أثناء خوض كين لمعركته ضد نيورو، كان آكيو وأكيرا يقاتلان تيراكولا في الجانب الآخر من القاعة. انطلق آكيو بسرعة خاطفة، وكان جسده محاطاً بشرارات البرق، وجه ضربته نحو وجه تيراكولا ولكنها تفادت الهجوم ببراعة، قبل أن توجه خيوطاً دموية حادة نحوه بسرعة!
“تشااااك!”
انحرف آكيو في الهواء بمرونة وسرعة، بينما ظهرت ابتسامة متحمسة على وجهه.
آكيو (بضحكة متهورة): “وااه! تحركاتك سريعة، ولكنني أسرع!”
لوّحت تيراكولا بيدها وجعلت الخيوط الدموية تلتف حول جسد آكيو من الخلف!
“تشااااااك!!”
فجأة، شعر آكيو بالألم! كانت الخيوط تتغلغل داخل جلده وتضغط على عضلاته!
تيراكولا (بابتسامة خبيثة): “لا تحاول، لا يمكنك الهرب من دمائي يا صغير!"
قبل أن تزداد الأمور سوءاً، اندفع أكيرا من الجانب الآخر، كانت عضلات جسمه تزداد حجماً قليلاً، عينيه الحمراوتان تتوهجان بحدة، ومخالبه امتدت إلى أبعد حدودها!
أكيرا (بصوت واثق): “اللعنة، لماذا عليك دائماً أن تكون بهذا الغباء يا آكيو؟!”
“بوووم!!”
انقضّ أكيرا بسرعة مستذئب، وكاد أن يمزق جسد تيراكولا بمخالبه، ولكن جسمها تحول إلى دماء سائلة قبل أن تعود إلى شكلها الطبيعي خلفه!
“تشاااااك!!”
وبحركة خاطفة، غرزت تيراكولا أصابعها داخل جسد أكيرا، وبدأ الدم يتسرب من كتفه، ولكنه كان يكتم الألم!
تيراكولا (بابتسامة ساخرة): “لا يمكنك لمس جسدي، لكنني أستطيع تمزيقك متى أردتُ ذلك، الفرق بيننا كبير جداً يا أكيرا مهما علمتك."
ابتعد أكيرا بسرعة عن تيراكولا وهو ممسك بكتفه النازف، بينما كان آكيو يحاول التحرر من الخيوط الدموية التي التفت حول جسده. رغم ذلك، لم تكن تيراكولا قد أظهرت كل ما تملكه بعد… عيناها الحمراوتان توهجتا أكثر، وابتسمت ابتسامة خبيثة، ثم رفعت يديها ببطء.
تيراكولا (بصوت بارد ومخيف): “لقد سئمت اللعب معكما، الآن حان الوقت لأريكما كيف يبدو الألم الحقيقي! (فاكن الدم – قفص الجحيم الدموي!)"
فجأة، بدأت الأرضية تهتز، وانتشرت شقوق حمراء صغيرة على الأرضية تحت أقدامهم! ثم…
“بوووووم!!!”
انفجرت الأعمدة المصنوعة من الأوعية الدموية من كل الجهات، وشكلت جدراناً سائلة ولكنها حادة مثل السكاكين، شكلت قفصاً مغلقاً من الدماء المتحركة! بينما كان السقف ممتلئاً بخيوط دموية تنبض وكأنها كائن حيّ!
وقتها كانت معركة كين ونيورو قد انتهت، حيث مشى كين تاركاً جسد نيورو الملقى على الأرض بدون وعي، تنهد بخفة ثم توجه إلى طاولة الطعام بخطوات هادئة، على الطاولة وجد صحناً به بعض الخضروات، ومن ضمنها كان فلفل أحمر حار وطازج، توقف كين ثم مد يده والتقط واحدة، ثم وبدون أي تفكير… أخذ قضمة منها.
حرارة الفلفل بدأت تنتشر بسرعة في فمه، ولكنها لم تؤثر عليه على الإطلاق، كان يأكلها كما لو كانت مجرد وجبة خفيفة عادية، وبدا مرتاحاً ومستمتعاً تماماً وهو يأكلها! جلس على أحد الكراسي بينما استمر في قضم الفلفل، وعيناه كانتا تراقبان مشهد القفص الدموي أمامه بكل هدوء.
انطلقت أشواك دموية طويلة من جدران القفص، وكانت تهدف إلى تمزيق أجسادههما إلى أشلاء!تحرك آكيو بسرعة خاطفة وقفز في الهواء، ثم أدار جسده، وسيفه المشحون بالبرق انطلق كوميض من الضوء!
“تشااااااك!!”
وبضربة سريعة، قطع آكيو واحدة من الأشواك الدموية إلى نصفين قبل أن تصل إليه، ولكن لم يكن هناك وقت للاحتفال! من الخلف، انطلقت ثلاثة أشواك أخرى بسرعة مجنونة! فقطعها آكيو بسرعة وعلى وجهه ملامح التوتر. في نفس الوقت، كان أكيرا يتعامل مع الأشواك بطريقته الخاصة، فبدلاً من قطعها، واجهها بقوته البدنية الخارقة!
“بووووم!!”
لكم أكيرا إحدى الأشواك بقوة رهيبة، مما أدى إلى تحطيمها بالكامل، ثم استدار بسرعة وركل الأخرى برجله ومزقها في الهواء!
أكيرا (بصوت واثق، وهو يبتسم بسخرية): “أهذا كل ما لديكِ؟ توقعت منكِ شيئاً أكثر رعباً!”
لكن تيراكولا لم تكن من النوع الذي يُستفز بسهولة… ابتسمت ابتسامة باردة ثم رفعت يدها ببطء، وفجأة، انفجرت إحدى الأشواك المقطوعة وتحولت إلى عشرات الإبر الدموية الصغيرة، واندفعت نحو أكيرا وآكيو من جميع الاتجاهات!
“زززززت! زززززت! زززززت!!”
آكيو بالكاد تفاداها، استخدم سيفه لصد بعضها، ولكن إحدى الإبر مرت بالقرب من رقبته وسببت له جرحاً خفيفاً! أما أكيرا، فغطى وجهه بكفيه، ولكن بعض الإبر اخترقت جلده، وبدأ الدم يسيل من يديه!
أكيرا (بغضب، وهو يضغط على الجرح): “تلك اللعينة… يمكنها تحويل دمائها لأي شكل تريده؟!!”
تيراكولا (بصوت هادئ، وهي تراقبهما باستمتاع): “أوه؟ أنتما ما زلتما واقفين؟ توقعت أن تكونا أكثر هشاشة، ولكن لا بأس… سأستمر في التسلية لبعض الوقت.”
وفي هذه اللحظة، كان آكيو يراقب تيراكولا بعناية، ولاحظ بأن شيئاً ما لم يكن صحيحاً… تيراكولا كانت تتحرك بشكل أبطأ مما كانت عليه في بداية القتال… نظر إلى أكيرا، وتبادلا نظرات سريعة، ثم بدأ الاثنان يتهامسان.
أكيرا (وهو يمسح الدماء عن يده ويهمس): “هل لاحظت ذلك؟”
آكيو (وهو يراقب تيراكولا بعيونه الحادة ويهمس أيضاً): “نعم… كلما استخدمت المزيد من دمائها، تصبح أبطأ ولو قليلاً.”
أكيرا (يبتسم بخبث): “هذا يعني بأنها ليست غير قابلة للهزيمة… فهناك حد لكمية الدم التي يمكنها التحكم بها.”
آكيو (يبتسم بتهور): “وهذا يعني أننا يمكننا إنهاكها حتى تصبح بطيئة كفاية لنوجه لها الضربة القاضية!”
أكيرا (يخفض صوته وهو يراقب تيراكولا): “هذا يفسّر لماذا لم تستخدم كمية كبيرة من الدم منذ البداية… إنها تعرف أن الإفراط في استخدامه سيجعلها أضعف، لهذا استخدمت دمائنا لتغذية السيف. والآن يجب علينا إجبارها على استهلاك بعض من دمائها ونتجنب الهجمات بأسرع ما يمكن."
آكيو (يبتسم بمكر): “هاه، إذاً علينا أن نُشعرها بالخطر… أن نجعلها تعتقد بأنها على وشك خسارة القتال.”
أكيرا: “وهل أنت متأكد بأنك قادر على ذلك أيها الأحمق؟”
آكيو (يضحك بخفة): “اسمع يا أكيرا، أنا قد أكون غبياً، ولكنني لست ضعيفاً. إذا كان هذا يعني أنني سأتمكن من تحقيق حلمي، فسأفعل أي شيء.”
أكيرا (يرفع حاجبه، متفاجئاً بعض الشيء): “وما هو حلمك؟"
آكيو (يبتسم بثقة وهو يضع يده على مقبض سيفه، ثم يرفع صوته ليجعل تيراكولا تسمعه): “حلمي؟ أريد أن أصبح الشوغن الأعظم في هذا العالم!”
تيراكولا التي سمعت كلمات آكيو، نظرت إليه للحظة بصمت… ثم انفجرت ضاحكة!
تيراكولا (بينما تضحك بسخرية): “الشوغن؟! أنت؟! يا إلهي، هل حقاً تعتقد أن طفلاً أحمق مثلك يمكنه تحقيق شيء كهذا؟! لا أصدق بأنني أضيع وقتي عليك!”
آكيو (يبتسم، غير متأثر بسخريتها): “أتعلمين؟ هذا ما يقوله الجميع، لكن الفرق بيني وبينهم أنني سأثبت لهم العكس.”
تيراكولا (لا تزال تضحك وهي تضع يدها على صدرها): “أنت لا تمتلك حتى سيفاً مناسباً! كيف ستصبح الشوغن؟ بسيف سخيف كهذا؟”
آكيو: “يبدو أنكِ قد نسيتي بأنني أتيت هنا لسرقة سيفكِ اللعين والإطاحة بكِ يا تيراكولا!"
توقفت تيراكولا عن الضحك فجأة، ثم نظرت إليه وابتسمت ابتسامة مليئة بالتحدي والغرور.
تيراكولا (بصوت هادئ ولكن خطير): “إذا كنت تظن أنه يمكنك لمس سيفي، فأنت أكثر حماقة مما تخيلت.”
آكيو (يميل رأسه بتهور): “إذن لنرى إن كنتِ تستطيعين منعي من أخذه.”
أكيرا (ينظر إلى آكيو بعينان متسعتان): “هذا الولد مجنون…”
نظرت تيراكولا إلى سيفها الدموي الذي بدأ بالاهتزاز، كان ينبض وكأنه حيّ، وبدأت خطوط حمراء تتوهج عليه، تغذى على القليل من دمائها، وكان الإنزعاج والتوتر واضح على وجه تيراكولا، فهي تعلم بأنها قد فقدت الكثير من دمائها بالفعل، وجسدها بدأ يظهر عليه الإرهاق الخفيف، وإن استمر الأمر على هذا النحو، فستجد نفسها غير قادرة على مواصلة القتال بالقوة نفسها!
آكيو (بابتسامة متحمسة وهو يمسك بمقبض سيفه): “حسناً، حان وقت الحفلة الحقيقية كما تقولين!”
وقف آكيو بثبات، ثم بدأ البرق يتجمع حول جسده بشكل غير معتاد، لم تكن مجرد شرارات عشوائية… بل كانت تتحرك بشكل منظم وكأنها تترابط فيما بينها!
أكيرا (يرفع حاجبه وهو يراقب طاقته): “همم؟ ما الذي تحاول فعله الآن؟”
كانت تيراكولا تراقب بحذر على الرغم من أنها لم تكن متأكدة من ماهية هذه الحركة الجديدة.
تيراكولا (تضيّق عينيها وهي تستعد لأي هجوم): “مهما كان ما تخطط له، فلن ينفعك أمامي!”
وفجأة، اختفى آكيو! أو بالأحرى… أصبح جسده غير واضح تماماً بداخل العواصف الكهربائية السريعة التي أنشأها.
“تشااااك!!”
ظهرت عدة ظلال متحركة من آكيو وهي تدور حول تيراكولا بسرعات جنونية، وكأنها انعكاسات مشوهة له بفعل البرق، وكأن هناك عدة نسخ منه تتحرك حولها دون توقف!
آكيو (صوته يخرج من عدة اتجاهات في وقت واحد): “هل تستطيعين رؤيتي الآن؟ أم أنني مجرد صاعقة خاطفة في عينيك؟”
اتسعت عينا تيراكولا قليلاً، وشعرت بأنها لم تكن قادرة على تمييزه بشكل صحيح! كلما حاولت النظر إلى نقطة محددة، اختفى وظهر في مكان آخر بسرعة خادعة!
تيراكولا (بانزعاج): “هذه مجرد حيلة تافهة، لا يمكن لطفل بمثل عمرك خداعي!”
رفعت تيراكولا يدها وأطلقت موجة من الخيوط الدموية حولها في كل الاتجاهات!
“تشاااااااااك!!!!”
ولكنها لم تصب أي شيء! كان آكيو قد توقع هجومها وقفز في اللحظة المناسبة ليظهر في مكان آخر تماماً، تاركاً وراءه شرارات تشبه انعكاسه!
آكيو (بضحكة ساخرة): “ياااه، أنتِ تخسرين الكثير من دمائك يا مصاصة الدماء، هل بدأتي تشعرين بالدوار؟”
تيراكولا (بوجه متجهم، تشعر أن طاقتها بدأت تتراجع): “تباً لك…!”
في هذه اللحظة، قرر أكيرا الاستفادة من فوضى المعركة.
أكيرا (يغمض عينيه للحظة، ثم يبتسم بثقة): “حسناً، إن كنت تريد اللعب، لن أدعك تلهو لوحدك أيها الأحمق!”
بدأ جسد أكيرا يتحرك بطريقة مشابهة لحركة آكيو، لم يكن يمتلك البرق، ولكنه استخدم سرعته الفائقة وقفزاته الرشيقة لإرباك تيراكولا أكثر! تيراكولا التي كانت تحاول التركيز على آكيو، تفاجأت عندما رأت أكيرا يظهر فجأة بالقرب منها!
“بوووم!!”
وجه أكيرا ركلة خاطفة باتجاهها، لكنها بالكاد تمكنت من تجنبها، ولكن في تلك اللحظة…
“تشاااااك!!”
ظهر آكيو فجأة على الجانب الآخر وهو يوجّه ضربته بنفس التوقيت تماماً.
“بووووم!!”
ارتطم جسد تيراكولا بالهجوم المزدوج! قبضة أكيرا المليئة بالقوة اصطدمت مباشرة بوجهها، مما جعل رأسها يندفع للخلف بعنف، في حين أن صاعقة آكيو اخترقت جسدها، مما جعلتها تشعر بتشنجات قوية تجتاح عضلاتها بالكامل!
“كغخ…!!”
تشنجت عيناها للحظات من الصدمة، فقد كان الألم شديداً، جسدها كان يرتعش من الشرارات الكهربائية، بينما ارتج رأسها بقوة من ضربة أكيرا التي تركت أثراً واضحاً على خدها.
تيراكولا (تتنفس بصعوبة، ووجهها يتلوى للحظة من الألم): “تبا… لَكُما…”
سقطت على ركبتها للحظة… قبل أن تتوقف تماماً عن الحركة… ظنّ آكيو وأكيرا للحظة أن المعركة انتهت… ولكن…
“هاه… هاه… هاهاها… هاهاهاهاهاهاها!!!”
أطلقت تيراكولا ضحكة مجنونة وشريرة، ثم بدأ صوت ضحكتها يرتفع أكثر فأكثر، وكأنها خرجت من أعماق الجحيم ذاته! رفعت تيراكولا رأسها إلى الأعلى وهي تضحك بشدة، شفتيها انفتحتا في ابتسامة مشوهة، بينما بدأت عيناها تتوهجان بلون أحمر دموي أكثر قتامة من السابق!
“هاهاهاهاهاهاهاهاها!!!”
ضحكتها كانت مرعبة، لم تكن ضحكة ألم أو استسلام، بل كانت ضحكة شخص يجد متعة مريضة في المعاناة… بل في كونه يتعرض للأذى!
آكيو (يرفع حاجبه بتوتر وهو يأخذ خطوة للخلف): “إيه…؟ ما بالها هذه المجنونة؟”
أكيرا (يقطب حاجبيه وهو يراقب بحذر): “تباً… هذه الضحكة ليست جيدة على الإطلاق!"
فجأة، رفعت تيراكولا يدها إلى فمها، ومسحت الدم الذي سال منه بسبب ضربة أكيرا… ثم نظرت إلى يدها وهي تقطر باللون الأحمر… وقامت بلعق الدم بأصابعها ببطء…!
تيراكولا (وهي تتذوق دمها وكأنها تستمتع): “آه… هذا الطعم… لذيذ… هذا الشعور… مذهل… لم أشعر بهذا منذ زمن طويل…”
ثم فتحت ذراعيها ببطء، وعينيها المجنونتين تركزت على آكيو وأكيرا…
تيراكولا (بصوت مخيف ومليء بالجنون): “هيا أيها الأولاد… اجعلوني أشعر بالمزيد!!!”
ثم في لحظة، تحركت تيراكولا بسرعة جنونية، وكأن جسدها لم يكن يعاني من الإرهاق على الإطلاق! آكيو وأكيرا بالكاد تمكنا من رؤية تحركاتها، كانت الآن أسرع مما كانت عليه في بداية القتال!
آكيو (بعينين متوسعتين): “مستحيل… لقد فقدت الكثير من الدماء، كيف استطاعت التحرك بهذه السرعة؟!”
أكيرا (يصر على أسنانه وهو يحاول ملاحقة تحركاتها): “لا… إنها تستخدم الألم كوقود… هذا الجنون هو ما يجعلها أقوى!!”
وفجأة، اختفت تيراكولا من مكانها، وفي جزء من الثانية، ظهرت خلف أكيرا!
BOOM!!
وبلمح البصر، كان سيفها المغطى بالدماء يخترق يده اليمنى من الخلف!
“كغخ…!!”
تجمد أكيرا في مكانه، عيناه توسعتا من الألم، شعر بحدة السيف وهي تخترق لحمه!
تيراكولا (بهمس مرعب في أذنه): “أشعر الآن… بأنني حية أكثر من أي وقت مضى.”
أكيرا (يحاول دفعها بعيداً وهو يلهث): “أيتها اللعينة!!"
“بووووم!!”
استدار أكيرا فجأة، وعلى الرغم من الألم، ضربها بيده اليسرى مباشرة على فكها، مما جعل رأسها يندفع للخلف قليلاً، ولكن بدلاً من السقوط… ضحكت مجدداً!!
“هاهاهاهاهاهاهاهاهاها!!!”
لكن فجأة…
“تشاااااااااااااك!!”
انفجار من البرق ضربها مباشرة في جسدها!!
تيراكولا (شهقت بألم وهي تتراجع): “مااااااذا؟!!”
آكيو الذي كان قد اختفى عن الأنظار للحظات، ظهر في الأعلى والبرق المكثف كان يغطي جسده بالكامل!
آكيو (بابتسامة واسعة وهو يشير إليها بسيفه): “إذا كنتِ تستمتعين بالألم، فدعيني أقدم لكِ عرضاً لا يُنسى!”
في تلك اللحظة، بدأ جسد آكيو يتحرك بشكل غير متوقع! كان يدور حولها بسرعة خيالية، تاركاً خلفه ظلالاً كهربائية متكررة مجدداً، كانت هذه نسخة متطورة من تقنيته الجديدة!
تيراكولا (بحنق وهي تبدأ بفقدان أعصابها): “توقف عن الركض أيها الجبان!!”
لكن هذا بالضبط ما أراده آكيو! كل هجوم أطلقته كان يعني المزيد من الدماء المهدرة، والمزيد من الضعف الذي يتراكم عليها دون أن تشعر!
في جزء من الثانية، أدركت تيراكولا أن وضعها يزداد سوءاً. كانت تفقد المزيد من دمائها مع كل هجوم، وأنفاسها بدأت تثقل، ولكن بدلاً من القلق… ابتسمت ابتسامة خبيثة تحمل خبثاً لا حدود له، ثم وحركة خاطفة ومفاجئة، مدت يدها إلى الخلف، وأطلقت موجة من دمائها لتجذب شيئاً كان ممددًا على الأرض… جسد نيورو!
قبل أن يدرك آكيو وأكيرا ما حدث، كان جسد نيورو الفاقد للوعي يطفو في الهواء، تحيط به الخيوط الدموية، قبل أن تسحبه تيراكولا بقوة وتضعه أمامها تماماً كدرع بشري!
“بوووووووم!!!!”
ضربة أكيرا الهائلة التي كان ينوي بها سحق تيراكولا، أصابت جسد نيورو مباشرة!!
“آه…!!”
صرخة ألم مفاجئة خرجت من حنجرة نيورو، رغم أنه لم يكن واعياً بالكامل بعد! جسده ارتطم بالأرض بعنف، تدحرج جسده حتى توقف عند أقدام تيراكولا، وبدأت الدماء تسيل من جرحه أكثر مما كانت عليه قبل لحظات. أما أكيرا الذي كان قد شحن كل قوته في الضربة، أدرك متأخراً ما حدث… وتجمد وجهه بالكامل، عينيه توسعتا وهو ينظر إلى صديقه الملقى على الأرض!
أكيرا (بصدمة لا تصدق): “ن… نيورو؟!!”
شعر وكأن دماغه توقف عن العمل للحظة، فهو لم يكن قد لاحظ أن نيورو قد خسر معركته ضد كين… والآن، هو الذي ضربه بكل قوته!!
“كغخ…!”
شهق نيورو بعنف، وهو يستعيد وعيه ببطء… عيناه كانت نصف مفتوحتين، لكنه بالكاد يستطيع التركيز، بدأ يسعل بشدة، وخرجت دماء جديدة من فمه، مما جعل المشهد أكثر مأساوية.
نيورو (بصوت مبحوح، بالكاد يخرج من حنجرته): “ماذا… حدث…؟”
كان يشعر بأن كل جزء من جسده كان محطماً تقريباً بسبب معركته السابقة ضد كين… والآن، تعرض لضربة مدمرة من أكيرا فوق كل هذا؟! وضعت تيراكولا قدمها على ظهر نيورو بكل برود، ضاغطة عليه بقليل من القوة، فقط لإثارة المزيد من الألم… وابتسمت ابتسامة مريضة.
تيراكولا (بصوت مستفز وبارد): “يا لها من صدفة مؤسفة… يبدو أنك دمرت صديقك العزيز بنفسك.”
شعر أكيرا بقبضته وهي ترتجف، نظر إلى نيورو، الفتى الذي لطالما كان مرحاً وساخراً ويثق بالجميع، تحول الآن إلى جسد محطم بنفسية مدمرة تماماً، وعندها، تحول الذنب في داخله إلى غضب.
أكيرا (بصوت منخفض ولكنه مليء بالتهديد): “أزيلي قدمك عنه حالاً!!"
تيراكولا لم تستمتع إليه، بل زادت من ضغطها قليلاً، مما جعل نيورو يطلق شهقة ألم أخرى.
تيراكولا (بابتسامة خبيثة): “أوه؟ ولماذا أفعل ذلك؟ أنا أحب هذا الوضع كثيراً، كلما كانت فريستي أصغر كلما شعرت بالمزيد من النشوة في تعذيبها!"
شعر أكيرا بالغضب وهو يتصاعد بداخله بشكل لا يمكن السيطرة عليه. ولكن قبل أن يتحرك… آكيو الذي كان يراقب بصمت طوال هذا الوقت، شعر بشيء ينفجر بداخله فجأة. لم يكن مجرد غضب عادي، بل كان شيئاً أعمق… شيئاً يغلي في داخله منذ أن رأى كيف استغلت تيراكولا نيورو بلا أي تردد.
عينيه اللتين كانتا تحملان دائماً بريقاً من المرح والتهور أصبحتا أكثر ظلمة، البرق الذي كان يتراقص حول جسده أصبح أكثر شراسة وأكثر اضطراباً، وكأنه يعكس ما كان يشعر به تماماً!
آكيو (بصوت منخفض لكنه ممتلئ بالغضب المكبوت): “أنتِ مقرفة… تيراكولا.”
لم يكن صوته مرتخياً كعادته، بل كان يحمل شيئاً جديداً لم يكن آكيو يُظهره عادةً… غضب حقيقي. تيراكولا التي كانت لا تزال تضغط قدمها على ظهر نيورو، التفتت لتنظر إليه بنفس الابتسامة الخبيثة.
تيراكولا (بسخرية خبيثة): “أوه، يبدو أن صغيرنا الآخر بدأ يفقد أعصابه أخيراً؟ هل تأثرت إلى هذا الحد؟”
“تشاااااااك!!!!”
انفجر البرق من جسد آكيو بطريقة لم يسبق أن فعلها من قبل! الهواء حوله بدأ بالاهتزاز، الشرارات لم تعد مجرد ومضات… بل تحولت إلى عواصف صغيرة تدور حوله بغضب! كان جسده مشحوناً بالكامل، وكأن كل جزء بداخله يصرخ ويريد أن ينفجر!
آكيو (يصرخ، والغضب يملأ صوته): “أنتِ تستخدميهم كدرع بشري… ولا تشعرين بأي شيء؟!! أليس لهم أي قيمة بالنسبة لكِ؟ أَمجرد كونكِ أقوى منهم يعني أنهم لا شيء؟!”
تيراكولا (بابتسامة هادئة): “بالطبع، لا قيمة لهؤلاء الحثالة عندي.”
ثم وبحركة بطيئة، زادت ضغط قدمها أكثر على جسد نيورو، مما جعل الأخير يطلق شهقة ألم جديدة وهو يسعل المزيد من الدماء!
“غخخ…!”
نظر آكيو إلى نيورو، ذلك الفتى الذي بالكاد يعرفه… لم يكن صديقه، ولم يكن يعرف عنه شيئاً سوى أنه يعمل لدى تيراكولا، ولكن رؤيته لهذا المشهد جعل شيء ما بداخله ينكسر. أغمض آكيو عينيه للحظة ثم فتحهما ببطء، كانت عيناه تشتعلان كوميض البرق في ليلة عاصفة.
آكيو (بهمس خطير): “لا قيمة لهم؟”
ارتجفت قبضته من كمية الغضب التي شعر بها في تلك اللحظة.
“تشاااااااااااااك!!!!”
في غمضة عين، اختفى من مكانه! على الرغم من قوة تيراكولا، بالكاد استطاعت رؤيته يتحرك! في جزء من الثانية، كان أمامها، عينيه كانتا أقرب إلى شبح غاضب من أن تكونا عيني إنسان.
“بووووووم!!!!”
لكمة مباشرة، غير متوقعة، غير مترددة، أصابت وجهها بكامل قوتها! لم تكن مجرد ضربة جسدية… بل كان فيها كل الغضب الذي شعر به، كل الاشمئزاز الذي تراكم داخله منذ أن رآها تحتجز أكيرا في القفص الحديدي حتى غدرت بأكثر شخص كان يثق بها واستخدمته كدرع بشري! لاحظ آكيو كيف تعاملت تيراكولا مع رفاقها كأنهم لا شيء، ولم تهتم حتى بحالتهم الجسدية والنفسية!
اندفع جسد تيراكولا للخلف بقوة! ارتطمت بالجدار الحجري خلفها، حتى الجدار نفسه تشقق تحت تأثير الصدمة! لكن تيراكولا لم تسقط بعد، رفعت يدها ببطء إلى فكها، ثم مسحت الدماء التي سالت من زاوية شفتيها، ثم ابتسمت ابتسامة مليئة بالمتعة الخالصة.
تيراكولا (بضحكة خافتة، ثم بصوت أكثر جنوناً): “أوه… هذا مضحك… أنتَ غاضب؟ أنتَ… غاضب من أجل شخص بالكاد تعرفه؟"
لكن آكيو لم يرد، بل لم يمنحها حتى فرصة للحديث أكثر، في تلك اللحظة، رفع سيفه عالياً، والبرق المحيط به ازداد كثافة!
“تشاااااااااااااك!!”
ومض البرق في كل أنحاء القاعة! وقف آكيو بثبات ثم اتخذ وضعية هجومية مختلفة عن المعتاد، لم يكن يحمل السيف بيد واحدة كعادته، بل أمسكه بكلتا يديه، مما جعل التيارات الكهربائية تتدفق بشكل أقوى على حدّ الشفرة.
آكيو (بصوت منخفض، لكنه يحمل طاقة مخيفة): “أنا لا أهتم بمن يكون نيورو، لا أهتم بماضيه، ولا أهتم إذا كان تابعاً لكِ… لكن هناك شيء واحد أعرفه… أنا أكره أمثالكِ، الأشخاص الذين يستغلون الآخرين كأدوات ثم يرمونهم جانباً عندما يصبحون غير نافعين.”
في غمضة عين، كان آكيو قد قفز واختفى، ثم هبط أمام تيراكولا مباشرة! لكن هذه المرة، لم تكن مجرد خدعة بصرية… هذه المرة، كان السيف يتجه مباشرة نحوها!
“بووووووووووووم!!!!!”
اندفعت صاعقة برق ضخمة من شفرة السيف، تحولت إلى انفجار كهربائي هائل ابتلع المكان بأكمله!تيراكولا لم تستطع تفادي الهجوم بالكامل!! حاولت التراجع، ولكنها شعرت بالكهرباء تمزق الهواء من حولها، شعرها الأحمر القصير تطاير بسبب القوة الهائلة! والصدمة بأن سيف آكيو تمكن من لمسها لأول مرة! توقف الزمن للحظة… ثم تساقطت قطرة من دمها على الأرض.
تيراكولا (بعينين متوسعتين، تحرك أصابعها ببطء نحو كتفها حيث كان مكان الجرح البسيط): “هاه…؟”
لكن… بدلاً من الغضب، بدأت تضحك مجدداً.
“هاهاهاهاهاهاهاهاهاهاها!!!!!”
تيراكولا (بصوت متقطع من الضحك، عيناها تلمعان بجنون): “لقد جعلتني… أنزف؟! لقد… جعلتني أشعر بالألم؟! ياااه، أنت مثير للاهتمام أكثر مما توقعت، يا فتى البرق الصغير!”
لم يكن هناك خوف في صوتها… بل حماس قاتل.
آكيو : “استعدي يا تيراكولا… لأن هذا السيف الذي بيدكِ لن يبقى في مكانه بعد دقيقة من الآن!”
يتبع…