كان الضباب الكثيف يزداد في ظهر اليوم في داركوفا، وكانت الأزقة مليئة بالناس والتجار ومع ذلك كان الهدوء يسيطر على المكان، وسط هذا الجو الكئيب. كان أبطالنا الثلاثة يتجولون مجدداً، وفجأة لاحظوا شخصاً بكاريزما عالية يمشي هناك.

كان ذلك الشخص هو أكيرا، كان يسير بخطوات واثقة مرتديًا معطفه الأسود الطويل، وعيناه الحمراوان المتوهجتان تبثان الرعب في كل من يجرؤ على النظر إليه. لم يكن بحاجة لأن يقول أي شيء... مجرد مروره وحده جعل الناس يبتعدون عن طريقه، يشيحون بوجوههم ويخفضون رؤوسهم، خوفًا من إثارة غضبه، في هذه اللحظة دوى صوت من أحد الأشخاص.

"هذا هو! إنه كلب تيراكولا الذي يختطف البشر ويقتلهم من أجلها!"

تجاهل أكيرا ما سمعه واستمر بالمشي بتعجرف وابتسامة متغطرسة، وبينما كان يمشي، لفت انتباهه أحد التجار الذي يبدو في في منتصف العشرينات من عمره، كان يتحدث مع مجموعة من الأشخاص الآخرين وهو يدخن سيجارته، غير منتبهاً لوجود أكيرا بجانبه.

الرجل (بابتسامة غطرسة وهو يتحدث مع صديقه): "هاه، لا أصدق كم أصبحت داركوفا مملة هذه الأيام. لم يعد هناك شيء مثير للاهتمام."

صديقه (بضحكة خافتة): "أوه، ألست سعيدًا بحياتك المستقرة يا مارت؟ أنت تاجر الآن، لا داعي للقتال في الشوارع بعد اليوم."

مارت (بضحكة متعالية): "هاه! وهل تظن أنني كنت مجرد مشاغب في صغري؟ لا يا صديقي، لقد كنت أسيطر على بعض الحثالة في الحي، وكنت أجعلهم يعرفون مكانتهم الحقيقية!"

صديقة مارت(وهي تضحك): "أود حقاً أن أراك تسحق بعض الحثالات في هذا السن، أنا متأكد بأنك أصبحت أقوى بكثير!"

لكن فجأة، شعر مارت بيد على كتفه، فالتفت إلى الوراء ووجد أكيرا، ما إن رأى مارت وجه أكيرا حتى اتسعت عيناه من الصدمة والخوف.

أكيرا: "أنظروا من وجدنا هنا، إنه مارت الجانح اللعين بعينه!"

شعر مارت وكأن قلبه سيتوقف، جسده تجمد تمامًا. كان يحاول استيعاب الموقف، لكن قبل أن يتمكن من ذلك... بدأ أكيرا يضحك ضحكة مجنونة، عميقة، مرعبة...

أكيرا: هاه... هاهاهاها... هاه... مارت، يا لها من صدفة لطيفة."

كان كين وآكيو وآن يراقبون الموقف باستغراب وفضول، وفجأة قام أكيرا بلكم مارت على وجهه بقبضته القوية.

بووووم!!

ارتطم جسد مارت بالجدار الحجري خلفه بقوة، وسقط على الأرض متأوهاً من الألم، ممسكًا بخده الذي بدأ بالاحمرار فورًا. شهق صديقاه اللذان كانا يقف بجانبه، وتراجعا خطوة إلى الخلف بينما اتسعت عيناهما من الصدمة.

مارت (بصوت مرتجف وهو يضع يده على وجهه): "م-ماذا...؟!"

أكيرا، الذي كان لا يزال يبتسم بتلك الابتسامة المجنونة، انحنى قليلاً نحوه، ووضع يده على ركبته وكأنه يتحدث إلى طفل صغير.

أكيرا (بصوت ساخر): "ما بك يا مارت؟ ألم تكن قبل قليل تتحدث عن قوتك الخارقة وسحقك للحثالة؟ هاه... هل أصبحت ضعيفًا لهذه الدرجة؟"

مارت لم يستطع النطق، عيناه كانتا تحدقان في أكيرا وكأنه يرى شبحًا من الماضي.

صديق مارت (بحذر وهو يرفع يديه مهدئًا): "ا-انتظر، نحن لا نريد المشاكل..."

لكن أكيرا لم يكن في حالة مزاجية للاستماع. قبض على ياقة مارت، ورفعه قليلاً من الأرض، عينيه الحمراوان متوهجتان بجنون.

أكيرا (بصوت خافت لكنه مرعب): "عشر سنوات... عشر سنوات مرت منذ آخر مرة رأيت وجهك القذر. هل تعلم؟ لقد كنت أحتقر نفسي يومها، لأنني لم أكن قادرًا على فعل شيء أمامك."

ضغط أكثر على قميص مارت، مما جعله يختنق قليلًا، محاولًا إبعاد يد أكيرا عنه لكنه لم يستطع.

أكيرا (بابتسامة متوحشة): "لكن الزمن تغير، يا مارت. والآن، أنا من يقرر من هو الحثالة هنا."

رفع قبضته الأخرى، ثم لكمه مجدداً بدون أي رحمة!

"بووووم!!"

كانت هذه اللكمة أقوى من التي قبلها، حيث شعر مارت وكأن جمجمته ارتطمت بجدار صلب، وانهار جسده بالكامل على الأرض. كان يتنفس بصعوبة، بينما الدم يسيل من زاوية شفتيه، يحاول بصعوبة أن يرفع رأسه، لكنه لم يستطع... لقد فقد السيطرة على جسده تمامًا. أما أكيرا وقف فوقه ببرود وابتسامة مخيفة.

أكيرا (بابتسامة ساخرة وهو ينظر إلى مارت من الأعلى): "يا إلهي... انظر إلى نفسك الآن، هل هذه هي نفس الغطرسة التي كنت تتحدث بها قبل لحظات؟"

رفع قدمه قليلًا، ثم داس بقوة على يد مارت التي كانت تحاول التحرك، مما جعله يصرخ بألم.

مارت (بصوت مرتجف): "أ-أكيرا... أرجوك... أنا لم أقصد..."

آكيو (متدخلاً بغضب): "هذا يكفي!!"

أكيرا (ملفتاً لآكيو): "لا تتدخل يا صغير."

ضحك أكيرا بهدوء أكثر، ثم ترك مارت على الأرض غارقاً في ألمه، وبعد ذلك... تحولت عيناه ببطء نحو شخص آخر. صديقة مارت، كانت تقف هناك وهي شاحبة الوجه، عاجزة عن استيعاب ما تراه. تحرك أكيرا ببطء نحوها، وعندما اقترب منها، أمسك بيدها برفق وهو يبتسم، احمرت وجنتيه قليلاً.

أكيرا (بابتسامة زاحفة وهو يهمس): "والآن، ما رأيكِ بقضاء بعض الوقت معي بعيداً عن ذلك الحثالة الحقيقي أيتها الآنسة الجميلة؟"

كانت الفتاة ترتجف قليلاً، عيناها تتنقلان بين أكيرا ومارت، وكأنها غير قادرة على تصديق ما يحدث.

صديقة مارت (بصوت متردد وخائف): "أ-أنا... لا أعتقد أنني..."

لكن أكيرا لم يكن مهتماً بكلامها، فقط رفع حاجبه قليلاً وزاد من قوة ابتسامته، ثم انحنى قليلاً بالقرب من أذنها وهمس بصوت دافئ ومرعب في نفس الوقت.

أكيرا: "هيا، لا تخجلي. أنا لا أعض... إلا إذا أردتِ ذلك."

ارتعشت الفتاة، وسحبت يدها بسرعة وكأنها لمست نارًا!

صديقة مارت (بفزع وهي تتراجع): "ابتعد عني!!"

ضحك أكيرا بخفة مجدداً وهو يضع يديه في جيبه، ثم استدار نحو مارت مجددًا، الذي كان لا يزال جالسًا على الأرض، يحدق برعب فيما يحصل.

أكيرا (بصوت خافت لكن متهكم): "هل رأيتَ ذلك يا مارت؟ حتى الفتاة التي كانت تضحك على نكاتك السخيفة قبل لحظات لم تعد تريدك."

تجمد مارت في مكانه، شعر بأن هذه هي أكبر إهانة تلقاها في حياته، لكنه لم يستطع الرد... لم يستطع حتى الوقوف.

آكيو (بغضب وهو يقفز بين أكيرا والفتاة، مادًا ذراعيه لحمايتها): "قلت لك هذا يكفي!!"

نظر أكيرا إلى آكيو للحظة، ثم ضحك مجددًا، لكن هذه المرة كانت ضحكة ساخرة.

أكيرا (يرفع حاجبه بسخرية): "أوه؟ وما الذي ستفعله بالضبط أيها الصغير؟ ستصرخ عليّ حتى أشعر بالذنب؟"

آن (بقلق وهي تهمس لكين): "كين سان، إن هذا الرجل مزعج بشكل لا يصدق!"

حدق أكيرا إلى آكيو للحظات، ثم أمال رأسه قليلاً وكأنه يفكر، وبعد ذلك... مد يده نحو رأس آكيو وربّت عليه كما لو كان مجرد طفل صغير.

أكيرا (بابتسامة مستفزة): "لا بأس، لا بأس، لقد كنت ألعب فقط."

لكن آكيو أبعد يد أكيرا بسرعة، وعبس بغضب.

آكيو (بإصرار): "القوة الحقيقية ليست في سحق من هم أضعف منك... بل في إثبات أنك أقوى منهم دون أن تحتاج حتى لضربهم!"

كين (ببرود): "لا فائدة من ذلك يا آكيو، من الواضح بأنه شخص مجنون سيقتل الناس من أجل المتعة."

رفع أكيرا حاجبه قليلاً، ثم نظر إلى الثلاثة أمامه... لم يكن قد انتبه إليهم جيدًا في البداية، لكن الآن... شعر بأن هناك شيئًا مختلفًا فيهم.

نظر إلى كين أولاً، الذي كان يقف هناك بوجهه البارد، وهو يضع يداً فوق الأخرى، ثم انتقل نظره إلى آن، التي كانت تراقبه بحذر واضح، ثم أخيرًا... إلى آكيو، الذي كان يحدق به بعينين مليئتين بالحماس والغضب في نفس الوقت.

أكيرا (مغمغمًا وهو يبتسم بخفة): "هممم... مثير للاهتمام."

أعاد أكيرا نظره إلى كين مجدداً، وشعر بأنه شخص مألوف.

أكيرا (بصوت منخفض لكن مليء بالمعاني): "أنت... أنت مختلف عن الآخرين."

كان كين لا يزال واقفًا بثبات، لكن في داخله، شعر بشيء غير مريح في نبرة أكيرا.

أكيرا (يضع يده على ذقنه وكأنه يحاول التذكر): "ذلك الشعر الأحمر... وتلك العيون الرمادية... انتظر لحظة..."

ثم فجأة، ضرب قبضته في راحة يده، وكأنه تذكر شيئًا مهمًا للغاية!

أكيرا (بضحكة خفيفة وهو يشير إلى كين بإصبعه): "ياااه... الآن فهمت. لا عجب أن وجهك مألوف... لقد سمعت عنك من قبل، بالإضافة إلى أنك تشبه ذلك الرجل كثيراً، إنني أعني... يوكاجي سيروس!"

كين (اتسعت عيناه قليلاً ولكنه تظاهر بعدم الاهتمام): "وإذاً؟"

أكيرا (بابتسامة متسعة وهو ينظر إليه بنظرة خطيرة): "هذا الفتى، إنه الطفل الذي وقف يهدد الملك سيروس بالقتل بكل جرأة قبل 8 سنوات!"

سادت لحظة صمت ثقيلة في المكان. الجميع كانوا ينظرون إلى أكيرا، ثم إلى كين، وبدأت بعض الهمسات تنتشر في الشارع.

"كين... هل قال كين؟"

"هل يقصد... يوكاجي كين؟!"

"لا يمكن... من المستحيل أن يقف أحد في وجه سيروس بدون أن ينجو! "

أما آن وآكيو، فقد تجمدت ملامحهما للحظة، ثم نظرا إلى كين، الذي ظل صامتًا تمامًا، لكن توترًا خفيفًا ظهر في عينيه.

أكيرا (بصوت مرتفع وهو يرفع يديه): "أوه، لا تبدو خجولًا الآن، أليس كذلك؟ دعني أذكرك يا كين... فقد قمت أيضاً بقتل أكثر من 500 جندي من جنود سيروس بدون أي رحمة، أنت لست مختلفاً عني!"

آن (بدهشة وهي تنظر إلى كين): "مـ... ماذا؟!"

لكن كين لم يتحرك، لم يُظهر أي ردة فعل واضحة، فقط ظل صامتًا، يراقب أكيرا بنظرة جامدة. بينما اتسعت عينا آكيو وآن من الصدمة، لم يكمل أحد جملته، لأن الجميع بدأ بالركض والهرب بعيدًا من المكان، وكأنهم خائفون من مجرد وجود كين بينهم. حتى التجار الذين كانوا يبيعون في السوق بدأوا بإغلاق محلاتهم بسرعة. أما كين... فقد ظل مصدومًا بصمت، فكيف... عرف أكيرا كل هذا عنه؟!

أكيرا (بابتسامة ماكرة وهو ينظر حوله): "والآن أرني قوتك النارية يا يوكاجي كين! لطالما أردت أن أرى فاكن النار الذي يتحدث الجميع عنه!"

وقف كين هناك، لا يزال صامتًا، لكن توترًا خفيفًا ظهر في نظراته. وقبل أن يتمكن من الرد... بدأ بعض الرجال الذين كانوا في السوق يصرخون بغضب، ووجوههم تحمل مزيجًا من الخوف والكره.

رجل من الحشد (بغضب وهو يشير إلى كين): "هذا الوحش قتل أخي! كان أحد جنود مملكة كاجي، ولم يعد أبداً بسببك!!"

رجل آخر (بصوت مرتجف لكنه غاضب): "أنت من تسببت في موت ابن عمي! لقد كان جنديًا بسيطًا... لماذا قتلته؟!"

ازدادت الصيحات والهمسات... كان الوضع يتحول إلى فوضى حقيقية. أما آن، فقد بقيت متجمدة في مكانها، وكأن عقلها توقف تمامًا. كانت معجبة بشخصية كين ووسامته كثيراً، ولم تتوقع أبداً بأنه كان قاتلاً.

آن (بصوت متقطع، والدموع بدأت تتجمع في عينيها): "كـ... كين سان.. هل هذا صحيح، هذا مستحيل!"

آكيو (بصوت مرتفع وهو يصرخ في وجه كين): "كين!! أجبنا!! هل هذا صحيح؟!"

آن (تغطي فمها بيديها، ودموعها تسقط): "لا أستطيع أن أصدق أن كين سان شخصاً سيئاً! أجبني يا كين سان!"

كين (بصوت هادئ لكنه قاطع): "نعم، هذا صحيح."

انقطع الهواء لثانية واحدة... ثم تحولت الصدمة إلى غضب.

آكيو (بعيون متسعة وهو يصرخ في وجهه): "لماذا؟! لماذا فعلت ذلك؟!!"

كين (بهدوء مخيف): "هؤلاء الأشخاص هم الذين قاموا بتدمير مدينتي وقتل عائلتي حرق منزلي بدم بارد، وهم يستحقون ما فعلته بهم."

أحد الأشخاص: "لكن هذا لا يبرر قتل 500 شخص!! ماذا عن عائلاتهم؟ ماذا عن الأشخاص الذين تركوهم وراءهم؟!"

كين: "اخرس."

أكيرا (يضع يده على ذقنه وهو يراقب آن التي كانت تبكي): "أوه، يبدو أن فتاتنا الجميلة هنا مصدومة للغاية... كم هذا مؤسف."

ثم، فجأة، اقترب من آن بخطوات هادئة، أمسك بيدها بلطف وكأنه نبيل أراد تهدئتها.

أكيرا (بابتسامة ساحرة وهو ينظر إلى آن مباشرة): "لم أكن أعلم أن هناك فتاة بهذه الجمال هنا... عيناكِ تلمعان كالنجوم حتى مع الدموع."

رفرفت آن بعينيها، غير قادرة على استيعاب ما يحدث، لكنها لم تبعد يدها فورًا، كانت لا تزال مصدومة جدًا مما كشفه أكيرا.

أكيرا (بصوت هادئ ومغوي وهو يقرب وجهه من وجهها قليلاً): "لماذا تهتمين لشخص قاسٍ مثله أيتها النينجا الجميلة؟ أنتِ تستحقين شخصًا يقدرك، شخصًا يجعلكِ سعيدة..."

آكيو (بغضب وهو يصرخ): "أبعد يديك عنها أيها الكلب!"

قفز آكيو باتجاه أكيرا، محاولًا لكمه، لكن أكيرا ببساطة تفادى ضربته بخفة، ثم دفعه بعيدًا بسهولة تامة.

أكيرا (وهو يضحك بسخرية): "هاه؟ لم أكن أعلم أنني أزعجت الطفل الصغير هنا، آسف على ذلك!"

آكيو (ينهض بسرعة وهو يصرخ): "قلت لك، أبعد يديك عنها!!"

اندفع مرة أخرى نحو أكيرا، محاولًا تسديد لكمة أقوى، لكن أكيرا تفاداها برشاقة تامة، وكأنه كان يرقص في الهواء، ثم أمسك بمعصم آكيو ولفّه بخفة، مما جعله يتوقف عن الحركة للحظة.

أكيرا (وهو يبتسم بخبث، ويقترب من أذن آكيو هامسًا): "يا فتى، أنت سريع... لكنك تفتقر إلى الخبرة."

في هذه اللحظة، كانت آن لا تزال واقفة هناك، ولكن يبدو أنها قد هدأت قليلا.

آن (بصوت متقطع، وهي تنظر إلى كين): "ك..كين سان، لا يمكنني أن أصدق بأنك شخصاً سيئاً، فأنا ما زلت لا أعرف الكثير عنك!"

لم يرد كين على الفور، أشعل سيجارته بكل هدوء، وكان من الواضح بأنه لا يريد الحديث عن هذا الموضوع، لكن في الوقت نفسه... لم يكن يريد الهروب منه أيضًا.

كين (اخذ رشفة من سيجارته ثم قال بصوت هادئ لكنه حازم): "الشر ليس بالأمر البسيط كما تعتقدين، آن. ليس هناك أبيض أو أسود فقط، هناك مناطق رمادية يعيش فيها من لا خيار لهم."

تراجعت آن خطوة إلى الخلف، لكن نظرتها لم تكن مليئة بالخوف، بل بالحيرة.

آن (بصوت منخفض): "لكن... لقد قتلتهم جميعًا، صحيح؟ حتى لو كان لديك سببًا، فهل شعرت بأي شيء حينها؟ بأي ندم؟"

رفع كين نظره قليلاً، كأنه يفكر للحظة. ثم نظر إليها مباشرة، وبدا للحظة وكأنه على وشك قول شيء مهم، لكن قبل أن يتمكن من ذلك...

آكيو (بغضب وهو يقاطع المحادثة): "توقف عن اللف والدوران، كين! آن قد تكون مترددة، لكنها ليست الوحيدة هنا! أنا أريد إجابة منك، هنا والآن!"

كين (بهدوء تام): "إجابة عن ماذا بالضبط؟"

آكيو (يرفع قبضته بغضب): "لماذا؟ لماذا لم تخبرنا عن هذا من قبل؟ هل كنت تخطط لإخفاء الأمر طوال الوقت؟ أم أنك لا تهتم برأينا من الأساس؟"

كين (بصوت بارد لكنه ثقيل بالعاطفة المكبوتة): "لو أخبرتك بذلك من البداية لكنت قد كرهتني منذ وقت طويل، لم أرد افساد حماسك في المغامرة."

آكيو (بإصرار): "ولكن يا كين، نحن رفاق، نحن نثق ببعضنا! أو على الأقل، هذا ما كنت أظنه!"

كين: "حسناً إذا، والآن بعد أن عرفتم الحقيقة، فلا يوجد سبب يجعلني أبقى معكم أكثر."

ما إن انتهى كين من كلامه حتى استدار ببطء، وبدأ يمشي مبتعدًا بعد أن قرر المغادرة.

آن (تتسع عيناها وهي تراه يبتعد): "كـ... كين سان؟ إلى أين أنت ذاهب؟"

لم يجب كين واستمر في السير دون أن ينظر للوراء، ولكن قبل أن يتمكن من الابتعاد، امتدت يد آكيو الذي أمسك بمعصم كين بقوة.

آكيو (يصرخ بصوت مرتفع): "إلى أين أنت ذاهب أيها الأحمق؟!! أنا لن أتركك أبدًا!!"

تجمد كين في مكانه. للحظة، ظن أنه قد سمع خطأ، لكن لا... كان صوت آكيو مليئًا بالغضب، لكنه لم يكن غضبًا نابعًا من كره... بل من شيء آخر، شيء أعمق، وشعر بشيء غريب في داخله. استدار ببطء، ونظر إلى آكيو، الذي كان يحدق به بعينين ممتلئتين بالإصرار.

آكيو (يخفض قبضته قليلاً لكنه لا يزال غاضبًا): "هل تظن أنك ستتخلص منا بهذه السهولة؟! إذا كنت تعتقد أنني سأدير ظهري لك فقط لأنك قتلت بعض الأشخاص في الماضي، فأنت أحمق أكثر مما كنت أظن!"

رفرفت آن بعينيها، لم تكن تتوقع رد فعل آكيو بهذه الطريقة.

كين (وهو ينظر إلى آكيو بوجه مصدوم): "ما...مالذي تقوله يا آكيو؟! ألست غاضباً مني؟! أو تكرهني حتى..."

آكيو (ينظر إلى آن بغضب، ثم يعود إلى كين): "بالطبع أنا غاضب! لكنني غاضب لأنك لم تخبرني بذلك، وليس بسبب ماضيك! من يهتم بالماضي؟! الجميع لديه أسرار، ولكن عندما تكون رفيقي... عليك أن تثق بي، أيها الأحمق!!"

كان هناك صمت، لكن هذه المرة لم يكن صمتًا محرجًا... كان صمتًا ثقيلاً، مليئًا بالمشاعر. كين، الذي كان يظن بأنه يجب أن يغادر وقف هناك، يردد في عقله كلام آكيو الغريب، شعر بأن شيئًا غريبًا بداخله قد ارتجف للحظة، أخذ رشفة من سيجارته ثم نظر إلى آكيو مجدداً.

كين (بصوت هادئ لكنه مختلف عن السابق): "أنت غريب حقاً..."

كان كين لا يزال متجمداً في مكانه، لم يكن يعرف ماذا يقول أو كيف يتصرف. الكلمات التي خرجت من فم آكيو كانت غير متوقعة، لم يسمع مثلها من قبل... لم يتوقع أن يكون هناك من يتمسك به بهذه القوة بعد كل شيء. آن، التي كانت صامتة طيلة الوقت، بدأت تتقدم ببطء نحو كين، كانت ملامحها لا تزال متوترة، مسحت دموعها ثم نظرت إليه.

آن (بصوت متردد لكنه مليء بالمشاعر): "كين سان... أنا... لا أستطيع القول إنني غير مصدومة، ولكنني بدأت أفهم الآن... لا أحد منا بلا أخطاء... وعلى الرغم من ما فعلته، فإنني أعلم في صميم قلبي بأنك عانيت الكثير لتصل لهذه المرحلة! صحيح بأنني لم أعرفك إلا من وقت قصير، ولكنك حقاً شخص طيب يا كين سان!"

نظر كين إلى آن، كانت كلماتها... غير متوقعة. كانت تراقبه بعينين صافيتين، مليئتين بالتردد، لكنها لم تكن تحمل أي كره.

كين (بصوت هادئ لكنه مثقل بالمشاعر المكبوتة): "هل تظنين ذلك...؟"

آن (تهز رأسها بقوة): "أنا لا أظن، بل أنا متأكدة!"

آكيو (بغضب لكنه ليس كرهًا): "يا رجل، كان يمكنك على الأقل أن تثق بنا! هل كنت تعتقد أننا سنتخلى عنك بهذه السهولة؟!"

كين (بصوت منخفض): "أنا... أنا لم أكن أعرف أنكم..."

آكيو (يقاطع كين بابتسامة جانبية، لكنه لا يزال يعقد ذراعيه بغضب): "حسنًا، الآن عرفت! وإذا فكرت بالرحيل مجددًا، فسوف أصعقك ببرقي حتى تستوعب ما أنت على وشك فعله!"

لكن شخصًا واحدًا لم يكن يشاركهم هذه المشاعر... أكيرا الذي وقف هناك وهو يراقبهم بصمت. لأول مرة منذ فترة طويلة وجد نفسه عاجزًا عن السخرية، عاجزًا عن إيجاد تعليق مستفز... لم يفهم ما كان يحدث أمامه.

أكيرا (يفكر في نفسه وهو ينظر إليهم): "ما هذا؟ لماذا يتمسكون به بهذه الطريقة؟ لماذا لا ينبذونه؟"

كان هذا غريبًا عليه... كان عليه أن يعترف بذلك. طوال حياته، لم يكن هناك أحد وقف إلى جانبه... لم يكن هناك أحد تمسك به بهذه الطريقة.

أكيوا: "يا لكم من حمقى... تتمسكون بشخص قاتل كما لو كان أعز أصدقائكم... كم هذا... غريب."

نظر كين إليه، ثم رفع حاجبه قليلًا.

كين (بصوت هادئ): "هل أزعجك شيء؟"

أكيرا (بضحكة مستفزة): "ربما... حسنًا، حسنًا، لقد حصلنا على مشهد درامي هنا، لكن هذا لا يغير شيئًا... أنا لا أزال أريد قتالكم جميعًا!"

آكيو (بحماس وهو يشد قبضته): "أوه، سأجعلك تندم على هذا!"

أكيرا (يضحك بخفة): "جرب، يا صغير!"

يتبع....

2025/02/11 · 18 مشاهدة · 2729 كلمة
Sara Otaku
نادي الروايات - 2025