دوّت انفجارات البرق والنار في جميع أنحاء القصر، مما أدى إلى اهتزاز الجدران بشدة، وتحولت القاعة الفخمة إلى ساحة معركة مشتعلة، الضيوف الذين كانوا يستمتعون بالحفلة قبل لحظات، أصبحوا الآن يركضون في كل الاتجاهات، محاولين الهروب من هذه المجزرة!
الضيوف (بفزع وذعر شديدين):
“اهربوااا!!!”
“هذا ليس ما أتينا من أجله!”
“إنهم يقاتلون بالفاكن!! سنموت لو بقينا هنا!!!”
وسط الفوضى، كانت آن تقفز فوق الطاولات المقلوبة بخفة، تحاول تجنب الشظايا المتطايرة، ثم هبطت بجانب أكيرا الذي كان لا يزال مقيداً، وعندما نظرت إليه وجدته يبكي بهدوء، عينيه الحمراوتان كانتا ممتلئتين بالدموع، نظراته لم تكن تلك النظرات المغرورة التي رأتها فيه من قبل، بل نظرة شخص غير قادر على استيعاب ما يحدث.
آن (تقترب منه وهي تعقد ذراعيها): “يا رجل، لم أكن أعتقد أني سأراك تبكي بهذه السرعة… اعتقدت أنك أكثر صلابة من هذا.”
أكيرا (يرفع رأسه ببطء، صوته كان مبحوحاً لكنه لا يزال يحمل بعضاً من غروره المعتاد): “هاه؟ من قال إني أبكي؟ عيني فقط… تأثرت بسبب الدخان، نعم، مجرد حساسية بسبب كل هذا الغبار.”
آن (وهي تخرج سكيناً صغيرة من حزامها): “حسناً، أياً يكن، سأفك قيودك.”
بدأت آن تعمل على تفكيك القيود بسرعة، بينما كان أكيرا كان يراقبها بصمت، وعقله كان لا يزال يحاول معالجة ما يجري.
أكيرا (يضحك بخفة، ثم يمزح بصوت مرتعش): “أوه، يا له من مشهد نادر… فتاة جميلة مثلكِ تفك قيودي، هل هذا يعني أنك وقعتِ في حبي؟”
آن (ترفع حاجبها وهي تتوقف لثانية، ثم تكمل فك القيود بلا مبالاة): “لا تحلم كثيراً، أعرفك منذ يوم واحد فقط، والشيء الوحيد الذي رأيته منك هو أنك مغرور وثرثار ومنحرف، وأيضاً، أنا لا أحب سوى كين-سان!"
أكيرا (يبتسم رغم دموعه، بنبرة ساخرة): “أوه، لقد تحطم قلبي… لكن لحظة، لماذا تفكين قيودي؟ ألم تقولي بنفسك أنك لا تثقين بي؟”
آن (وهي تواصل العمل على القيود): “لا أثق بك فعلاً، لكن الوضع هنا لا يسمح لي بأن أتركك هكذا، لدينا مصاصة دماء مجنونة تريد قتل الجميع، وأيضاً… آكيو يريد إنقاذك، لهذا فلن أعارضه.”
أكيرا (يبتسم، يمسح دموعه سريعاً بكم قميصه): “ههه… أتعلمين؟ ربما أعجبني أسلوبكِ أكثر مما توقعت.”
وأخيراً انفتحت القيود وسقطت على الأرض بصوت معدني مرتفع، نظر أكيرا إلى يديه وهو غير مصدق بأنه حر أخيراً.
أكيرا (يأخذ نفساً عميقاً، ثم ينهض وهو يمدد ذراعيه): “أوووه، هذا أفضل شعور حصلت عليه منذ فترة!”
آن (تعقد ذراعيها، تنظر إليه بلا اهتمام): “حسناً، والآن ماذا؟ هل ستقف هنا مثل أحمق أم ستساعدنا؟ إن آكيو يخاطر بحياته هناك من أجلك!"
ما إن نهض أكيرا حتى اهتز جسده بالكامل، شعر بكل آثار فاكن الدم الذي استخدمته تيراكولا عليه في الأيام الماضية، جسده لم يتعافَ بالكامل، وكان لا يزال تحت تأثيرها.
أكيرا (يجلس على ركبته وهو يضغط على صدره، أنفاسه متسارعة): “آه… اللعنة…”
نظرت آن إليه للحظة، لم تكن تعرف بالضبط ما الذي يعاني منه، لكنه بدا بحالة أسوأ مما توقعت.
آن (بعناد): “ماذا الآن؟ هل ستخبرني بأن لديك حساسية ضد الهواء أيضاً؟”
أكيرا (يرد بسخرية، رغم الألم الواضح في صوته): “هه… لا، فقط… جسدي لا يريد التعاون الآن، يبدو أنني بحاجة لبعض الوقت.”
أدركت آن بأن أكيرا لا يستطيع النهوض وحده، أغمضت عينيها للحظة ثم زفرت بضجر، قبل أن تنحني وتضع ذراعه على كتفها.
آن (وهي تساعده على الوقوف): "أنت أثقل مما تبدو عليه.”
أكيرا (يبتسم بخفة، يحاول أن يمازحها رغم ألمه): “أوه، هل هذا يعني أنك معجبة بجسدي؟”
آن (بهدوء، وهي تشد قبضتها على ذراعه أكثر): “بل يعني أنني سأتركك تسقط إذا لم تغلق فمك الآن.”
شعر أكيرا بضحكة صغيرة ترتفع في صدره رغم الألم، هذه الفتاة كانت مختلفة عن أي شخص آخر التقى به، كانت مباشرة وجريئة وغير مترددة في قول ما تفكر به. وقف أخيراً على قدميه، ولكنه كان لا يزال يشعر ببعض الدوار، شعر بوخزة في صدره، ليس فقط بسبب الألم، بل بسبب شيء آخر… هل يستحق كل هذا العناء؟ هل يستحق أن يخاطر هؤلاء بحياتهم لأجله؟ ضغط على قبضته، ثم أغمض عينيه للحظة.
أكيرا (بهمس، وكأنه يتحدث مع نفسه): “أنتم حقاً مجانين.”
نظرت آن إلى حقيبتها الصغيرة، ثم أخرجت منها زجاجة صغيرة بسائل برتقالي لامع.
آن (ترفع الزجاجة وتقدمها لأكيرا): “اشرب هذا، سيعيد لك قوتك بسرعة.”
أكيرا (يلتقط الزجاجة بصعوبة، يرفع حاجبه): “ههه… لم أكن أعلم أنكِ تحملين أدوية سحرية معكِ، هل أنتِ صيدلانية أم نينجا؟”
آن (تعقد ذراعيها): “لا وقت لسخافاتك، فقط اشربه، إنه إكسير الليونايت، سيساعد على تنقية دمك وإعادة تدفقه بشكل طبيعي.”
نظر أكيرا إلى الزجاجة بشك للحظة، لكنه لم يكن يمتلك خياراً آخر، فتح الغطاء وأخذ جرعة كبيرة. بدأ جسده يرتجف للحظات، ولكن بعدها عاد تدفق دمه إلى طبيعته، وشعر بطاقة جديدة تندفع عبر جسده، و بعد دقيقة تقريباً، بدأ بالتنفس بعمق واستطاع الوقوف باتزان.
أكيرا (يبتسم بخفة وهو ينظر إلى يده): “شكراً لكِ، آن-تشان، أشعر وكأنني عدت للحياة.”
وسط الفوضى التي اجتاحت القصر، وقف كين ونيورو على بعد أمتار من بعضهما البعض، لم يكن بينهما قتال حتى الآن، لكن التوتر بينهم كان واضحاً، كان كين يحدق في نيورو بنظرة باردة، بينما نيورو فقد كان يبتسم كعادته وهو مستمتع بالموقف.
نيورو (يرفع يديه بطريقة مسرحية): “أوه، يوكاجي كين… أنا سعيد جداً بمقابلتك وجهاً لوجه، لطالما كنت أتساءل كيف يبدو الطفل الذي تحدى الملك سيروس عن قرب.”
كين (بصوت هادئ): “ومن تكون أنت؟”
نيورو (ضحك ثم قال): “كيف يمكن لشخص من عائلة اليوكاجي ألا يعرفني؟ اسمح لي أن أقدم نفسي… أنا فالكهارت نيورو، ابن عمتك، وأنا نصف يوكاجي!”
اتسعت عينا كين للحظة، فهو لم يكن يتوقع أن يسمع ذلك.
كين (بصوت منخفض لكنه جاد): “أنت… من العائلة؟”
نيورو (يرفع حاجبيه بابتسامة ساخرة): “نعم، نصف يوكاجي فقط، والفضل في ذلك يعود لوالدي العزيز، لأنه لم يكن يمتلك سوى فاكن الثلج، أما أنا…”
توقف لوهلة، ثم مد يده اليمنى إلى الأمام، وبدأت طاقة غريبة تخرج منها، مزيج بين اللهب والجليد! كان كين يراقب ذلك بعيون حذرة، لم يكن قد رأى شيئاً كهذا من قبل.
نيورو (يبتسم وهو ينظر إلى كفه المشتعل بالجليد والنار معاً): “كما ترى، فأنا مميز جداً… فاكني ليس كأي فاكن آخر، إنه مزيج بين الثلج والنار، وهو أمر نادر الحدوث.”
ثم أغلق قبضته بكل بساطة، فانطلقت موجة حرارية وجليدية في نفس الوقت، مما جعل الهواء حوله يتناقض بشكل غير طبيعي، الأرض تحته تجمدت، لكن في الوقت ذاته انطلقت ألسنة لهب حوله!
كين (بصوت هادئ، لكنه يحمل اهتماماً واضحاً): “فاكن مزدوج… هذا مثير للاهتمام.”
نيورو (يغمز له): “أوه، صدقني، ليس ممتعاً فقط، بل مميت أيضاً.”
ثم، وبحركة خاطفة، رفع نيورو يده وأطلق كرة من اللهب البارد باتجاه كين! كان لونها أزرق لامع، تفادى كين الضربة بسهولة، فارتطمت بجانب أحد الأعمدة، وتجمد المكان الذي لامسته على الفور!
نيورو (يبتسم وهو يعقد ذراعيه): “حسناً، لديك ردود فعل جيدة، هذا متوقع من وريث اليوكاجي، ابن خالي "أكاكو".
بينما كان الدخان يتصاعد من الأعمدة المتجمدة، وقف كين بثبات وهو يتأمل أثر الكرة الجليدية التي أطلقها نيورو، كانت حرارة الجو تتذبذب بشكل غريب.
كين: “أنت تتحكم بالطقس نفسه… مثير للاهتمام.”
نيورو (وهو يبتسم): “يمكنك قول ذلك، كما أنني أتحكم بالحرارة والطاقة الحرارية في المكان… أستطيع تبريد الهواء إلى حد التجمد أو تسخينه إلى حد الاشتعال، باختصار، أتحكم بالمناخ حولي وأجعله مناسباً لمزاجي.”
رفع نيورو يده اليمنى فجأة، وألقى بموجة برد قارس على كين مباشرة! شعر كين بتجمّد الهواء حوله، تجمدت أطراف أصابعه للحظة، لكن في اللحظة التالية، أطلق ألسنة نارية من جسده ليذيب الجليد بسرعة.
لم يتوقف نيورو، بل ضرب الأرض بقدمه، فانطلقت موجة صقيع شديدة نحو كين، تجمدت الأرض تحت قدميه، وفي اللحظة التالية، تحول الصقيع إلى لهب أزرق متفجر! قفز كين إلى الخلف بسرعة، لكن الانفجار لحق به، فاستخدم سيفه ليصد عن الضربة المتوجهة إليه. لكن بينما كان كين يتراجع، كانت عيناه تراقبان نيورو بفضول.
كين (يضيق عينيه وهو ينظر إلى نيورو): “قلت بإنك ابن عمتي… لم أسمع بها من قبل.”
نيورو (بابتسامة غامضة): “هاه؟ ألم يخبرك أحد عن أمي "أميسا"؟ يبدو بأن عائلتك لا تتحدث عن الماضي كثيراً.”
كين (يرفع حاجبه): “أميسا؟ أهذا هو اسمها؟”
نيورو (يضحك وهو يشبك ذراعيه): “بالضبط… يوكاجي أميسا، أخت والدك أكاكو، وعمتك، ولكنها هربت من قصر سيروس منذ فترة طويلة، واستقلت عن عائلة اليوكاجي. لم تكن تؤمن بحياة الحروب والدماء التي فرضها سيروس على العائلة، لذا اختفت عن الأنظار، وفضلت العيش بحرية بعيداً عن كل هذا الجنون، تماماً كما فعل والدك."
لم يتردد كين بعد سماع حديث نيورو، فمهما كان هذا الشخص قريباً له من ناحية الدم، إلا أنه كان خصماً يقف في طريقه. قبض على مقبض سيفه بقوة، ثم أطلق موجة نارية هائلة نحوه! وكانت النيران ساخنة بشكل غير طبيعي.
نيورو (يبتسم بثقة وهو يرفع يده): “حركة جيدة، ولكنها لن تؤثر عليّ.”
في اللحظة التي كادت النيران أن تصله، أطلق نيورو موجة من الجليد المحترق المضاد! مما جعل المنطقة بينهما تتحول إلى دوامة متناقضة من الحرارة والبرودة، ثم ضغط نيورو كفيه معاً، مما جعل الانفجارين يندمجان ويصدران موجة صدمة ضخمة دفعت كين إلى الخلف بعنف!
كين (يتراجع عدة خطوات، يثبت نفسه وهو يضيق عينيه): “أنت تلعب بالنار والجليد في الوقت ذاته، هذا أمر مزعج.”
نيورو (يضحك بخفة وهو يشبك يديه خلف رأسه): “أوه، أوافقك الرأي تماماً! لكنني اعتدت على ذلك، إنه ممتع أكثر مما تتخيل.”
كين (بصوت هادئ لكنه مليء بالحدة): “إن كنت حقاً نصف يوكاجي، فلماذا تعمل مع تيراكولا؟ لماذا تتبع مصاصة دماء؟”
نيورو (بصوت هادئ): “لأنني شعرت بأنني كنت منبوذاً ومختلفاً طوال حياتي… لقد كنتُ الوحيد في عائلتي الذي وُلد بفاكن واحد فقط… والدي كان لديه فاكن الجليد، وأمي كان لديها فاكن النار ولكن فاكنها كان ضعيف جداً، أما إخوتي، فكل واحد منهم امتلك فاكن الثلج والنار بشكل طبيعي منذ ولادتهم، بينما أنا؟ كنت مجرد طفل لا يمكنه السيطرة على قوته أو فهمها أبداً."
رفع يده ببطء وهو يطلق كرة نارية متجمدة.
نيورو (يتابع وهو يحدق في الكرة التي صنعها): “لكن بعد سنوات من المحاولات، تمكنت من السيطرة على قوتي وفهمها بشكل أفضل… بفضل تجاربي، وبفضل شخص معين أظهر لي كيف يمكنني استخراج قوتي الحقيقية.”
كين (يرفع حاجبه): “شخص معين؟ تقصد تيراكولا؟”
نيورو: “هذا صحيح، تيراكولا-ساما ساعدتني كثيراً أنا وأكيرا وستيف، لهذا قد تجد أسلوب أكيرا القتالي مقارب لتيراكولا-ساما قليلاً، بينما أنا فقد علمتني كيف أسيطر على فاكني أكثر، لهذا فأنا مدينٌ لها طوال حياتي."
أشعل كين سيجارته بهدوء ثم وضعها بين شفتيه، ونفث الدخان ببطء بينما استمر في مراقبة نيورو بعينيه الرماديتين الباردتين.
كين: "إذاً، فأنت تعتقد أنها ساعدتك، وأنك مدينٌ لها طوال حياتك؟ هاه… يا لك من أبله.”
نيورو (يضيق عينيه قليلاً، لكنه ما زال يبتسم): "هاه؟ ماذا تقصد؟ ألديك مشكلة مع تيراكولا-ساما؟!"
كين (يبتسم بسخرية، ينفض رماد السيجارة جانباً): "نيورو، يبدو أنك أعمى عن الحقيقة، هل كنت تعتقد حقاً بأن تيراكولا تهتم بأمرك؟"
نيورو (يغضب قليلاً): "هاه، أنت تحاول أن تزعزع ثقتي بها؟ لن تستطيع مهما حاولت!"
كين (يأخذ رشفة أخرى من سيجارته، ثم ينفث الدخان مباشرة باتجاه نيورو): "لقد رأيت الكثير من أمثالك، أشخاص يعتقدون أنهم مميزون عند أسيادهم، لكن في النهاية؟ يتم التخلي عنهم بمجرد أن يصبحوا غير مفيدين.”
نيورو (وهو يضحك): "كلامك ممتع، كين، لكنه لا يغير شيئاً، لقد كنت ضائعاً، لم يكن لي مكان في تلك العائلة، لكن تيراكولا أعطتني القوة… وقدمت لي أكثر مما قدّمه لي أي أحد.”
كين (ينظر إليه بجدية، ثم يتحدث بصوت منخفض ولكنه حاد): "القوة؟ أم الوهم؟”
نيورو (يضع يده على رأسه وكأنه يسخر من الفكرة كلها): "أوه، كين، كين… لا تحاول اللعب بعقلي، فهذا لن ينجح هذا معي، إنني أعلم جيداً ما أفعله.”
كين (وهو يسحق سيجارته على منفضة السجائر التي كانت على الطاولة): “يا فتى الطقس، يبد انك أحمق أكثر مما توقعت.”
وفجأة، اندلعت ألسنة نارية هائلة من جسد كين، وارتفعت درجة الحرارة في القاعة بشكل ملحوظ! لم يكن هناك أي تحذير، فقد انطلق كين بسرعة مرعبة، وسيفه الناري أصبح وكأنه قطعة من الجحيم.
نيورو (بعينين متوسعتين، يرفع حاجبيه): “أوه؟ هل فقدت أعصابك بهذه السهولة؟”
لكن لم يكن لديه وقت للسخرية، فقد كان كين بالفعل فوقه!
كين (يصرخ بغضب وهو يوجه سيفه مباشرة نحو صدر نيورو): “دعني أريك كيف تبدو القوة الحقيقية! أنت طلبت ذلك أيها الغبي!"
اندفع سيف كين المغطى بسرعة جنونية، ونيورو بالكاد استطاع رفع يده ليخلق حاجزاً من الجليد أمامه! اصطدم سيف كين بالحاجز، ولكن…
CRACK!!
تحطم الحاجز الجليدي فوراً تحت الضغط الهائل للنيران!
نيورو (بعينين متوسعتين وهو يحاول التراجع للخلف): “ماذا؟!”
لم يكن لديه وقت كافٍ للتفكير، ففي اللحظة التالية، شق سيف كين الهواء، و…
SLASH!!
استطاع كين بأن يطعن نيورو على كتفه، ولكن الجرح لم يكن عميقاً جداً، ومع ذلك شعر نيورو بأن الجرح يحرقه بشدة، فتوسعت عيناه للحظة.
نيورو (يضع يده على كتفه المتألم، يضحك رغم الألم): “هاه… يبدو أن سيفك يحرق الخصوم حقاً!"
كين (بعينين حادتان ومتشتعلان): “نيورو، أنت غبي، تتحدث وكأنك تعرف كل شيء، بينما أنت مجرد دمية أخرى بين يدي تيراكولا.”
نيورو (بابتسامة خطيرة، وهو يرفع يده التي بدأ يتشكل حولها مزيج من اللهب والجليد): “يبدو أنني بحاجة إلى أن أُريك بأنني لست مجرد دمية، بل أنا الشخص الذي سيحرقك عظامك ثم يجمدها حتى تتحطم!"
كين (يمسك سيفه بقوة، عينيه تضيقان وهو يحدق في نيورو): “حاول فقط.”
وفي لحظة واحدة، انطلقت المعركة الحقيقية بين الاثنين! في الجانب الآخر، كان آكيو يحاول النهوض، جسده مثقل بالجراح، أنفاسه متقطعة، ولكن على الرغم ألمه الشديد فهو لم يسمح لنفسه بالسقوط.
آكيو (بابتسامة باهتة رغم ألمه): “لن أسمح لكِ بإنهاء الحفلة بهذه السهولة، تيراكولا، لن أخرج من هنا حتى أقطعكِ لأشلاء! وثم سآخذ هذا السيف اللعين منكِ!"
تيراكولا (بابتسامة واثقة، وذراعها تتكئ على خصرها): “حفلة؟ هاه… عزيزي، هذه مجرد البداية.”
لكن شيئاً ما لفت انتباهها فجأة في الطرف الآخر من القاعة، رأت آن بعد أن تمكنت من تحرير أكيرا من قيوده!
تيراكولا (تضيق عينيها، تهمس لنفسها): “تلك الفتاة المزعجة…”
رأت أكيرا وهو يقف بجوار آن، كان قد انتهى من شرب إكسير الليونايت، وبدأ يستعيد قوته شيئاً فشيئاً، لكن تيراكولا لم تكن قلقة… فكان لديها خطة أخرى. استدارت ببطء نحو ستيف، الذي كان لا يزال واقفاً بلا حراك، عينيه غارقتان في ظلام غريب، فقد كانت تيراكولا لا تزال تتحكم به بالكامل.
تيراكولا (بصوت ناعم لكنه يحمل أمراً واضحاً): “ستيف… حان وقت العمل، اذهب واقضي عليهما!"
لم يتحرك ستيف في البداية، لكنه بعد لحظات، بدأ جسده يرتجف قليلاً، ثم انفجرت الطاقة داخله, وتحرك بسرعة جنونية! وفي لحظة خاطفة، ظهر ستيف أمام آن، وكانت قبضته موجهة مباشرة إلى وجهها بسرعة مرعبة!
آن (بعينين متوسعتين، ترفع ذراعيها لتصد الضربة): “تباً، من أين أتى هذا؟!"
BAM!!
تصدت آن للكمة القوية التي كادت أن تسحقها عن طريق توجيه لكمة أخرى تجاهها. كان ستيف يتحرك كآلة قتل بلا مشاعر، لم يكن هناك أي تردد في حركته، ولم يكن هناك أي رحمة في ضرباته… فقط الطاعة العمياء.
BOOM!!
كانت آن تستخدم الكاراتيه بشكل أساسي، بينما ستيف كان أقرب إلى الملاكمة القتالية، حركاته كانت أكثر عدوانية، وركلاته تحمل قوة صادمة، لكنه كان بلا وعي… كان مجرد أداة تتحرك بأوامر تيراكولا.
BAM! BAM!
تصادمت قبضتا آن وستيف في الهواء، وستيف لم يمنحها أي فرصة لالتقاط أنفاسها، أدار جسده فجأة ووجه لها ركلة جانبية كانت قوية بما يكفي لكسر بعض الأضلاع، لكنها قامت بحركة التفاف سريعة وتفادتها بأعجوبة!
آن (بصوت ساخر، وهي تقف بثبات بعد أن تفادت الضربة): “يا رجل… لا يمكنك حتى قول كلمة واحدة؟ هل أنت جاد؟! هذا محبط للغاية.”
في الجهة الأخرى، نظر أكيرا إلى آكيو، ثم إلى تيراكولا التي كانت تراقب المعركة بابتسامة متسلية.
أكيرا (يغمض عينيه للحظة، يأخذ نفساً عميقاً، ثم يفتح عينيه بنظرة حازمة): “تباً… هذا ليس وقت التردد.”
ثم ضغط على قبضتيه وبدأ يقترب من آكيو.
أكيرا (بصوت حازم): “اسمع أيها الأحمق… لن أجلس مكتوف الأيدي وأتركك تقاتل هذه المجنونة وحدك.”
آكيو (يضحك بخفة، ثم ينظر إلى تيراكولا بتركيز): “حسنًا إذًا، فلننهي هذه الليلة بطريقة تليق بنا.”
تيراكولا (تبتسم وهي تراقبهما): “اوه… كم أنتم صاخبون… حسناً، أروني ما لديكم أيها الأولاد.”
وهكذا، بينما كانت آن تقاتل ستيف في معركة جسدية شرسة، وقف آكيو وأكيرا جنبًا إلى جنب، مستعدين لمواجهة تيراكولا. انطلق ستيف نحوها بسرعة جنونية، وقبل أن تتمكن آن من تفاديه، سدد لكمة قوية نحو معدتها!
BAM!!
تراجعت آن للوراء وشعرت بالألم وبدأت تلهث، ولكن هذا لم يكن كافياً لجعلها تستسلم، رفعت يدها اليمنى إلى الأمام، ويدها اليسرى قريبة من خصرها… لم تعد تستخدم الكاراتيه فقط، بل بدأت تستخدم تقنيات النينجيتسو!
آن (بابتسامة مليئة بالتحدي): “حسناً إذاً… لنرى إن كنت تستطيع مجاراة هذا، أيها الصامت!”
وفي لحظة، اختفت آن من أمامه! وفي لحظة، تلقى ستيف ركلة سريعة على جانب رأسه! وقبل أن يتمكن من استعادة توازنه، تلقى ركلة أخرى على ظهره! ترنح ستيف للحظة، لكنه استدار بسرعة لمحاولة الهجوم مجدداً، لكن آن كانت أسرع، قفزت في الهواء، ثم سددت ركلة دورانية قوية نحو ذقنه! سقط ستيف على الأرض بعنف، لكن حتى بعد هذا… لم يتوقف، نهض مباشرة وكأنه لم يتأثر فيه!
آن (تتراجع قليلًا، تعقد حاجبيها): “هاه… هذا ليس طبيعياً…”
على الرغم من الجراح والرضوض التي لحقت بستيف، لم يظهر عليه أي ألم… كان وكأنه شخص منفصل تماماً عن جسده!
BOOM! BAM!!
تصاعدت حدة القتال بين آن وستيف، كانا يوجهان ضربات سريعة وقوية، كل منهما يحاول إسقاط الآخر، لكن الأمر لم يكن مجرد معركة بين مقاتلين… بل كان صراعاً بين شخص يحاول السيطرة على جسده، وآخر يحاول إعادته إلى وعيه!
كانت آن تتحرك بسرعة، تهاجمه بمزيج من الكاراتيه والنينجيتسو، وبدأت تدرك بأن ستيف ليس في وعيه بالكامل بعد، لكنه بدأ يستعيده ببطء!
BAM!!
وجهت آن ركلة عالية نحو رأسه، لكن ستيف رفع ذراعه لصدها.
ستيف (بصوت منخفض وهو يتحدث إلى نفسه): “ما… هذا؟ لماذا… أنا؟”
آن (ترفع حاجبها وهي تتراجع قليلاً، وتستعد للهجوم مجددًا): “هاه؟ هل بدأت تستعيد عقلك أخيراً؟ رائع، كنت سأشعر بالملل لو استمررت بقتال دمية!”
لكنه ستيف لم يجب… بل انطلق نحوها بسرعة جنونية، وبدأت قبضته تتجه نحوها مثل الرمح!
BOOM!!
تحرك ستيف بسرعة خاطفة، واختفى للحظة من أمام آن، قبل أن يظهر أمامها مباشرة، قبضته موجهة نحو جانبها! لم تستطع آن تفادي الضربة في الوقت المناسب، فاخترقت قبضته دفاعاتها وضربها بقوة في أضلاعها مباشرة!
CRACK!!
شعرت آن بصدمة هائلة في جسدها، سمعت صوت تكسير ضلوعها! لم يكن الألم مجرد وخزة… بل كان كفيلاً بشل حركتها للحظة! طار جسد آن في الهواء قبل أن تسقط بقوة على الأرض، عيناها توسعتا من شدة الألم. وضعت يدها على جسدها وشعرت بضلوعها التي تكسرت، شعرت بأن التنفس أصبح مؤلما، ثم رفعت رأسها ببطء، رأت ستيف يقف أمامها، ولكن هذه المرة كانت عيناه تحاول الكفاح بلا جدوى.
آن (تضحك بخفة رغم الألم، وتهمس لنفسها): “يالها من مزحة… لن أستطيع أن أصبح أفضل نينجا وأنا بهذه الحالة!”
ولكن آن لم تكن قادرة على النهوض بسرعة بسبب الكسور التي تعرضت لها، بدأ ستيف يتقدم نحوها بخطوات ثقيلة وبرود شديد، وكأنه قرر بأن ينهيها تماماً هذه المرة!
آن (تحاول النهوض ببطء، تتعرق بشدة): “تباً… يجب أن أتحرك… وإلا فسوف…”
ستيف (بصوت بارد ومجرد من الحياة): “سأنهي الأمر الآن…”
رفع ستيف قدمه استعداداً لتوجيه ضربة نهائية، ولكن آن ورغم الألم الذي شعرت به، لم تكن مستعدة للاستسلام بعد.
آن (بصوت خافت لكنها مليئة بالإصرار): “لا… ليس بعد…”
وضعت يدها داخل حقيبتها الصغيرة، وبدأت تُخرج منها مخطوطة النينجا المحظورة! سحبت آن المخطوطة بسرعة، وكانت تعلم بأنها لم تنجح في إتقان هذه التقنية بعد، ولكن لم يكن لديها خيار آخر.
آن (تنظر إلى المخطوطة وعيناها تلمعان بالحماس): “إما أن أنجح… أو أنتهي هنا.”
وبدون أي تردد، فتحت المخطوطة بسرعة، وبدأت تقرأ احدى التعويذات المحظورة الموجودة فيها!
“أسلوب النينجا المحرم… تقنية الظل المتجسد!”
بدأ الهواء من حولها يتغير، وانطلق من جسدها ضغط غامض، وشعرت بقوة غريبة تجتاح خلاياها!
يتبع…