وسط أجواء الحفلة الفاخرة في قصر تيراكولا، كان ستيف واقفاً بهدوء في الزاوية، ممسكاً بكأسه الزجاجي الفاخر، يراقب كل شيء بعينيه الحادتين، لكن عقله كان في مكان آخر تماماً. كان قد تلقى أمراً سرياً في منتصف الليلة السابقة، وعليه الآن تنفيذ مهمة خاصة وسط الحفلة، وكان التحدي الحقيقي له طوال هذه السنوات هو بأن يكون تحت أنظار تيراكولا طوال الوقت بدون أن تشك به.

ستيف (يهمس لنفسه): "حان الوقت للبدء.”

بخطوات هادئة، ابتعد عن طاولة المشروبات واندس وسط الحشد، كان كين يراقبه وهو يغادر القاعة، بينما لم تتوقف عينا ستيف عن المسح الدقيق لكل زاوية، فكان ينتظر اللحظة المناسبة للتحرك، تقدم بهدوء نحو أحد الممرات الجانبية، حيث توجد مداخل بعض الغرف السرية في القصر، كان يعلم بأن أحد هذه الغرف تحتوي على وثائق سرية تتعلق بتيراكولا والكثير من المعلومات عن تاريخ مصاصي الدماء، والمنظمة التي كان يعمل لصالحها تريد هذه المعلومات بأي ثمن.

وقف أمام باب مزخرف يحمل شعاراً غامضاً، نظر حوله بسرعة، ثم أخرج مفتاحاً صغيراً كان قد استلمه من تيراكولا بعد أن أصبح شخصاً مهماً في القصر، ثم فتح الباب بصمت وتسلل إلى الداخل وأغلقه خلفه. كانت الغرفة مظلمة إلا من ضوء خافت ينبعث من مصابيح جدارية ذهبية، في منتصفها كان هناك مكتب خشبي فاخر مغطى بأوراق ومخطوطات قديمة. توجه ستيف فوراً نحو المكتب، وبدأ بالبحث بين الوثائق، محاولاً إيجاد أي دليل على ما تخفيه تيراكولا، وأثناء تصفحه، وقعت عيناه على خريطة قديمة للقصر، لكن ما لفت انتباهه أكثر كان الأنفاق السرية المرسومة عليها.

“أنفاق تحت القصر…؟ هذا مثير للاهتمام.”

لكنه لم يكن لديه وقت للتفكير أكثر، لأنه وجد أخيراً جزء مما كان يبحث عنه… كان ملفاً قديماً يحمل ختماً غامضاً، فتح الملف بسرعة، وعيناه اتسعتا عندما قرأ محتوياته…

ستيف: "هذا… هذا غير ممكن…”

كان الملف يحتوي على سجلات لضحايا تم اختفاؤهم في قصر تيراكولا، وأسماء شخصيات مهمة تم التلاعب بها على مدار العقود الماضية، كان ستيف يعلم بأن تيراكولا متلاعبة، ولكن أسماء الشخصيات التي وجدها كانت صادمة جداً وغير متوقعة.

ورقة تلو الأخرى… صورة تلو الأخرى… حتى توقف عند صورة محددة، عينا ستيف اتسعتا… قلبه توقف لثانية، لقد كانت تلك الصورة هي صورة أكيرا! كان يرتدي نفس الملابس التي كان يرتديها في آخر مرة رآه فيها، مما يعني أن هذه الصورة حديثة جداً، وأسفل صورته، كانت هناك ملاحظة قصيرة:

“تحت المراقبة - سيتم التنفيذ قريباً”

ستيف (بهمس): “هذا لا يبشر بالخير.”

ولكن قبل أن يتمكن حتى من استيعاب ذلك، انزلقت صورة أخرى أسفل صورة أكيرا… صورة لم يكن يتوقع رؤيتها على الإطلاق، إنها صورته هو!

كانت الصورة تبدو في منتصف الليلة السابقة، وهو يقف بجانب النافذة وبيده تلك الورقة المطوية! وفي زاوية الصورة، كان هناك شيء خطير جداً… فقد وُضع عليها ختم أحمر وعليه كلمة واحدة: “الضحية التالية”.

شعر ببرودة تجري في عموده الفقري، لكن على الرغم من ذلك، بقي هادئاً. ولكن هدوئه لم يدُم طويلاً، فبمجرد أن قلب الصورة التالية… وجد صورة لنيورو.

ستيف(بشهقة خافتة): "ماذا؟!"

وفي نهاية الملف كانت توجد ثلاث صورة حديثة الالتقاط، وكانت تلك الصور لآكيو وكين آن، وتم التقاط هذه الصور في الليلة السابقة عندما قاموا بإيصال أكيرا إلى القصر.

بدأت يد ستيف ترتجف وهو يحدق في الصور المتناثرة أمامه، شعر ببرودة تجتاح جسده بالكامل، وكأن الهواء المحيط به قد أصبح أثقل. لقد كان يظن طوال الوقت أنه هو من يراقب تيراكولا، لكنه الآن استوعب الحقيقة المرعبة… تيراكولا هي التي كانت تراقبه منذ البداية.

كل خطوة، كل همسة، كل نظرة…

كان يظن أنه متخفي بإحكام، لكنه الآن يرى صوراً التُقطت له بدقة، في أماكن لم يكن من المفترض أن يكون فيها أحد غيره. قلب الصورة مجدداً، وبدا يدقق في الختم الأحمر الذي ختم مصيره: “الضحية التالية” … كلمتان فقط، لكنهما كانتا كفيلتين بجعل الدم يتجمد في عروقه. بدأت أنفاسه تتسارع دون أن يشعر، لقد كان يعلم بأن تيراكولا ليست خصماً سهلاً، فهي تستطيع قتله في ثانية واحدة قبل أن يدرك بأنه مات!

ستيف (بهمس مرتجف): “مستحيل… هل سيذهب كل ما فعلته طيلة هذه السنتين سدى…”

ولكن لم يكن هناك وقت للندم، كان عليه أن يتحرك فوراً، وقبل أن يتحرك، تفاجئ بصوت ناعم لكنه مخيف قطع أفكاره.

“هل استمتعت باكتشافاتك، يا ستيف؟”

تجمد جسده بالكامل، ذلك الصوت الناعم ذو النبرة الساخرة كان خلفه مباشرة! لم يحتج حتى أن يستدير ليرى من كانت… كان يعلم بأن تيراكولا هناك. ابتلع ريقه ببطء، وأجبر نفسه على الاستدارة ليجدها واقفة أمامه، بفستانها الأسود الطويل وعينيها الحمراوتين المتوهجتين، شفتيها تحملان تلك الابتسامة الخافتة… ابتسامة شخص يعلم بأنه قد انتصر بالفعل.

تيراكولا (تميل رأسها قليلاً): “كنت أعلم بأنك ستدخل هنا الليلة… لذلك حرصت على أن أترك لك شيئاً مثيراً لتكتشفه بنفسك قبل أن تموت.”

ستيف (يحاول الحفاظ على هدوئه، لكنه يشعر بقلبه ينبض بقوة): “إذاً… كنتِ تعلمين طوال الوقت؟”

ضحكت تيراكولا بصوت منخفض، وكأن سؤاله كان طريفاً بالنسبة لها.

تيراكولا (وهي تقترب أكثر): “عزيزي ستيف… أنا أعلم كل شيء، بل أعلم ذلك منذ اللحظة التي رأيتك فيها تمثل التشرد في الشارع!!"

اتسعت عينا ستيف بصدمة للحظة، ولكنه أجبر نفسه على التماسك.

تيراكولا (تبتسم بمكر): “لقد كنتَ تمثل بشكل رائع، أعترف بذلك، طفل مشرد ضائع ويائس يبحث عن أي فرصة للبقاء، يدّعي الولاء لي كي يجد لنفسه مكاناً له في هذا القصر.”

رفعت يدها ببطء، ومدت إصبعها ووضعت طرفه على صدره، ضغطت قليلاً… لم يكن ذلك مجرد لمس، كان وكأنها تشعر بنبضه، بل تتلاعب به.

تيراكولا (بهمس ساخر): “لكنني أعرف كل شيء عن الجميع، ستيف… لا يمكنك خداعي.”

شعر ستيف بأن العرق البارد بدأ يتسلل إلى جبينه، لكن رغم ذلك، لم يسمح لنفسه بأن يظهر أي ضعف، كان يعلم أن إظهار الخوف أمام مصاصة دماء مثلها هو حكم إعدام أسرع من الموت نفسه.

ستيف (بصوت هادئ): “إذاً… ماذا الآن؟ هل ستقتليني؟”

ابتسمت تيراكولا ابتسامة صغيرة… لكنها كانت ابتسامة ممتلئة بالمتعة والوحشية المخفية.

تيراكولا (بعينين تتضيقان قليلاً): “أوه، لا… لا تستعجل الأمور، ستيف، قتلك مباشرة سيكون مملاً جداً، أليس كذلك؟”

ثم رفعت يدها الأخرى، ومررت أصابعها على حافة الطاولة الخشبية بجانبه، قبل أن تمسك إحدى الصور وترفعها أمام عينيه، كانت تلك صورته… مرة أخرى.

تيراكولا (بهدوء مخيف): “ألم يعجبك كيف كنت تبدو؟ التُقطت لك هذه الصورة في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، عندما كنت تتلقى تلك الرسالة من منظمتك.”

بقي ستيف متجمداً في مكانه دون أن ينطق بأي كلمة، ولكنه كان متوتراً جداً، في هذه اللحظة رمت تيراكولا الصورة فوق الأوراق الأخرى، ثم نظرت إليه بنظرة مخيفة.

تيراكولا (بصوت هادئ لكنه قاتل): “عزيزي ستيف، أنت تعلم بالفعل ما أفعله بالخونة… أليس كذلك؟”

بدأت تيراكولا تعبث بالأوراق مجدداً، إلى أن التقطت ثلاث صور، ثم نظرت إلى ستيف بمكر.

تيراكولا (بصوت ناعم لكنه قاتل): “أنت لست الوحيد هنا الذي قد يكون خائناً، ستيف… هل تعلم من قد يكون التالي؟”

ثم مدت يدها نحو الأوراق المبعثرة، وأخذت صورة أخرى، ورفعتها أمامه… تلك الصور الثلاثة كانت لآكيو، كين، وآن.

تيراكولا (بعينين تلمعان بوهج دموي، وهي ترفع الصور الثلاثة أمام وجه ستيف): “هؤلاء الصغار… هل تظن بأنهم سيكونون محظوظين أكثر منك؟”

لم يجب ستيف، لكن قبضته كانت قد اشتدت دون أن يدرك، نظراته تحولت للحظة إلى صور آكيو، كين، وآن، قبل أن يعود لينظر إلى تيراكولا، التي كانت تستمتع تماماً برؤية التوتر في عينيه، ثم، فجأة… ضحكت، ضحكتها كانت منخفضة في البداية، لكنها سرعان ما تصاعدت إلى ضحكة شريرة صاخبة، ملأت الغرفة بأكملها، وكأنها تعلن بداية ليلة لا عودة منها.

تيراكولا (تدور حول ستيف، وهي تتكلم بحماس قاتل): “يا له من مشهد ممتع، قصر مصاصي الدماء لم يشهد حفلة دموية كهذه منذ وقت طويل… لكن الليلة؟”

توقفت فجأة، ثم التفتت إليه بابتسامة متوحشة.

تيراكولا (بهمس قاتل، وهي تميل رأسها قليلاً): “سأجعلها حفلة لا تُنسى… حفلة تنتهي بدماء الجميع وهي تغطي هذه القاعة! أكيرا، ستيف، نيورو، كين، آن، آكيو… ستتحولون جميعكم إلى قطع في لعبتي الليلة… وسيكون من الممتع جداً معرفة من سينجو، ومن سيصبح مجرد وجبة لذيذة في هذه القاعة.”

كان ستيف يحاول التراجع، بينما كانت تيراكولا ما تزال تلقي عليه جملاً لم يكن يتوقع بأن يسمعها يوماً.

تيراكولا (بابتسامة شريرة): “والآن، فلنبدأ الحفلة، عزيزي ستيف…”

في تلك اللحظة، رفعت تيراكولا يدها ببطء، ومررت أصابعها في الهواء أمام وجهه… ثم فجأة، شعر ستيف بشيء غريب يتغلغل في جسده. قوتها كانت تتغلغل في داخله، وكأنها سلاسل غير مرئية تلتف حول وعيه، تعصر أفكاره، تمحي إرادته.

ستيف (في داخله، وهو يصرخ بلا صوت): “ماذا… يحدث؟!”

حاول أن يتحرك، حاول حتى أن يفتح فمه ليتكلم، ليقاوم، لكنه لم يستطع! شعر بإن جسده لم يعد ملكه، وأن عقله قد أصبح رهينة بين يديها، مثل دمية يتم التحكم بها بخيوط غير مرئية.

تيراكولا (بهمس ناعم لكنه يحمل قوة مرعبة): “لا داعي للقلق، عزيزي ستيف… أنت لا تحتاج إلى الكلام، ولا تحتاج إلى التفكير… فقط استمع لي، ودعني أوجهك كما يحلو لي.”

رفعت يدها أكثر، وبإشارة صغيرة من أصابعها… بدأ جسد ستيف يتحرك من تلقاء نفسه! لم يستطع المقاومة، ولم يستطع حتى السيطرة على قدميه وهو يسير نحو باب الغرفة، وكأنه مجرد أداة بلا روح!

تيراكولا (تبتسم وهي تراقبه يُقاد بدون إرادته): “انظر إلى نفسك… كم أنت مطيع الآن، من كان ليصدق أنك جاسوس خطير؟ أنت الآن مجرد خادم لي، تمشي عندما أطلب منك، تتنفس عندما أسمح لك، وتظل صامتاً عندما أريد منك ذلك.”

بدأ ستيف يحاول أن يكافح ليتحدث، ولكنه لم يستطع، وبعد لحظات شعر بأن تيراكولا نفسها قد سمحت له بأن يتحدث قليلاً لكي ترى ردة فعله الأخيرة.

ستيف (بصوت متحشرج، وهو يكافح ليتحدث): “لـ…لماذا؟ لماذا تفعلين كل هذا؟ ما هدفك الحقيقي؟”

توقفت تيراكولا للحظة، ثم نظرت إليه وابتسمت ببطء، وكأنها كانت تتوقع هذا السؤال منذ البداية، فسارت بضع خطوات حوله.

تيراكولا (بهمس غامض): “لماذا؟”

ضحكت ضحكة خافتة، ثم اقتربت منه ببطء، حتى أصبحت أمامه وجهاً لوجه.

تيراكولا (بصوت منخفض لكنه يحمل نبرة مخيفة): “أخبرني يا ستيف… ما هو شعورك عندما تدرك أن العالم بأكمله مجرد مسرحية؟ وأنك لست سوى جزء من سيناريو مكتوب منذ البداية؟”

ستيف: "هاه…؟"

تيراكولا (بابتسامة خافتة): “بعض الناس يحاولون الهروب من أدوارهم، والبعض يقاتل ليغير نهايته… ”

ثم ابتعدت عنه قليلاً، وبإشارة صغيرة من يدها، شعر ستيف بجسده يُسحب إلى الخارج، وعقله لا يزال عالقاً في الكلمات الغامضة التي تركتها له.

تيراكولا (وهي تهمس في أذنه قبل أن تدفعه للخارج): “والآن، عد إلى الحفلة كالصبي الجيد الذي أصبحت عليه، ولا تقلق… سأحرص على أن يكون ليلتك هذه هي الأروع… والأخيرة.”

ثم، بلمسة خفيفة من أصابعها على كتفه… شعر ستيف بقوة غريبة تسحبه إلى الخارج، وكأن الهواء ذاته أصبح يقوده! عندما عاد إلى قاعة الحفلة، لم يكن هناك أي أثر للمعركة التي كان يخوضها قبل لحظات… عاد ليسمع أنغام الموسيقى، وضحكات الضيوف، ولكنه لم يكن يستطيع حتى إظهار الخوف، لأن تيراكولا لم تسمح له بذلك.

كان ستيف يمشي وسط الضيوف بينما كان وجهه جامد كالصخر، عيناه فارغتان وكأن روحه قد خرجت من جسده، لم يكن يستطيع إظهار الخوف لأن تيراكولا لم تمنحه حتى هذا الخيار. كان جسده يتحرك كما لو كان دمية وهو يسير في خط مستقيم، خطواته متزنة ولكنها باردة بشكل غير طبيعي.

في تلك اللحظة، وبين الحشد المتحرك، ظهر أمامه ثلاثة أشخاص مألوفين—كين، آكيو، وآن. كانوا يقفون بجانب إحدى طاولات المشروبات وهم يتحدثون معاً، لكن عندما رأوا ستيف يقترب، توقف كين عن الكلام وحدق فيه للحظة.

كين: “لقد عدت إذاً.”

توقف ستيف عند سماع كلمات كين، لم يتفاعل فوراً، نظر إلى كين بعينيه الزرقاوتين الخاليتين من الحياة، ثم أجاب.

ستيف: “نعم.”

كان رده قصيراً للغاية وخالياً من المشاعر، وهذا ما جعل كين يضيق عينيه قليلاً وهو يراقبه، شعر بشيء غير طبيعي… لم يكن يعرف ستيف جيداً، لكنه لم يكن يحتاج إلى معرفته مسبقاً حتى يدرك بأن هناك شيئاً ما تغير فيه، أما آكيو فقد رمش عدة مرات وهو ينظر إلى ستيف، ثم التفت إلى آن وهو يهمس لها.

آكيو (بهمس): “من هذا؟”

آن (بهمس أيضًا، وهي تهز كتفيها): “لا أعرف، لكنه يبدو كئيباً جداً.”

آكيو (يعبس قليلاً): “يبدو وكأنه شبح…”

لم يهتم ستيف بتعليقاتهم، ولم يظهر أي ردة فعل، فقط أدار رأسه بهدوء وأكمل طريقه متجهاً إلى زاوية القاعة. بقي كين يراقبه حتى اختفى بين الحشود، ثم أطلق زفرة خفيفة، وأشعل سيجارته.

كين (بصوت خافت، وكأنه يتحدث لنفسه): “هناك شيء غير صحيح…”

أخذ رشفة من سيجارته، ثم زفر الدخان بهدوء، فلاحظت آن صمته ثم نظرت إليه بفضول.

آن (وهي تميل رأسها قليلاً): “كين-سان، هل هناك شيء يزعجك؟”

كين (بهدوء وهو ينظر بعيداً): “ربما… أعتقد بأنه يجب علينا القيام بالمهمة بسرعة…"

في هذه الأثناء وتحديداً في زاوية القاعة، كان ستيف واقفاً بلا حراك تقريباً، وهو يحدق في الضيوف أمامه، داخل رأسه، كان يحاول استعادة السيطرة على جسده، ولكنه كان مقيداً تماماً.

ستيف (يفكر بداخل عقله، وهو يشعر بالإحباط): “اللعنة… لا أستطيع حتى تحريك أصابعي كما أريد… تلك اللعينة… تيراكولا، ما الذي فعلته بي؟”

لكن قبل أن يتمكن من التفكير أكثر، شعر بشخص يقترب منه، ليجد أمامه نيورو الذي كان ينظر إليه بابتسامة ساخرة.

نيورو (بصوت مرح): “هاه؟ لماذا تبدو كئيباً هكذا؟ هل رفضتك فتاة؟"

لم يجب ستيف، فقط نظر إليه ببرود، لكن نيورو اقترب منه أكثر ووضع يده على كتف ستيف.

نيورو (بمرح لكنه يحمل نبرة خفية من الفضول): “لدي إحساس بأنك لست بخير، ما رأيك بأن نكسر هذا الجو الممل ونفتعل بعض الفوضى؟”

بقي ستيف صامتاً بطريقة مرعبة، وهذا ما جعل نيورو يرفع حاجبه ببطء، وكأنه بدأ يشعر بشيء غير طبيعي من ستيف.

نيورو (يخفض صوته قليلاً وهو يحدق في عيني ستيف): “هممم… مالذي يحدث معك بالضبط؟”

لكن قبل أن يتمكن من استجوابه أكثر، شعر كلاهما بشيء غريب يملأ القاعة… ثم فجأة، دوى صوت تيراكولا في جميع أنحاء القاعة.

تيراكولا (بصوت ناعم لكنه قاتل): “حسناً أيها السادة… أعتقد أن الوقت قد حان لنبدأ الجزء الممتع من الحفلة.”

آكيو (بغباء وهو يمس لكين): “أعتقد بأن تيراكولا تخطط لإحضار أكبر كعكة في الحفلة!"

كين (بعينين حادتين وهو يراقب تيراكولا): “أيها الغبي، عليك أن تستعد… فأنا لا أعتقد بأن هذه الحفلة ستبقى حفلة لوقت أطول.”

لم تقل آن شيئاً، ولكنها وضعت يدها على خنجرها الصغير المخفي في حزامها، كانت تشعر بالقشعريرة تسري في جسدها. وفي تلك اللحظة… انطفأت جميع الأضواء، وغرقت القاعة في ظلام حالك، وفجأة… صوت معدن يصطدم بمعدن آخر دوّى في القاعة بأكملها!

بعد لحظات، فُتحت بعض الأضواء الصغيرة، ونظر الجميع إلى الأعلى فوراً، حيث بدأت فتحة ضخمة تنفتح في سقف القصر، ومع كل لحظة، كانت السلاسل العملاقة تُصدر أصوات صرير مخيفة، وكأنها كانت تحمل شيئاً ثقيلاً جداً… وفي لحظة واحدة، بدأ ينزل قفص حديدي ضخم من الفتحة، وعندما وصل إلى منتصف القاعة تماماً، توقف في الهواء وهو يتأرجح ببطء، بداخل القفص… كان هناك شخص واحد فقط.

آكيو (بعيون متوسعة بصدمة): “ماذا؟! أكيرا؟!!”

كان أكيرا جالساً بداخل القفص، رأسه مائل للأسفل، جسده بدا وكأنه مرهق، ويداه مكبلتان بالأصفاد الحديدية الثقيلة.

آن (بصدمة): “هل… هل هو بخير؟!”

لكن قبل أن يتمكن أي أحد من قول شيء آخر، تحركت تيراكولا واقتربت من القفص، ثم وضعت يدها على القضبان الحديدية، وابتسمت بسعادة خبيثة.

تيراكولا (بصوت ناعم لكنه يحمل وحشية خفية): “أيها الضيوف الأعزاء… أقدم لكم أول فقرة في حفلتنا الليلة… “

ثم توقفت للحظة، قبل أن ترفع رأسها وتنظر إلى كين وآكيو وآن مباشرة.

تيراكولا: "الوليمة الأولى لهذه الليلة!”

كين (يضيق عينيه بحدة): “تباً…”

تيراكولا (وهي ترفع يدها): "افتحوا القفص.”

الجميع كانوا يراقبون القفص الذي بدأ بابه ينفتح ببطء عن طريق أحد عمال القصر، وأكيرا كان لا يزال جالساً بداخله بلا حراك.

آن (بهمس متوتر): “ما الذي تخطط له هذه المرأة؟!”

لكن تيراكولا لم تكن تهتم بهم، بل كانت تستمتع بكل ثانية من هذا العرض، ابتسامتها ازدادت اتساعاً، ثم خطت خطوة للأمام، وضعت يدها على حافة القفص المفتوح، ثم رفعت رأسها ونظرت إلى الحضور.

تيراكولا (بصوت ساحر لكنه يحمل قسوة خفية): “أيها النبلاء المحترمون… قبل أن نبدأ الوليمة، دعوني أقدم لكم ضيفنا الخاص هذه الليلة.”

بينما كانت أنظار الجميع متجهة نحو القفص الضخم الذي نزل من السقف، كان ستيف ونيورو يقفان وسط الحشد، وعندما رأوا من بداخل القفص… تجمدت أجسادهما للحظة.

نيورو (بصدمة، يحدق بعينين متسعتين): “مـ… مستحيل… أكيرا؟! لقد اختفى بالأمس… وكان هنا طوال الوقت؟”

أما ستيف… فقد كان مختلفاً، لم يبدُ عليه الذهول تماماً، لكن عيناه الزرقاوتين اتسعتا قليلاً.

ستيف (في عقله): “أنا… لم أتوقع بأن تيراكولا ماكرة لهذه الدرجة!!”

ثم أشارت بيدها إلى أكيرا.

تيراكولا: “ربما تظنون بأنه مجرد بشري عادي، مجرد مقاتل آخر لا قيمة له… لكن الحقيقة أبعد من ذلك بكثير.”

صمت ثقيل خيّم على القاعة، الجميع بدأوا ينظرون إلى القفص باهتمام أكبر.

تيراكولا (بعينين متوهجتين بدموية): “هذا الفتى ليس بشريًا بالكامل… إنه مستذئب هجين!”

آكيو وآن (بصوت واحد وصدمة عارمة): “مـ-ماذا؟!!”

اقتربت تيراكولا من القفص أكثر، ثم أمسكت بسلسلة مكبلة حول عنق أكيرا وسحبته بقوة، رفعته بوحشية ليقف رغماً عنه، بدأ الجميع يدققون في هيئته وآذانه الذئبية الغريبة وذيله، وكان وجهه شاحباً لكنه ولكنه لا يزال يحمل بقايا كبريائه المعتاد، وحتى في ضعفه… كان لا يزال يبدو كحيوان مفترس.

تيراكولا (تتحدث بشغف): “إنه ليس فقط أي مستذئب… بل مستذئب بدماء نادرة للغاية! دماء تحتوي على قوة لم تمتزج بالبشر من قبل!”

انتشرت الهمسات بين الحاضرين، بعض النبلاء تبادلوا النظرات بدهشة، والبعض بدأ يبتسم بخبث.

كين (يضيق عينيه وهو يراقب أكيرا بصمت): “دماء نادرة… هجين؟!"

لكن أكثر من شعر بالصدمة كان آكيو، الذي لم يستطع تصديق ما يسمعه.

آكيو (يحدق في أكيرا بذهول وهو يشير إليه): “مـ-مهلًا! لقد كنت أعتقد بأن فصيلتك مشهورة في داركوفا؟! لماذا لم تقل لي شيئاً؟!”

أكيرا (بصوت خافت ساخر): “هـ…هه، آسف… لم أجد… اللحظة المناسبة لإخبارك… لقد تعرفنا للتو، أليس كذلك؟"

آن (بصدمة وهي تهمس): “إذا كانت تيراكولا مهتمة بدمائه… فهذا يعني أن لديها خطة مرعبة.”

تيراكولا (بصوت ناعم لكنه قاتل): “لذلك، أيها السادة والسيدات… هذه الليلة لن تكون حفلة عادية، كما أنني لم أقدم لكم بقية الفرائس بعد!"

ثم فجأة، غرست تيراكولا أنيابها الحادة في عنق أكيرا، فدوت منه شهقة خفيفة من الألم، شربت تيراكولا القليل من دماء أكيرا، ثم ابتعدت عنه وبدأت تقيم الطعم.

تيراكولا (وهي تلحس شفتيها بعد أن انتهت من التذوق): "لذيذ!"

وبمجرد أن رأى آكيو هذا المنظر، حتى اتسعت عيناه بصدمة حقيقية! لحظة صمت مميتة حلّت في عقله… قبل أن تشتعل شرارة من الغضب النقي داخله!

آكيو (بصوت مرتجف من شدة الغضب): “أنــتِ… ماذا تفعـلين؟!!”

شعر بدمائه تغلي في عروقه، قبضته ارتجفت للحظة، ثم صُعق كل من في القاعة عندما بدأت شرارات كهربائية صغيرة تنطلق حول جسده!

كين (يضيق عينيه وهو يشعر بالطاقة): “يبدو أن الأحمق بدأ يفقد أعصابه.”

كان آكيو يحدق في أكيرا الذي يتلوى في الألم، بينما تنزف الدماء من عنقه، ووجهه أصبح أكثر شحوباً، فلم يستطع احتمال ذلك.

آكيو (بغضب حارق، يصرخ بصوت يهز القاعة): “تـــيـــــراكــــــولــــــااااااا!!!”

لحظة واحدة فقط… و دوّت صاعقة كبيرة في منتصف القاعة!

‏BOOM!!!

اندفعت موجة كهربائية هائلة من جسد آكيو، وبعض الضيوف القريبين سقطوا أرضاً بسبب الطاقة، وأطباق الطعام والكؤوس الزجاجية تحطمت بالكامل! وبخطوات غاضبة، اندفع مباشرة نحو تيراكولا مع قبضته المشحونة بالطاقة، وكل من في طريقه شعروا بالذعر من الضغط الكهربائي الذي بدأ يسيطر على المكان!

آكيو (بغضب هائج): “سأجعلكِ تندمين على هذا!!”

في اللحظة التي اقتربت فيها قبضته المشحونة بالكهرباء نحو وجهها، اختفت تيراكولا من مكانها في طرفة عين!

آكيو (بصدمة وهو يضرب الفراغ): “ماذا؟!”

قبضته ارتطمت بالأرض بقوة، مما تسبب في انفجار كهربائي هائل هز القاعة بأكملها! تشققت الأرضية، وتحطم بعض الأثاث، لكن تيراكولا لم تكن هناك. ثم فجأة… ظهر صوت ناعم خلف آكيو، قريباً جداً من أذنه.

تيراكولا (بهمس مثير ومليء بالسخرية): “أوه، يا لك من صبي عنيف… لكن، هل هذه هي كل قوتك؟”

لم تمنحه تيراكولا حتى فرصة للهجوم مجدداً، وفي لمح البصر، رفعت يدها وصفعته على صدره بسرعة خارقة!

‏BOOM!!

ارتطم آكيو بالأرض بقوة، ثم انزلق بجسده عبر القاعة، محطماً الطاولات والصواني والكؤوس الزجاجية في طريقه! صرخات الضيوف تعالت، بعضهم قفز للخلف، وآخرون اكتفوا بمشاهدة المشهد وهم مستمتعين.

آن (صرخت بخوف وعينين متوسعتين): “آ…آكيو!!"

كين (يضيق عينيه، لكن نبرة صوته كانت تحمل توتراً غير معتاد): “تيراكولا أسرع بكثير مما توقعت…"

أكيرا (بعيون متوسعة وهو يراقب المشهد أمامه): "ماذا… مالذي يفعله ذلك الأحمق؟!"

كان آكيو يترنح وهو يحاول النهوض، لكنه فقد توازنه وسقط مرة أخرى! جسده اصطدم بطاولة أخرى، فانهارت فوقه الصحون الزجاجية والمشروبات، وتناثرت الأطعمة حوله، لكنه لم يهتم، فقد كان يحاول بقوة استعادة أنفاسه.

آن (تمسك بذراع كين وهي تصرخ بقلق): “ك-كين-سان، علينا فعل شيء! آكيو لا يستطيع التعامل معها لوحده!”

لكن كين لم يتحرك على الفور، كان يراقب الوضع بعيون باردة… ولم يكن هادئاً كما يبدو، فقد شعر بإحساس غير مريح على الإطلاق. في تلك اللحظة، كانت تيراكولا لا تزال واقفة في مكانها، تراقب آكيو وهو يسقط مجدداً، ثم… بدأت تضحك.

تيراكولا (تضع يدها على شفتيها وهي تضحك بخفة): “كم هذا ممتع… لا أصدق بأنك سقطت بهذه السهولة!”

آكيو (يقبض على الأرض وهو يحاول النهوض مجدداً، يلهث بشدة): “لـ…لا تستخفي بي!”

لكن قبل أن يتمكن حتى من الوقوف بالكامل، اختفت تيراكولا من مكانها مجدداً!

كين (بصوت عالٍ وحاد): “آكيو… تحرك الآن!”

لكن الأوان قد فات… ظهرت تيراكولا فجأة خلف آكيو مباشرة، و ركلته بقوة على جانب بطنه!!

BOOOM!!!

طار آكيو مجدداً عبر القاعة، هذه المرة ارتطم بأحد الجدران، مما تسبب في تشقق الحجارة، ثم سقط على الأرض وهو يسعل بشدة!

آن (بفزع وهي تركض للأمام قليلاً دون تفكير): “آكيووو!!”

لكن كين أمسك بذراعها بسرعة وأوقفها، رغم أن تعابيره كانت متوترة أكثر من المعتاد.

كين (بهدوء متوتر): “لا تندفعي… هذا ليس قتالاً يمكننا التدخل فيه بتهور.”

آن (تنظر إليه بصدمة): “لكن… لكن آكيو سيموت!”

كين: “ولكنه لم يستسلم بعد…"

أكيرا (يصرخ وهو يحاول سحب نفسه للأمام، لكن السلاسل تجذبه للخلف): “آكيو! توقف أيها الغبي!! لا تواصل القتال معها!!”

لكنه لم يستطع التحرك أبداً، فصرير الحديد اشتدّ… وأكيرا شعر بالألم يخترق جسده من عنقه حتى قدميه.

أكيرا (بغضب، وهو يحاول استخدام قوته، لكن بلا فائدة): “تباً!! دعوني… أتحرك…!!!

رغم كل الضربات، كان آكيو لا يزال يحاول النهوض وهو يلهث بشدة، والشرارات الكهربائية بدأت تتصاعد من جسده مجدداً.

آكيو (يمسح فمه المليء بالدماء بكمه، وعيناه تشتعلان بالغضب): “أيتها الملعونة… لن أسامحكِ أبداً على ما فعلته بأكيرا!!”

لكن تيراكولا لم تكن حتى غاضبة، بل كانت تراقبه وكأنها مستمتعة بالمشهد بالكامل.

تيراكولا (بابتسامة لعوبة): “واااه… أنت ممتع أكثر مما توقعت، لكنني أتساءل… إلى أي مدى يمكنك أن تستمر؟”

يتبع…

2025/03/01 · 9 مشاهدة · 3446 كلمة
Sara Otaku
نادي الروايات - 2025