في صباح اليوم التالي، وبعد أن بدأت منافسة آكيو وكين، دوّى صوت الأحذية الثقيلة على أرضية الممرات الخارجية للقصر، كان هناك حشد من الجنود يتقدمون نحوه، وعلى رأسهم كان القائد لاتينو، بسترته العسكرية الداكنة وصوته العميق، كان يقود فرقة من الجنود الحاملين للسلاح. خلفه مباشرة، وسط الجنود، كان فيلو يسير بتوتر ظاهر، يمضغ علكته كعادته، وينظر حوله بقلق.
لاتينو (بصوت جهوري): "ابقوا متأهبين… لا أحد يعرف ما حصل في هذا القصر الليلة الماضية، الحفلة تحوّلت إلى مذبحة، ولا توجد أي أخبار عن الدوقة تيراكولا… هذا وحده كافٍ لإعلان حالة طوارئ.”
أحد الجنود (بصوت منخفض): "سيدي، هل ننتظر الدعم؟”
لاتينو (بصوت صارم): "لا وقت للانتظار، إن كان من تسبب بهذا لا يزال هنا… فلن أتركه يهرب.”
واصلت الفرقة التقدّم في ممرات القصر المدمّرة، وبدأت ملامح الدمار تظهر بوضوح: ستائر محترقة، زجاج مكسور، آثار دماء جافة على الأرض، وجدران مخدوشة بسيوفٍ ومخالب.
فيلو (وهو يهمس لأحد الجنود): "يا رجل… هذا المكان يبدو وكأنه خرج من كابوس.”
فجأة، وبينما كانوا يقتربون من القاعة الرئيسية للقصر… سمعوا صوت خطوات، رفع الجنود أسلحتهم على الفور، واستعدوا للقتال.
من أعلى الدرج، برز كين وآكيو أولاً… يتقدّمان بخطى واثقة وعيونهما مثبتة على الجنود بدون خوف ولا تردد، كانت هناك سيجارة مشتعلة تتدلّى من شفتي كين، ونظراته كأنها إنذار لعاصفة قادمة. وبعد لحظات فقط، تبعهما أكيرا، آن، ستيف، وكوتو… يحملون بينهم جسد نيورو الغائب عن الوعي، وكأنهم عائدون من ساحة حرب… لا من حفلة. الأمر الذي لفت انتباه لاتينو… لم يكن فقط نظراتهم، بل السيوف التي كان كين وآكيو يحملونها.
لاتينو (بعينين تضيقان): "ساموراي…”
رفع يده فجأة وأطلق الأمر.
لاتينو: "اقبضوا عليهم فوراً!”
دوى صوت الأسلحة وهي تُجهّز، وصرخات الجنود تعالت:
“انبطحوا أرضاً!”
“أسلحتكم! ارموا السيوف!”
لكن لم يتحرك أحد من المجموعة، أنزل كين يده اليسرى ببطء نحو خصره، وسحب سيفه من غمده. أما آكيو، فقد حرّك يديه بهدوء، وسحب سيفه العادي المثبت على خصره، ولكنه لم يكن لوحده، فبجانبه كان يوجد سيف ساغوينيس الجديد، الذي قام بإخراجه من غمده بحركة سريعة.
آكيو (يهمس بدون أن يلتفت إلى كين): "أظن أنه وقت الإحماء.”
كين: (بصوت خافت ونبرة باردة): "فقط لا تتأخر.”
في اللحظة التالية، تحرك الجنود نحوهم بسرعة، بعضهم بدأ بإطلاق النار، وآخرون حاولوا الالتفاف عليهم من الجوانب، لكن كين سبقهم بخطوة، اختفى من مكانه تقريباً، وانطلق بسرعة مدهشة، سيفه شقّ الهواء بانسيابية، وأطاح بأحد الجنود في لحظة، ثم انحنى لتفادي رصاصة، وأسقط سلاح الجندي الثاني بضربة واحدة، ثم ركله بقوة جعلته يرتطم بالحائط.
أما آكيو فتحرك بطريقة مختلفة تماماً، كان يستخدم سيفيه بانسجام مذهل، سيفه العادي في يده اليمنى، وسيف سانغوينيس في اليسرى. تحرك آكيو بسرعة البرق، وما إن اقترب منه أول جندي، حتى اختفى من مجال رؤيته. وفي غمضة عين، ظهر خلفه تماماً… وسيفه العادي قد شق الهواء بخطّ مستقيم، وأسقط الرجل أرضاً دون أن يدرك ما حدث. ثم استدار، وانطلقت قدماه بخفة لا تُصدق… تسلّق الجدار الجانبي بخطوتين ثم قفز في الهواء.
صرخ أحد الجنود: “إنه يتحرك بسرعة… لا أستطيع رؤيته!”
ما إن انتهى الجندي من جملته حتى انقضّ آكيو عليه وسيفاه يلمعان من حدتهما، وبحركة وسريعة كالبرق، مرّت شفرته على المسدس في يد الجندي.
“تششششاق!”
انقسم السلاح إلى نصفين، تطاير المعدن في الهواء قبل أن يدرك الجندي حتى ما حدث. وفي اللحظة التالية، رفسه آكيو بقوة في صدره، فاندفع وهو يتدحرج على الأرض بعد أن فقد توازنه.
آكيو (يرفع سيفيه ببطء، وصوته يصدح في القاعة): "أنا ساكاموتو آكيو… وريث فاكن البرق، وسوف أصبح الشوغن المستقبلي! ومن يجرؤ الوقوف في طريقي، سوف يُصعق!"
لاتينو (يتراجع خطوة، وعيناه تحدقان في آكيو بعد أن سمع تصريحه): "شوغن…؟ هل قلتَ أنك تريد أن تصبح الشوغن؟!"
آكيو (يركز نظره عليه، وعيناه تتوهجان بوميض كهربائي): "نعم، سأعيد للساموراي مجدهم… حتى لو كان ثمن ذلك كبيراً!"
تجمد الجنود لثوانٍ، ليس فقط بسبب تصريحه الجريء، بل بسبب ثقته اللامحدودة، ونظراته التي لا تنتمي إلى طفل مراهق… بل إلى شخص يعرف تماماً ما يريده.
لاتينو (بسخرية): "ليس لدي وقت للعبث مع أطفال حالمين، فقط استسلموا ولن نقتلكم!”
ثم فجأة، نظر إلى كين وعيناه تضيقان بشكّ.
لاتينو: "وأنت، أيها الفتى ذو الشعر الأحمر… أنت تبدو مألوفاً.”
كين (يتقدم خطوة، ويمرر أصابعه على طرف السيف وهو لا يزال مشتعلاً بطاقة خفيفة، ثم يرفع رأسه ويحدق في لاتينو ببرود): "يوكاجي كين.”
“مـــاذا؟!”
الصدمة انتشرت كالنار وسط الجنود، حتى فيلو أخرج علكته من فمه وسقطت دون أن يشعر.
لاتينو (يتسع بؤبؤاه): "يوكاجي… كين؟ مستحيل… أنت ابن الهارب من المملكة… ابن الأمير أكاكو؟!”
كين (بعينين رماديتين مشتعلة بالعزم): "وريث الدم الملكي الذي حاول عمّي القضاء عليه… لكنه فشل.”
لاتينو (يضغط على أسنانه، وصوته يزداد غضباً): "ابن أكاكو أو لا… أنت تحمل اسم يوكاجي، وهذا وحده كافٍ لتصبح عدواً للسلطة.”
كين (بهدوء قاتل): "السلطة التي تحني رأسها لسيروس… لا تستحق إلا السحق.”
لاتينو (يرفع يده عالياً): "كل من له علاقة بذلك الملك الملعون… هو تهديد يجب القضاء عليه.”
ثم صرخ بأمر حاسم.
لاتينو: "اقضوا عليهم فوراً! لا تتركوا أحداً منهم واقفاً!”
وفوراً، دوّى صوت الأسلحة من جديد!
“تا تا تا تا تا!!!”
رصاصات متتالية أطلقت من البنادق، وبعض الجنود اندفعوا بالسيوف والحراب، بينما لاتينو بدأ يُطلق فاكن الماء بكامل طاقته.
في الجانب الآخر من الغرفة، ظهر أكيرا وهو يبتسم ابتسامة واثقة وهو يشق طريقه بين الجنود بسرعة مذهلة، وبدأ باستعراض مخالبه على الجنود.
جندي 1 (مذعور): "إنه ذلك المستذئب!!”
أكيرا (بضحكة شريرة): "صباح الخير، لقد كنت أحتاج إلى إحماء.”
قفز أكيرا في الهواء، دار بجسده ثم غرس مخالبه في جسد الجندي الذي صرخ بأعلى صوته! في الجهة الأخرى، ظهر ستيف بخطوات هادئة، لكنه كان أسرع مما تبدو عليه ملامحه، وعينيه تركزان على كل حركة.
جندي 2 (يصيح): "أطلقوا النار!”
لكن ستيف استدار بسرعة خاطفة، رفع يده اليمنى وأطلق لكمة مباشرة على صدر الجندي الأول، جعلته يطير للخلف كدمية خشبية.
ستيف (ببرود): "أين الدقة في التصويب؟ كنتم تمارسون التصويب على حشرات أم ماذا؟”
أما آن فقد كانت تتحرك بخفة وتستخدم مهارات النينجا، كانت تخرج من بين الأعمدة وتنقضّ على خصومها بعصاتها المعدنية، وتصيبهم في الرقبة والمفاصل بدقة مذهلة.
آن (وهي تضرب أحد الجنود بعصاها): "أوه، لا يا عزيزي، تلك الحركات لا تجدي نفعاً مع فتاة مثلي!”
قفزت للأعلى، تمسكت بثريا متدلية، دارت بها ثم هبطت خلف مجموعة جنود، وأوقعتهم واحداً تلو الآخر بحركات بهلوانية.
أكيرا (وهو يلكم جندياً): "أنتِ مذهلة جداً، آن-تشان!”
فيلو (يتسع بؤبؤه وهو ينظر إلى آن): “أ…أنتِ!!!”
اقترب فيلو من آن بسرعة مذهلة، وعينيه تلمعان كالمجنون العاشق.
فيلو (يضع يده على قلبه): “أيتها الحسناء!! لم أتوقع رؤيتك هنا مجدداً… في هذا القصر الملعون!”
آن (ترمش): “ما الذي تقوله؟”
فيلو (يضع يده على رأسه ويغمض عينيه): “كنت أعلم أن القدر سيجمعنا مرة أخرى… تماماً كما في الروايات! آه، لم أتوقف عن التفكير بكِ منذ سرقتِ السيوف وهربتِ!”
آن (وهي تضحك): “يالك من غبي، بعد كل هذه المهزلة ما زلت تتصرف هكذا؟!"
فيلو (يقترب أكثر وهو يركع على ركبته): “أرجوكِ… أيتها اللصة الغامضة، دعينا نهرب معاً! نستقيل من الشرطة ونفتح مخبزاً بعيداً عن هذا العالم القاسي!”
آن (تضع يدها على وجهها بيأس): “هل… هل هذا وقت الرومانسية؟! قاتلني فقط!!”
فيلو (يقفز بحماسة): “سأحميكِ! حتى لو اضطررتُ لمواجهة خالي لاتينو نفسه! من أجلكِ… سأصبح بطلاً!”
آن (وهي تحدّق فيه وقد بدأت تعلو عروق الغضب في جبينها): “أقسم… أنك أكثر شخص مزعج قابلته في حياتي.”
فيلو (يغمض عينيه ويفتح ذراعيه لها): “خذي وقتك! أنا مستعد لتلقي أي عقوبة منكِ… حتى لو كانت صفعة على وجهي الجميل!”
آن (ببرود): “حسناً.”
“بوووووووم!!!”
لكمت آن فيلو على وجهه بدقة مذهلة، وجعلت عينيه تدوران مثل دواليب، وطار جسده للخلف واصطدم بجدار الممر!
فيلو (بصوت مبحوح وهو يسقط أرضاً): “كانت… لمسة… من الحب…”
“طراااااخ!”
سقط فيلو على وجهه وفقد وعيه!
في تلك اللحظات… وفي الجناح الجنوبي من القصر، كانت كوتو تسير بسرعة وهي تحمل نيورو على ظهرها، أنفاسها متسارعة وجهها متعب، لكنها لم تتوقف.
كوتو (تهمس): "لن أتركك تموت هنا، أيها العنيد… كين سوف يقتلني!"
مرّت من خلف ستارة نصف محترقة، ثم توقفت عند النافذة ونظرت إليها لحظة، ثم أمسكت بمزهرية وألقتها على الزجاج!
“كرااااك!!”
تناثر الزجاج في الهواء، رفعت كوتو يدها لحماية وجهها، ثم قفزت خارج النافذة، وهبطت بصعوبة على الأرض الترابية خلف القصر. ترنحت قليلاً ولكنها تماسكت، وعدلت وضع نيورو على ظهرها، ثم بدأت تركض عبر الحشائش.
كوتو (تلهث): "أحتاج… إلى… وسيلة نقل!"
[في داخل القصر]
ستيف (بهدوء وهو يُطيح بجنديين آخرين): "نحتاج إلى خطة، الفوضى تزداد.”
أكيرا (ينظر من فوق كتفه): "أوه، لا تقلق… أعتقد أن دكتورتنا الذكية قد بدأت بتنفيذ الخطة مسبقاً، هل نسيت؟"
[في الخارج]
وجدت كوتو عربة هيكساريث عسكرية متوقفة قرب جدار القصر الخلفي. كانت مزودة بمقود يسير بطاقة الفاكن المتوهجة، ويجلس بداخلها رجل يرتدي زي الشرطة، وهو منهمكاً في تفقد لوحة القيادة التي كان على وشك تشغيلها.
كوتو (تضيق عينيها): "ممتاز… آسف أيها السيد!”
ركضت نحوه بسرعة، وبقفزة خفيفة صعدت إلى العربة من الجهة الخلفية، ثم أمسكت بمطرقة طبية كانت في جيبها وضربته على مؤخرة رأسه!
“بووووم!”
الرجل (يئن بصوت خافت): "مـا الـــ—”
ثم فقد الوعي وسقط بجانب المقعد.
كوتو (تنفّس بعمق): "آه… آسفة، ستحصل على دواء صداع ممتاز لاحقاً.”
سحبت جسده بعيداً ووضعت نيورو على المقعد الخلفي بعناية، ثم قفزت إلى المقود وأخذت نفساً عميقاً.
كوتو (بثقة): "حسناً… لننطلق.”
مدّت يدها لتشغيل اللوحة الفاكنية المتوهجة… وضغطت على زر التشغيل، ولكن لم يحدث شيء!
كوتو (ترمش): "هاه؟”
ضغطت مجدداً.
لا شيء.
نظرَت إلى الواجهة الزجاجية حيث ظهرت رسالة أثيرية صغيرة بلون أزرق:
"فشل التشغيل – المستخدم غير مزوّد بطاقة الفاكن.”
كوتو (شهقت بعصبية): "لاااا! تباً لهذا النظام الذكي!! نسيت أن هذه العربات لا تعمل إلا بطاقة الفاكن!”
رفعت رأسها بسرعة، وعيناها تلمعان بفكرة مجنونة.
كوتو: "نيورو!”
استدارت بسرعة إلى المقعد الخلفي، حيث كان نيورو لا يزال ممدداً.
كوتو (بنظرة خبيثة): "أعلم أنك نصف ميت… ولكن ليس لدي خيار آخر!”
قامت بحمل جسده مجدداً بصعوبة، وجلست في المقعد وهي تضعه على حجرها، ثم أمسكت بيده اليمنى المرتخية ومدّتها نحو المقود السحري.
كوتو (بصوت يائس وهي تضغط يده على المقبض): "هيا يا طفل الطقس… فقط لمسة واحدة منك!”
وفجأة، عند ملامسة يد نيورو للمقود، بدأت أضواء العربة تتوهج بقوة، وامتلأت الشاشة بالأوامر النشطة، وعاد التيار إلى كل شيء! اهتزّت العربة بقوة خفيفة، ثم بدأت تتحرك بهدوء للأمام.
كوتو (تضحك بنشوة وانتصار): "نعم!!! كنت أعلم أن فيك شيء مفيد!”
عدّلت وضع نيورو ليكون مستنداً إلى كتفها، وهي تمسك المقود بيدها الأخرى وتقود العربة بين الممرات الخلفية للقصر.
كوتو (بنبرة جادة): "سأظل ألفّ هنا حتى ينتهي آكيو وكين من سحقهم جميعاً… ثم نهرب معاً.”
نظرت إلى وجه نيورو المنهك، وابتسمت بابتسامة ممزوجة بالتوتر.
كوتو (تهمس): "أرجوك لا تستيقظ الآن… لأنني سأقود بسرعة مرعبة.”
ثم انطلقت العربة وهي تدور في مسار حلزوني حول القصر بسرعة فائقة!
[داخل القصر]
تشكلت دوامة مائية ضخمة حول القائد لاتينو، وبدأت تدور بسرعة هائلة، حتى غطّى بها القاعة كأنها إعصار صغير! ثم أطلقها فجأة!
كين لم يهتم، أطلق دفعة نارية من قدميه فاندفع نحو الأعلى، ثم هبط فوق الجندي الذي كان يصوب نحوه وقام بتوجيه ضربة نارية قسمته إلى نصفين تقريباً.
آكيو كان أكثر سرعة من كين، استخدم سرعة البرق ليتفادى الرصاصات، كل شرارة تنفجر عند قدميه كانت تزيده سرعة، وكلما اقترب منه الرصاص… اختفى من أمامه! ثم يظهر خلف الجندي ويقطع سلاحه قبل حتى أن يدرك.
جندي 3: "إنهم لا يُصدَّقون! لا يمكننا مجاراتهم!”
صرخ لاتينو وهو يصفق يديه معاً، فأطلق موجة مائية ضغطت الأرض فجأة، وأخرج من تحتها مجموعة رماح مائية انطلقت نحو كين وآكيو مثل السهام!
كين (يلف جسده بسرعة): "آكيو!! انحنِ!!”
آكيو (يقفز عالياً وهو يدور): "أعرف!!”
لاتينو (يصرخ وهو يمد ذراعيه للأمام): "انتهت اللعبة أيها الأطفال!!”
ارتفعت المياه من حوله بشكلٍ مفاجئ، تكثفت في الهواء وتحولت إلى تنين مائي ضخم، عيونه تلمع بلون أزرق داكن، وزمجرته تصمّ الآذان! لفّ التنين حول نفسه، ثم اندفع نحو كين وآكيو مجتاحاً القاعة وكأن الطوفان قد بدأ!
آكيو (يصرخ وهو ينظر للأعلى): "الآن يا كين!!!”
كين (بصوت حاسم، ونيران تتفجر من يديه): "انفجــــــــــر!!!”
قفز الاثنان في نفس اللحظة! آكيو رفع سيفيه للأمام، وأطلق برقاً من شفراته، انفجر كالوميض باتجاه فم التنين المائي! وفي نفس الوقت، أطلق كين موجة نارية ضخمة اشتعلت من باطن الأرض حتى السقف!
اصطدم البرق والنار بالتنين المائي في لحظة واحدة!
“بوووووووووووووووم!!!!”
الهواء احترق، والرطوبة انفجرت إلى بخار، والقاعة امتلأت بدخان كثيف وضوء أبيض جعل الجنود يصرخون ويغلقون أعينهم!
“كرااااااااااااااش!!!”
ارتدّت موجة الماء المرتدة نحو لاتينو بعنف لا يُصدق! انفجرت في وجهه وجسده، فاصطدم بالجدار الخلفي للقاعة، فتساقط الحجر حوله واهتزت الأرض تحته! سقط القائد على الأرض وهو يلهث بشدة، ملابسه مبللة، وجهه مليء بالخدوش، وعيناه تتسعان ببطء…
لاتينو (بصوت مرتجف، أنفاسه مضطربة): "ما هذه القوة…؟ كل هذا من أطفال؟ مستحيل…”
لكنه فجأة شمّ رائحة غريبة… رائحة الدخان، استدار ببطء، وإذا به يرى ألسنة اللهب تتصاعد من الستائر والجدران الخشبية! فاكن كين الناري، والضربات المتكررة، كل ذلك… جعل القصر يبدأ بالاحتراق.
لاتينو (بصوت مرتعب): "لا… القصر يحترق؟! اللعنة…!”
التفت بعينين مذعورتين، ولكن… لم يكن هناك أحد.
لا كين.
لا آكيو.
لا آن، ولا أكيرا، ولا ستيف، ولا حتى الجنود المصابين.
اختفوا جميعاً
رفع رأسه نحو السقف المتشقق، وحين سمع صوت انفجار خفيف من الطابق العلوي، عرف أنهم لم يهربوا فقط… بل فعلوها قبل أن ينهار القصر فوقه.
لاتينو (ينهض ببطء، ويكح وهو يغطي فمه): "هربوا… واستغلوا النار… سحقاً لكم!!!”
زمجر لاتينو بغضب، ثم مدّ ذراعيه بقوة وأطلق موجة مائية دائرية حوله، فبدأت النيران تنطفئ تدريجياً تحت سيطرته… وبينما كان يخرج من بوابة القصر، لمح بعينيه عربة الهيكساريث العسكرية وهي تبتعد بسرعة في الأفق، محملةً بجميع الفارين.
آكيو وقف على الحافة الخلفية للعربة وهو يلوّح بيده ساخراً.
آكيو (يصرخ): "وداعاً أيها القائد الغبيييييييييييي!!!”
جلس كين فوق العربة بهدوء، عيناه الرماديتان تراقبان النيران البعيدة التي بدأت تلتهم ملامح قصر داركوفا القديم.
كين (بهمس بارد): "احترق… كما تستحق.”
وفي الداخل، كانت كوتو تمسك بالمقود، وتضغط بكل قوتها على دواسة الطاقة, خلفها كان نيورو، آن، أكيرا، وستيف، يلتقطون أنفاسهم بعد المعركة.
آن (تنظر خلفها): "هل… فعلناها؟”
ستيف (بصوت متعب): "نجونا… بالكاد.”
أكيرا (يضحك وهو يتحسس كدمة في رقبته): "يالها من حفلة…”
ثم ارتفعت العربة فوق منحدر ترابي، وانطلقت في طريقها نحو الغابة القريبة، تاركة خلفها القصر المحترق والدخان الأسود يتصاعد إلى السماء… ومعه كل ما حدث في تلك الليلة.
بعد مدة قصيرة، بدأت عربة الهيكساريث تتحرك بصعوبة، والضوء الأزرق الساطع في مقودها بدأ يخفت تدريجياً…
كوتو (تنظر إلى لوحة القيادة بعينين قلقَتين): “اللعنة… طاقة الفاكن تقترب من النفاد.”
آن (وهي تتشبث بجانب العربة): “هل سنقف؟! نحن لسنا بعيدين كفاية بعد!!”
أكيرا (يرفع حاجبه): “أرجو أن تكون هذه مزحة.”
كوتو (تضرب المقود بقبضتها): “أنا لا أملك فاكن! العربة لن تستمر بدون مصدر طاقة مباشر… نحتاج أحدكم لتشغيلها فوراً!”
آكيو (يرفع يده بثقة): “أنا أستطيع! لدي البرق!"
كين (يهبط فجأة من سقف العربة حيث كان يراقب الطريق الخلفي): “ابتعد.”
آكيو (يتفاجأ): “هاه؟”
كين (ببرود وهو يتوجه نحو المقود): “أنا سأقود.”
كوتو (تنظر إليه وقد ارتاحت قليلاً): “لا مانع لدي… بشرط ألا تحرق المقود هذه المرة.”
كين (يضع يده اليسرى على حجر الأزورايت الأزرق في المقود): “اصمتي وراقبي.”
“فششششش!”
بدأت طاقة نارية دافئة تتسرب من يد كين، فاشتعل الحجر الأزرق وسط المقود فجأة، وعادت الأضواء إلى العربة بقوة أكبر مما كانت! العربة اهتزت ثم اندفعت للأمام بقوة.
ستيف (يصرخ وهو متشبث بالكرسي): “أووووه!!! كنت أفضّل أن أُقتل على البقاء في هذه العربة المجنونة!”
آكيو (يصرخ في الخلف): “كين!! على الأقل هدئ السرعة!!!”
كين (بهدوء وهو يحدق بالطريق): “هذا هو الهدوء.”
كوتو (تبتسم بخفة): “لا أعلم لماذا… ولكنني أشعر بالأمان وهو يقود.”
أكيرا (وهو يتوجه إلى السقف ليراقب بدلاً من كين): “نأمل فقط ألا يلحق بنا ذلك القائد مجدداً…"
فجأة…
“هممممم… غغغ…”
صدر أنين خافت من المقعد الخلفي، ثم تحرك جسد نيورو قليلاً، عرقه البارد لا زال يغطي جبينه، لكنه بدأ يستعيد وعيه ببطء. فتح عينيه الزرقاوتين بصعوبة ثم نظر حوله بارتباك، فوجد نفسه ممدداً فوق المقاعد الجلدية… وفي عربة تهتز وكأنها في سباق موت!
نيورو (بصوت مشوش): “مـ… مـا الذي… يحدث؟ أين أنا؟!”
نهض بسرعة ليرى نافذة العربة، فشاهد الأشجار تمر كالصواريخ، الأرض تهتز، والعربة تكاد تطير في الهواء من شدة السرعة!
نيورو (يصرخ فجأة): “آآآآآآآه!!! نحن سنمووووت!!!”
تراجع للخلف ليتمسّك بأي شيء، واصطدم وجهه بسقف العربة من شدة السرعة.
نيورو (وهو يصرخ بغضب): “من يقود هذه العربة المجنونة؟!!”
كوتو (تلتفت إليه بهدوء): “أوه، صباح الخير، لا تقلق، كين يقود.”
نيورو (ينظر نحو الأمام بدهشة): “كين؟!”
كين (بصوت بارد دون أن يلتفت): “إذا كنت ستصرخ… على الأقل اربط حزامك.”
نيورو (يمسك حافة المقعد وهو يصرخ مجدداً): “أنا لا أملك حزاماًااااا!!!”
بعد لحظات من القيادة المجنونة… توقفت عربة الهيكساريث أخيراً على جانب طريق جبلي، محاطة بالأشجار الكثيفة، أوقف كين العربة فجأة، وأبعد يده عن حجر الأزورايت، فانطفأ وهجه الأزرق وبدأت العجلات تتباطأ حتى توقفت تماماً.
كين (بصوت هادئ): “لقد ابتعدنا عنهم بما فيه الكفاية، لنسترح قليلاً.”
هدأت الأجواء قليلاً… إلا من صوت نيورو الذي كان جالساً في الخلف، عينيه متسعتان، وكأن شيئاً انكسر بداخله، كان يتصبب عرقاً ويده مشدودة على طرف المقعد.
نيورو (يتمتم ببطء): “أنت…”
كين (يلتفت إليه ببرود): “هاه؟”
نيورو (يرتجف): “أنت اللعين الذي… سحقتني… دمرتني أمام الجميع…!”
سكت الجميع، بينما كان صوت نيورو يعلو تدريجياً، والغضب يتسلل إلى نبرته.
نيورو (ينهض، يصرخ): “كيف تجرؤ أن تقودنا؟! بعد كل ما فعلته بي؟!! جعلتني أبدو كالمهرّج! أمام الناس… أمام نفسي!!”
آن (تحاول تهدئته): “نيورو، ليس الآن، لقد خرجنا للتو من…”
نيورو (يقاطعها، يوجه كلامه لكين): “أنت مغرور! بارد! بلا أي مشاعر! وتستمتع عند تلاعبك بمشاعر الآخرين! تنظر إلينا جميعاً من فوق، وكأننا مجرد بيادق في طريقك! تظن نفسك فوقنا… وكأنك لا تُقهر!
لكن الحقيقة؟ أنت مجرد قشرة قاسية تُخفي شخصاً جباناً لا يجرؤ على الشعور! أنت لا تفهم الألم… لأنك لا تسمح لنفسك بالشعور بشيء! ولهذا السبب… لن تفهم أبداً ما يعنيه أن تُخذل… أن تشك في نفسك… أن تنهار! أنت لا تتعاطف، لا تواسي، لا تهتم…
انتهى نيورو من كلامه وهو يلهث، وعيناه تلمعان بالغضب والدموع، صوته يرتجف من شدة الانفعال. بقي كين جالساً في مكانه ولم ينطق بكلمة. عيناه الرماديتان تحدقان في الفراغ، ويده لا تزال على حجر الأزورايت… لكنه لا يحركها، كلمات نيورو كانت كالسكاكين في قلبه.
لحظة صمت قاتلة تمر… وفجأة…
“باااااااااااااااااااااااااك!!!”
وقفت كوتو من مكانها بوجه غاضب، وصفعت نيورو بقوة على خده الأيسر!
كوتو (بصوت غاضب): "اخرس!!! أهذا وقت هذا الهراء؟! كين أنقذك من الموت! بل أنقذك من تيراكولا نفسها! والآن تجلس هنا وتشتمه بكل وقاحة وكأنه لم يفعل شيئاً؟!”
رفع كين رأسه ببطء، نظر إلى نيورو بعينين رماديتين جامدتين، وصوته خرج ببرود… لكن تحته شيء ثقيل، شيء يوجع من يسمعه.
كين (بهدوء): "هل انتهيت؟”
كانت كلماته بسيطة… ولكنها اخترقت قلب نيورو. نيورو لم يرد، نظر إليه بعينين دامعتين، ثم تحرك نحو الباب الأمامي للعربة وفتحه بقوة، ثم وقف أمام كين وجهاً لوجه، بينهما مسافة خطوة واحدة فقط.
نيورو (بصوت مكسور، وهو يحدق في كين): "كنت أعيش أفضل أيامي… مع تيراكولا. نعم، كانت قاسية… كانت أنانية… لكنها رأتني، أعطتني مكاناً، قوة، اهتمام حتى لو كان زائف.”
بدأت الدموع تسيل على خدي نيورو.
نيورو (يكمل، يرتجف): "ثم أتيت أنت… مزّقت كل شيء. أوضحت لي كم كنت أحمق… كشفت أن كل ما كنت أؤمن به… كان مجرد كذبة… أنت لم تقتلني، كين… لكنك قتلت من كنت أظنه نفسي. والآن أنا لا أعلم من أكون… لا أعلم لماذا أنا حي، ولا أعلم إلى أين سأذهب. كل هذا… لأنك قررت أن تظهر أمامي في اللحظة التي كنت فيها سعيداً…”
كين لم يكن يتحرك، اكتفى بالتحديق به بعينيه الجامدتين اللتان بدأتا تهتزان قليلاً الآن.
آكيو (ينهض بغضب): "توقف! هل هذا ما تقوله لمن أنقذك؟! أتقول بأن كين دمر حياتك؟! كين أخرجك من أوهامك! لو بقيت مع تيراكولا، كانت ستستعملك حتى تحترق وتموت!”
أكيرا (يضرب بقبضته على العربة): "هل فقدت عقلك؟! كنا جميعاً تحت سيطرتها… وكلنا فقدنا شيئاً… لكننا لم نصبح نادمين على حريتنا!”
آن (تصرخ): "أتتجرأ وتلوم كين-سان لأنه أظهر لك الحقيقة؟! الحقيقة تؤلم يا نيورو! ولكن الأفضل أن نتألم… من أن نعيش في خداع!”
تراجع نيورو خطوة، ودموعه ما زالت تسقط بحرارة، وعيناه زائغتان من وقع كلماتهم، لكنه لم يكن يتوقع هذا الانفجار من الجميع دفعة واحدة. ثم ووسط صراخهم، نظر كين إلى نيورو بنظرة عميقة.
كين (بهدوء بارد، ولكن نبرته تخترق كل من يسمعها): "لا تحاول أن تشرح لي… معنى الألم.”
سكت الجميع في لحظة واحدة.
كين (يتابع، بصوت منخفض): "أنا لا أفتخر بما فعلته بك… ولا بأني حطّمتك. لكن لو كنت تعتقد أنني أقف هنا لأني لم أشعر… فأنت لا تعرفني إطلاقاً.”
آن (بغضب عاطفي، تمشي بينهم، وتفتح ذراعيها): "كفى!!!”
استدارت آن إلى نيورو، وعيناها مليئتان بالدموع ولكنها لا تبكي.
آن: "أنت غاضب؟ خائف؟ تشعر أنك ضائع؟ حسناً… نحن أيضاً، كلنا كذلك! لكن لا يمكنك أن ترمي كل هذا على كين-سان وحده! هو لم يختر أن يكون قدرك، ولم يطلب منك أن تعاني! هو فقط… جعلك ترى الحقيقة.”
ثم استدارت آن إلى كين ونظرت إليه مباشرة.
آن (بصوت مرتعش، لكنه مليء بالحب): "وأنت يا كين-سان… كفاك تحملاً بالصمت! نحن لسنا أغبياء، نستطيع أن نراك كل يوم تدفن نفسك في قسوتك حتى لا يظهر ضعفك، ولكننا أصدقاءك… على الأقل نريد أن نكون، فدعنا نشعر بك… ولو قليلاً.”
كين لم يرد، ولكن شيء ما في ملامحه ارتجف.
آن (تستدير للجميع، تمد يديها إليهم وكأنها تلملم جراحهم): "نحن لسنا مثاليين… كل واحد منا جاء من ألم مختلف، من ماضٍ مكسور، من صدمة لا يبوح بها. ولكن لو بدأنا نلوم بعضنا الآن… فلن يبقى شيء يجمعنا.”
اقتربت من نيورو، ثم وضعت يدها على كتفه برقة.
آن: "أنت تشعر بالضياع؟ جيد… لأن هذا يعني أنك لست ميتاً من الداخل، لكن لا تجعل الألم يحولك إلى عدو لأقرب الناس إليك، لا تنسى أن كين-سان هو إبن خالك!"
سكتت آن ثم تنفست بعمق، ولحظة من الهدوء ملئت المكان…
كين (بصوت خافت ولكنه حقيقي): "شكراً.”
تقدم آكيو بخطوات ثابتة، وقد تغيرت ملامحه من الغضب إلى مزيج بين التفهّم والحماس، وضع يديه على خصره ونظر إلى الجميع بنظرة واثقة.
آكيو (بصوته المرتفع المعتاد، لكنه جاد هذه المرة): "اسمعوني جيداً جميعكم! أنتم تنسون شيئاً مهماً وسط كل هذا… نحن لسنا هنا لأننا أقوياء أو لأننا نفهم كل شيء… بل لأننا نكافح، كل واحد منا يكافح بطريقته. لا يوجد كتاب تعلّمنا منه كيف ننجو، ولا خريطة تبين لنا من نكون.”
نظر آكيو إلى نيورو بعينين صادقتين.
آكيو: نيورو، أنت لست وحيداً في هذه الفوضى، لا أحد يعرف من يكون حقاً في البداية… حتى أنا!
كنتُ أظن أن حياتي ستكون مجرّد مغامرات ومتعة، وأنني سأحقق حلمي بسهولة، وأنني بطل قصتي الخاصة… حتى اصطدمت بالواقع.”
رفع آكيو يده فجأة.
آكيو: "فلماذا نهدم ما بيننا بدل أن نبنيه؟ ولماذا نصرخ في وجوه من نحاول فهمهم… بدل أن نصغي إليهم؟ لماذا نرفع السيوف… حين يمكننا أن نمد الأيدي؟
ثم أشار للجميع بحماس مفاجئ.
آكيو: "والآن! ما رأيكم أن نتوقف عن التصرف كمجموعة منهارة… ونبدأ بالتصرف كفريق؟ فريق حقيقي!”
ساد الصمت بعد كلمات آكيو… كانت كلماته بسيطة، لكنها صادقة، خرجت من قلب شاب لا يدّعي الحكمة، بل يعترف بأنه لا يعرف كل شيء… ومع ذلك، يريد أن يحاول. نظر نيورو إلى آكيو، ثم أخذ نفساً عميقًا، وكأن تلك الكلمات اخترقت طبقات الغضب داخله.
نيورو (بصوت منخفض): “…أنا… آسف. لم أقصد أن أُحمّلكم كل شيء. كنت ضائعاً فقط… وما زلت، لكنني لا أريد أن أكون عبئاً.”
مد آكيو يده اليمنى أمامهم، وكأنه ينتظر منهم أن يفعلوا نفس الشيء.
آكيو (يبتسم بثقة): “إذن، فلنجعلها بداية جديدة! نعد بعضنا… ألا نخون، ألا نترك أحدنا يسقط وحده، أياً كان الطريق الذي أمامنا… سنواجهه معاً.”
أكيرا (يرفع حاجبه، ثم يضحك وهو يقترب): “تباً لك، عمري عشرون سنة وتريدني أن أشارك في هذه الطقوس الطفولية؟"
ثم وضع يده على يد آكيو متجاهلاً ما قاله!
ستيف (يعقد ذراعيه وهو يقترب ببطء): “هذا سخيف… لكن، بما أنكم لا تبدون على وشك التوقف، فليس لدي خيار آخر."
ثم يمد ستيف يده بتكاسل، دون أن يعترف أنه تأثر.
كوتو (بعناد): “أنا أمتنع! أمزح فقط…"
ثم تضع يدها على الأكف المتراصة، وهي تبتسم بخفة.
آن (بحماس ودموع في عينيها): “أقسم أنني لن أتخلى عن أحد منكم… وسأصرخ في وجه كل من يحاول أن يفرقنا!”
مدت آن يدها فوقهم بكل ما فيها من عاطفة.
نيورو (ينظر لهم، ثم يبتسم بهدوء، ويضع يده بتردد): “أنا… سأحاول. لا أعدكم أن أكون الأفضل، ولكنني… لن أكون العدو مجدداً.”
سكت الجميع، ثم نظروا نحو كين… الذي ظل واقفاً بعيداً قليلاً، ويداه في جيبه.
كين (بتنهيدة صغيرة وهو يتقدم): “كم هذا سخيف…”
اقترب كين وحدّق فيهم للحظة، ثم رفع يده اليمنى ببطء ووضعها فوق أيديهم.
كين (بصوت منخفض وجاف): “لكننا إن لم نفعل شيئاً سخيفاً معاً… فلن يكون لحياتنا معنى في هذه العالم.”
ضحك الجميع بخفة… لم يكن المشهد بطولياً… بل بشرياً، دافئاً، حقيقياً.
آكيو (يرفع قبضتهم المتراصة إلى الأعلى): “هذا وعد… ساموراي!”
الجميع: “ساموراي!!”
يتبع…