بعد خروج كين من البوفيه، وقف في حديقة الفندق ونفث دخان سيجارته ببطء، بينما كانت الشمس الصباحية تتسلل بين الأشجار. أخذ نفسًا عميقًا ثم زفر ببطء مغمضاً عينيه للحظة.
يوكو: "كين!"
التفت كين قليلًا، ليجد يوكو تسرع نحوه بخطوات مترددة. عندما اقتربت، توقفت، وضعت يديها خلف ظهرها، ونظرت إليه بحذر. بدا أنها كانت تريد قول شيء ما، لكنها لم تكن متأكدة مما يجب أن تقوله.
كين (ببرود وهو ينفث الدخان): "ماذا هناك؟"
ترددت يوكو للحظة، قبل أن تتكلم بصوت هادئ.
يوكو: "أردت فقط أن أسألك... لماذا غادرت هكذا؟ بدا وكأنك... مستاء."
كين: "أنتِ تبالغين، لم أكن مستاءً. فقط لا أحب المواقف السخيفة."
كانت يوكو تراقبه بصمت، ثم اقتربت أكثر ونظرت إلى وجهه الذي كان باردًا كعادته، ولكن... لم يكن هذا ما رأته قبل 8 سنوات.
يوكو (بصوت خافت): "لقد تغيرت كثيرًا يا كين..."
ألقى كين نظرة خاطفة عليها، لكنه لم يرد، فقط أدار رأسه مجددًا نحو السماء.
يوكو: "عندما كنا أطفالًا، كنت دائمًا تبتسم... كنت شقيًا، لكنك كنت لطيفًا أيضًا. أما الآن، فأنت..."
توقفت عن الكلام، لم تستطع أن تجد الوصف المناسب.
كين (بهدوء، دون أن ينظر إليها): "لا فائدة من الحديث عن الماضي."
رفعت يوكو حاجبيها قليلاً، ثم أنزلت رأسها بخيبة أمل.
كين (ينفث دخانه ويعود للنظر للأفق): "إن لم يكن لديكِ شيء آخر، يمكنكِ العودة إلى الداخل."
ترددت يوكو للحظة، ثم استدارت ببطء وغادرت وعلى وجهها نظرة حزن. وقف كين مكانه وألقى السيجارة على الأرض، ثم سحقها بحذائه.
بعد أن عاد الجميع إلى داخل الفندق، جلسوا حول الطاولة. كان آكيو يأكل السوفليه بشراهة، بينما كانت آن تحدق به باستغراب. أما كين فقد جلس بصمت يحتسي قهوته. وقتها نظرت كوتو إلى آكيو بتمعن، وكأنها تذكرت شيئًا مهمًا.
كوتو: "آكيو، لديك حلم كبير، أليس كذلك؟"
رفع آكيو رأسه ونظر إليها، ثم ابتسم بحماس.
آكيو: "بالطبع! أريد أن أصبح الشوغن الأعظم!"
كوتو (تبتسم وهي تهز رأسها): "إذاً... هل سمعت عن السيوف الأسطورية الخمسة؟"
اتسعت عينا آكيو من المفاجأة، وتوقف عن الأكل للحظة. حتى كين رفع حاجبه قليلاً، وكأن الحديث بدأ يثير اهتمامه.
آكيو: "السيوف الأسطورية؟! تقصدين الأسلحة الأسطورية التي قيل إنها تحمل قوى غامضة؟!"
كوتو: "نعم، هذه ليست مجرد أساطير... بل هي حقيقة. هناك خمسة سيوف أسطورية متفرقة في أنحاء القارات، ويُقال إن من يجمعها جميعًا سيحصل على قوة لا تقهر."
وقف آكيو بحماس وضرب الطاولة، بينما نظرت إليه آن باندهاش.
آكيو: "هذا رائع! أين أجدها؟!"
كوتو (تبتسم بهدوء وهي تخرج خريطة صغيرة): "كل سيف موجود في موقع مختلف'."
أخرجت كوتو من جيبها خريطة لقارة فالوريا.
كوتو:
"السيف الأول: "سانغوينيس"
الموقع: ولاية داركوفا
الحامل: الدوقة تيراكولا
التفاصيل: يُقال إن هذا السيف يمتلك قدرة مظلمة تمتص دماء خصومه ويزداد قوة كلما ارتوى بالدماء.
السيف الثاني: "آركتيكراون"
الموقع: ولاية كريستاليا
الحامل: شخص غامض يقال أنه بشعر أبيض
التفاصيل: هذا السيف يُقال إنه يستطيع تجميد المحيطات بلمسة واحدة.
السيف الثالث: "تاتسوكامي"
الموقع: ولاية فوجيمورا
الحامل: مخبأ في معبد قديم
التفاصيل: يُقال إنه يحمل روح غامضة، ولا يمكن استخدامه إلا من قبل من يستحقه.
السيف الرابع: "أبيس"
الموقع: مملكة كاجي
الحامل: مجهول
التفاصيل: مجهولة
السيف الخامس: "نيغريدوس"
الموقع: ولاية فالينور الشرقية
الحامل: مجهول
التفاصيل: مجهولة"
عندما انتهت كوتو من الحديث، ساد الصمت للحظة، قبل أن يتحدث آكيو بحماس شديد:
آكيو (بعينين متألقتين): "هذا مذهل! إذا جمعت هذه السيوف، فهل سأصبح الشوغن الأعظم؟!"
آن (وهي تضع يدها على خصرها): "انتظر لحظة، هذا يبدو خطيرًا جدًا، خاصة إذا كان هناك أشخاص آخرون يبحثون عنها أيضاً."
أخذ آكيو نفسًا عميقًا، ثم وقف بحماس.
آكيو: "حسنًا! لنبدأ بالسيف الأول! سنتوجه إلى ولاية داركوفا ونأخذ السيف من الدوقة تيراكولا!"
رفع كين حاجبه وهو ينظر إلى آكيو وكأنه يقيّم كلامه.
كين (بسخرية): "هل تعتقد أن الأمر بهذه السهولة؟"
آكيو (بحماس): "بالطبع! إذا كانت قوية، فسأصبح أقوى منها وأهزمها!"
آن (بتنهيدة): "آكيو... هل تفكر حتى؟"
لكن آكيو لم يكن مهتماً، فقد كان متحمسًا للغاية، وأعلن بحزم:
آكيو: "إذا كان هذا هو الطريق لأصبح الشوغن، فسأخوضه حتى النهاية!"
كوتو: "اسمعوني جيداً، إن تيراكولا هي أشهر مصاصة دماء في داركوفا، حيث أن هذه الولاية تخضع لحكم ماكيا وتحته مباشرة توجد تيراكولا، وهي تلقب ب(الدوقة القرمزية)، هناك شائعات تقول بأنها تجبر البشر بأن يقدموا لها قرابين كل أسبوع لتمتص دماءهم!"
آكيو (بدهشة): "مصاصة دماء؟! هل هذا يعني أنها غير بشرية؟!"
كوتو (تهز رأسها ببطء): "بالضبط، لكنها ليست مجرد مصاصة دماء عادية، بل واحدة من أخطر الكائنات التي عرفها التاريخ."
آن (تضع يدها على فمها بصدمة): "هذا... هذا مرعب! وكعادة حكومة ماكيا فهم لا يهتمون أبداً بحياة الناس."
آكيو (بحماس وتحدي): "إذاً... سنذهب إلى هناك ونأخذ السيف منها! لا يهم إن كانت مصاصة دماء، فنحن لن نترك هذا السيف بين يديها!"
لكن كين لم يشاركه الحماس، بل نظر إليه ببرود ثم تحدث بنبرة جادة:
كين: "هذه ليست نزهة، آكيو. إذا لم تكن مستعدًا لمواجهة كائن مثلها، فقد تنتهي حياتك قبل أن تبدأ معركتك حتى."
آكيو(بعناد): "حسنًا، إذا كنت خائفًا، يمكنك البقاء هنا."
كين (بهدوء وهو يشعل سيجارة جديدة): "ليس الأمر خوفًا، بل حذراً، لكن لا بأس، سنذهب إلى هناك ونرى بأنفسنا."
والآن يتغير المشهد وينتقل إلى ولاية داركوفا التي كانت غارقة في الظلام الدائم، حيث لا تصل أشعة الشمس إليها إلا نادرًا، فسماءها مكسوة بالغيوم السوداء. المدينة تعج بالأبنية القديمة، والجو مشبع برائحة الرطوبة والدماء.
وفي وسط كل هذا، يتواجد قصر تيراكولا، بناء أسود قوطي الشكل وضخم، تحيط به أعمدة سوداء شاهقة، ونوافذه مغطاة بستائر قرمزية.
في قاعة العرش، كانت تجلس الدوقة القرمزية تيراكولا على عرشها المصنوع من العظام والمعادن النفيسة، شعرها أحمر قصير وعيناها كذلك، كانت تتكئ على مسند العرش بينما تحمل كأسًا مليئًا بسائل أحمر قاتم، يدور ببطء في زجاجها وهي تحركه بلا اكتراث. ابتسامة متعجرفة ترتسم على شفتيها، بينما تراقب حراسها الثلاثة المخلصين.
أولهم هو أكيرا، بشعر أسود داكن وعينان قرمزيتين، وكان مستذئباً ولكن على هيئة إنسان وآذان ذئب، ويبدو في العشرين من عمره، وكان واقفاً بجانب عرش تيراكولا.
أما الثاني فقد كان نيورو، بشعر بني شائك وعينان زرقاوتان لامعتان، كان بشرياً وعمره 14 عاماً، كان يجلس على أحد المقاعد الفاخرة في القاعة، يقلب خنجره بين أصابعه بملل، كأنه ينتظر أمرًا للعبث.
أما ثالثهم فهو ستيف، بشعر أسود وعيون زرقاء وبعمر ال17، وكان يرتدي نظارة سوداء، وهو واقف بثبات بجانب الباب.
أخذت تيراكولا رشفة من كأسها، ثم رفعت حاجبها بخفة، قائلة بنبرة متعالية:
تيراكولا: "إذاً... متى ستنتهي هذه المهزلة؟ داركوفا أصبحت مملة، لا إثارة، لا متعة، مجرد حفنة من البشر الحمقى الذين يركضون لاهثين طلبًا للحياة، وكأن بإمكانهم الهروب مني."
ضحك أكيرا بسخرية، وهو يدير رأسه لينظر إليها.
أكيرا: "معكِ حق تيراكولا ساما، فلن يعيش الناس كل يوم في مدينة تحكمها مصاصة دماء تُلقي خطباً عن الملل بينما تحتسي دماءهم."
تيراكولا (بضحكة خفيفة): "أوه، عزيزي أكيرا، الأمر ليس بهذه البساطة. إنهم يموتون بسرعة ومن أتفه شيء، ولا يعيشون طويلاً بما يكفي، إنهم مجرد حشرات سخيفة تعتقد أن لديها فرصة للنجاة! أما أنا تيراكولا كمصاصة دماء، لقد عشت أكثر من 300 سنة! ورأيت أجيالاً من البشر يموتون ويولدون، كم هذا مضحك!"
نيورو(متدخلاً): "بالمناسبة... لماذا لا نبحث عن بعض التسلية الحقيقية؟ لقد سئمت من صيد الفريسة السهلة."
تيراكولا (بابتسامة مكر): "أتعلم يا نيورو؟ لهذا السبب أبقيك هنا، فأنت تفهمني!"
ستيف الذي كان يستمع بصمت قد تحدث أخيرًا بصوته الهادئ.
ستيف: "ولكن التسلية يجب أن تكون تحت السيطرة. لا نريد جلب المشاكل إلى القصر."
تيراكولا وضعت كأسها جانبًا، ثم نهضت من على عرشها ببطء، اقتربت من ستيف حتى وقفت أمامه مباشرة، نظرتها متحدية، وابتسامتها لم تفارق شفتيها.
تيراكولا (بهمس ساخر): "أوه، عزيزي ستيف، كم أحب حكمتك المملة... لكن منذ متى كانت الفوضى أمرًا سيئًا؟ ألسنا هنا لنثبت أننا الأقوى؟"
تراجعت خطوة إلى الوراء، ثم استدارت ونظرت إلى نافذة القاعة، حيث يمكن رؤية ضوء القمر يتسلل من بين السحب الكثيفة.
تيراكولا (بصوت درامي وهي ترفع ذراعيها قليلًا): "أريد شيئًا جديدًا! أريد دمارًا، فوضى، معركة تجعلني أشعر بالحياة مجددًا!"
نيورو (مبتسمًا وهو يتكئ إلى الأمام): "إذن، هل تريدين أن نُحدث القليل من "الإثارة" الليلة؟"
تيراكولا (تلتفت إليه ببطء، عيناها تلمعان بلون أحمر قاتم): "عزيزي نيورو... نحن لا نُحدث الإثارة... نحن نصنعها!"
ضحك نيورو بينما كان يستند على كرسيه، أما ستيف فبقي صامتًا، وكأنه لم يفاجأ من حديثها. عادت تيراكولا إلى عرشها وجلست مجددًا، ثم التقطت كأسها وأخذت رشفة أخرى ببطء.
تيراكولا: "عزيزي أكيرا، احضر لي طفلاً بشريا اليوم!"
أكيرا (بتردد): "و..ولكن تيراكولا ساما.."
تيراكولا: "ما الأمر؟ هل ستعصيني؟!"
أكيرا (باستسلام): "حاضر تيراكولا ساما."
وقف أكيرا بعد أن تلقى الأمر، وألقى نظرة جانبية على نيورو الذي كان مستمتعاً بالموقف. أما ستيف كان هادئاً كعادته ويحدق فيهم بصمت.
أكيرا (بتذمر خافت وهو يستدير مغادرًا القاعة):
"هذا مزعج..."
ولكن قبل أن يغادر تمامًا، سمع صوت تيراكولا مرة أخرى، هذه المرة بصوت أكثر هدوءًا ولكنه يحمل غرابة لا يمكن تجاهلها.
تيراكولا (بابتسامة ماكرة):
"أوه، أكيرا عزيزي، تأكد من أن يكون الطفل... طازجاً!"
توقفت خطوات أكيرا لثوانٍ، لكنه لم يلتفت إليها، بل واصل سيره مغادرًا الغرفة، وعيناه تحملان مزيجًا من الإحباط واللامبالاة. أما نيورو، فقد انفجر ضاحكًا مرة أخرى، ومال إلى الوراء في كرسيه وهو يضرب ساقه بيده.
نيورو (بمزاح ساخر):
"أوه، سيدتي، ألا ترين أن أكيرا بدأ يفقد حماسته القديمة؟ ربما علينا استبداله بحارس آخر!"
تيراكولا (بهمس ماكر):
"لا تقلق يا نيورو، فأكيرا لن يخذلني أبدًا... فأنا من أنقذت حياته!"
يتبع...