اندلعت ألسنة اللهب والبرق في القاعة، بينما وقف آكيو وأكيرا جنباً إلى جنب وهما يستعدان لمواجهة تيراكولا. كان آكيو يقبض على سيفه بقوة، أما أكيرا فقد كان يشد قبضتيه، عينيه الحمراوتان متوهجتان بالغضب، أنفاسه متسارعة، لكنه كان مستعداً تماماً للقتال.
تيراكولا (بابتسامة متعجرفة): “يا إلهي، هل تعتقدان حقاً أنكما قادران على مواجهتي؟ عمري أكبر من 300 سنة، بينما أنتما لم تتجاوزا العشرين بعد!"
آكيو (يمسك سيفه بإحكام، يبتسم بتحدٍ): “لقد سئمت من سماع صوتكِ أيتها القذرة، آن الأوان لكي نصمتك للأبد!”
في لحظة خاطفة، انطلق آكيو بسرعة البرق! اختفى للحظة وظهر على يمين تيراكولا، ثم وجه سيفه نحو جسدها، ولكن…
CLANG!
تيراكولا لم تتحرك حتى، فقط رفعت إصبعين وأوقفت النصل بلمسة خفيفة!
آكيو (بعينين متوسعتين): “هذا مستحيل!!”
في نفس اللحظة، ظهر أكيرا من خلفها بسرعة وهو يوجه لكمة مباشرة نحو رأسها، ولكن قبل أن تصل قبضته إلى وجهها، التفتت تيراكولا بسرعة جنونية، ورفعت يدها ببساطة، أوقفت قبضته بين أصابعها!
أكيرا (بغضب وهو يحاول دفع قبضته للأمام): “تباً لكِ!!”
BOOM!
أطلقت تيراكولا موجة طاقة مفاجئة من يدها ثم دفعت أكيرا للخلف بعنف، ارتطم بأحد الأعمدة وسقط على الأرض بقوة!
آكيو (يستغل الفرصة، وهو يحاول مهاجمتها بسيفه مجدداً): “لن أدعكِ تفعلي ما يحلو لكِ!”
ولكن قبل أن يتمكن من إكمال هجومه، اختفت تيراكولا من مكانها فجأة! وفي لحظة خاطفة، ظهرت خلفه وركلته في ظهره بقوة مذهلة، مما جعله يسقط على الأرض مباشرة! أما أكيرا فقد نهض على الفور، اندفع نحوها مجدداً بسرعة مستذئب، ثم قفز في الهواء ودار بجسده، ووجه ضربة نحو رقبتها! لكن تيراكولا لم تتحرك، بل وقفت مكانها… وفجأة، اختفت قبل أن تصل قبضته إليها، ثم ظهرت فوقه مباشرة، وبحركة سريعة، ضربت معدته بركبة قوية!
أكيرا (يصرخ من الألم، يطير في الهواء ويسقط على الطاولة المهشمة): “أيتها الـ…”
أما آكيو، فقد نهض من جديد، قبضته مشدودة حول سيفه، عينيه مليئتان بالغضب، لم يكن ينوي التراجع الآن.
آكيو (بصوت منخفض لكن مليء بالإصرار): “ليس بعد… أنا لن أخسر هنا!”
ثم شحن جسده بطاقة البرق مجدداً، وأطلق نفسه نحوها بسرعة جنونية، وهذه المرة، بدأ بتنفيذ سلسلة من الهجمات السريعة والمتتالية!
SWISH! SWISH! SWISH!
كان يتحرك وكأنه برق متحرك، يوجه هجمات من كل الاتجاهات، يحاول خداعها ومباغتتها… ولكن رغم سرعته، لم يتمكن من لمسها حتى!
تيراكولا (بابتسامة ساخرة، تتفادى كل ضربة بسهولة مرعبة): “أوه، أهذا كل ما لديك؟ أين اختفى الفتى الذي كان يصرخ بغرور قبل قليل؟”
وفي لحظة، توقفت عن المراوغة ووجهت يدها مباشرة نحو نصل سيفه، أوقفته بين أصابعها، ثم حركت معصمها قليلاً…
CRACK!!
آكيو (بعينين متوسعتين، يتراجع للخلف بسرعة): “لا… كيف؟!”
في نفس اللحظة، ظهر أكيرا مرة أخرى وهو يوجه لكمة قوية نحو رأسها، وبدون أن تلتفت إليه، حركت يدها ببساطة، وأمسكت بقبضته في منتصف الهجوم، ثم شدّت يده بوحشية، قبل أن تركله في صدره وترسله محلقاً مجدداً!
أكيرا (يصرخ بألم وهو يسقط): “آااااه!!”
أما آكيو، فقد حاول القفز لاستعادة سيفه، ولكن قبل أن يلمسه، كانت تيراكولا قد تحركت بالفعل.
BOOM!
ركلته مباشرة في صدره، أرسلته يرتطم بأحد الأعمدة الحجرية بقوة!
تيراكولا (بهدوء، وهي تمرر أصابعها على خصلات شعرها الحمراء): “هذا مخيب جداً، كنت أعتقد بأنكما تمتلكان بعض المهارات، ولكن يبدو أنني كنت مخطئة.”
آكيو (وهو يضغط على صدره ويلهث من الألم): “تباً… أنا لا يمكنني أن استسلم، مهما كانت قوتكِ!”
أكيرا (ينهض ببطء، يمسح الدم عن فمه، ينظر إلى آكيو): “يبدو أننا لسنا حتى قريبين من مستواها…”
آكيو (يخفض صوته، يقترب من أكيرا): “أكيرا… ماذا سنفعل، إنها أسرع منا وأقوى!"
أكيرا (يضغط على أسنانه، يراقب تيراكولا التي تراقبهما وكأنها تستمتع بالمشهد): “أعلم… ولكن لا بد أن لديها نقطة ضعف، أي مخلوق، مهما كان قوياً، لا يمكن أن يكون لا يُهزم.”
آكيو (يومئ برأسه، عينيه تضيقان بتركيز): “علينا التفكير بسرعة، لأنني لا أعتقد أنها ستعطينا فرصة أخرى…”
تيراكولا (تتوقف عن المشي، تعقد ذراعيها، وترفع حاجبها): “أوه؟ ماذا تهمسان هناك؟ أتخططان لشيء غبي آخر؟ صدقاني، لا أحد منكما سيخرج من هنا حياً.”
أكيرا (يبتسم بخفة، يهمس لآكيو): “لقد لاحظت شيئاً… إنها لا تهاجم مباشرة، بل دائماً تتلاعب بنا قبل أن تضرب ضربتها الحقيقية، وهذا يعني أنها لا تستخدم كل قوتها منذ البداية، لو استطعنا إرغامها على الهجوم بشكل جدي، فقد تكشف نقطة ضعفها دون أن تدرك ذلك.”
آكيو (بابتسامة شرسة): “ولكن كيف؟”
أكيرا (يمسح العرق عن جبينه، يبتسم بسخرية): “بسيط… نجعلها غاضبة بما يكفي لارتكاب خطأ.”
تيراكولا (ترفع حاجبها، وهي تراقب ملامحهما): “أوه؟ هل أنتما تفكران بشيء ما؟ ياللغرابة، لم أكن أعتقد أنكما تمتلكان القدرة على التفكير أثناء القتال.”
آكيو (يرفع سيفه مرة أخرى، يبتسم بخبث): “أوه، لا تقلقي، نحن فقط نخطط لجعل هذه الليلة ممتعة أكثر…”
أكيرا (يمدد ذراعيه، يعدل وقفته): “وأنتِ يا تيراكولا-ساما، حان الوقت لتلعني اللحظة التي استهنتِ بنا فيها.”
تيراكولا (تضحك، لكنها تضيّق عينيها قليلاً): “ههه، مثير للاهتمام… حسناً، أروني ما لديكم أيها الصغار.”
في الجانب الآخر من القاعة المدمرة، وقفت آن بصعوبة، وجسدها مليء بالكدمات والجروح، لكن عينيها كانتا تتوهجان بتصميم لا يمكن كسره. كانت تمسك بالمخطوطة المحظورة بين يديها، وأحرفها القديمة بدأت تتوهج بضوء ساطع، أما ستيف الذي لا يزال تحت سيطرة تيراكولا، وقف أمامها بلا مشاعر.
آن (تتمتم وهي تتنفس بصعوبة): “حسناً… هذه فرصتي الأخيرة، إما أن أنجح… أو أنتهي هنا.”
وضعت آن المخطوطة على الأرض، وبدأت تشكل أختام النينجيتسو بسرعة! أصابعها كانت تتحرك بمهارة ودقة، رغم الألم الذي كانت تشعر به في ضلوعها المكسورة.
آن (بصوت هادئ لكنه مشحون بالطاقة): “أسلوب النينجا المحرم… تقنية الظل المتجسد!”
في لحظة، أطلق جسد آن موجة من الطاقة البنفسجية، وبدأ ظلها يتمدد بطريقة غير طبيعية! أصبح أطول وأوسع، ثم انفصل عنها تماماً ووقف بجانبها، كانت نسخة أخرى تشبه آن تماماً!
الظل المتجسد (بصوت مزدوج غامض): “الأوامر؟”
آن (بابتسامة باهتة، تمسح الدم عن زاوية فمها): “أريدكِ أن تسحقيه!"
في اللحظة نفسها، انطلق ستيف بسرعة جنونية نحو آن، قبضته موجهة مباشرة نحو وجهها! لكنه لم يدرك أن المعركة قد تغيرت بالكامل.
BOOM!!
قبل أن تصل قبضته إليها، ظهر ظل آن المتجسد فجأة أمامها، وأمسك بقبضته بيد واحدة! كان المشهد مرعبًا، فظل آن لم يكن مجرد وهم أو خدعة بصرية، بل كان كياناً حقيقياً، يمتلك القوة البدنية نفسها التي تمتلكها آن… بل وأكثر، بسبب أن جسد آن الأصلي كان متضرراً.
ستيف (بعينين متسعتين، يحاول تحرير يده): “ماذا…؟!”
آن (تبتسم بخبث، عيناها تلمعان بالإثارة): “المفاجآت لم تنتهِ بعد.”
ثم، بلمح البصر، رفع الظل المتجسد يده الأخرى، ووجه لكمة مباشرة نحو بطن ستيف!
BOOM!!
طار ستيف إلى الخلف بسرعة، قبل أن يسقط على الأرض متدحرجاً من شدة الضربة، لكنه لم يكن قد انتهى بعد، فقد وقف فوراً متجاهلاً الألم.
تيراكولا، التي كانت تتابع المشهد من بعيد، لم تكن سعيدة بما يحدث، فقد رأت كيف بدأ ستيف يفقد السيطرة على نفسه أمام الظل المتجسد، وعرفت أن استخدام فاكن الدم عليه لفترة طويلة جعله ضعيف الإرادة.
تيراكولا (بصوت بارد، وهي تنظر إلى ستيف بازدراء): “يا لك من محبط… مجرد دمية لا تستطيع حتى القتال بدون أن أُحركك مثل لعبة! حسناً، إذا كنتَ عاجزاً إلى هذا الحد، فربما لم أعد بحاجة إلى تقييدك.”
في تلك اللحظة، رفعت تيراكولا يدها اليمنى ببطء، وأشارت إلى ستيف بإصبعها، ثم اطلقت طاقة ضغط من ووجهتها نحو جسد ستيف.
تيراكولا (بصوت هادئ، لكنه مميت): “سأمنحك خيارًا، ستيف… إما أن تقاتل الآن بكامل وعيك، أو سأمزق قلبك بيدي هنا والآن.”
تحرك جسد ستيف فجأة، لم يكن يصدق بأنه تحرر من هذه اللعنة، ولكن ستحل عليه لعنة أخرى بعدها!رفع رأسه ببطء، وعيناه اللتان كانتا فارغتين قبل لحظات، بدأتا تستعيد بريقهما. كانت أنفاسه متسارعة، وجهه شاحب، لكنه كان واعياً بالكامل هذه المرة!
ستيف (يهمس لنفسه، وصوته يرتجف): “القتال؟”
كانت تيراكولا تراوغ هجمات آكيو وأكيرا وهي تراقبه في نفس الوقت، كان يعلم بأنها لن تشيح نظره عنه أبداً. ولم يكن لديه أي خيار سوى القتال لكي يحافظ على حياته.
ستيف (يزفر بحدة، ثم يشد قبضته): “تباً لكِ، تيراكولا.”
في لحظة خاطفة، اختفى تردده بالكامل، وتحرك جسده بسرعة، اندفع مباشرة نحو آن، وبدون أي تأثير خارجي… هذه المرة، كان يقاتل برغبته الخاصة!
آن (بعينين متسعتين وهي ترفع سكينها استعداداً): “هاه؟!”
لكن ستيف كان أسرع!
BOOM!!
بقبضة قوية، سدد لكمة مباشرة نحو ظل آن المتجسد، مما جعله يختفي!
كان ستيف واقفاً بثبات بعد أن حطم ظل آن المتجسد بلكمته القوية، لكنه لم يشعر بأي فخر أو رضا… بل كان يشعر بالغضب، ولكنه لم يكن غاضباً من آن، ولم يكن غاضباً حتى من القتال… بل كان غاضباً من نفسه، من ضعفه، من كونه مجرد دمية تُحركها تيراكولا كما تشاء.
آن (وهي تمسك بسكينها، تستعد للهجوم): “إذا كنتَ لا تزال تتبع أوامرها، فأنا لن أتردد في إسقاطك!”
ستيف (بصوت منخفض، لكنه واضح): “أنا… آسف.”
رفع ستيف رأسه أخيراً، ونظر إليها مباشرة، كانت نظراته مليئة بالاضطراب، لكنه كان أكثر وعياً من أي وقت مضى.
ستيف (بصوت أكثر صرامة): “أنا آسف، لأنني كنت أداة في يدها طوال هذا الوقت… آسف، لأنني لم أكن أستطيع التحكم في جسدي… ولكن لا تفهميني بشكل خاطئ، هذا لا يعني أنني لن أقاتل الآن!”
وفجأة، رفع قبضتيه، واستعد للهجوم مرة أخرى، هذه المرة كان يريد أن يقاتل لتفريغ غضبه، أراد أن يشعر بأنه لا يزال حياً، بأنه يسيطر على حياته بنفسه، حتى ولو كان ذلك من خلال القتال!
ستيف (بصوت مشحون بالغضب): “أنا غاضب! غاضب من كل شيء! غاضب من نفسي، غاضب من هذه القلعة، غاضب من تيراكولا، غاضب منكم جميعاً! ولهذا… سأفرغ كل هذا الغضب فيكِ!”
لم تنتظر آن لحظة أخرى، بل ابتسمت ابتسامة صغيرة، ثم رفعت سكينها واستعدت لمواجهته، كان بإمكانها أن ترى الحقيقة خلف كلماته.
آن (بابتسامة متحمسة، وهي ترفع قبضتها): “إذاً، فلنرى إن كنت تستطيع مجاراتي حقاً!”
وبدون أي تحذير، انطلق الاثنان نحو بعضهما البعض، وبدأت معركة جديدة، لكنها لم تكن مجرد معركة حياة أو موت هذه المرة، بل كانت معركة بين شخصين، يحاول كل منهما إثبات نفسه!
BOOM!
تصادمت قبضتا ستيف وآن في الهواء، وانطلقت موجة صدمة قوية في القاعة، كانت هذه هي البداية الحقيقية لقتالهما! استمر القتال بين آن وستيف بكل عنف، كانت ضرباتهما سريعة ومكثفة، وكأن كل واحد منهما يحاول تحطيم الآخر بالكامل، كان ستيف يغلي بالغضب ويستمر في الهجوم بلا توقف، أما آن فقد كانت تتفادى بعض الهجمات، بينما توجه له بعض اللكمات التي كان يصدها بدوره. لكن مع مرور الوقت، بدأت آثار التعب والإصابات تظهر على جسد آن، فقد كانت تواجه خصماً مقارباً لقوتها.
ستيف (بصوت منخفض وهو يوجه لكمة نحوها): “لماذا لا تستسلمين؟!”
لم تجبه آن، بل قفزت في الهواء، ثم وجهت ركلة جانبية نحو رأسه، لكنه صدها بسهولة، ثم وبسرعة خاطفة…
BOOM!!
وجه لكمة مباشرة إلى معدتها!!
آن (بعينين متسعتين، تشعر بصوت عظامها تتكسر): “غغخ…!!”
تجمدت للحظة، قبل أن يسيل الدم من شفتيها، ثم طار جسدها للخلف، ارتطمت بالأرض بعنف، لكنها لم تسقط بالكامل… كانت تتنفس بصعوبة وجسدها يهتز، ولم تسمح لنفسها بالسقوط.
ستيف (بعيون متوسعة، ينظر إليها بدهشة): “ما زلتِ… واقفة؟!”
كان يتوقع أن هذه اللكمة ستجعلها عاجزة عن الحراك، لكنه رأى كيف وضعت يدها على الأرض، كيف حاولت جاهدةً الوقوف رغم الألم المبرح، كيف أن عينيها ما زالتا تحملان نفس الإصرار الذي لم يره من قبل في أي شخص آخر! رفع ستيف حاجبه، كان يشعر بشيء غريب… لم يكن يفهمه بعد، لكنه كان يراقبها بانبهار غير واعٍ.
آن (وهي تتنفس بصعوبة، لكن بعزيمة واضحة): “قلت لك من قبل… لن أستسلم بهذه السهولة.”
مسحت الدم عن فمها، ثم رفعت رأسها لتنظر إليه مباشرة.
آن (بابتسامة واثقة): “أنا أريد أن أصبح أفضل نينجا في العالم… ولن أسمح لأي شخص، حتى أنت، بأن يوقفني عن تحقيق ذلك!”
تجمد ستيف في مكانه، شعر وكأن شيئاً ما ضربه في أعماقه، لم يكن يعرف ما هو، لكن تلك الكلمات… ذلك الإصرار… جعله يشعر بشيء لم يشعر به من قبل. نظر إليها لثوانٍ، دون أن يعرف ما الذي يفكر فيه… قلبه كان ينبض بشكل غريب، لم يكن يفهم هذا الشعور… لكنه لم يكن لديه وقت للتفكير! اندفع فجأة ورفع قبضته مجدداً، كان يريد إنهاء القتال الآن!
ستيف (بصوت منخفض، يحاول كتم ارتباكه الغريب): “سأحطمكِ هذه المرة!”
آن (بابتسامة خفيفة وهي ترفع يدها): “ليس بهذه السهولة.”
وفي اللحظة التي هبطت قبضته نحوها، رفعت آن يدها فجأة، وأمسكت بمعصمه بقوة!!
ستيف (بعينين متوسعتين، غير مصدق): “ماذا؟!”
لم يتوقع أن يكون لديها القوة الكافية لتوقف ضربته، لكنه كان مخطئاً… فآن لم تكن مجرد نينجا عادية!رفعت رأسها، ونظرت إليه بعينيها البنفسجيتين المتوهجتين بالحماس والتحدي، ثم ابتسمت قليلاً.
آن (وهي تبتسم بسخرية): "أنت ضعيف!"
ستيف الذي كان يحاول استيعاب ما يحدث، شعر بقلبه ينبض بقوة، بدأ ينظر إليها، ولم يستطع إبعاد نظره. في تلك اللحظة، استغلت آن قوة اندفاعه بالكامل لصالحها، وقامت بالدوران حول محوره، ثم وبسرعة خاطفة…
آن (بصوت حاد): “الآن دوري!!”
WHAM!!
وجهت آن ركلة دوران قوية نحو صدره، جعلته يطير للخلف عدة أمتار قبل أن يسقط على الأرض بقوة!
ستيف (وهو يتدحرج على الأرض ويسعل من شدة الضربة): “تباً… تلك الفتاة لا تمزح حقاً!”
نهض بسرعة وهو يمسح دماء فمه بيده، ثم نظر إليها بعينين متسعتين… لم يكن مصدوماً فقط بقوتها، بل بشيء آخر… حاول إبعاد تلك الفكرة عن رأسه، قبض على يده بقوة، ثم أخذ وضعية القتال من جديد، عيناه لا تفارقانها للحظة، ولكن هذه المرة… كان هناك شيء مختلف، كان ينظر إليها بطريقة أخرى، وليس كمجرد عدو عليه أن يقاتله.
آن (بابتسامة متعبة، لكنها مليئة بالحماس): “ما رأيك الآن؟ هل بدأت تفهم أنني لن أستسلم؟”
ستيف (يزفر، ثم يبتسم بخفة رغم أنفاسه المتسارعة): “لا تزالين عنيدة كما كنتِ قبل دقائق… هذا يزعجني.”
ستيف (يخفض رأسه قليلاً، ثم يرفع قبضته من جديد): “حسناً… سأجرب مرة أخرى، وسأجعلكِ تسقطين هذه المرة!”
آن (تشد قبضتها، تتخذ وضعية قتالية جاهزة): “أوه، بل أنا من سيسقطك هذه المرة!”
ثم…
BOOM!!
اصطدمت قبضتا ستيف وآن بقوة، كان العرق يتصبب على جبينيهما، كلاهما يرفض التراجع، وكلاهما يرفض أن يكون الخاسر!
ستيف (بابتسامة متوترة، بينما يحاول دفعها للخلف): “أنتِ أقوى مما تبدين عليه!”
آن (تبتسم بثقة، بينما تضغط أكثر على قبضتها): “وأنت أضعف مما توقعت!”
CRACK!!
في تلك لحظة، استغلت آن التوتر في عضلات ستيف، انحنت للأمام، ثم انزلقت أسفل ذراعه ووجهت لكمة قوية إلى جانبه!
BAM!!
ستيف (يصرخ من الألم، يتراجع قليلاً): “اللعنة… لقد ضربتني مباشرة!”
ولكن قبل أن يتمكن من الاستجابة، قفزت آن في الهواء بحركة بهلوانية مذهلة، ثم دارت بجسدها بسرعة، وجهت ركلة دوران نحو رأسه!
THWACK!!
ركلة آن اصطدمت بقوة بذراعه، ولكنه استطاع الصمود، ولكن قبل أن يتمكن من استعادة توازنه، اختفت آن من أمامه مجدداً!
ستيف (يفقدها من نظره للحظة، ينظر حوله بسرعة): “أين؟!”
وفجأة…
“أنا هنا!”
ظهرت آن من خلفه، وأرسلت لكمة خاطفة نحو ظهره مباشرة!
BOOM!!
ستيف (يتدحرج على الأرض، ثم يحاول النهوض بصعوبة): “تباً… هذه الفتاة مجنونة…”
لكن آن لم تكن تنوي إعطاءه فرصة للراحة، وقفت في مكانها، وأمسكت بمخطوطة النينجا المحظورة مجدداً، أغلقت عينيها للحظة، ثم بدأت تتحدث بينما بدأت الهالة البنفسجية تتصاعد من حولها.
آن (بصوت هادئ لكن يحمل رهبة غريبة): “أسلوب النينجا المحرم… تقنية الظل المتجسد!”
في لحظة، اهتز الهواء من حولها، وتشكلت نسختان متطابقتان منها! كلاهما يقف بجوارها، بنفس الابتسامة الواثقة، ونفس العيون المشعة بالحماس!
ستيف (بعينين متوسعتين، يتراجع قليلاً وهو يحدق في النسخ): “أوه، اللعنة… هذا ليس جيداً!”
ولكن قبل أن يتمكن من فعل أي شيء، انطلقت آن ونسختاها بسرعة جنونية، وبدأ الهجوم الكاسح!
آن (بصوت حماسي): “لنرى إن كنت تستطيع تحمل هذا!”
BAM!!
النسخة الأولى وجهت لكمة مباشرة إلى معدة ستيف!
THWACK!!
النسخة الثانية قفزت من الجانب وركلته في ظهره بقوة!
BOOM!!
أما آن الحقيقية، فقد ظهرت فوقه مباشرة، وسددت لكمة قوية نحو وجهه، مما أرسله يرتطم بالأرض بعنف!!
ستيف (يصرخ من الألم، جسده لم يعد يتحمل الضربات المتتالية): “آااااه!!”
لكن الهجوم لم يتوقف، فالنسخ لم تكن مجرد أوهام، بل كانت قوية تماماً مثل آن!
آن (تتراجع خطوة، تنظر إليه بابتسامة شرسة): “أنا ساروتوبي آن، ولن أخسر أمام ضعيف مثلك!”
بدأت الهالة السوداء تتكثف حول آن ونسختيها، ثم اختفت تماماً من أمام ستيف!
BOOM!!
النسخة الأولى ضربت جانبه الأيسر!
CRACK!!
النسخة الثانية سددت ركلة مباشرة إلى ظهره، مما جعله ينحني للأمام!
وأخيرًا… آن الحقيقية ظهرت أمامه مباشرة، قبضتها محاطة بهالة قاتمة، ثم دفعت قبضتها إلى معدته بكل قوتها!!
BAAAAAAAM!!!!
ستيف (يصرخ بصوت مرتفع، عينيه تتوسعان من شدة الألم): “آااااااه!!!!”
خرجت دفعة هائلة من الهواء من رئتيه، جسده ارتفع قليلاً عن الأرض من شدة الضربة، ثم سقط على ركبتيه وهو يلهث، عاجزاً عن الحراك!
ستيف (يتنفس بصعوبة، الدماء تسيل من فمه، جسده يرتجف بالكامل): “تبا… لا أستطيع… لا أستطيع التحرك…”
حاول رفع يده، لكن ذراعه لم تعد تستجيب له، لم يعد يملك أي قوة للقتال، لقد خسر تماماً.
ستيف (بهمس ضعيف، وهو يستسلم أخيراً): “لقد انتهى الأمر… أنا… أعترف بالخسارة.”
انهار جسده على الأرض، وعيونه نصف مغلقة، وكان بالكاد يتنفس، أما تيراكولا التي كانت تراقب المعركة أثناء قتالها، رفعت حاجبها عندما سمعت كلمات ستيف، ثم ابتسمت بسخرية.
تيراكولا (بصوت بارد تماماً): “إذاً… انتهى بك الأمر هكذا، ستيف؟ يالها من خيبة أمل.”
رفعت يدها اليمنى ببطء، وبدأت طاقة فاكن الدم تتجمع حولها، شكلت سكيناً من دمها ووجهتها مباشرة نحو ستيف!
آن (بعينين متسعتين، تلتفت نحوها بسرعة): “مهلاً… ماذا تفعلين؟!”
تيراكولا (بهدوء مرعب): “إنه عديم الفائدة الآن، لقد خسرتُ اهتمامي به.”
ثم وجهت يدها نحوه، وكانت على وشك سحق قلبه بالكامل!!
لكن…
BOOM!!!
في لحظة خاطفة، قفزت آن أمام ستيف، مدت ذراعيها لتحميه، ووقفت في وجه تيراكولا بلا تردد!
آن (بصوت قوي، رغم التعب والجروح التي تغطي جسدها): “لن أسمح لكِ بلمسه!”
تيراكولا (تضحك باستغراب وتقول بصوت ناعم): “هاه؟ لقد كدتِ تقتلينه للتو، والآن أنتِ تحمينه؟!"
آن (تشد قبضتها، ثم تصرخ بغضب): “لأنني لم أقاتله ليموت!!”
ولكن لم تكن آن الوحيدة التي قررت التدخل، فقد انطلق آكيو وأكيرا نحو تيراكولا بسرعة خاطفة!
آكيو (يوجهه سيفه نحوها مباشرة): “لقد تجاوزتِ حدودكِ مجدداً، تيراكولا!”
أكيرا (عينيه تشتعلان بالغضب، يصرخ وهو يشد قبضته): “إذا كنتِ تريدين القتال، فلتواجهي خصومك الحقيقيين!”
في لحظة، وجدت تيراكولا نفسها محاصرة، لم يكن أمامها سوى خيار واحد…
تيراكولا (تضحك بخفة، ثم تخفض يدها، وتعيد دمائها إلى جسدها ببطء): “حسناً، حسناً… لقد فهمت الفكرة، أنتم محقون تماماً!"
ثم التفتت نحو آكيو وأكيرا، ابتسامتها اتسعت، ولكن هذه المرة، كانت ابتسامتها أكثر رعباً.
تيراكولا (بصوت منخفض، لكنه يحمل وحشية قاتلة): “حسنًا، أيها الأولاد… لقد جعلتموني غاضبة حقاً هذه المرة.”
في لحظة، اختفت من مكانها! وظهرت خلفهم مباشرة، ثم وجهت هجوماً مباغتاً نحو الاثنين! آكيو وأكيرا بالكاد استطاعا تفاديها، وقفزا للخلف، كانا يعلمان بأن تيراكولا لا تنوي الرحمة هذه المرة!
ستيف (يحدق في آن، وهو بالكاد يستطيع التنفس، عينيه متسعتان بعدم تصديق): “لماذا…؟”
كان لا يزال يشعر بالألم ينهش جسده، لم يكن قادراً على الحراك، لكنه رغم ذلك استطاع رؤية كل شيء… تلك الفتاة التي كانت تقاتله قبل لحظات بكل شراسة، كانت تقف أمامه وتحميه من الموت!
ستيف (بهمس مرتجف، وهو يضغط على قبضته رغم ضعفه): “أنتِ… كان بإمكانكِ تركي أموت وانتهى الأمر…”
آن (تستدير إليه قليلاً، وتتحدث بجدية وثبات): “يا لك من أحمق، هل كنت تعتقد بأنني سأسمح لها بقتلك بعد كل هذا؟ فأنت لم تكن سوى ضحية لديها!"
شعر ستيف بشيء غريب في صدره، شيء لم يشعر به من قبل، كان شعور لم يفهمه تماماً. بدأ قلبه ينبض بسرعة غير طبيعية، شعر بثقل غريب في صدره، وكأنه فقد السيطرة على تنفسه للحظة.
آن (باستغراب): “ماذا؟ لماذا تنظر إلي هكذا؟”
ستيف (يشيح بنظره بسرعة، وهو يتظاهر بأنه لا يبالي): “ليس هناك سبب… فقط… أنتِ غبية، هذا كل ما في الأمر.”
آن (تعبس قليلاً وهي تضع يديها على خصرها): “ما زلت تلقي الإهانات؟ يا رجل، اعتقدت أنك ستشكرني على الأقل بعد أن أنقذتك!”
ستيف (بصوت منخفض، وكأنه يتحدث إلى نفسه): “لم أطلب منكِ ذلك.”
لكن آن ضحكت بخفة رغم الألم الذي كانت تشعر به من جراحها، ثم جلست بجانبه.
آن (بابتسامة ساخرة): “أنت تعلم أنك كنت ستموت، صحيح؟”
ستيف (تحمر وجنتاه من الخجل): “ربما… لكني لا أحتاج فتاة لتحمي ظهري."
آن (وهي ترفع حاجبها بسخرية): “أوه؟ إذاً فأنت تفضل أن تموت كأحمق بدلاً من أن تنقذك فتاة؟”
ستيف (يشعر بوخزة غريبة في داخله، ويحاول إخفاء ارتباكه): “أنا فقط… لم أكن بحاجة للمساعدة.”
آن (تعقد ذراعيها): “غريب، لأنك كنتَ ملقى على الأرض غير قادر على الحركة، وعلى وشك أن يُسحق قلبك مثل الحشرة.”
احمرت وجنتا ستيف أكثر، لكنه حاول الحفاظ على مظهره اللامبالي، فشاح بنظره بعيداً وهو يشعر بانزعاج لم يكن قد اختبره من قبل.
ستيف (بتمتمة خافتة): “حسناً، أنتِ محقة…"
ابتسمت آن بعيون لامعة، وهذا ما جعل قلب ستيف ينبض بشكل أكثر للحظة، شعر بأنه يريد قول شيء، ولكنه لم يستطع العثور على الكلمات المناسبة، فقط حدق بها بصمت لثوانٍ، قبل أن يشيح بنظره مجدداً.
ستيف (وهو ينظر إلى الأرض): “أنتِ مزعجة.”
كانت أنفاس ستيف متقطعة، كل جزء من جسده يصرخ بالألم، كسور متعددة، نزيف من فمه، كدمات في كل مكان، بالكاد كان يستطيع إبقاء عينيه مفتوحتين. قبضت آن على ذراعه وسحبته للأعلى رغم الألم الذي كانت تشعر به، ولفّت يده حول كتفها لتدعمه.
ستيف (بصوت ضعيف ومتألم): “ساروتوبي آن… اتركيني هنا، أنتِ مصابة أيضاً…”
آن (بصوت جاد، ولكن يحمل لمحة من السخرية المعتادة): “أوه، حقاً؟ هل تريدني أن أتركك هنا ليأتي أحدهم وينهي حياتك؟ لا تكن غبياً!”
بدأت آن تتحرك به خارج القاعة، متجهة نحو الممرات المظلمة داخل القصر، خطواتها كانت مثقلة بالإرهاق، لكنها لم تتوقف. كان ستيف يضغط على أسنانه، ولكنه أجبر نفسه على البقاء واعياً، بدأ يشعر بحرارة جسد آن وهي تحمله وهي ترتجف، شعر كيف كانت تتألم ولكنها تتحمل من أجله…
ستيف (بهمس متردد): “أنتِ… غبية.”
آن (تبتسم رغم كل شيء، بينما تستمر في التقدم): “أوه، أعلم ذلك بالفعل، لكنني ما زلت أبدو أذكى منك.”
ستيف: “لماذا… لماذا تفعلين هذا من أجلي؟”
آن (بهدوء ولكن بحزم): “لأنني أؤمن بأن كل شخص يستحق فرصة ثانية.”
تسارعت نبضات قلب ستيف مجدداً، ثم وبحركة مفاجئة، شعر بألم حاد في صدره، جعل جسده يرتخي أكثر عليها، لم يكن يستطيع الصمود، عيناه بدأت تتثاقل.
ستيف (بصوت ضعيف، بالكاد مسموع): “أنا… لم أطلب منكِ هذا…”
كان ستيف يتنفس بصعوبة، ولم يعد يستطيع رفع رأسه، عيناه نصف مغلقتين وكأنه بين الوعي والإغماء.
آن (بهمس وهي تشعر بثقله يزداد): “تشبث بي، لا تفقد وعيك الآن، ستيف!”
لم يرد، فقط أطلق أنيناً خافتاً، مما جعل القلق يتصاعد داخلها، ثم أغمض عينيه ببطء. ولكن آن تذكرت شيئاً، تحركت يدها الأخرى بسرعة نحو قلادتها البنفسجية التي كانت معلقة حول عنقها. هذه القلادة لم تكن مجرد زينة، بل كانت أكثر من ذلك بكثير… تذكرت آن كيف أعطت كوتو لكل واحد منهم هذه القلادة قبل مدة قصيرة وأخبرتهم أنها وسيلة لاستدعائها في حالة الإصابات الخطيرة.
آن (وهي تنظر إلى القلادة): “نحن لن نموت هنا، ستيف.”
بيد مرتجفة قليلاً، قلبت آن القلادة وضغطت على الزر الصغير الموجود خلفها، وبمجرد أن ضغطت عليه، بدأت القلادة تتوهج بضوء خافت، ثم بدأت ترسل نبضات طاقة خفيفة في الهواء، وكأنها ترسل نداءً غير مسموع…
وبعد دقائق قليلة…
بدأت دوامة سحرية تتشكل في الهواء، بأضواء زرقاء متوهجة، ثم اتسعت الدوامة أكثر، وتحولت إلى بوابة سحرية، كان المشهد مهيباً لدرجة أن آن لم تستطع إبعاد عينيها عنه، ثم خرجت منها كوتو! كانت ترتدي معطفها الأبيض الطويل، وتحمل معها حقيبة ضخمة مليئة بالمعدات الطبية، وعيناها كانتا مليئتين بالجدية.
كوتو (وهي تمشي بسرعة باتجاه آن وستيف، تنظر إلى حالته بقلق): “إذا فقد أرسلتم لي إشارة طوارئ بهذه السرعة! ماذا حدث؟”
آن (بأنفاس متسارعة، وهي تكاد لا تستطيع الوقوف من الإرهاق): “حالته سيئة جداً… تعرض ستيف للكثير من الإصابات، لديه كسور في الضلوع ونزيف داخلي!”
كوتو (تحدق في ستيف بسرعة، ثم تضع أصابعها على عنقه لتتحسس نبضه، فتعبس بقلق): “نبضه ضعيف… نحن بحاجة للعمل فوراً!”
فتحت كوتو حقيبتها بسرعة لتخرج المعدات اللازمة، ثم بدأت العمل فوراً، مزقت جزءاً من قميص ستيف حول صدره لتتمكن من فحص جراحه، ثم أخرجت ضمادة طبية ولفت بها مكان النزيف بسرعة.
ستيف (يئن بصوت خافت، يفتح عينيه قليلاً): “آه… اللعنة…”
كوتو (بنبرة جافة، وهي تضغط على الجرح لإيقاف النزيف): “أوه، لقد استيقظت أخيراً؟ هذا جيد، لأنني لم أكن أنوي تخديرك!”
ستيف (يعبس من الألم، ينظر إليها باستنكار): “أنتم… تعذّبون المرضى؟”
آن (تبتسم رغم تعبها، تنظر إليه بسخرية): “تحمّل أيها الأحمق، كنتَ على وشك الموت منذ قليل.”
استمرت كوتو في العمل، أخرجت أدواتها الطبية، ثم بدأت بتضميد جروحه واحدة تلو الأخرى، ورغم الألم الذي كان يعانيه، لم يستطع ستيف إلا أن يشعر بشيء دافئ داخله وهو ينظر إلى آن، تلك الفتاة التي كانت خصمه منذ قليل… ولكنها أصرت على إنقاذه بعد ذلك! بينما كانت كوتو مشغولة بتضميد جراح ستيف، رفعت رأسها للحظة لتنظر إلى آن، وفجأة اتسعت عيناها بصدمة عندما لاحظت الدماء التي تلطخ ملابسها!
كوتو (بصوت غاضب ومليء بالدهشة): “انتظري لحظة… آن، أنتِ تنزفين!!”
آن (تتظاهر بعدم المبالاة، وهي تلوح بيدها): “أوه، هذا؟ لا تقلقي، مجرد خدوش—”
لكن كوتو لم تنتظر حتى تكمل جملتها، فقد اندفعت نحوها وأمسكت بذراعها، ثم فحصت كتفها بسرعة، ورأت بقع الدم تتسرب من أسفل ملابسها.
كوتو (بحدة وهي تضع يديها على كتفي آن بقوة): “خدوش؟ هل تعتقدين بأني عمياء؟ لديكِ كدمات وكسور، وأنتِ مصابة بنزيف داخلي خفيف! اللعنة عليكِ! “لا تتحركي خطوة أخرى، سأقوم بعلاجك الآن، وهذا ليس قابلاً للنقاش!”
آن (تحاول المقاومة): “لكن ستيف—”
كوتو (تقاطعها بنبرة صارمة): “لقد انتهيت من ستيف، الآن دوركِ، لذا اغلقي فمكِ واجلسي مكانك!”
آن (بصوت منخفض وهي تشد قبضتها): “كل هذا… كان بسببي.”
كوتو (تتوقف للحظة، ثم تنظر إليها باستغراب): “ماذا تعنين؟”
آن (تحني رأسها وتتجنب النظر إلى كوتو أو ستيف): “لو لم أقاتله بكل تلك القسوة… لما انتهى به الحال هكذا.”
رفعت كوتو حاجبها، ثم نظرت إلى ستيف الذي كان يحدق بآن بملامح جامدة، لكنه لم يقل شيئاً، أما آن فقد أخذت نفساً مرتجفاً، ثم تابعت بصوت أكثر خفوتاً.
آن: “لقد حطمته… كسرت عظامه، جعلته ينزف… لم أكن أحتاج أن أكون عنيفة إلى هذا الحد، لكنني… فعلت.”
كوتو (بعصبية وهي تضع يديها على خصرها): “أوه، بحق الجحيم، آن! هذا ليس وقت الشعور بالذنب!”
ستيف (يغمض عينيه للحظة، ثم يتحدث بصوت أكثر وضوحاً): “أنتِ لستِ السبب في شيء… كنتِ فقط تقاتلين من أجل الفوز، أليس كذلك؟”
آن (تتردد للحظة، قبل أن تجيب): “لكن—”
ستيف: “لقد قاتلتِ بشرف… ولو لم تفعلي ذلك، كنتُ سأكرهكِ أكثر من الآن.”
آن (تعقد حاجبيها قليلاً): “أنت تكرهني؟”
ستيف (يرمش ببعض الارتباك، ثم يشيح بوجهه عنها): “أوه، لا أعرف، ربما؟”
آن (تبتسم بخفة رغم الألم، وتغمض عينيها للحظة): “حسناً، جيد… لأنني لا أريدك أن تحبني أيضاً.”
ستيف (يفتح عينيه فجأة، يحدق بها قليلاً، ثم يغمضهما مجدداً وهو يزفر بخفة): “أوه، لا تقلقي، هذا مستحيل.”
لكن رغم كلماته الساخرة، شعر بشيء غريب في داخله… شيء لم يستطع تفسيره تماماً. حملت كوتو ستيف بمساعدة آن، ثم فتحت البوابة المؤدية إلى إحدى غرف القصر، كانت الغرفة تحتوي على سريرين.
كوتو (وهي تزفر وهي تضع ستيف على السرير الأول): “هذا الفتى ثقيل بشكل غير طبيعي!”
آن (بتعب، وهي تبتسم بخفة): “أوه، هذا لأنه محشو بالكثير من العناد.”
ستيف (يرد بضعف، عينيه نصف مفتوحتين): “توقفي عن إهانتي… أوه، اللعنة… صدري يؤلمني.”
كوتو (وهي تسحب الغطاء لتغطيه حتى صدره): “بالطبع يؤلمك، لديك على الأقل ثلاثة أضلاع مكسورة، وكدمات لا تحصى، وجروح مفتوحة، هل تتوقع أن يكون الأمر مريحاً؟”
أما آن، فقد كانت قد استلقت على السرير الآخر، وأخذت نفساً عميقاً، تحاول تجاهل الألم في جسدها، شعرت بيد كوتو وهي تضع كمادة باردة على جبينها، مما جعلها تفتح عينيها وتنظر إليها باستغراب، ولكنها تركتها تفحص إصاباتها، كان الألم يزداد وضوحاً مع كل لمسة، لكنها لم تكن تنوي الشكوى، أما ستيف فقد ظل مستلقياً على السرير وهو يراقب بصمت.
كوتو (بصوت هادئ، ولكن صارم): “أما الآن فكفاكما حديثاً، عليكما أن تستريحا إذا أردتما الشفاء بسرعة.”
ستيف (يغمض عينيه، يتمتم بتعب): “فكرة جيدة…”
وفجأة، دوى صرير باب خافت في الغرفة، كان من باب مختلف عن الذي دخلوا منه، دخل الطفل ليونيل ذو الشعر الأسود والعينين الذهبيتين بخطوات مترددة، كانت هذه الغرفة مجاورة لغرفة ستيف التي كان يختبأ فيها، وعندما سمع ليونيل كل هذه الأصوات لم يتردد بفتح الباب ليرى ما يحدث.
ليونيل (بعينين قلقَتين، وهو يهمس): “سـ… ستيف؟”
رفعت آن رأسها فوراً، وكوتو التفتت إليه بدهشة، أما ستيف فقد فتح عينيه ببطء، واتسعت عيناه عندما رأى الطفل.
ستيف (يتمتم بتعب): “لـ… ليونيل؟ ماذا تفعل هنا؟”
ليونيل (يركض نحوه بسرعة): “ستيف ماذا حدث لك؟ هل أنت بخير؟!"
ستيف: "نعم، لا تقلق، ليونيل…"
ليونيل (وعيناه مليئتان بالدموع): “لقد وعدتني… قلت إنك ستخرجني من هنا الليلة… لكنك الآن مصاب بشدة!”
ستيف (يحاول التحدث بصوت ضعيف): “أنا… آسف…”
ستيف (يتنفس بصعوبة، ثم يلتفت إلى كوتو بنظرة جادة رغم ضعفه): “أيتها الطبيبة… يجب أن تعيدي هذا الطفل إلى عائلته، لقد اختطفته تيراكولا لكي تمتص دماءه وتقتله، ويجب عليه أن يعود لعائلته بسرعة.”
كوتو (بصوت جاد): “حسناً، اعتمد علي!"
ليونيل (عيناه تدمعان وهو يبتسم): “ستيف، شكراً لأنك كنت لطيفاً معي… أريدك أن تشكر أكيرا أيضاً، فلولاه لكنت ميتاً الآن!"
ستيف(ربّتَ على رأس ليونيل ثم قال بابتسامة صغيرة): “حسناً… والآن لقد حان وقت الوداع، اعتني بنفسك يا ليونيل.”
ابتسم ليونيل أخيراً، ثم ابتعد عنه ببطء، التفت إلى كوتو وأومأ لها بإشارة استعداد.
كوتو (تنظر إلى آن، ثم تقول بهدوء): “سأتولى أمره، آن، تأكدي من أن هذا الأحمق لا يتحرك أكثر من اللازم.”
آن (بابتسامة ساخرة): “لا تقلقي، سأضربه إن فعل.”
ستيف (يزفر بحدة، ثم يتمتم): “أنا لست أحمق…”
أمسكت كوتو بيد ليونيل الذي كان يسير بجانبها وهو يلقي نظرة أخيرة على ستيف، قبل أن يواصل طريقه إلى الخارج.
يتبع…