كان آكيو يقف بداخل القفص الدموي والغضب يشتعل في عينيه، أصابعه قبضت على سيفه بقوة، وشرارات البرق كانت تتدفق عبر جسده بعنف. كان يحدّق بتيراكولا وكأنها تجسيد لكل شيء يمقته… كل شيء يحتقره، لقد استغلت رفيقها بلا أي تردد، لم تهتم لحياته أو ألمه، فقط استخدمته كدرعٍ بشري ثم رمته كما لو كان لا شيء!

“تشاااااااك!!”

في غمضة عين، اختفى آكيو من مكانه، ثم تحرك بسرعة أشبه بالبرق نفسه، وبثانية واحدة كان أمام تيراكولا، عيناه تضيقان بحدة وهو يرفع سيفه ليهجم عليها بكل قوته!

“بوووووم!!!”

اندفع جسد تيراكولا للخلف بسبب قوة الهجوم! ولكنها لم تسقط، بل قامت بتدوير جسدها في الهواء وهبطت برشاقة.

تيراكولا (تمسح الدم من على شفتيها وهي تبتسم بسخرية): “ياااه، لديك غضب جميل… أنا أحب هذا النوع من العواطف.”

آكيو (يصرخ بغضب): “اخرسي!!”

قفز نحوها مجدداً، وبدأ يتحرك في جميع الاتجاهات بسرعة لا تصدق!

“تشااااك! تشااااااك!! بووووم!!”

كانت تيراكولا تستخدم دماءها كدرع يقيها من هذا الهجوم، وهذا ما كان يجعلها تخسر الدماء في كل ثانية، ولكنها لم تكن غبية…

“تشااااااك!!”

أطلقت تيراكولا مجموعة من الخيوط الدموية الدقيقة، وبمجرد أن حاول آكيو توجيه ضربة جديدة، التفّت الخيوط حول معصمه ورقبته!

آكيو (بعينين متسعتين): “ماذا؟!!”

لم يكن لديه وقت للهرب! فقد سحبته نحوها بأقل من ثانية!

تيراكولا (وهي تبتسم ابتسامة متعطشة للدماء): “حان وقت تذوّقك!”

قبل أن يتمكن آكيو من فعل أي شيء، انغرست أنياب تيراكولا مباشرة في عنقه!!

“تششششش!!!”

شعر آكيو بالصدمة وهي تجتاح جسده، ولكن شيء ما لم يكن طبيعياً.

تيراكولا (بعينين متوسعتين): “م… ماذا…؟!”

اتسعت عيناها فجأة، جسدها بدأ يرتعش، فتحت عينيها على وسعهما وكأنها تذوّقت شيئاً غير متوقع على الإطلاق!! دماء آكيو… كانت لذيذة!! لكنها لم تكن مجرد لذيذة… كانت ألذ من أي دماء قد ذاقتها في حياتها!! شعرت تيراكولا بطاقة شديدة تجتاح جسدها، وكأن كل نقطة من دمه كانت مشبعة بطاقة لا يمكن وصفها!

تيراكولا (بعينين مليئتين بالذهول): “هذا… هذا لا يُصدق…!”

عقلها لم يستوعب الأمر للحظات… لماذا دماؤه بهذه الروعة؟! لماذا هذا الطعم الذي لم تتخيله من قبل؟! لم تكن ترغب في التوقف! أرادت المزيد! أرادت أن تشرب حتى آخر قطرة!!

تيراكولا (بعينيها المتوهجتين بجنون، لسانها يمر على شفتيها ببطء): “دماؤك… لذيذة… لذيذة بشكل لا يُصدق! لم أتذوق شيئاً كهذا في حياتي!!”

كانت عيناها تتسعان أكثر وكأنها أصبحت في حالة نشوة، لم تستطع السيطرة على نفسها، فقبضت على جسد آكيو بقوة، وغرست أنيابها بشكل أعمق!

آكيو (يئن من الألم، يصر على أسنانه): “اللعنة!!”

أكيرا الذي كان يراقب المشهد بصدمة، لم يستطع الوقوف مكتوف اليدين أكثر! قبض على مخالبه بقوة، ثم اندفع نحو تيراكولا بسرعة جنونية!

أكيرا (يصرخ بغضب): “أبعدي أنيابكِ عنه حالاً أيتها الـ…”

“تشااااااك!!”

بمجرد أن اقترب أكيرا، انطلقت خيوط دموية من جسد تيراكولا وأحاطت بجسده بالكامل! قامت الخيوط بتثبيته وضغطت على عضلاته بقوة لدرجة أنها منعت تدفق الدم في بعض أطرافه! شعر أكيرا وكأن أطرافه كانت تتعرض للتمزيق من الداخل، لم يستطع التحرك… لم يستطع حتى أخذ نفس كامل!

تيراكولا (وهي تبتسم بينما لا تزال تعض آكيو): “ليس الآن يا أكيرا… لا يمكنك مقاطعتي بينما أتلذذ بوجبة شهية كهذه."

بدأت أعراض فقدان تدفق الدم تظهر على أكيرا! أصابعه بدأت تتحول إلى اللون الأزرق قليلاً، ساقيه كانتا ترتجفان، شعر بأن قوته تتلاشى مع كل ثانية تمرّ.

لكن فجأة…

“لاااا…!!”

صوت آخر تردد في القاعة! شخص ما كان يحاول التحرك رغم حالته المزرية… نيورو! على الرغم من الإصابات والجروح العميقة في جسده، إلا أنه كان يحاول الوقوف!

نيورو (يتنفس بصعوبة، يضع يده على الأرض ويحاول رفع جسده الممزق): “أتركي… أكيرا…”

كانت ساقاه ترتعشان، بالكاد يستطيع التحرك، لكنه مع ذلك أجبر جسده على الوقوف! نظر إلى تيراكولا وعيناه كانتا مليئتين بالغضب والألم.

نيورو (بصوت مبحوح، لكنه مليء بالمشاعر): “أنتِ… تستخدمينهم تماماً كما استخدمتِني…”

تيراكولا (تبتسم بسخرية وهي تضع يديها على خصرها): “وما المشكلة في ذلك؟ لقد كنت عديم الفائدة بعد أن فقدت وعيك، لذلك استخدمت جسدك لحماية نفسي، أليس هذا طبيعياً؟”

كان كلامها سهلاً بالنسبة لها، لكن نيورو شعر وكأن صدره ينغرس بسكين حاد، لم يكن يتوقع أكثر منها… لكنه مع ذلك، شعر بالألم.

أكيرا (يحاول استجماع قوته، وعيناه تضيّقان بغضب وهو ينظر إلى نيورو): “تباً… لا تتحرك أيها الأحمق! حالتك سيئة!”

لكن نيورو لم يستمع، بل بدأ يسير ببطء، رغم أن كل خطوة كانت تُشعره بألم جحيمي. رفع يده المرتجفة ووجهها نحو تيراكولا، على الرغم من أنه بالكاد يستطيع الوقوف.

نيورو (بصوت منخفض، لكنه ثابت): “لن أدعكِ تؤذي أي شخص آخر!”

تيراكولا (تتوقف للحظة، ثم تقول بصوت ناعم): “أوه؟ وأنت تظن بأنك قادر على منعي؟ أنت لا تستطيع حتى الوقوف بشكل صحيح!”

ولكن فجأة، وميض ناري ظهر في القاعة!!

“بوووووم!!!!”

شيء ما قطع بعض أوتار القفص الدموي! نظرت تيراكولا بسرعة نحو مصدر الوميض الناري، والمفاجأة الكبرى أنه كان كين! كان يقف خارج القفص قبل لحظات، والآن وفي رمشة عين، أصبح بداخل القفص!

كين (وهو يميل رأسه قليلاً): “أتعلمين؟ كنت أستمع لقتالكم في الخارج طوال هذا الوقت، وبدأت أشعر بالملل لأنني لم أكن أستطيع رؤيته من كثرة الحواجز، لم أكن أنوي التدخل، ولكنكِ أصبحتِ مقرفة فجأة.”

“كح… كحخ…!”

كان نيورو يسعل بقوة، وعيناه بالكاد تستطيعان التركيز على شيء أمامه، ولكن على الرغم من ذلك، كان يحاول الوقوف مجدداً.

أكيرا (يختنق، وعيناه تزدادان ظلمة): “نـ..نيورو!!”

أما تيراكولا التي كانت لا تزال تمسك برقبة آكيو، أبعدت فمها عن رقبته بعد أن رأت تدخل كين.

تيراكولا (تلعق شفتيها الملطختين بالدماء ببطء، تبتسم بخبث): “أوه… وأخيراً انضم الأمير الصغير إلى الحفلة.”

لكن كين لم يبدُ مهتماً بكلامها على الإطلاق، فقد مشى بخطوات هادئة حتى وصل أمام نيورو.

“بووووووم!!!!”

لَكَمَ كين نيورو على وجهه بكل وحشية وجعل رأسه ينحرف بعنف للخلف!!

“كغخ!!”

سقط نيورو على الأرض بدون أي مقاومة وفقد وعيه مباشرةً! القاعة أصبحت صامتة للحظة… حتى تيراكولا نفسها توقفت عن الحركة، نظرت إلى كين بعيون متسعة قليلاً وكأنها لم تتوقع أن يفعل ذلك بهذه البساطة.

آكيو (يحاول التقاط أنفاسه بعد أن تحرر): “مـ… ما…؟!”

حتى أكيرا وعلى الرغم حالته، بالكاد استطاع فهم ما حدث، أما كين، فقد اكتفى بتنظيف قبضته من الدماء، وكأن الأمر لم يكن شيئاً يستحق التفكير فيه.

كين (وهو يميل رأسه قليلاً ببرود شديد): “قطعة الخردة تلك قد انتهى استعمالها، أليس كذلك يا تيراكولا؟"

تيراكولا (تبتسم ببطء، تضع يدها على خاصرتها): “هاه… مثير للاهتمام حقاً…”

ثم أخذت نفساً عميقاً قبل أن تبدأ بالضحك.

تيراكولا (بضحكة خافتة تتحول إلى قهقهة مجنونة): “هاهاها… يا إلهي… لم أكن أتوقع هذا… أنت… أنت تشبهه تماماً…”

كين لم يرد، لكنه رفع حاجبه بخفة، وكأنه يسألها دون أن يتكلم.

تيراكولا (تقترب ببطء، تحدق به بعيون تلمع بالجنون): “القسوة… البرود… حتى ملامح وجهك الباردة تلك، إنها تذكرني بشخص واحد فقط…”

ابتسمت بسخرية، ثم اقتربت أكثر حتى أصبح وجهها على بعد سنتيمترات منه، همست بصوت منخفض ولكنه مخيف.

تيراكولا: “أنت نسخة مصغرة من سيروس.”

توسعت عينا كين من ما قالته تيراكولا، وظل صامتاً للحظة.

كين (بصوت هادئ، لكنه مخيف في الوقت ذاته): “ماذا قلتِ؟!"

تيراكولا (وهي تحدق في عينيه الرماديتين): “لا أحد في هذا المكان يستطيع إنكار ذلك… كاريزما قاتلة، وسامة مظلمة، وقلب بارد… من المفترض أن تكون ابن سيروس وليس ابن أخيه!"

حدّق كين في تيراكولا بنظرة متجمدة، عيناه الرماديتان تضيقان تدريجياً، وكأن كلماتها كانت تغوص بداخله كالسكاكين، قبل أن ينخفض حاجباه ببطء… ثم شيء ما تغير في تعبيره، أصبح مظلماً ومشحوناً بطاقة قاتلة.

كين (بصوت منخفض لكنه مليء بالغضب المكتوم): “اخرسي، لا تقارنيني مع ذلك الوغد مجدداً!"

لكن تيراكولا لم تتوقف، بل اقتربت منه أكثر، وكأنها تستمتع بهذا الشر المتولد في عينيه.

تيراكولا (بابتسامة مليئة بالسخرية والخبث): “ما الأمر؟ ألم تعجبك الحقيقة؟ يا سيروس الجيل الجديد؟"

كين (بصوت أكثر ظلمة، وعيناه تشتعلان خطورة): “قلتُ لكِ اخرسي!!”

تيراكولا: “هاهاها!! لا، لن أصمت، لأنني لم أرَ في حياتي تشابهاً بهذا الوضوح! كل شيء فيك يصرخ بأنك وريثه الحقيقي، طريقته في النظر للآخرين بدون اهتمام، تلك النظرة الباردة، ذلك التعطش للدماء والقتل، وكأنك نسخة معدّلة منه!”

وفجأة… وقبل أن تكمل كلامها، كان سيف كين الناري قد انغرس في صدرها! اتسعت عينا تيراكولا بصدمة! لم تستطع حتى رؤية متى تحرك، لم تستطع حتى إدراك كيف وصل أمامها بهذه السرعة، ولكنها سرعان ما شعرت بالألم!

“كغخ…!”

تدفق الدم من فمها، بينما كانت تحدق في السيف المشتعل المغروز في صدرها، الحرارة كانت لا تُحتمل، اللهب يلتهم جسدها من الداخل، ولكن رغم كل ذلك… لم تسقط.

كين (بصوت هادئ، لكنه مملوء بالغضب القاتل): “أنا… لا أشبهه أبداً، ولن أشبهه!!"

تيراكولا (بصوت ضعيف لكنه مليء بالسخرية): “… ههه… إذاً لماذا أنت غاضب؟ إذا لم يكن كلامي صحيحاً، لماذا تحترق داخلياً؟”

كين لم يتحدث، بل دفع السيف أكثر داخل جسدها، مما جعل المزيد من الدماء تسيل على ملابسه، ولكن فجأة…

“كح… كحخ…!”

تراجع كين خطوة وأخرج السيف من جسد تيراكولا، ثم نظر إلى أكيرا، حالته كانت تزداد سوءاً! الخيوط الدموية التي تحيط به بدأت تضغط أكثر على عضلاته، أصابعه كانت زرقاء بالكامل، وبدأ يفقد توازنه تماماً!

آكيو (بصوت يملؤه القلق، وهو يحاول الوقوف): “أكيرا!! تباً، يجب علينا إنقاذه!"

اشتعلت نيران كثيفة من تحت قدمي كين وحول جسده بالكامل! ثم في لحظة، اندفعت النيران نحو الخيوط الدموية التي تقيد أكيرا!

“تشششششششششش!!!”

بدأت الخيوط تحترق! وبعد لحظات، تحرر أكيرا! سقط جسده على الأرض وهو يلهث بصعوبة، لكنه كان قادراً على الحركة مجدداً.

أكيرا (بصوت ضعيف لكنه ممتن): “كين، تباً لك، لم أكن أريدك أن تتدخل، أنا وآكيو نستطيع إسقاطها بمفردها!"

كين: “لقد كنت على وشك الموت أيها الأحمق.”

تيراكولا كانت لا تزال واقفة، الدماء تتدفق من صدرها حيث اخترقه سيف كين، وضعت يدها على الجرح، ثم نظرت إليهم.

تيراكولا (بصوت ضعيف، لكنها لا تزال تبتسم): “أوه… أنتم حقاً أطفال مزعجون…”

آكيو (بابتسامة متحمسة، وهو يرفع سيفه): “حسناً، أعتقد أننا دخلنا الآن في المرحلة الأخيرة، أليس كذلك يا مصاصة الدماء المقرفة؟"

تيراكولا (بابتسامة مشوهة): “هاه؟ … يا صغار… أنتم لم تواجهوا بعد… الجانب الحقيقي مني.”

وفجأة…!

“تشاااااااااااااااااااااااااااااااااااك!!!!”

انفجرت طاقة دموية من جسدها! الجدران اهتزت، الدماء التي كانت على الأرض بدأت تتحرك وكأنها امتداد لجسدها، وتحولت إلى أذرع حادة انطلقت بسرعة نحو الثلاثة في وقت واحد!

آكيو (يبتسم بحماس وهو يقفز): “أوه، بدأت الأمور تزداد حماسة!”

كين (وهو يرفع سيفه ويشحنه بالنيران): “اقضوا عليها بسرعة ولا تتركوا لها وقتاً لتستعيد دمها!”

كان آكيو يتحرك بين الأذرع الدموية بسرعة البرق، جسده كان مجرد ومضات كهربائية لا يمكن تتبعها، وسيفه كان يقطع الأذرع في لحظة قبل أن تتشكل من جديد! أما كين فكان يحرق كل شيء يلمسه! كل نقطة دم تحاول الاقتراب منه كانت تتبخر قبل أن تصل إليه! أكيرا استخدم قوته البدنية لضرب الأذرع القادمة نحوه وتحطيمها قبل أن تصل إليه!

“بوووووووم!!!!”

ثلاثتهم هاجموها في وقت واحد، لكن تيراكولا كانت تقاتل بأقصى قوتها، الدماء كانت تتدفق من فمها، ولكنها كانت لا تزال تقاوم.

آكيو (يهمس بسرعة): “لحظة… هذا غريب!”

أكيرا (بغضب): “ما الذي تتحدث عنه؟!”

آكيو (بعينين تلمعان بدهاء): “إنها لا تعيد امتصاص دمائها كما كانت تفعل سابقاً!”

كين (يضيق عينيه، ثم يفهم على الفور): “نعم، لقد استهلكت أكثر مما تستطيع تحمله.”

تيراكولا كانت تتنفس بصعوبة، يداها كانتا ترتعشان، وعيناها الحمراوتان أصبحتا أكثر قتامة… لقد فقدت الكثير من دمائها بالفعل، لدرجة أن جسدها بدأ يتباطأ أكثر!

كين (بصوت منخفض، لكنه مليء بالثقة): “حان الوقت لإنهاء هذا.”

ثم… تحرك الثلاثة في وقت واحد!

آكيو ظهر خلفها فجأة، وضربها بسيفه المشحون بالبرق، مما جعل جسدها يتشنج!

كين تقدم من الأمام، وسيفه المشتعل وجه لها طعنة على جانبها الأيسر!

أكيرا استغل الفرصة، وانطلق بقبضته مباشرة نحوها ويوجهها نحو جسدها النازف!

“بوووووووووم!!!!”

تلقت تيراكولا الضربات الثلاث في وقت واحد!!!

ارتج جسدها بالكامل، عينها كانت تحمل الصدمة الخالية من الابتسامة لأول مرة…!!

توقفت تيراكولا عن الحركة للحظة، حدقت في الثلاثة أمامها، جسدها كان يرتعش، الدماء تنزف بغزارة من الطعنة التي وجهها كين إلى جانبها، ومن ضربة آكيو الكهربائية التي شلّت أطرافها للحظات، ومن اللكمة الوحشية التي تلقتها من أكيرا مباشرة في موضع الجرح.

تيراكولا (بهمس ضعيف، وصوتها يخرج متقطعاً): “هذا… مستحيل…”

ركبتاها ارتختا… ثم سقطت على الأرض على ركبتيها، وأمسكت بالجرح الذي فتحه كين.

“كغخ…!”

تدفق الدم من فمها، ولكنها لم تكن غاضبة هذه المرة… بل ضحكت ضحكة ضعيفة، لكنها كانت لا تزال مليئة بالسخرية حتى في أسوأ حالاتها.

تيراكولا (وهي تسعل دماءً، وعيناها مليئتان بالإرهاق): “أنتم… أوغاد بالفعل… هل تعلمون ذلك؟”

لم يجبها أحد، كانوا جميعهم يحدقون بها بصمت، يراقبون جسدها الذي أصبح هزيلاً أكثر من أي وقت مضى.

تيراكولا (بابتسامة ساخرة، وهي ترفع رأسها ببطء لتحدق بكين مباشرة): “وأنت… يا فتى النار… أتعلم؟ أنت أكثر شخص ممتع صادفته في حياتي الطويلة.”

ثم وببطء، حولت نظرها نحو آكيو.

تيراكولا (بصوت متقطع، لكنها لا تزال ساخرة): "وأما أنت… يا فتى البرق… دماؤك… كانت رائعة… مذهلة… مختلفة عن أي شيء تذوقته في حياتي… كم هذا مؤسف… لو كنت ملكي، لكنت أبقيتك إلى جانبي…”

ضحكت بخفة، ثم بدأت عيناها تفقد بريقها ببطء، وكأن جسدها لم يعد قادراً على تحمل النزيف المستمر.

تيراكولا (بهمس خافت، بالكاد يُسمع): "لكن للأسف… أنتم لستم لي… والآن… لقد حان وقت ذهابي إلى الجحيم…"

سقط جسد تيراكولا على الأرض وفقدت الوعي بلا حراك، ولكنها كانت ما تزال تبتسم!

آكيو (وهو يزفر، ثم يبتسم بسخرية متعبة): “هاااه… انتهى الأمر… أليس كذلك؟”

تقدم آكيو بخطوات هادئة، ووقف فوق جسد تيراكولا الذي لا كان يزال ينزف، ثم مدّ يده نحو سيف سانغوينيس الملقى على الأرض… كان السيف لا يزال نابضاً بالحياة، ولكن مع خسارتها، فقد الكثير من بريقه المعتاد.

آكيو (بصوت منخفض، وعيناه تلمعان): “هذا السيف أصبح ملكي الآن.”

أمسك آكيو السيف بقوة، ثم نظر إلى جسد تيراكولا للحظة… ثم وبكل بساطة، أنزله مباشرة إلى صدرها!

“تشااااااااااااك!!!”

اخترق السيف جسدها مرة أخرى… في نفس الموضع السابق. ولكن هذه المرة… بدأ السيف يتوهج بلون دموي أكثر قتامة!

أكيرا (بتعب، وهو يعقد ذراعيه): “حسنًا… لم يكن هذا ضرورياً، ولكنها تستحقها.”

آكيو (يبتسم بخفة، وهو يراقب السيف وهو ينبض): “ياااه، هذا الشيء حي بالفعل، أشعر وكأنه يشرب كل شيء!”

بدأ لون السيف يصبح أكثر عمقاً، وأصبح أثقل في يد آكيو… وكأن قوته الحقيقية بدأت بالاستيقاظ! نظر كين إلى السيف للحظات… ثم صرف نظره عنه.

كين (بصوت منخفض): “لا تتركه يسيطر عليك.”

آكيو (بابتسامة مستفزة): “هاه؟ هل تقلق عليَّ يا كين؟ لم أكن أعلم أنك تهتم بي لهذه الدرجة!”

كين (يتجاهله، ثم ينظر إلى جسد تيراكولا): “يجب أن نخرج من هنا.”

وضع كين يده في جيبه ثم أخرج سيجارة وأشعلها بهدوء، وضعها في فمه وأخذ نفساً عميقاً، وعيناه الرماديتان تراقبان جسد تيراكولا بلا اهتمام.

كين (بصوت منخفض، وهو ينفث الدخان ببطء): "هذا المكان أصبح مملاً.”

استدار كين واستعد للمغادرة، لكنه فجأة سمع “طاااااخ!!” صوت سقوط شخص ما على الأرض!!

التفت بسرعة، ليجد آكيو قد انهار بالكامل على الأرض!

كين (يرفع حاجبه ببرود): "يبدو أنه استسلم لإصاباته الآن."

لكن الصدمة لم تنتهِ عند هذا الحد، بل بعد ثانيتين فقط…

“بوووف!”

سقط أكيرا أيضاً بجانب آكيو!!

كين (يتوقف عن التدخين للحظة، يحدق بهما بوجه متجمد): "أنت أيضاً؟! حسناً، هذا طبيعي، لقد كاد ذلك الشقي أن يختنق قبل دقيقتين!"

وقف هناك للحظات، يحدق في الأجساد الأربعة الملقاة أمامه، آكيو وأكيرا ونيورو وتيراكولا، جميعهم كانوا منهكين تماماً، جروحهم لا تزال تنزف، أنفاسهم ثقيلة، وليس هناك أدنى فرصة أن يستطيع أي منهم التحرك قريباً.

كين (ينفث الدخان وهو يمرر يده على رأسه بانزعاج واضح): "حسناً… اللعنة عليكم جميعاً.”

نظر إليهم مجدداً، ثم أطلق زفرة ثقيلة وهو يبدأ بشق طريقه لحملهم واحداً تلو الآخر. رفع أكيرا على كتفه الآخر، ثم أمسك بنيورو وسحبه من ملابسه وكأنه حقيبة مهترئة!

كين (وهو يزفر بانزعاج، بالكاد يستطيع حمل الثلاثة فوقه): ."كم هذا سخيف…”

كان يعرج قليلاً بسبب الوزن، ثم فجأة، حرّك يده ليضغط على القلادة السحرية حول عنقه، كان ينوي استدعاء كوتو لمساعدته، ولكن قبل أن يفعل ذلك… انفتح باب القاعة بعنف، وصوت خطوات سريعة تردد في المكان، قبل أن تظهر كوتو عند المدخل!

كوتو (بعينين متوسعتين، وهي تحدق بالمشهد أمامها بصدمة): "ماذا… حدث هنا؟!”

وقفت كوتو للحظات وهي تتأمل الفوضى العارمة أمامها… الدماء التي لطخت الأرضية، القفص الدموي المحطم، جسد تيراكولا المطعون، آكيو وأكيرا ونيورو المغمى عليهم، وأخيراً، كين الذي كان يقف في وسط كل هذا، وهو يحمل ثلاثة أجساد ممزقة وكأنه قد خرج من وسط الجحيم!"

كين (يرفع حاجبه ببطء): "هاه؟ ولكنني لم أستدعيكِ بعد!"

كوتو (وهي تسرع نحوهم وتمسك بحقيبتها الطبية): "لا وقت للشرح، يجب علي معالجتهم فوراً!”

رمت كوتو حقيبتها على الأرض وبدأت تفحص آكيو وأكيرا، ثم التفتت إلى نيورو الذي كان لا يزال غائباً عن الوعي وهو مغطى بالكدمات والجروح العميقة.

كوتو (وهي تضغط على جبهتها بإحباط): "يا إلهي… أنتم مجرد كومة من العظام المكسورة واللحم الممزق! لا أصدق بأنكم لا تزالون أحياء حتى الآن!!"

لم يقل كين شيئاً، بدأت كوتو العمل بسرعة، أخرجت بعض الأدوات الطبية وبدأت بتنظيف الجروح العميقة لأكيرا أولاً، كان فاقداً للوعي لكن تنفسه كان مستقراً، وإن كان ضعيفاً. نظرت إلى جسده المليء بالخدوش والطعنات والخيوط الدموية التي لا تزال عالقة ببعض أجزاء جلده.

كوتو (وهي تتنهد): "يبدو أن هذا الفتى تعرض لأنواع كثيرة من الإصابات."

ثم التفتت إلى آكيو، الذي رغم فقدانه للوعي، كان لا يزال يمسك بسيف سانغوينيس، رفعت حاجبها، ثم حاولت إزاحته ببطء، لكنه كان أثقل مما بدا عليه.

كوتو (بصوت مندهش): "هاه؟!"

لكن لم يكن لديها وقت للقلق بشأنه الآن، لذا ركزت على وقف النزيف من الجروح المنتشرة على جسده، ثم قامت بلف الضمادات بسرعة فائقة، وكأن يديها كانتا تتحركان تلقائياً.

أما نيورو، فقد كان في حالة أسوأ من الجميع، لكنه كان لا يزال على قيد الحياة وبالكاد يتنفس، كان جسده يرتجف قليلاً، ووجهه شاحباً للغاية. وضعت كوتو أصابعها على رقبته، وشعرت بنبضه الضعيف جداً.

كوتو (وهي تضغط على صدر نيورو، تحاول وقف النزيف): "اللعنة… هذا الفتى أسوأ حالاً منهم جميعاً! إن لم أوقف النزيف الآن، سيموت خلال دقائق!! ما نوع القتال الذي خاضه حتى ينتهي به الأمر هكذا؟! من الوحش الذي فعل به كل هذا؟!”

لكن لم يكن هناك وقت للأسئلة الآن، كان عليها أن تعالجه بسرعة! أخرجت خيط الجراحة والإبرة، وبدأت بخياطة الجروح العميقة في صدره، لكنها عرفت أنها حتى لو أوقفت النزيف، فقد خسر نيورو الكثير من الدماء بالفعل.

نظر كين إلى المشهد بصمت، وشعر بانقباض غريب في صدره وهو يرى حالة نيورو… لم يظهر ذلك على وجهه، ولكن داخله كان مضطرباً. لم يكن ينوي قتله… لكنه تركه في هذه الحالة المزرية، وساءت حالته أكثر بعد أن داست عليه تيراكولا وتلقى لكمة أخرى من كين، لهذا، لم يستطع كين البقاء مكتوف الأيدي أكثر.

كين (يتحرك فجأة ويجلس بجانب كوتو، يتحدث بجدية): "ماذا تحتاجين؟ سأساعدك.”

كوتو (تتفاجأ للحظة، لكنها تستمر في خياطة الجرح وهي تتحدث بسرعة): "أمسك بهذه الضمادة واضغط هنا! يجب أن نوقف النزيف في جانبه الأيسر، أي تسرب إضافي للدم قد يقتله!”

ضغط كين على الجرح كما طلبت منه، وشعر بحرارة الدم على أصابعه، ولكنه لم يبالِ، فكان عليه فعل شيء.

كوتو (بنبرة قلقة وهي تحاول التركيز): "حتى لو أوقفنا النزيف… لقد فقد الكثير من الدماء، يحتاج إلى نقل دم فوري وإلا سيموت بسبب نقص الأوكسجين في أعضائه الداخلية!”

كين (بهدوء، ولكن بصوت حازم): "استخدمي دمي.”

كوتو (تتوقف للحظة، تنظر إليه بعدم تصديق): "هاه؟!"

كين (بعينين حادتين، لا يبدو عليه أنه يمزح): "قلت لكِ خذي دمي وانقذيه، فصيلة دمي هي O-، أستطيع التبرع لأي شخص!"

كوتو (تعقد حاجبيها، ثم تهز رأسها):"لا، هذا مستحيل! أنت مدخن، دمك مليء بالنيكوتين والسموم، لا يمكنني المخاطرة بنقل دمك إليه!”

كين (يزفر بغضب، ثم يرفع صوته بشدة): "لا يهم!! فقط خذيه!!”

كوتو (تحدق به للحظة، تشعر بحدة نبرته… ثم تزفر وهي تضغط على جبينها): "اللعنة، هل تعتقد أن الأمر بهذه البساطة؟! أنا الطبيبة هنا، وأقول لك إن دمك غير مناسب!”

كين (يصرخ بغضب، لكن صوته يحمل شيئاً أشبه بالذنب العميق): "هو سيموت إن لم يحصل على دم، أليس كذلك؟!! لا يهم إن كان دمي سيئاً، ستكون لديه فرصة للعيش على الأقل!!”

لم تتوقع كوتو بأن ترى كين بهذا الإصرار… شيء ما في صوته كان مختلفاً، وكأنه يشعر أنه المسؤول عن هذا الوضع، ولكن على الرغم من ذلك، كانت تعرف أن الطب لا يسير بالعواطف.

كوتو (بصوت أكثر هدوءاً ولكن حازم): "كين… أقدر أنك تريد مساعدته، ولكن لا يمكنني المجازفة، سنجد بديلاً…"

لم ينتظر كين أي رد من كوتو، بل استدار بسرعة واندفع خارج القاعة! كان جسده يتحرك بغريزته، لم يكن يفكر، لم يكن يستوعب، فقط أراد أن يفعل شيئاً… أي شيء. خرج من القصر بسرعة، وشعر بالهواء البارد يضرب وجهه، وبمجرد أن وصل إلى الفناء الخارجي… تجمدت مجموعة من البشر عند رؤيته! كانوا لا يزالون هناك، ربما كانوا في انتظار أوامر جديدة من تيراكولا ليعودوا إلى الحفلة لاستكمال مراسمها، ولكن ما إن ظهر كين أمامهم، حتى شعروا وكأن الموت نفسه قد خرج ليأخذ أرواحهم!

“إنه… إنه هو!!!”

كانوا يرتجفون ويتراجعون خطوة بعد خطوة، ولكن كين لم يمنحهم أي فرصة للهرب.

“تشااااااااااااك!!!”

اشتعل سيف كين الذي في يده، وعيناه الرماديتان كانتا تلمعان بحدة قاتلة.

كين (بصوت منخفض ولكنه مليء بالتهديد): "إذا حاول أي واحد منكم الفرار… سأحرقه وهو واقف.”

لم يكن كين يمزح، وكان الناس يعرفون ذلك جيداً بعد أن رأوا بعض أفعاله في الحفلة، لم يجرؤ أحد منهم على الحركة!

كين (يرفع سيفه قليلاً، ثم ينظر إلى وجوههم المرتعبة): "الآن، استمعوا إلي جيداً… من منكم يمتلك فصيلة دم O-؟”

ساد الصمت للحظات، تبادل الناس النظرات المرتعبة بينهم، كانوا يعرفون أن رفضهم للرد لن يؤدي إلا إلى موتهم بطريقة بشعة. وأخيراً… بعد تردد طويل، تقدم أحد الرجال بخطوات بطيئة، جسده كان يرتجف بالكامل، وعيناه بالكاد تستطيعان النظر إلى كين.

الرجل (بصوت خافت ومضطرب): "أ-أنا… أمتلك… نفس الفصيلة…”

نظر كين إليه للحظات، ثم اقترب منه ببطء، رفع سيفه وأشار به نحو صدره، مما جعل الرجل يبتلع ريقه بصعوبة.

كين (بصوت هادئ ولكنه مخيف): "إذاً، ستأتي معي الآن.”

حاول الرجل أن يثبت قدميه، ولكن قوة كين كانت ساحقة، لم يعطه أي مجال للهرب. سُحب الرجل عبر الممرات، كانت أنفاسه متقطعة وجسده يرتجف بالكامل، وبمجرد أن وصل كين إلى القاعة، دفع الرجل بعنف إلى الأمام!

“بووووم!!!”

سقط الرجل على الأرض، تدحرج قليلاً، ثم رفع رأسه وهو يلهث، كانت عيناه مليئتين بالخوف والذهول.

كوتو (بعينين متسعتين وهي تراقب المشهد): "كين! ما الذي تفعله؟!”

كين (يتجاهل كلامها، ثم يشير إلى الرجل): "استعمليه.”

حدقت كوتو في كين لثوانٍ، ثم نظرت إلى الرجل المرتجف، لم تكن بحاجة إلى تفسير، لكنها أرادت سماع كين يوضّح بنفسه.

كوتو (وهي تعقد ذراعيها): "هل أنت جاد؟! ومن هذا أصلاً؟!"

كين (بصوت بارد وهو يقترب منها): "أنا لا أعرف فصيلة دم نيورو، لهذا فإن الفصيلة الوحيدة التي يمكن استخدامها الآن بأمان هي O-، إنها الفصيلة التي يمكن نقلها إلى أي شخص بدون خطر، لهذا السبب أحضرته.”

كوتو (تضغط على جبهتها بإحباط): "هل تعرف على الأقل ما تفعله؟! نقل الدم ليس مجرد أخذ دم من شخص ووضعه في شخص آخر! هناك عوامل أخرى يجب مراعاتها!”

كين (يحدق بها مباشرة، ثم يرفع حاجبه باستهزاء): "وأنتِ الطبيبة هنا، أليس كذلك؟ إذاً قومي بعملك.”

أخذت كوتو نفساً عميقاً، ثم نظرت إلى الرجل المرتجف.

الرجل (بصوت متوسل): "أنا… أنا لا أريد الموت… أرجوكم…!”

كين (بصوت حاد، مقاطعاً إياه): "لن تموت أيها الغبي، وإذا لم تفعل هذا، سيموت شخص آخر، لهذا فليس لديك خيار آخر سوى الخضوع!"

كانت كلماته ثقيلة وباردة، لكنها كانت الحقيقة. لم يكن الرجل يريد هذا، لكنه لم يستطع المجازفة بحياته أمام كين. ابتلع ريقه ببطء ثم أومأ برأسه بيأس.

الرجل (بصوت خافت): "ح-حسناً…”

كوتو (وهي تخرج معداتها الطبية بسرعة): "حسناً إذاً، لا تضيعوا وقتي أكثر!”

بدأت كوتو بتجهيز المعدات الطبية الخاصة بنقل الدم، وأما كين فقد وقف بجانبها بصمت وهو يراقب العملية، وجهه لا يزال يحمل تلك النظرة الجامدة… لكن في داخله، كان يشعر بشيء لم يرد الاعتراف به… كان يشعر بالذنب، لكنه لم يسمح لهذا الشعور بأن يعيقه الآن، كان لديه شيء واحد فقط في ذهنه: إنقاذ حياة نيورو… بأي ثمن.

يتبع…

2025/03/19 · 9 مشاهدة · 3676 كلمة
Sara Otaku
نادي الروايات - 2025