الغرفة كانت مضاءة بضوء خافت، كوتو كانت لا تزال منشغلة بفحص نبض نيورو، الذي كان يرقد على السرير وسط المعدات الطبية، والإبرة المغروسة في ذراعه كانت تنقل إليه الدم الذي حصلوا عليه بصعوبة.
ستيف (وهو على سريره): "هل... سينجو؟"
كوتو (بصوت جاد، وهي لا ترفع نظرها عن نيورو): "لقد فقد الكثير من الدم، لكن... نعم، سينجو طالما أن جسده يستطيع تحمل هذا النقل، فإن حالته ستتحسن خلال ساعات قليلة."
ستيف (يزفر بارتياح): "جيد..."
أما على السرير المجاور، كان آكيو نائماً بسلام، رغم أن جسده كان مغطى بالضمادات والكدمات. أما أكيرا فقد كان على الجهة الأخرى، كان يتأوه بهدوء في نومه، ويبدو أن جسده بدأ يتعافى تدريجياً، ولكن ما زالت عضلاته تؤلمه بعد كل ما حدث. أما كين، فقد كان يقف عند الباب، متكئاً على الحائط، وعيناه تتجولان في الغرفة بهدوء.
ستيف (يراقب كين للحظة، ثم يقول بسخرية): "هاه... لم أكن أتوقع أنك من النوع الذي يهتم لأمر الآخرين."
كين (بصوت هادئ، لكنه يحمل بعض الحدة): "لست كذلك."
كوتو (ترفع حاجبها، ثم تبتسم بخبث): "أوه حقاً؟ كل تصرفاتك الليلة تقول عكس ذلك."
كين لم يرد عليهما، فقط أخرج سيجارته وأشعلها، ثم نفث الدخان ببطء وهو يراقب نيورو بصمت، لم يرد الاعتراف بذلك، ولكنه شعر براحة طفيفة عندما علم أن نيورو سينجو.
في زاوية الغرفة، بدأت آن تستيقط وهي فوق سريرها، رمشت بعينيها عدة مرات قبل أن تستعيد وعيها بالكامل، ثم رفعت رأسها ببطء، وما إن نظرت إلى الباب حتى تجمدت في مكانها تماماً! كان هناك يقف الفتى الذي جعل قلبها يذوب ألف مرة... كين! عيناه الرماديتان، طريقته الهادئة في التدخين، نظراته الباردة التي تجعل كل فتاة تفقد عقلها... كان كل شيء فيه ساحراً بالنسبة لها!
آن (بعينين تلمعان وكأنها في حلم): "كـ... كيييييين ساااااااان!!"
نهضت آن بسرعة من سريرها وركضت نحوه وكأنها صاروخ موجه، توقفت أمامه على بعد خطوة واحدة، ثم أمسكت بذراعه بكل حب وعشق وهي تحدق به بنظرة مملوءة بالقلوب!
آن (بصوت ناعم ومليء بالإعجاب): "هل أنت بخير؟! هل تأذيت؟!"
لم يُظهر كين أي رد فعل كعادته، فقط نفث دخانه ببطء وكأنه لا يهتم على الإطلاق. لكن آن بدأت تدقق النظر فيه أكثر، وعندما فعلت... لاحظت بعض الجروح الطفيفة على رقبته وذراعيه، وبعض الكدمات الخفيفة على يده اليمنى!
آن (بعينين متوسعتين قليلاً، ترفع حاجبها): "لحظة... أنت مصاب!"
كين (يزفر وهو يبعد يدها عن رقبته ببطء): "إنها مجرد خدوش تافهة."
آن (بوجه قلق): "مجرد خدوش؟! هذا جرح مفتوح يا كين سان! لا يمكنك تجاهل إصاباتك بهذه الطريقة!"
كوتو (تجمدت في مكانها، ثم استدارت ببطء، وعيناها تشتعلان غضباً): "انتظري، ماذا قلتِ للتو؟"
آن (تشير بسرعة إلى كين): "لديه جروح لم يتم علاجها!"
اتسعت عينا كوتو وهي ترفع حاجبيها، صمتت للحظة وهي تحدق به، ثم فجأة، تقدمت نحوه بسرعة ورمت القفازات الطبية من يديها وهي ترفع إصبعها نحوه بحدة!
كوتو (بصوت عالي): "أنت أيها المدخن الأحمق المزعج!!! لماذا لم تخبرني بذلك؟!"
كين (يرفع حاجبه ببطء، ويأخذ نفساً عميقاً من سيجارته): "توقفي عن الصراخ في أذني، أنتِ طبيبة سيئة لأنكِ لم تلاحظي ذلك."
كوتو (وهي تصرخ بغضب): "اخرس! لقد كنت أعالج خمسة أشخاص بين الحياة والموت، ولكن هذا لا يعني تجاهل إصاباتك!"
كين (ينفث الدخان بهدوء): "لا داعي للعلاج."
كوتو (تُلوح بيدها بعصبية وهي تشد على قبضتها): "هذا المدخن الأحمق يظن أن السجائر هي العلاج لكل شيء!"
كين (يسعل قليلاً بينما يحاول كتم ذلك): "كح... كحخ..."
كوتو (تعقد حاجبيها بغضب، ثم تصرخ وهي تلوّح بيدها أمام وجهه): "أرأيت؟! هذا بسبب تدخينك المزعج!! لا عجب أنك تسعل كالعجائز!"
كين (ينظر إليها ببرود، ثم يأخذ نفساً آخر من السيجارة متعمداً): "لا علاقة لهذا بالتدخين."
كوتو (تصدمه على رأسه بكفها): "أوه، بالطبع له علاقة!! أيها العنيد المتحجر العقل!! كم سيجارة دخنت اليوم؟!"
كين (بهدوء): "ليست مشكلتكِ."
كوتو (تحدق به بعينين متوهجتين، ثم تتحرك بسرعة وتضع يدها داخل جيبه): "حسناً، إن لم تكن مشكلتي، فسأجعلها مشكلتي الآن!"
كين (يرفع حاجبه وهو يراقبها بلا اهتمام): "ماذا تفعلين؟"
كوتو (بابتسامة شريرة وهي تخرج علبة السجائر من جيبه): "مصادرتها بالطبع."
كين (ما زال يحدق بها ببرود): "أعيديها."
كوتو (ترفع العلبة أمام وجهه وهي تبتسم): "لا."
كين (يمد يده ببطء ليسحبها منها): "أعيديها الآن."
لكن قبل أن يلمسها، قامت كوتو بتمزيق العلبة إلى نصفين بيديها أمام عينيه!! توقف كين للحظة، ثم حدق بها بصمت وكأنه يحاول استيعاب الكارثة التي وقعت للتو.
كوتو (ترفع بقايا العلبة الممزقة أمامه، وهي تبتسم ابتسامة مستفزة): "لقد حليت مشكلتك الصحية، لا داعي للشكر."
آن (تتراجع خطوة وهي تراقب كين بتوتر): "يا إلهي!"
كين (ينظر إليها ببرود مخيف): "ألا تعلمين أن هذه كانت آخر علبة لدي؟"
كوتو (تضع يديها على خصرها، وترفع حاجبها بتحدٍ): "حسناً؟ وماذا ستفعل حيال ذلك؟"
ثم وبكل هدوء، استدار كين ومشى بخطوات هادئة نحو الباب دون أن ينطق بكلمة واحدة.
كوتو (تتجمد للحظة، ثم تتحدث بحذر): "إلى أين أنت ذاهب؟"
كين (بدون أن يلتفت إليها، بصوت هادئ للغاية): "لشراء علبة جديدة."
كوتو (وهي تصرخ): "أيها الأحمق!!! ألم تفهم الهدف بعد؟! توقف عن التدخين!! سأجعلك تقلع عنه حتى لو اضطررت إلى قتلك بنفسي!!"
كين (بنظرة فارغة، وهو يفتح الباب): "حظاً موفقاً."
كوتو (بابتسامة بريئة زائفة، وهي تخرج من جيبها إبرة صغيرة): "أنا آسفة، ولكنك عنيد للغاية."
وفي لحظة خاطفة، غرزت كوتو الإبرة في ذراع كين بمهارة مذهلة!
كين (بعينين متوسعتين قليلاً): "ماذا...؟!"
شعر بوخزة خفيفة في ذراعه، ثم بدأ رأسه يشعر بالثقل، حاول أن يتحرك ولكن جسده أصبح بطيئاً، وأدرك فوراً أنها حقنته بمخدر سريع المفعول!
كين (يحاول المقاومة، صوته أصبح أكثر خفوتاً): "تباً لكِ... كوتو... سأتذكر هذا..."
كوتو (بابتسامة منتصرة): "بالطبع ستتذكر، ولكن بعد أن تأخذ قسطاً من الراحة."
وأخيرًا... فقد كين توازنه وسقط على الأرض فاقداً للوعي!
آن (وهي تركع بجانب كين بسرعة، تهزه بخفة ووجهها مليء بالقلق): "كـ... كين سان! هل أنت بخير؟! أجبني!!"
كوتو (تتثاءب قليلاً، ثم تلوح بيدها بلا مبالاة): "أوه، لا تقلقي، سيستيقظ في الصباح، والآن بعد أن أصبح نائماً، يمكنني فحص جروحه ومعالجته أخيراً دون أن يعترض."
ستيف (يرفع حاجبه وهو يراقبها): "يا فتاة... لقد فقد وعيه بسبب المخدر، لن يجيبكِ حتى لو كنتِ ملاكاً حارساً."
آن (تنظر إلى كين بنظرة حزينة، ثم تمسك بيده بحنان وتضغط عليها بخفة): "إنه دائماً يتصرف وكأنه لا يهتم بشيء، ولكنه يحمل الجميع على عاتقه... حتى عندما يكون مصاباً."
ستيف (ينهض من سريره وهو يتمدد قليلاً): "هاااه... بعد كل هذه الفوضى، أدركت أنني جائع جداً."
كوتو (تجمدت في مكانها، ثم استدارت ببطء وعيناها تلمعان بغضب): "هل تمزحان معي الآن؟! أنتما الإثنان مليئان بالإصابات والكسور، ومع ذلك تتصرفان وكأن شيئاً لم يكن؟!!"
آن (تبتسم بخفة، تشير إلى نفسها بثقة): "أنا بخير! لقد عالجتِني جيداً يا كوتو تشان!"
ستيف (يهز رأسه موافقاً): "نعم، أوافق، لا شيء خطير."
كوتو (تمسك جبينها بقوة وكأنها تحاول استيعاب غبائهما): "أنتما... أنتما أغبى شخصين في هذه الغرفة."
ثم فجأة... "طااااااخ!!!"
بدون أي تحذير، أمسكت كوتو برأسيهما وضربتهما ببعضهما بقوة!
آن & ستيف (معاً، يصرخان من الألم): "آااااااااااه!!!!"
ستيف (يمسك رأسه، يحدق بها بصدمة): "ماذا تفعلين؟!! هذا مؤلم!!"
كوتو (بابتسامة خبيثة وهي تخرج حبلاً متيناً من حقيبتها الشخصية): "حسناً، طالما أنكما قادران على التحرك بهذه الحيوية، فهذا يعني أنكما تستطيعان تحمل القليل من التقييد، صحيح؟"
آن (تشعر بشيء غريب قادم، تتراجع خطوة للخلف): "مهـ... مهلاً... ما الذي تفعلينه بالحبل؟!"
كوتو (تبتسم ابتسامة شريرة): "شيء بسيط... سأجعلكما تلتصقان ببعض حتى لا تفكرا في الركض مجددًا!"
وفي أقل من ثانية... "تشاااااك!!!"
كوتو قامت بتقييد آن وستيف معاً! أيديهم كانت مربوطة خلف ظهرهم، وأجسادهم ملتصقة ببعض!
آن (تصرخ وهي تحاول التحرر): "ماذااااا؟!!! أطلقي سراحنا فوراً!!!"
ستيف (وجهه أصبح أحمر كالطماطم، يحاول التراجع للخلف ولكن آن ملتصقة به تماماً): "ها... هاااااااه؟!"
آن (وهي تحاول التحرر): "تباً، هذا مزعج! كوتو تشان، فكي هذا الحبل الآن!!"
كوتو (تضع يدها على خصرها وتنظر إليهما ببرود): "لا، لقد قلتُ إنكما تحتاجان للراحة، وهذا يعني البقاء في أماكنكما وعدم التحرك."
ستيف (يحاول إخفاء توتره، يحدق في الأرض محاولاً تجاهل قرب آن الشديد منه): "أهذا... ضروري؟!"
كوتو (ترفع حاجبها): "نعم، بالطبع، فأنتما تتصرفان وكأنكما في أفضل حالاتكما رغم أنني ما زلت أرى الكدمات تملأ جسديكما، والآن، يجب أن تتصالحا بعد كل هذا القتال!"
آن (تستمر في المحاولة لفك الحبل): "أنا لا أمانع الراحة، ولكن لماذا يجب أن أكون ملتصقة بهذا الأحمق؟!"
ستيف (يحدق بها وهو يشعر بالإهانة): "أحمق؟! أنتِ التي لا تتوقفين عن الصراخ!"
كوتو (بابتسامة ساخرة): "إذا كنتما لا تستطيعان التوقف عن الجدل، فالأفضل أن أنهي هذا بسرعة."
ثم وبكل بساطة، قامت كوتو بدمج السريرين بجانب بعضهما، ثم قامت برفع آن وستيف معاً، ووضعتهما على السرير المزدوج!"
آن (تتجمد في مكانها للحظة، ثم تصرخ): "مـ-مهلاً!! لماذا وضعتنا في نفس السرير؟!"
ستيف (يتجمد تماماً، ثم يصرخ ووجهه يحمر خجلاً): "هذا ليس عدلًا!!! لا يمكن لفتى وفتاة أن يناما بجانب بعضهما هكذا!!!"
كوتو (تعقد ذراعيها وتحدق به ببرود): "أوه، حقاً؟ ولكن قبل لحظات كنتما تتصرفان وكأنكما لا تهتمان، أليس كذلك؟"
ستيف (يتعرق قليلاً وهو يحاول الجلوس باستقامة رغم الحبل الذي يعيقه): "هناك فرق كبير بين التصرف بعدم الاهتمام... والنوم بجانب فتاة بينما نحن مربوطان معاً!!"
آن (تصرخ في وجه كوتو): "يا لكِ من طبيبة سيئة! أهكذا تعاملين المرضى؟!"
كوتو (تبتسم بخبث وهي تستدير للمغادرة): "حسناً، أتمنى لكما ليلة سعيدة، لا تحاولا التحرك كثيراً وإلا ستسقطان من السرير."
آن & ستيف (يصرخان معاً): "عودي إلى هنا فوراًاااااااااا!!!"
لكن كوتو تجاهلتهما تماماً وأغلقت الباب بهدوء، وتركت ستيف وآن في وضع محرج للغاية!
آن (بوجه مليء بالإحباط): "هذا أسوأ شيء حدث لي في حياتي!!!"
ستيف (يزفر وهو يحاول تجاهل قربها منه): "يالكِ من درامية."
آن (تستدير نحوه بسرعة، ووجهها ممتلئ بالغضب، والدموع بدأت تتجمع في عينيها): "أنتَ لا تفهم شيئاً!!! لماذا يجب أن أكون ملتصقة بك أنت بالذات؟! لو كان كين-سان هو الذي كان هنا، لكان الوضع أفضل بمليون مرة!!!"
ستيف (يتجمد للحظة، ثم يرمش ببطء، وكأن عقله توقف عن العمل): "...هاه؟"
آن (لا تزال تبكي بغضب): "نعم!!! لو كان كين-سان هنا، لكان الوضع أكثر رومانسية!! كنت سألقي برأسي على كتفه، وكان سيبدو رائعاً كعادته!! أما أنت، فأنت مجرد كتاب مغلق بلا أي مشاعر، قبيح، ممل، وبلا فائدة!!!"
ستيف (يخفض رأسه قليلاً، وعيناه تخفيان مشاعر لا يمكن قراءتها): "قبيح؟"
آن (لا تزال غارقة في درامتها الخاصة، غير مدركة لما قالته للتو): "أجل!! وأضف إلى ذلك، نظاراتك تجعلك تبدو كالمسنين، ربما لو أزلتها، قد تتحسن قليلاً، لكن حتى ذلك الحين... أنت لست سوى—"
قبل أن تكمل كلامها، شعر ستيف وكأن ضربة غير مرئية ضربت قلبه مباشرة، لم يكن من النوع الذي يهتم كثيراً برأي الآخرين، ولم يكن حساساً بشأن مظهره... ولكنه لم يكن يتوقع منها أن تقول ذلك بهذه الطريقة القاسية، وبهذا الاستخفاف.
ستيف (يخفض عينيه، صوته أصبح أكثر بروداً): "فهمت."
آن (لا تزال تتذمر بغضب): "لماذا عليّ أن أكون عالقة معك؟! لم أفعل شيئاً لأستحق هذا المصير!"
ستيف (بصوت منخفض، لكنه حاد بطريقة غير معتادة منه): "لا تقلقي، الشعور متبادل."
ساد الصمت فجأة بينهما.
آن (ترمش قليلاً، تتوقف عن الكلام للحظة): "هاه؟"
ستيف لم يكن ينظر إليها، كان ينظر إلى الجانب الآخر من الغرفة، ملامحه أصبحت خالية تماماً من أي تعبير، لكن بطريقة مختلفة هذه المرة... وكأن شيئاً داخله قد انطفأ للحظة. لم تكن آن تتوقع منه هذا الرد، توقعت أن ينزعج قليلاً أول يطلق تعليق ساخر كالمعتاد، ولكنه لم يفعل.
آن (تبتلع ريقها): "ه-هاي، أنا فقط كنت أمزح..."
ستيف (بهدوء قاتل): "لا داعي لتبرير الأمر، رسالتكِ واضحة."
آن (بتوتر): "ستيف، أنا لم أعنِ—"
ستيف (يقاطعها، لا يزال ينظر بعيداً عنها): "قلتُ بأنني فهمت."
بعد منتصف الليل، كانت قاعة الحفلات غارقة في الظلام، الأضواء المعلقة قد انطفأت بعد الفوضى التي حصلت سابقاً، ولم يكن هناك أي صوت سوى همسات الرياح الباردة التي تتسلل من النوافذ المحطمة. وسط كل هذا الدمار... كان جسد تيراكولا لا يزال ممدداً على الأرض بلا حراك.
بدت وكأنها جثة هامدة، ولكن عن قرب، كانت لا تزال تتنفس ولكن بصعوبة! الدماء التي فقدتها غطت الأرض حولها، وسيف سانغوينيس الذي طُعن في صدرها لم يكن بجانبها بعد أن أخذه آكيو. ولكن فجأة... شيء غير طبيعي بدأ يحدث.
"تشششششش....."
قطرات الدم المتناثرة حولها بدأت تتحرك، وكأنها ترفض أن تظل بعيدة عنها. ببطء، بدأت تلك القطرات تنجذب نحو جسدها، تتدفق وتعود إلى الأوردة المفتوحة، وكأنها تعيد الحياة إليها من جديد! جروحها العميقة التي ملأت جسدها بدأت تلتئم شيئاً فشيئاً، الأنسجة تتجدد والعضلات تتمدد، ولكن على الرغم من هذا التجدد الغريب... لم تستيقظ بعد، كانت لا تزال فاقدة للوعي، أنفاسها ضعيفة جداً وبالكاد تُسمع.
ثم بدأت خطوات هادئة تتردد في القاعة... شخص ما كان هناك. لم يكن وجهه مرئياً، كان مغطى بعباءة سوداء طويلة، وهالته كانت مخيفة، وقف بصمت بجانب جسد تيراكولا ثم قال بصوت هادئ وعميق:
"أنتِ لن تموتي بسهولة... يا أختي."
لم يكن هناك أي تردد في كلماته، ولم يكن هناك أي تعاطف أيضاً، كان يتحدث وكأن الأمر كان متوقعاً، وكأن موتها لم يكن أبداً خياراً مطروحاً. ركع بجانبها ببطء، ثم مدّ يده وحملها بين ذراعيه بسهولة، رفعها كما لو كانت خفيفة كريشة، ثم استدار مغادراً القاعة، وبمجرد أن خطا خارج الباب... اختفت جميع آثار الدم التي كانت تسيل من جسدها، وكأنها لم تكن هناك من الأساس.
في صباح اليوم التالي، استيقظ كين وهو يشعر بثقل غريب في جسده، حاول أن يتحرك ولكنه لم يستطع.
كين (يفتح عينيه ببطء، صوته لا يزال خشناً بسبب النوم): "...ماذا...؟"
نظر حوله ولم يستغرق الأمر سوى لحظات حتى أدرك الوضع... كان ممدداً على السرير، ويداه وقدماه مقيدتان بشرائط طبية قوية، تمنعه تماماً من الحركة!
كين (بوجه خالٍ من أي تعبير، وهو يزفر بضجر): "اللعنة... تلك الطبيبة..."
حاول أن يسحب يديه، ولكن القيود كانت محكمة، ولكن لم يكن هذا كل شيء، فعندما أدار رأسه قليلاً إلى الجهة الأخرى... رأى منظراً أكثر إثارة للضحك! في السرير المجاور، كان كل من ستيف وآن لا يزالان مقيدين معاً بنفس الحبل الذي ربطته بهما كوتو بالأمس. كانت آن نائمة بعمق، وفمها مفتوح قليلاً، بينما كان ستيف عابس الوجه حتى وهو نائم.
كين (يرفع حاجبه بخفة، ثم يبتسم بسخرية): "هاه، هذا مشهد يستحق التأمل."
حاول التحرك مرة أخرى ولكن بلا فائدة، يبدو أن كوتو لم تكتفِ بتخديره بل تأكدت أيضاً من تقييده جيداً بعد علاجه.
كين (يزفر، ثم يتمتم ببرود): "هذا ما أحصل عليه عندما أحاول أن أكون متعاوناً..."
ستيف (يصدر صوت تأوه وهو يتحرك قليلاً): "آآآه... ظهري..."
فتح ستيف عينيه ببطء، وعندما أدرك أنه لا يزال مقيداً مع آن، توتر وجهه قليلاً، خاصة عندما لاحظ أن رأسها كان قريباً جدًا منه، وشعرها كان يلامس كتفه تقريباً.
ستيف (وجهه يتحول للأحمر قليلاً): "يا إلهي، هل هذه مزحة؟"
ولكن قبل أن يتمكن من التحرك...
آن (تتثاءب بصوت ناعم، ثم تفتح عينيها ببطء): "ممم... صباح الخير..."
لم تدرك فوراً أنها لا تزال مقيدة، ولكن عندما تحركت قليلاً وشعرت بجسد ستيف ملاصقاً لها...
آن (تتجمد في مكانها، ثم تنظر حولها): "انتظر... ماذا؟!"
وفي تلك اللحظة، اتسعت عيناها فجأة!
آن (تصرخ وهي تهتز بعنف): "كياااااااااااه!!! لماذا لا أزال مقيدة مع هذا الأحمق؟!!"
حاول ستيف أن يبقى هادئاً، ولكن كان من الواضح بأنه يريد الهروب بأي وسيلة.
كين (ببرود): "هذا مشهد لطيف للاستيقاظ عليه."
توقفت آن للحظة ثم نظرت إليه، واتسعت عيناها أكثر عندما أدركت أنه كان أيضاً مقيداً!
آن (تشير إليه بسرعة بدهشة): "هاااه! أنت أيضاً مقيد؟! يبدو أن كوتو تشان لم ترحمك أيضاً يا كين سان!!"
كين (وهو يزفر بضجر، ويحرك رأسه لينظر إلى السقف): "اللعنة... هل هذا علاج أم سجن؟"
شعر كين برغبة شديدة في تدخين سيجارة، ولكن المشكلة أن يديه كانتا مقيدتين بقوة، والأسوأ من ذلك... لم يكن لديه واحدة أصلاً! كان هذا بمثابة تعذيب نفسي له.
آن (تتحدث بنبرة ناعمة وعاطفية): "أوه، كين سان... أنت تبدو متعباً جداً... هل تحتاج إلى شيء؟"
كين (يرفع حاجبه، ينظر إليها ببرود): "حرية؟"
آن (تحدق بكين بعشق واضح): "لو كنت أستطيع، لكنت فككت قيودك بيدي هاتين! كين سان، هل أنت متأكد أنك بخير؟ هل تشعر بالبرد؟ الجوع؟ أي شيء؟ يمكنني مساعدتك!"
كين (يزفر مرة أخرى، ينظر إليها بملل): "هل لديكِ سيجارة؟ إنسي الأمر، لا تستطيعي فعل شيء بوضعكِ هذا."
وفي تلك اللحظة...
"طاااااااخ!!!!"
انفتح الباب بقوة، ودخلت كوتو وهي تحمل كوباً من القهوة في يدها، وعلى وجهها ابتسامة متكاسلة ولكن مليئة بالرضا!
كوتو (تنظر إلى الثلاثة المقيدين، ثم تبتسم بخبث): "آه، صباح الخير أيها المرضى المزعجون، هل استمتعتم بنومكم؟"
نظر إليها الثلاثة بنظرات تحمل ألف معنى... ولكن الجميع كانوا متأكدين من شيء واحد: كوتو كانت تستمتع بهذا كثيراً.
يتبع...