هدأت القاعة لثوانٍ بعد أن سقط آكيو مجدداً، بدأت تيراكولا تحدق في آكيو، الفتى المراهق الذي كان يحاول النهوض من بين الحطام، أنفاسه متقطعة، لكنه لم يستسلم، الشرارات الكهربائية حول جسده بدأت تزداد حدة، وعيناه كانتا تحملان بريقاً لم يكن موجوداً قبل قليل.

تيراكولا (بابتسامة ساخرة): "أوه؟ أما زلتَ تحاول الوقوف؟ هذا مثير للإعجاب، لكن دعني أخبرك بسر صغير... لا أحد في هذا القصر يستطيع لمس شعرة مني، وأنت لست استثناء."

آكيو (يمسح الدم من زاوية فمه، ويبتسم رغم ألمه): "أوه حقاً؟ إذاً، ماذا عن هذه المرة؟"

في جزء من الثانية، اختفى آكيو من مكانه! اتسعت عيون الضيوف بذهول، فقد كان آكيو أسرع من أي وقت مضى، تحرك بسرعة فائقة بحيث لم يستطع أحد تتبع خطواته، لم يكن مجرد سريع، بل كان يختفي ويظهر في أماكن مختلفة من القاعة كما لو أنه كان يلتف حول تيراكولا من جميع الاتجاهات.

نيورو (بابتسامة متحمسة وهو يعقد ذراعيه): "أوه، هذا الفتى أكثر إثارة مما توقعت."

أما تيراكولا فقد بقيت واقفة في مكانها، عيناها الحمراوتان تتحركان بسرعة وهي تحاول تتبع حركة آكيو. فجأة، ومن فوقها مباشرة، ظهر آكيو وكأنه خرج من العدم!

آكيو (بصوت حاد): "هذه المرة، لن أضيع الفرصة!"

رفع يده المشحونة بالطاقة، وهو مستعد لتوجيه لكمة برق مباشرة على وجهها، ولكن... اختفت تيراكولا في نفس اللحظة التي كانت فيها قبضته على وشك ملامستها!

آكيو (بصدمة): "ماذا؟!"

ظهرت تيراكولا فوق إحدى الشرفات، جالسة على الحافة بساقين متقاطعتين، وكأنها لم تبذل أي مجهود يُذكر.

تيراكولا (بابتسامة ماكرة): "لطيف جداً يا صغيري، أنت الآن أسرع من ذي قبل، لكن... للأسف، لا تزال بطيئاً جداً بالنسبة لي."

آكيو (يغمض عينيه للحظة، ثم يبتسم بثقة): "حسناً، لنرَ إن كنتِ ستظلين بنفس هذه الثقة بعد هذا."

في لحظة خاطفة، تحرك آكيو بسرعة جنونية، ولكنه لم يهاجم مباشرة هذه المرة، بل أخرج شيئاً من داخل ملابسه، كان ذلك الشيء هو سيف آكيو! حدقت تيراكولا بالسيف بدهشة، ثم ابتسمت ابتسامة صغيرة.

تيراكولا (بنبرة مثيرة للاهتمام): "أوه؟ يبدو أن لديك بعض الأسرار، صغيري آكيو، ألا تعرف بأن السيوف ممنوعة هنا؟"

آكيو (وهو يدير السيف بين أصابعه، مبتسماً بثقة): "ممنوعة؟ يا له من قانون غريب... كيف يُحظر استخدام السيوف في ولاية ماكيا، بينما أنتِ تملكين أحد أخطر السيوف على الإطلاق؟!"

تيراكولا (تضيق عينيها قليلاً، ثم تبتسم ببطء): "هاه... إذاً فكنت تعلم بأمر سيف سانغوينيس منذ البداية؟"

ابتسم آكيو وهو يرفع سيفه الذي تحيط به الشرارات البرقية، نظر إلى تيراكولا بجرأة، ثم أشار بالسيف نحوها.

آكيو: "بالطبع، ليس هناك سبب يجعلني أضيع وقتي مع مصاصة دماء متعجرفة إن لم يكن لدي سبب وجيه للحضور إلى هذا القصر، أنا هنا لسببين فقط... السبب الأول هو لأسرق منكِ سيف سانغوينيس، والسبب الثاني هو لإنقاذ أكيرا منكِ أيتها اللعينة!"

ساد الصمت للحظات، قبل أن يتردد ضحك خافت في القاعة، ثم بدأ يزداد ارتفاعاً، ليصبح ضحكاً متوحشاً، كانت تيراكولا هي من تضحك.

تيراكولا (تضع يدها على شفتيها وهي تضحك بسعادة مرعبة): "يا لك من طفل ممتع... أنتَ تعتقد حقا بأنك تستطيع سرقة شيء يخصني؟"

ثم، وبحركة بطيئة وواثقة، التفتت تيراكولا إلى الجدار خلفها، حيث كان سيف سانغوينيس معلقاً بداخل إطار زجاجي حامي، كان السيف بمقبض أسود ومنقوش برموز قديمة، أما نصله فكان قاتماً ويلمع بوميض أحمر خافت.

وفجأة، قفزت تيراكولا في الهواء برشاقة، وما إن وصلت إلى مكان السيف حتى مدت يدها واخترقت الزجاج الحامي بكل سهولة! تحطم الزجاج إلى شظايا متناثرة، ثم سحبت سيف سانغوينيس من مكانه بسرعة، وفي اللحظة التي لامست فيها يدها النصل، بدأ شيء غريب بالحدوث... توهجت النقوش الحمراء على السيف، وكأنها استيقظت بعد نوم طويل، وبدأت تنبض مثل قلب حي!

تيراكولا (تنظر إلى السيف بعينين لامعتين): "أوه... لقد اشتقت لك."

في تلك اللحظة، شعر آكيو بقشعريرة تسري في جسده، ثم شدّ قبضته حول مقبض سيفه، ولمعت عيناه بحماس.

آكيو (بابتسامة مليئة بالتحدي): "مرحباً بك يا سيفي الجديد، سوف تصبح مُلكاً لي قريباً!"

تيراكولا (تضحك بخفة وهي ترفع السيف أمام وجهها): "لنرى إن كنت تستطيع ذلك."

وفجأة، اختفت تيراكولا من مكانها! ثم اصطدم سيفها بسيف آكيو، لكن... المفاجأة الكبرى كانت أن آكيو تمكن من صد الضربة!

تيراكولا (بدهشة طفيفة): "أوه؟"

آكيو (بابتسامة واثقة): "لقد قلتِ إنني بطيء، صحيح؟ حسناً... جربي إيقافي الآن!"

انطلقت شرارة كهربائية ضخمة من سيف آكيو، مما دفع تيراكولا للخلف! ولكنها استدارت في الهواء، وهبطت برشاقة على الأرض دون أن تفقد توازنها.

تيراكولا (بصوت يحمل خطورة خفية): "حسناً، صغيري آكيو... لنلعب لعبة الدم والبرق."

ثم وبحركة سريعة، غرزت تيراكولا طرف سيف سانغوينيس في راحة يدها!

آكيو (بعينين متوسعتين): "ماذا تفعلين؟!"

وبعد ذلك، بدأت تيراكولا تبتسم أكثر، والدماء التي خرجت من يدها لم تسقط على الأرض... بل امتصها السيف بالكامل! في تلك اللحظة، انطلق ضغط هائل من جسدها، وبدأ السيف يتوهج باللون الأحمر القاتم، وكأن الدماء التي شربها أعطته حياة جديدة، لكن آكيو لم يكن لديه وقت للقلق، لأنه في اللحظة التالية... اختفت تيراكولا مجدداً!

بلمح البصر، تحركت تيراكولا بسرعة مرعبة، وانطلقت مباشرة نحو آكيو وهي توجه سيفها نحوه.

آكيو (بتركيز شديد وهو يرفع سيفه للدفاع): "هيا، أريني ما لديكِ!"

اصطدمت شفرتا السيفين بقوة، مما أطلق شرارات كهربائية، واهتزت الأرض من تأثير قوة الاصطدام. لكن هذه المرة... لم تكن مجرد مواجهة بسيطة، بل كانت سلسلة هجمات متتالية من تيراكولا! بدأت تيراكولا بالهجوم بلا توقف، وهي تنقض على آكيو بسرعة خيالية، وسيفها يقترب منه كل مرة أكثر من السابقة، وكأنها تحاول إصابته بأي ثمن!

‏BOOM!

‏BOOM!

‏BOOM!

كلما تصدى آكيو لهجماتها، كان ضغط المعركة يزداد عليه! رغم سرعته المذهلة، إلا أن تيراكولا كانت تتأقلم معه تدريجياً، حركاتها تصبح أكثر خبثاً وخطورة!

وفجأة...

سلاش!!

تمكنت تيراكولا من خدشه بجرح صغير على كتفه!

آكيو (يصرخ متألماً وهو يتراجع للخلف بسرعة): "تباً!!"

تيراكولا (تلعق شفتيها وهي تراقب السيف يمتص الدماء): "أوه... وأخيراً، ها هي أول قطرة دم."

بدأ سيف سانغوينيس يتوهج أكثر بعد أن امتصّ بعض الدماء.

نيورو (يضحك وهو يعقد ذراعيه): "ههه، يبدو أنك لا تستطيع تجنبها إلى الأبد، آكيو."

آكيو (وهو ينظر إلى نيورو ويقول بصوت حاد): "هل تعتقد بأن هذا مضحك؟"

نيورو (بابتسامة ساخرة وهو يغمز له): "أوه، جداً... لمَ لا أستمتع بالمشهد؟ أعني، تيراكولا-ساما تلعب معك بكل بساطة، وأنت تبدو كدمية بين يديها!"

لكن تيراكولا لم تعطه وقتاً للرد، لأنها كانت قد اختفت مجدداً، ولكن قبل أن يتمكن من التحرك...

سلاش!!

آكيو (يتجمد للحظة، عينيه تتسعان بصدمة): "ماذا...؟"

ظهرت تيراكولا أمامه مباشرة، وسيفها مغروس في صدره، لم يكن الجرح عميقاً بما يكفي ليقتله، لكنها تعمدت ذلك. تراجع آكيو إلى الوراء وهو يحاول أن يكتم صراخه، فوضع يده على صدره حيث بدأت الدماء تتدفق.

تيراكولا (تبتسم وهي ترفع سيفها، وترى الدماء التي غطت نصلها): "رائع... والآن، لقد أصبح السيف أكثر جوعاً."

بدأ سيف سانغوينيس يتوهج مرة أخرى، وكأنه امتلأ بطاقة جديدة، لكن لم يكن هذا هو الخطر الوحيد...

آكيو (يحاول التنفس بصعوبة، يشعر ببرودة غريبة تجري في جسده): "ما... ما هذا الشعور؟!"

شعر آكيو بأن هناك شيئاً غريباً يحصل في جسده، ولم يكن فقط الدماء والألم الذي نتجت عنه الطعنة.

تيراكولا (بصوت ناعم لكنه قاتل): "يبدو أنك بدأت تفهم، صغيري آكيو."

ارتجف جسد آكيو بالكامل، كان الألم في صدره يتضاعف بشكل غير طبيعي، وكأن الطعنة التي تلقاها لم تكن مجرد إصابة جسدية... بل كانت شيئاً آخر تماماً.

آكيو (يلهث، صوته مرتجف): "مـ... ماذا... فعلتِ بي؟!"

رفعت تيراكولا يدها ببطء، وكأنها تتحكم بخيوط غير مرئية... وفجأة، اندفع الدم من جرحه في صدره إلى الخارج بقوة!!

آكيو (يصرخ بألم وهو يشعر بالدماء تتفجر من جسده): "آآآآه!!"

أكيرا (عينيه تتوسعان بصدمة وقلبه ينبض بجنون): "لا... لا... اللعنة! أرجوك توقف... توقف عن النزيف... توقف عن القتال... توقف أرجوك!!!

ولكن الأمر لم ينتهِ هنا... فقد بدأت فتحات صغيرة بالظهور على ذراعيه، ساقيه، وجسده، من كل فتحة، تدفقت الدماء بكميات غير طبيعية! كان كين وآن يحدقان بعينين متوسعتين وهما غير قادران على استيعاب ما رأوه، كان المشهد مرعباً، فالدماء تتطاير من جسد آكيو في كل اتجاه، وكأنها نافورة حمراء تنفجر منه بلا توقف!

تيراكولا (وهي تضحك): "أوووه، يالك من مسكين... هل تشعر بأنك فارغ من الداخل؟"

لكن الأمر كان أسوأ مما توقعه الجميع، فلم تكن تيراكولا تسحب دمه فقط... بل كانت تتحكم به رفعت يدها اليمنى... وعلى الفور، بدأت الدماء التي خرجت من جسد آكيو تتشكل في الهواء، وكأنها كائن حي يتحرك بأمرها!

آن (تصرخ بقلق): "ك-كين-سان! إن آكيو سيموت!!"

كان جسد آكيو ينهار، قوته تتلاشى مع كل قطرة دم تتدفق منه، عيناه بدأتا تفقد بريقهما، ولم يكن قادراً على الحراك، كان على وشك السقوط، لكنه كان يحاول التوازن بقوة.

آكيو (بصوت متقطع، بالكاد يخرج من شفتيه): "تباً... هذا ليس وقت الموت..."

كانت تيراكولا تستمتع بالمشهد، بدأت تتقدم نحوه بخطوات بطيئة، ثم رفعت يدها اليمنى، وبدأت الدماء التي سرقتها منه تدور حولها كإعصار دموي!

تيراكولا: "لقد كنت ممتعاً، ولكن الآن... لقد حان وقت النهاية."

وفي لحظة خاطفة، ظهرت أمام آكيو وهي تصوب سيفها نحو جسده.

آن (بصوت مرتجف، تصرخ وهي ترى السيف يقترب من جسد آكيو): "آآآكيووو!!!"

أرادت آن التحرك بسرعة، ولكن قبل أن تفعل ذلك، وقبل أن تتمكن تيراكولا من تنفيذ ضربتها القاضية، اندفعت كتلة نارية هائلة بين آكيو وتيراكولا، وقف كين بينهما وهو ممسك بسيفه المشتعل، وعلامات الغضب الخفيفة واضحة على وجهه. اصطدم سيف تيراكولا بسيف كين، واندفعت شرارات نارية من سيف كين نحو سيف تيراكولا، ولكن سيفها لم يتأثر أبداً، وعلى الرغم من ذلك فكين لم يتوقف أبداً، فقد دفعها بسيفه بقوة، مما جعلها تقفز للخلف بسرعة وهي تبتسم بدهشة.

كين (بصوت عميق، وهو يرفع رأسه وعيناه الرماديتان تلمعان بجنون وسط النيران): "لم أكن أريد التدخل، ولكنكِ تماديتِ كثيراً هذه المرة، تيراكولا."

تيراكولا (وهي تراقب اللهب المشتعل على سيف كين): "هاه... لم أكن أتوقع منك تدخلاً بهذه السرعة، يوكاجي كين..."

كين (يضيق عينيه، نبرته منخفضة ولكنها مشحونة بالغضب): "لقد اكتفيت من ألعابكِ، أيتها الملعونة."

بدأت تيراكولا بالتحرك حول كين بخطوات بطيئة.

تيراكولا (بابتسامة ماكرة): "ممم... يوكاجي كين، لطالما أردت لقائك لأنك وريث عائلة اليوكاجي الشجاع، أنت وسيم جداً يا صغيري، أتسائل لو كان طعم دمك سيكون جميلاً أيضاً؟"

كين (ببرود، عينيه تضيقان): "اخرسي."

اختفت تيراكولا فجأة! ثم ظهرت فوق كين مباشرة، وسيفها يهبط بسرعة جنونية، لكن كين كان أسرع منها، رفع سيفه وأطلق موجة نارية ضخمة!!

تيراكولا (تصرخ بحماس وهي تدور في الهواء لتتفادى النيران): "أوه! هذا حار جداً! ولكن هل تستطيع النجاة من هذا؟"

وبسرعة خاطفة، هبطت تيراكولا أمامه في وضعية قاتلة، وسيفها كان موجهاً نحو خاصرته!

‏CLANG!!

تقاطع السيفان من جديد، ولكن هذه المرة، زاد كين ضغط النيران حول سيفه، مما دفع تيراكولا للخلف لبضع خطوات! وكعادتها بدأت بالضحك.

تيراكولا (بصوت مليء بالحماس الغريب): "كم هذا ممتع!! أنت أقوى مما توقعت!"

اختفت مرة أخرى، وهذه المرة، لم يستطع كين أن يتوقع مكانها! قبل أن يدرك الأمر، كانت تيراكولا خلفه مباشرة، ممسكة بمعصمه الأيسر بكل قوتها!

كين (يتجمد للحظة وهو يحاول تحرير يده): "ماذا؟!"

تيراكولا (بابتسامة واسعة، وعينيها الحمراوتان تتوهجان بجوع قاتل): "أمسكتُ بك!"

ثم... غرست أنيابها في معصمه مباشرة!! صرخ كين وهو يحاول دفعها بعيداً، ولكن أنياب تيراكولا كانت مغروسة بقوة وثبات في معصمه، وشعر بدمائه تُسحب منه

آن (تصيح بفزع وهي تراقب المشهد): "كين-سااااان!!!"

أما آكيو، الذي كان لا يزال يحاول الوقوف رغم الألم، فقد شعر بغضب غير مسبوق يتصاعد داخله!!

آكيو (وهو يصرخ بغضب): "ابعدي أنيابكِ عنه، أيتها الملعونة!!!"

بدأ أكيرا يرتجف، كان يشعر بالخوف والقلق... ولكنه كان غاضباً أيضاً.

أكيرا (يصرخ أخيراً، وعيناه تشتعلان بشراسة وهو يهز القيود بعنف): "توقفواااااا!!!! توقفوا عن القتال!!!! فقط... فقط اهربوا من هنا!!!"

كان صوته يائساً ومبحوحاً، ولكنه قوي... كان يريد أن يوقفهم، لم يكن يريد رؤية أشخاص يتأذون ويموتون بسببه، ولا سيما أشخاص لم يعرفهم سوى بالأمس!

أكيرا (يصرخ من أعماق قلبه): "أنا لستُ بحاجة لحماية أي منكم!! فقط... فقط اهربوا قبل أن تموتوا بسبب هذه اللعينة!!!"

بعد لحظة من الصمت المشحون، تراجعت تيراكولا خطوة إلى الخلف، وعينيها الحمراوان تحملان مزيجاً من الصدمة والاشمئزاز، كانت تحاول استيعاب ما تذوقته للتو... فما كان يُفترض أن يكون وجبة دماء فاخرة، تحول إلى شيء آخر تماماً.

تيراكولا (باشمئزاز وهي تبصق ما تذوقته على الأرض): "ما... ما هذا؟!"

وضعت أصابعها على شفتيها، وكأنها تحاول إزالة الطعم السيئ الذي التصق بها، كانت الدماء التي شربتها بها طعم مر جداً! ولكنها لم لم تكن فقط مُرَّة، بل كانت مزيجاً من المرارة والحرقة... وكأنها قد شربت سماً!

كين (يرفع حاجبه، يشعل سيجارته ببطء، ينفث الدخان بابتسامة ساخرة): "هاه... ألم يعجبكِ الطعم؟"

كانت لهجته باردة، لكن السخرية فيها كانت واضحة تماماً، وضع كين السيجارة بين شفتيه، وأخذ نفساً عميقًا منها، ثم زفر الدخان ببطء وهو ينظر إليها بعينيه الرماديتين اللامبالتين.

كين (بسخرية هادئة): "لا ألومكِ بصراحة... طعمي سيئ، أليس كذلك؟"

رفعت تيراكولا رأسها ببطء، نظرتها كانت مزيجاً من الاشمئزاز والغضب، لم تكن معتادة على هذا الشعور، كانت دائماً تستمتع بكل قطرة دماء تتذوقها... ولكن الآن؟ كانت تريد التقيؤ!

تيراكولا (بغضب، وهي تمسح فمها بيدها): "كيف... كيف يمكن أن يكون طعم دمائك بهذا السوء؟!"

رفع كين سيجارته بين أصابعه بهدوء، ثم نظر إليها بنصف ابتسامة، وكأنه يستمتع بمشاهدة إحباطها.

كين (ينفث الدخان باتجاهها): "هل سمعتِ عن النيكوتين؟"

حدقت فيه للحظة، قبل أن تتسع عيناها فجأة وهي تدرك السبب... لم يكن الأمر مجرد دم سيئ... كان دمه مليئاً بالنيكوتين والسموم المتراكمة من التدخين!

تيراكولا (تتراجع قليلاً): "تلك السيجارة...!!"

كين (يبتسم بكسل): "يبدو أنكِ اخترتِ الضحية الخطأ، تيراكولا... دمي ليس لذيذاً مثل هؤلاء الفتية، أنا مجرد مدخن سيئ الطعم."

آن التي كانت تشاهد المشهد، لم تستطع منع نفسها من الضحك، بينما آكيو ورغم ألمه، أطلق ضحكة ضعيفة وهو يرى وجه تيراكولا المتجهم.

آكيو (وهو يضحك بصعوبة، يمسك بجرحه): "هاه... تيراكولا... تكره طعم دماء المدخنين؟!"

آن (تمسك بطنها وهي تضحك): "يا إلهي... هذا أفضل ما رأيته اليوم!"

كانت نظرة تيراكولا مليئة بالغضب الحقيقي هذه المرة، ليس فقط بسبب الطعم السيئ... بل لأن كين قد جعلها تبدو كالأحمق أمام الجميع.

تيراكولا (بصوت منخفض لكنه قاتل): "سأمزقك إلى أشلاء..."

أخذ كين رشفة أخرى من سيجارته ببرود وهو يبتسم على غير عادته.

كين (بهدوء مستفز): "حاولي فقط... لكن لا تتوقعي أن تستمتعي بوجبتك هذه المرة."

وهكذا، تحول المشهد كله في لحظة واحدة... من قتال حياة أو موت، إلى لحظة سخرية لم يتوقعها أحد، ولكن خلف هذه السخرية، كانت تيراكولا تغلي من الغضب أكثر من أي وقت مضى، كانت الأجواء متوترة إلى أقصى حد، وكانت المعركة على وشك الانفجار مجدداً، ولكن فجأة، انطلق صوت مألوف ليكسر التوتر بينهما.

نيورو (بابتسامة مسترخية وهو يضع يديه في جيوبه): "تيراكولا-ساما، أعتقد بأن الوقت قد حان لتتراجعي قليلاً... سأهتم بالأمر بنفسي."

التفتت تيراكولا نحوه ببطء، عيناها الحمراوان ما زالتا تحملان لمحة من الغضب، لكنها لم ترد على الفور. أما كين، فقد ألقى نظرة على نيورو، ولم يكن واثقاً مما يريده هذا الفتى.

كين (ينفث دخانه، ويرفع حاجبه): "أوه؟ هل قررت أخيراً التوقف عن المشاهدة؟"

نيورو (يبتسم وهو يمدد ذراعيه بخفة): "بصراحة، كنت أستمتع بمشاهدتك وأنت تجعل تيراكولا-ساما تبدو غاضبة لهذه الدرجة... ولكن الوضع قد أصبح مملاً الآن، لذلك، لما لا أجعل الأمر أكثر متعة؟"

نيورو (يستدير نحو تيراكولا ثم يتحدث بصوت هادئ ولكن فيه نبرة حازمة): "أريد أن يكون هذا القتال لي وحدي، تيراكولا-ساما...أنتِ تعلمين بأنني أحلم بمواجهة يوكاجي كين منذ وقتٍ طويل."

تيراكولا (تبتسم بخبث، وتُخفض سيفها ببطء): "ههه... أنت تريد هذا القتال لنفسك، أليس كذلك؟ حسناً، سأدعك تتسلى قليلاً، بينما سأعود لذلك الشقي الأزرق."

ثم استدارت وسارت بضع خطوات للخلف، وكأنها تعطيه المساحة التي يريدها، أما كين، فقد رمق نيورو بنظرة فضولية، ثم أسقط سيجارته على الأرض قبل أن يسحقها بحذائه.

كين (بتنهيدة خفيفة): "حسناً إذاً، ماذا تريد بالضبط؟"

نيورو (وهو يبتسم): "أوه، ليس شيئاً معقداً... فقط أريد أن أرى إن كنتَ تستطيع هزيمتي."

رفع يده، وفي لحظة خاطفة، بدأت طاقة غريبة تنبعث منها... وكانت خليط بين الجليد والنار! الحرارة والبرودة انطلقتا في نفس الوقت، مما جعل الجو حوله متناقضاً بشكل غريب!

نيورو (بابتسامة مشتعلة بالحماس): "حان وقت اللعب، يوكاجي كين."

شعر كين بأن الطاقة التي أصدرها نيورو لم تكن طبيعية، كما شعر بأنها تجذبه إليه قليلاً. وفي الجانب الآخر، بدأت تيراكولا تقترب من آكيو الذي كان ملقى على الأرض مجدداً، ولكن قبل أن تصل إليه، انطلق صوت آخر، هذه المرة كان أكثر غضباً وألماً من أي وقت مضى.

أكيرا (يصرخ بأعلى صوته، ووجهه مليء بالغضب والدموع التي حاول كبتها طيلة هذا الوقت):

"آكيو!!! لقد قلت لك هذا يكفي! لن أسمح لك بالقتال أكثر من أجل شخص لعين مثلي!!"

كانت تلك الصرخة تحمل يأساً صادقاً وهزت القاعة بأكملها! لم يكن صوت أكيرا مجرد صرخة غضب... بل كان يحمل ألماً عميقاً وخوفاً حقيقياً على كين وآكيو.

أكيرا (يصرخ وعيناه الحمراوان تشتعلان بالدموع والغضب): "لماذا... لماذا أنتم مصرّون على البقاء هنا؟! لماذا لا تهربون؟! لا أريد أن أفقد شخصاً آخر بسببي!!!"

ثم بدأ جسده يرتجف بقوة، أنفاسه تتسارع، عيناه كانتا مليئتين بمشاعر متضاربة، وكأن الألم بداخله كان أقوى من أي شيء آخر. أما آكيو، فعلى الرغم من ضعفه، رفع رأسه ونظر إلى أكيرا، لم يكن قد رأى هذا الجانب منه من قبل، أكيرا كان دائماً يتحدث بثقة ويسخر من الجميع، ولكن الآن؟ كان شخصاً مختلفاً تماماً... كان شخصاً محطماً من الداخل.

آكيو (بصوت هادئ لكن مليء بالقوة): "أيها الغبي... نحن لم نأتِ إلى هنا لنموت، نحن جئنا لنُخرجك معنا."

ارتجف أكيرا للحظة، نظر إلى آكيو بذهول، وكأن كلماته لم تكن منطقية بالنسبة له.

أكيرا (بهمس مرتجف): "لكن... لكنكم ستقتلون... هذه المرأة... هذا المكان... كله فخ، تيراكولا-ساما لن تسمح لكم بالمغادرة!"

آن (وهي تضع يديها في جيوبها لتخرج أسلحتها): "أكيرا، أنت لست وحدك في هذا... لذا فلا تحاول إبعادنا."

كانت هذه الكلمات كافية لجعل أكيرا يشعر وكأن ثقلاً كبيراً قد انزاح عن صدره، ولأول مرة منذ وقت طويل... لم يكن عليه أن يقاتل وحده، ولم يكن عليه أن يخاف وحده، ولكن هذه اللحظة العاطفية لم تدم طويلاً.

تيراكولا (بصوت ساخر، وهي تنظر إلى أكيرا وكأنها تتسلى بمشاعره): "يا له من مشهد درامي غبي! لقد مر وقت طويل منذ أن رأيتك تنفجر هكذا يا أكيرا، لكن كما قلت بنفسك... لن أسمح لكم جميعاً بالمغادرة."

يتبع...

2025/03/03 · 12 مشاهدة · 2779 كلمة
Sara Otaku
نادي الروايات - 2025