا بأن سيروس ليس شخصاً عادياً أبداً.

يتبع...

2025/02/11 · 20 مشاهدة · 2252 كلمة
Sara Otaku
نادي الروايات - 2025