في يوم مشمس على جزيرة أوراكانو، كانت السماء الزرقاء صافية، تتناثر فيها بعض الغيوم البيضاء، مع هبوب نسيم بارد يُلطف الأجواء. كانت الجزيرة تعج بالنشاط والحياة، حيث يتجمع الناس في الأسواق، وأصوات الباعة تملأ المكان. وفي وسط هذه الأجواء، وصل شاب مفعم بالحيوية والمغامرة يدعى آكيو إلى الشاطئ، بشعر أزرق وعينان صفراوتان لامعتان، وكان في ال14 من عمره.

‎آكيو: هذه أول مرة في حياتي أخرج من بلدي وأسافر، إلى أين أنا ذاهب الآن؟ لا أعرف حتى ههههههههه. مالذي يجب أن أفعله الآن بعد أن أتيت لبلد جديد؟ أعتقد بأنه يجب علي البحث عن بعض السوفليه!!

‎كان أحد المارة يحدق في آكيو باستغراب وقال في نفسه: ما بال هذا الطفل إنه يتحدث مع نفسه أمام الناس!

‎نظر آكيو إلى الرجل وقال: مرحباً سيدي، هل يمكنك أن تدلني على أقرب مكان يبيع السوفليه؟

‎الرجل: وما هي السوفليه؟

‎آكيو: هل تمزح معي!! كيف لا تعرف السوفليه؟! إنها ألذ ما تذوقته في حياتي!!!

‎توتر الرجل أكثر وقال: ءءءء أنا آسف، يمكنك أن تسأل شخصاً آخر!

‎نظر إليه آكيو بغباء وقال: حسناً

‎قال الرجل في نفسه: كم هو غريب!!

‎آكيو: أنا جائع جداً! يجب أن أحصل على السوفليه خاصتي حالاً!!

في هذه الأثناء، كانت هنا فتاة اسمها يوكو تمر بالقرب من الشاطئ، شعرها اسود طويل وعيناها بنيتان. بينما كانت تمشي، رأت آكيو وهو ينظر حوله وكأنه ضائع، مما أثار فضولها. اقتربت منه بحذر وسألته: "هل تحتاج مساعدة؟

آكيو: نعم.

‎قالت الفتاة: حسناً، مالذي يمكنني فعله لك؟

‎آكيو: أريد بعض السوفليه!

‎استغربت الفتاة وقالت: سوفليه؟ أعتقد بأن هناك مقهى يبيع السوفليه ولكنه يقع على بعد 3 كيلومتر شرقاً.

‎آكيو: حقاً؟!

‎فجأة أمسك آكيو بالفتاة وأخذ يطير باستخدام البرق الذي كان يخرج من يديه، كانت الفتاة مصدومة وأخذت تصرخ، استمر آكيو بالطيران مع الفتاة وهو يضحك ومتحمس جداً، وجميع الناس ينظرون إليه باستغراب وصدمة شديدة وهو غير مهتم ويقوم بكل شيء بعفوية.

‎الفتاة: مالذي تفعله أيها الغبي؟! أنزلني حالاً!!

‎آكيو: لقد قلتي بأنكِ ستساعديني! أين المقهى؟!!

‎استمرّت الفتاة في الصراخ: لم نصل إليه بعد!! اتجه يميناً وأرجوك أنزلني !!

‎تحولت عينا آكيو إلى نجوم من الحماس وأخذ يصرخ: سوفلييييهههه!!! سوفلييييييههه!!! أنا قادم!!!

‎الفتاة: ما هذا الولد الغبي؟!!

‎آكيو: ما اسم المقهى؟

‎الفتاة: اسمه عالم الشوكولاته

‎آكيو: عالم الشوكولاته، أنا قادم إليك!! من هنا ستبدأ مغامرتي!!

‎استمر آكيو بالطيران بكل غباء أمام الناس وبدأت الفتاة تشعر بالغثيان

‎الفتاة: مالذي يتفوه به هذا الغبي؟!

‎آكيو: ها قد وصلنا!! هذا هو عالم الشوكولاته! هيا بنا ندخل!!

‎قام آكيو بإنزال الفتاة التي سقطت على الأرض وهي تشعر بالدوار والغثيان، وبعد لحظات وقفت على قدميها وقالت: انتظر!! ما كان هذا؟!

‎آكيو: ما كان ماذا؟

‎الفتاة: لقد كنت تطير!! كيف فعلت هذا؟!

‎قام آكيو بإخراج كرة برق من يديه ونظر إليها بغباء وابتسامة وقال: هل تقصدين هذه؟ إنه الفاكن الخاص بي!

‎اصيبت الفتاة بصدمة وقالت: طفل غبي مثلك لديه فاكن!!

‎آكيو: وماذا في ذلك؟

‎الفتاة: بالنظر إلى تصرفاتك فأنت غريب جداً، كم عمرك ؟

‎آكيو: 14 سنة

‎الفتاة: ولكنك تتصرف كطفل في الروضة، هل أنت مجنون؟!

‎ابتسم آكيو وأغمض عينيه: نعم!!

‎الفتاة: ما هذا الولد الغريب!! سوف أهرب منه حالاً!

‎بدأت الفتاة بمحاولة الهروب ولكن آكيو امسك بها ونظر إليها بجدية وقال: إلى أين أنتِ ذاهبة؟! لم نأكل السوفليه خاصتنا حتى الآن!!

‎الفتاة: ما..مالذي تقوله؟! لا أريد أن أتناول الطعام!!

‎آكيو: ما بكِ؟ ألسنا أصدقاء؟!

‎الفتاة: لقد التقينا للتو وأنت لا تعرف اسمي حتى!!

‎بدأ آكيو يفكر وقال: هذا صحيح! كم أنا أحمق، ما هو اسمك؟

‎وضعت الفتاة يدها على رأسها من الغباء الذي سمعته وقالت: اسمي هو يوكو...

‎آكيو: من اليوم ونحن أصدقاء يا يوكو، تسرني معرفتك! وأنا إسمي ساكاموتو آكيو!

‎يوكو: ءءء حسناً!! هل يمكنني الذهاب الآن؟

‎أمسكها آكيو من يدها بعفوية وقال: ليس قبل أن تتناولي معي السوفليه!

‎يوكو: يا ناس انقذونننييي!!!

‎جلس آكيو ويوكو على الطاولة في المقهى فأتى النادل وسألهم: مرحباً، هل أنتم في موعد غرامي؟ يمكنكما طلب الوجبة الخاصة للثنائي وهي عبارة عن كعك بالكراميل.

‎آكيو: مالذي تتحدث عنه؟ أريد السوفليه خاصتي!!

‎استغرب النادل وقال: ءءء ماذا.. هل سبق وأن طلبت؟

‎يوكو: ءءء اعذره يا سيدي، إنه أحمق!!

‎آكيو: أريد عشرين طبق سوفليه!!!

‎خرجت عيون يوكو من مكانها من الصدمة وقالت: م...ماذاااااا؟!!!!

‎النادل: ءءءء هل أنت متأكد؟!!

‎آكيو: أجل!!! أحضرها لي حالاً لو سمحت!!

‎النادل: وهل لديك النقود الكافية؟

‎آكيو: ليس لدي نقود، ولكن لديها هي!! (أشار إلى يوكو)

‎صرخت يوكو في وجهه وصفعته: مالذي تقوله؟!! لن أدفع لك شيئاً!!! دعني وشأني أيها الأحمق!!!

‎وضع آكيو يده في أنفه وهو متشائم وقال: يال حظي... يبدو بأنني لن أستطيع الحصول على السوفليه خاصتي...

‎يوكو: لم أرى فقط حياتي شخصاً بهذا الغباء!!!

‎انهمرت الدموع من عينا آكيو بطريقة فكاهية وقال: أنا جائع جداً!!

‎وفجأة وسط هذا الحوار اقتحمت مجموعة من الجانحين المقهى، فقال زعيمهم ذو الشعر الأشقر والعينان العسليتان: جميعكم ارفعوا ايديكم للأعلى وسلمونا كل ما بحوزتكم!!

‎النادل: ءءء ماذا؟!!

‎اقترب الجانح من النادل وصوب مسدسه نحو رأسه وقال: ارفع يديك للأعلى حالاً!!

‎ارتعب النادل من الخوف ورفع يداه، وكذلك رفع جميع الناس أيديهم، فأدخل الجانح يده داخل جيب النادل وأخرج محفظته لكي يسرق منها، وفجإة تدخل آكيو وأمسك بيد الجانح ونظر إليه بنظرات جدية وقال: أرجعها له!!

‎الجانح: ماذا؟!! ومن أنت لتتدخل!! اتركني حالاً قبل أن أطلق عليك النار!

‎آكيو: لن أفعل!!

‎الجانح: أنت اخترت ذلك!

‎صوب الجانح مسدسه نحو رأس آكيو وأطلق طلقة: ولكن آكيو تفاداها وقفز قفزة عالية جداً، فاستغرب الجانح وقال: هاه؟!! وصوب المسدس نحو مجدداً وأطلق ولكنه تفاداها مرة أخرى.

‎آكيو: إذا لم تخرجوا من هنا فسوف تندمون!

‎ضحك الجانح مع زملاءه وقال: ههههههه حقاً؟! وماذا يمكن لطفل هزيل مثلك بأن يفعل؟

‎بدأ آكيو بتكوين كرة برق في يديه ورماها على الجانح وزملاءه فصعقوا وسقطوا على الأرض وبدأوا يصرخون، فمشى آكيو بكل برود والتقط محفظة النادل وسط استغراب الجميع واعادها إلى جيبه، وبعدها عاد ووقف أمام الجانحين وقام بتكوين كرة برق أخرى في يديه وقال: والآن إذا كنتم لا تريدون أن تشعروا بالمزيد من الألم، غادروا المكان!!

‎وقف جميع الجانحين وبدأوا يصرخون وهربوا من المقهى من الخوف، وقتها بدأ جميع الناس يحدقون في آكيو بجانب النادل ويوكو، كانت يوكو في حالة صدمة: ما.. ما هذا.. أنت قوي!

‎قال آكيو مع ابتسامة عريضة: شكراً

‎النادل: شكراً لك يا فتى لقد أنقذتنا! أنا مدين لك!

‎شعر آكيو بالخجل ولم يعرف ماذا يقول، فقال النادل: يمكنك الحصول على عشرين سوفليه مجانا!

‎قفز آكيو من الفرحة وأخذ يصرخ أمام الناس: سوفليييييهههه!! سوفليييييهههه!!

يتبع...

2025/02/11 · 100 مشاهدة · 1005 كلمة
Sara Otaku
نادي الروايات - 2025