بعيداً عن ما كان يحدث في ولاية داركوفا مع آكيو والبقية، كان ملك النار سيروس يجلس على عرشه في قصره الفاخر بمملكة كاجي، وبجانبه كان يقف حارسه الشخصي الأكثر ولاءاً واحتراماً له، كان وسيما جداً بشعره الأشقر الناعم وعيناه البنفسجيتان.
الحارس: “مولاي، يبدو أنك تفكر بعمق اليوم.”
سيروس: “وهل يحق للملك ألا يفكر؟ عندما يكون مصير العالم بين يديه، هل يمكنه إغلاق عينيه ولو للحظة؟”
نهض سيروس من عرشه وبدأ يخطوا نحو النافذة الضخمة، يراقب الأفق البعيد، ثم وضع يده على زجاج النافذة.
سيروس: “ذلك الجدار… هل تساءلت يوماً ما الذي يوجد خلفه؟”
تردد الحارس للحظة، ثم قال بصوت متزن: “لقد اعتاد البشر على العيش هنا منذ قرون، ربما لا يوجد شيء في الخارج سوى الفراغ.”
ضحك سيروس ضحكة هادئة وهو يعبث بشعره، ثم التفت إلى حارسه ليكمل كلامه.
سيروس: “أوه… كم هو مريح أن تعتقد ذلك يا اليكساندر، أن تعيش دون أن تتساءل، أن تقتنع أن هذا العالم كما هو، بلا أسرار، بلا ألغاز.”
بدأ سيروس يتجه بخطواته إلى لوحة ضخمة بها خريطة قارة فالوريا، حيث كانت تفاصيل ولايات فالوريا العشر، مملكة كاجي، والجزر الثلاث منحوتة بدقة.
اليكساندر: “مولاي، لا يزال بعض الحكام يعتقدون أنهم قادرون على تحدي سلطتك… إنهم لا يدركون حقيقتك.”
سيروس: “السياسة، إنها ليست سوى سلاح آخر… الفرق الوحيد هو أن البعض يستخدمه بدهاء، والبعض الآخر يمسك به بطريقة خاطئة، وينتهي به الأمر مطعونًا به.”
مرر سيروس يده فوق إيرالوس على الخريطة، حيث كان ماكيا يحكم، ثم انتقل إلى داركوفا، حيث تعيش الدوقة تيراكولا.
سيروس: "القوة ليست لمن يستحقها… بل لمن يستطيع أخذها.”
تقدم اليكساندر خطوة إلى الأمام، وانحنى باحترام.
اليكساندر(بصوت مخلص): “وبهذه القوة، مولاي، أنت ستحكم فالوريا، ولن يوقفك أحد.”
جلس سيروس على عرشه مجددًا، وعينيه تراقبان اليكساندر للحظة طويلة.
سيروس: “والآن اليكساندر، أخبرني… كيف تسير الأوضاع في الغرب؟”
رفع اليكساندر رأسه ليتحدث بنبرة هادئة ولكنها مليئة بالحزم.
أليكساندر: “مولاي… الوضع في إقليم روبي أصبح غير مستقر. هناك تمرد متزايد في القرى النائية، يبدو أن بعض العائلات النبيلة بدأت تشكك في سيطرتنا. لقد لاحظنا تحركات لبعض القادة المحليين الذين يروجون لفكرة الاستقلال والتحرر من حكم مملكة كاجي.”
ضاقت عينا سيروس قليلًا، لكنه لم يُظهر أي انزعاج.
سيروس: “التمرد؟ هم يعتقدون أن بإمكانهم تحدي سلطتي؟”
أومأ أليكساندر برأسه.
أليكساندر: “إنه ليس مجرد تمرد بسيط. لقد سمعنا أن لديهم دعمًا غير معروف من جهة خارجية.”
توقّف سيروس للحظة، ثم نهض ببطء من عرشه، وهو يعبث بشعره الكثيف.
سيروس: “جهة خارجية…؟ هل تعني أنهم يتلقون دعماً من إحدى الولايات؟”
أليكساندر: “هناك احتمالات كثيرة، لكن إيرالوس تظل المشتبه به الأول. جيش ماكيا لم يتحرك بشكل رسمي، يبدو أنه يراقب تحركاتنا عن كثب وينتظر اللحظة المناسبة للتدخل.”
ضحكة قصيرة وساخرة خرجت من شفتي سيروس وهو ما زال يعبث بشعره بهوس وغطرسة.
سيروس: “ماكيا… دائماً ما يكون مثل الأفعى، ينتظر لينقض عندما تضعف فريسته.”
التفت إلى أليكساندر، ونبرته أصبحت أكثر حدة.
سيروس: “أرسل مئة جندي إلى روبي، لا أريد تمردًا، أريد رمادًا.”
أليكساندر: “أمرك يا مولاي.”
انحنى اليكساندر للملك مجدداً قبل أن يختفي في الظلال، تاركاً سيروس واقفًا وحده في القاعة.
سيروس (بصوت منخفض): “السياسة حقاً لعبة مملة. لكن على الأقل، فهي تمنحني فرصة لسحق الحالمين.”
ثم توجه سيروس نحو خريطة قارة فالوريا المعلقة في الجدار مجدداً، وبدأ يحدق فيها، نظر إلى ولاية داركوفا، وعندها تغير المشهد تماماً وعاد إلى داركوفا حيث كان أكيرا وآكيو يبدأون قتالهم في وسط السوق الشعبي.
وقف آكيو في منتصف السوق، يحدّق في أكيرا بغضب، قبضتيه مشدودتان بشدة، بينما تتراقص شرارات برق صفراء حول جسده. أما على الجهة الأخرى، كان أكيرا يقف بكل هدوء، يضع يديه في جيوبه، عيناه الحمراوان تلمعان بمكر، وابتسامة متعجرفة تعلو وجهه.
أكيرا (وهو ينظر إلى شرارات البرق): "ما هذا؟ يبدو أن لدينا شخصاً بفاكن مثير للاهتمام هنا!”
آكيو (وهو يبتسم بغضب، يقبض يده، والشرارات تزداد قوة): "أنت لم ترَ شيئاً بعد!”
في جزء من الثانية، تحرك آكيو بسرعة خاطفة كالصاعقة، واندفع نحو أكيرا بقبضة مشحونة بالكهرباء، لكن أكيرا لم يتحرك، ولم يكن هناك أي قلق على وجهه. اختفى أكيرا فجأة قبل أن تصل قبضة آكيو إليه، شعر آكيو بنسمة هواء قوية خلفه، وقبل أن يتمكن من الاستدارة…
بوووم!!!
ركلة قوية ضربت آكيو في ظهره، أرسلته طائرًا نحو أحد المطاعم، محطمًا الطاولة الخشبية. آكيو ينهض بسرعة وهو يبتسم، وعيناه تلمعان بحماس.
آكيو (بابتسامة متحمسة): "أوه، أنت سريع… لكنك لن تستطيع تجاوز سرعتي، سرعة البرق!!”
أكيرا : "هاه، سرقة البرق إذاً؟ لقد كنت أبطأ مما توقعت.”
آكيو (يشحن جسده بالطاقة الكهربائية): "كنت فقط أتساهل معك!"
بسرعة مذهلة، رفع آكيو يده نحو السماء.
آكيو: {صاعقة الرعد المهتزة!}.
أطلق آكيو شحنة كهربائية فجّرت الأرض من تحته، مما جعل الحجارة الصغيرة تتطاير! وفي لحظة اختفى من مكانه، وعندما ظهر مجددًا، كان فوق أكيرا مباشرة!! أطلق آكيو لكمة كهربائية مباشرة نحو وجه أكيرا، ولكن في اللحظة الأخيرة.
أكيرا: “أوه، هذا أفضل.”
أكيرا ابتسم… وأمسك بقبضة آكيو بيد واحدة فقط!
آكيو (بصدمة وهو يفتح عينيه على وسعهما): "مـ.. ماذا؟!”
أكيرا (وهو يبتسم بثقة وعيناه تلمعان): "أنت قوي… لكنك ما زلت لا تفهم شيئاً عن القتال الحقيقي.”
في لحظة، قام أكيرا بإلقاء آكيو بعيدًا، لكنه لم يسقط هذه المرة، بل قام بالالتفاف في الهواء، واستخدم شرارات البرق ليثبّت نفسه قبل أن يهبط على قدميه.
آكيو (ينظر إليه بانزعاج): "هذا ليس عدلاً.. إن سيفي ليس معي! لو أن اولائك الحمقى لم يصادروه لكنت هزمتك من ضربة واحدة فقط!!"
أكيرا (وهو يرفع حاجبه الأيمن باستغراب): "هاه؟ سيف؟"
آكيو (بغضب وهو يشد قبضتيه) : “لقد بدأت أكره وجهك بالفعل!”
أكيرا (بابتسامة مستفزة وهو يميل رأسه قليلاً) : “أوه؟ هل هذا لأنك تعرف أنك لن تستطيع لمسي حتى؟”
آكيو (يبتسم بثقة وهو يرفع يده اليمنى التي اشتعلت بالبرق الأصفر) : “لا، بل لأنك مغرور جدًا… ويجب أن أعيدك إلى حجمك الحقيقي!”
بدأت الشرارات الكهربائية تزداد كثافة حول جسد آكيو، وتحولت عيناه للحظات إلى لون أصفر مشرق، وهذا ما جعل الهواء يجعل شعر آكيو متطايراً، كاشفاً عن علامة البرق في جبهة آكيو الغاضب، شعر أكيرا بشيء غريب، وكأن الهواء حوله أصبح أكثر ثقلاً.
آكيو (بجدية وهي يعبس): “استعد… لأنني الآن سأريك سرعة البرق الحقيقية.”
في هذه اللحظة، أضاء السوق الشعبي بأكمله بلون أزرق كهربائي! يبدو أن القتال سيدخل إلى مرحلة أخرى الآن. تحطمت الأرضية أكثر تحت قدمي آكيو، بسبب الطاقة الهائلة التي أطلقها حول جسده! الشرارات الكهربائية كانت تتراقص في الهواء، وكان شعره الأزرق يقف قليلاً بفعل الطاقة المكهربة.
آكيو (يرفع رأسه بابتسامة ثقة، بينما البرق يتدفق عبر جسده): “لقد طفح الكيل… حان الوقت لإيقاف ثرثرتك!”
أكيرا (يرفع حاجبه وهو متفاجئ قليلًا، لكنه يحافظ على ابتسامته المتعجرفة): “أوه؟ وأخيرًا قررت أن تأخذ الأمور بجدية؟ هذا سيكون ممتعًا.”
اختفى آكيو من مكانه بسرعة غير استيعابية، ولم يكن هناك أي صوت يدل على حركته.
أكيرا (تتوسع عيناه للحظة، قبل أن يشعر بشيء قوي يضربه): “ماذا؟!”
آكيو (صوته ينبعث من كل الاتجاهات): {عاصفة الصواعق المتعددة!}
بووووووم!!!
يتلقى أكيرا ضربة برقية قوية في بطنه! اتسعت عينا أكيرا الذي بدأ يسقط وهو يضغط على بطنه، كان يشعر بآلام غريبة تنتشر في جسده. لم يكن الأمر مجرد ضربة عادية… لقد كانت “عاصفة الصواعق المتعددة” التي أطلقها آكيو مختلفة عن أي شيء واجهه أكيرا من قبل. كان جسده يرتجف من قوة الضربة، وكأن آلاف الإبر الكهربائية تخترق جلده في كل ثانية. كان أكيرا جالسا على ركبتيه وهو يلهث بشدة ولا يستطيع الحراك، وعلى جسده آثار حروق كالرماد.
آكيو (يضع يديه على خاصرته بابتسامة ساخرة، بينما البرق لا يزال يتراقص حول جسده): “ما بك؟ هل بدأت تشعر بقوة البرق الحقيقية؟”
أكيرا (يحاول التحرك، لكنه يشعر بأن عضلاته لم تعد تستجيب بسرعة كافية، وكأن جسده مشلول جزئيًا): “مـ… ماذا فعلت لي؟!”
كانت الشرارة الكهربائية لا تزال تعمل داخل جسد أكيرا الذي كان يحاول أن يتحرك ولكنه لم يستطع، لقد كانت ضربة آكيو تشل النظام العصبي مؤقتًا ، وتجعل أي حركة أكثر صعوبة من المعتاد.
أكيرا (يغمض عينيه لثانية وهو يحاول أن يتحمل الألم، لكنه يشعر بلسعات كهربائية تنبعث من داخله): “ليست سيئاً يا فتى…"
آكيو (يبتسم بثقة): “لا تستهن بقوة البرق مجدداً أيها المستذئب.”
أكيرا (يضيق عينيه وهو يحاول الوقوف بثبات): “هـه… يبدو أنك تفكر جيدًا خلال القتال، أليس كذلك؟”
نهض أكيرا وأخيراً بعد أن تغلب على ألمه، مستعداً لتنفيذ هجوم آخر.
أكيرا: "يبدو أنك بدأت تغتر بنفسك أيها الصغير، بما أنك أريتني فاكن البرق، سأريك الآن قوة المستذئب الحقيقية!"
توجهت عينا أكيرا الحمراوان أكثر، تمزق قفازاه الجلديان فجأة، وكشفت يداه عن مخالب طويلة سوداء، حادة كالسكاكين! في نفس الوقت، بدأت عضلاته تتضخم قليلاً، وأنيابه أصبحت أكثر وضوحًا.
آكيو (بإثارة وهو يراقب التغيير): “هاه… أنت تمتلك هذه المخالب منذ البداية؟ لماذا لم تستخدمها؟!”
أكيرا (بابتسامة زاحفة وهو يلوّح بمخالبه): “لأنني لم أكن أعتبرك تهديدًا… حتى الآن.”
أكيرا (في لحظة، يختفي من مكانه بسرعة خارقة!): “لنرَ إن كنت تستطيع اللحاق بي الآن!”
آكيو (في نفسه، وهو يحاول تتبع حركته لكنه يختفي تمامًا عن ناظريه!): “لقد أصبح أسرع من السابق!!”
في جزء من الثانية، ظهر أكيرا أمام آكيو مباشرة، وسدد لكمة مخلبية إلى جسد آكيو. آكيو بالكاد تمكن من تفاديها.
آكيو (باندهاش): “هذا ليس فاكن حتى! ولكن قوته الجسدية زادت بشكل جنوني!”
أكيرا (يضحك وهو يتقدم خطوة أخرى، مخالبه تصدر صوت تمزيق في الهواء): “خائف؟ جيد، لأنني لم أنتهِ بعد!”
اندفع أكيرا بسرعة خيالية، مستخدمًا مخالبه لمحاولة تمزيق جسد آكيو!
بوووم!!
ضربة مخلب قوي تمزّق جزءًا من سترة آكيو، تاركة جرحاً سطحياً على كتفه!
آكيو (بعيون متوسعة، وهو يتحسس الجرح): “لقد استطاع إصابتي؟!”
أكيرا (وهو يلعق مخالبه الدامية بابتسامة مهووسة): “أوه، وأخيرًا نزفت… لا بأس، سأقطعك أكثر قريبًا!”
آكيو (بغضب، الشرارات تحيط بجسده وهو يمسح الدم عن كتفه): “هاه؟ اهذا كل ما لديك؟! لم تستطع سوى خدشي!"
في لحظة، اختفى الاثنان من أماكنهما، ليظهرا في الهواء وهما يتبادلان الضربات بسرعة جنونية! آكيو يستخدم السرعة الكهربائية لضرب أكيرا بهجمات متتالية، بينما أكيرا يرد عليه بمخالبه الحادة في معركة شرسة! كان جميع المواطنين يحدقون بالقتال وهم مندهشين من القوة التي رأوها، وكانت آن تأكل بعض الفشار، وبجانبها كين الذي كان يدخن سيجارته ويراقب بصمت واندماج.
أكيرا (بينما يقاتل، يضحك بجنون): “هذا ممتع! هذا ممتع جدًا!!”
آكيو (وهو يبتسم رغم القتال العنيف): “أخيرًا… وجدتُ شخصًا يمكنني أن أذهب معه إلى أقصى حدودي!”
أكيرا (يبتسم بخبث): “أقصى حدودك؟ إذن دعني أريك حدودي!”
فجأة، بدأت عيون أكيرا تتوهج بلون أحمر قاتم، وأصبحت نظرته أكثر حدة!
أكيرا (بصوت عميق مخيف): “حان وقت الصيد الحقيقي!”
آكيو (بابتسامة حماسية): “إذن لن أرحمك بعد الآن!”
قفز أكيرا وهو مستعد لتنفيذ ضربته القادمة ولكن في جزء من الثانية، اختفى آكيو مجددًا، ليظهر على يمين أكيرا بسرعة خاطفة!
آكيو (بابتسامة حماسية): “{انفجار البرق الداخلي!!!}”
رفع يده المشحونة بالكهرباء، ووضعها مباشرة في صدر أكيرا!
بوووووووووووم!!!!
جسد أكيرا اهتزّ بعنف، وانطلقت شرارات كهربائية من كل مكان داخل جسده، وكأن البرق يحاول تمزيقه من الداخل! عضلاته تشنجت بقوة، وسقط على ركبتيه وهو يصرخ من الألم! يضع يده على صدره، يشعر بأن جسده كان يتدمر ببطء، وملابسه بدأت تتفحم بسبب الحرارة العالية الناتجة عن الهجوم!
أكيرا (يصرخ من الألم، ووجهه ينقبض بشدة): “ااااااااااااه!!!”
آكيو (يبتعد عنه قليلاً، وهو ينظر إليه بانتصار): “لم أكن أعتقد أن الأمر سيكون بهذه السهولة… توقعت منك أكثر من ذلك، أيها المستذئب!”
أكيرا (يلهث، جسده لا يزال يرتعش، لكنه يرفع رأسه ببطء… ابتسامة خافتة تظهر على وجهه رغم الألم): “هه… هه… هل… تعتقد أنني… انتهيت؟”
آكيو (يرفع حاجبه): “لا تزال واقفًا؟ كم أحب أمثالك!”
أكيرا (عيناه تلمعان بلون الدم، وعضلاته تبدأ بالتفاعل مع الألم بطريقة غريبة): “لقد… استيقظ شيء ما بداخلي… والفضل لك في ذلك!”
في لحظة، بدأ جسد أكيرا يطلق هالة دموية غامضة، وشعرت آن وكين من بعيد بأن شيئًا غير طبيعي يحدث!
يتبع…