[ولاية إيرالوس – مركز الشرطة المركزي]

في قلب العاصمة الحديدية لإيرالوس، كان مركز شرطة ماكيا الرئيسي يعجّ بالنشاط. ووقتها ظهرت وجوه مألوفة على الشاشات الضخمة التي تغطي الجدران.

الضابط المساعد (بصوت آلي): "تم تأكيد أماكن تواجد الأهداف الستة، وتمت إضافة المكافآت المالية المخصصة للقبض عليهم…”

على الشاشة ظهرت الأسماء والصور:

1. كين – المكافأة: 800,000 راي

2. آكيو – المكافأة: 700,000 راي

3. ستيف – المكافأة: 650,000 راي

4. آن – المكافأة: 400,000 راي

5. أكيرا – المكافأة: 900,000 راي

6. نيورو – المكافأة: 600,000 راي

تجمّع عدد من الضباط حول اللوحات، يقرؤون، يتمتمون، ويتبادلون النظرات.

الشرطي 1 (باحتقار): "مجموعة من الأطفال التافهين… وتريدنا الإمبراطورية أن نعاملهم كمجرمين من الفئة B؟”

القائد لاتينو (بصرامة): "أنت لم تقاتلهم، لكنني رأيت بأم عيني ما فعلوه في داركوفا… إنهم ليسوا أطفالاً، إنهم قنابل تسير على قدمين.”

الشرطي 2 (يتقدم ويقرأ بصوت عالٍ): "يُمنع قتلهم إلا عند الضرورة القصوى… ويفضّل الإمساك بهم أحياء لأسباب خاصة.”

روبوت الأمن (بصوت ميكانيكي): “تم تحميل البيانات… فرق المطاردة بدأت بالتحرك، الأهداف الستة شوهدوا آخر مرة متجهين نحو ضواحي زيتارا.”

القائد لاتينو: “إذاً، فلتبدأ اللعبة.”

[ضواحي زيتارا – فوق مرتفعات العاصفة]

كانت عربة الهيكساريث تشق طريقها بين المنحدرات، بينما تكاثفت الغيوم فوق رؤوسهم، والعواصف الرعدية قد بدأت تشق طريقها نحوهم.

كين (ينظر من النافذة، نبرته صارمة): "إنها ليست مجرد أمطار… العاصفة قادمة، والبرق قد يضربنا في أي لحظة.”

صمت الجميع للحظة قبل أن يتبادلوا نظرات سريعة، ثم استدار كين نحو آكيو.

كين: "آكيو… نحتاجك الآن.”

آكيو (وهو يبتسم بثقة ويقفز من مقعده): "وأخيراً! شيء ممتع أستطيع فعله.”

فتح آكيو السقف العلوي وقفز بخفة إلى الأعلى، ليجد نفسه وسط رياح قوية تعصف بثيابه، وعيناه تلمعان بالحماسة. كانت السماء فوقه تتوهج، والبرق يخترق الغيوم في كل ثانية.

آكيو (يرفع يديه): "أنا هنا… أيتها العاصفة، تعالي!”

وبلحظة، بدأ جسد آكيو يثير تفاعلاً غريباً في السماء… الشحنات البرقية التي كانت تتراقص بين الغيوم راحت تنجذب إليه ببطء، وكأنه أصبح نقطة جذب طبيعية للكهرباء. بدأت خيوط رفيعة من البرق تنزل نحوه وتلامس أطرافه دون أن تؤذيه.

آن (بدهشة): "هل هذا طبيعي؟! أهو يجذبها فعلاً؟!”

نيورو (بابتسامة خفيفة): "إنه لا يجذبها… إنها تتعرّف عليه.”

ارتفعت وتيرة الرياح، ودوّت صاعقة ضخمة فوق الجبل، فاهتزّت العربة بقوة. في الداخل، بدأ الزجاج يهتز، وصرير الحديد يعلو بسبب الرياح الشرسة.

كين (ينظر بسرعة إلى المقود): "آكيو لا يمكنه القيادة الآن… نيورو، أنت التالي!”

نيورو (ينهض من مقعده): "أنا؟! حسناً… طالما أننا لن نسقط من حافة، أعتقد أنني أستطيع منع الكارثة.”

قفز نيورو إلى المقعد الأمامي وأمسك بالمقود، وبدأ يتحكم بالعربة بأعصاب باردة مستخدماً قدراته للتخفيف من ضغط الرياح حولها. بدأت العربة تستقر تدريجياً، لكنها لم تكن بأمان بعد.

ستيف (ينظر من النافذة بقلق): "هناك تجمع مياه ضخم أمامنا… قد…"

وقبل أن يكمل, انزلقت العربة فجأة بفعل طبقة طينية تشكّلت تحت العجلات نتيجة الأمطار المنحدرة من الأعلى، بدأت العربة تميل للخارج نحو حافة الطريق الجبلية.

كين (بصوت صارم): "تشبثوا بشيء! سننحدر!”

أمسك الجميع بما استطاع، ولكن دفعة قوية أخرى من الريح جعلت العربة تنزلق بالكامل نحو المنحدر، ثم بدأت تسقط على طريق مائل محفوف بالصخور الحادة. في لحظة صدمة، انفتح الباب الجانبي للعربة بفعل قوة السقوط، ففقدت آن توازنها وسقطت نحو الخارج.

آن (بفزع): “آآآآه!”

اندفع ستيف نحو الباب بدون تفكير ومدّ يده، استطاع أن يمسك بيد آن في اللحظة الأخيرة، بينما كان نصف جسدها يتدلّى خارج العربة.

ستيف (بصوت مشدود): "تمسّكي بي!! لا تتركي يدي!”

آن (تحاول رفع نفسها): "أنا أحاول!”

كان كين يتمسك بالكرسي جيداً وهو يراقب المشهد بحذر، وفي الأعلى، ثبت آكيو قدميه على السطح، واستمر بجذب البرق نحوه، كانت العواصف على وشك الانفجار حولهم، لكن وجوده في الأعلى أبقى الصواعق مركزة عليه فقط دون أن تضرب العربة.

نيورو (يحاول توجيه العربة): "الطريق يضيق… هناك منعطف بعد مئة متر! إن لم نستقر الآن، سنسقط بالكامل!”

اندفع أكيرا ليمسك بستيف من خصره بثبات، وقدم له بعض الدعم لسحب آن بالكامل.

ستيف (يصرخ وهو يسحبها بصعوبة): "هيااااا!!”

وأخيراً، تمكن الإثنان من سحب آن إلى الداخل، فسقطت على أرضية العربة تلهث، بينما سقط ستيف أيضاً بجانبها ويده ما تزال تمسك بيدها بقوة.

آن (بصوت مرتجف): "كـ… كنت ستسقط معي؟”

ستيف (وهو يلتقط أنفاسه): "كان ذلك خياراً أفضل من تركك تسقطين وحدك.”

كين (بصوت منخفض): "أحسنت يا ستيف…”

هدأت العاصفة مؤقتاً، وبدأت العربة تبطئ من انزلاقها مع وصولها إلى أرضية منبسطة نسبياً قرب قاعدة الجبل.

آكيو (من الأعلى): "انخفضت الشحنات! أعتقد أنني أستطيع النزول الآن قبل أن تحترق ملابسي!”

كين (بصوت جاف): "انزل… لدينا أشياء أخرى أهم من الملابس الآن.”

ما إن هدأت العاصفة وبدأ المطر يتراجع تدريجياً، حتى أوقف نيورو العربة قرب صخرة ضخمة على حافة الطريق، في مساحة ضيقة بين منحدرين. خرج الجميع منها وهم ما يزالون يلتقطون أنفاسهم بصعوبة.

آكيو (وهو يقفز من الأعلى ويلوح بيده): "نجونا! مرحى لي! أعني… لنا جميعاً طبعاً.”

آن (تجلس على الأرض لتلتقط أنفاسها): "ما زالت ساقاي ترتجفان…”

ستيف (وهو ينظر إليها): "على الأقل هما لا تزالان في مكانهما.”

لكن فجأة، دوّى صوت غريب من أسفل الهيكساريث، تبعه اهتزاز خافت في الأرض.

نيورو (يركض نحو العربة): "لحظة… هذا ليس جيداً…”

فجأة، بدأت الأرض الطينية أسفل العربة تنزلق ببطء، ومعها بدأت عجلات الهيكساريث تغوص شيئاً فشيئاً… قبل أن تفقد توازنها بالكامل وتبدأ بالانحدار.

كين (يصرخ): "ابتعدوا! الآن!!”

قفز الجميع للوراء في اللحظة الأخيرة، بينما انزلقت العربة الثقيلة نحو الأسفل، وبدأت تتدحرج بين الصخور والمنحدرات، تتحطم قطعها واحدة تلو الأخرى وهي تصطدم بالأرض، ثم ارتطمت بجدار صخري في الأسفل وانفجرت انفجاراً بسيطاً تصاعد منه دخان أسود كثيف.

آكيو (يصرخ وهو يضع يديه على رأسه): "كانت مركبتييييييييي!!”

نيورو (يربت على كتفه): "كانت مسروقة يا عبقري… لا تتصرف وكأنها إرث عائلي.”

كين (ينظر إلى الحطام من الأعلى): "لقد فقدنا العربة… والمظلة، والماء، ومعظم الطعام.”

ستيف (يتنهد): "والمفروشات المريحة… كانت رحلة قصيرة العمر.”

أكيرا (يربط ذراعيه): "الآن ما العمل؟ نحن في منتصف جبل، بلا خريطة، وبلا مأوى.”

كين (بهدوء): "لنبحث عن كهف ونرتاح، ثم نتابع السير… لا خيار آخر.”

سادت لحظة صمت، كان الجميع ينظرون للأسفل حيث تلاشت آخر شرارة من الهيكساريث المحطمة.

آكيو (بصوت منخفض): "وداعاً أيتها العزيزة… لقد متِّ بشجاعة.”

نيورو (بابتسامة): "كانت هذه البداية فقط… وأعتقد أن الجبل بدأ يرحب بنا الآن.”

كين: "لنتابع السير… قبل أن يقرر الجبل أخذ شيء آخر منا.”

بدأت المجموعة تشق طريقها بين الأشجار الكثيفة والصخور الزلقة، الغيوم الرمادية ظلت تحجب الشمس، مما جعل الأجواء أكثر برودة وقسوة، خصوصاً على القمة الجبلية التي بدؤوا في تسلقها تدريجياً.

كان الهواء يلسع وجوههم كسكاكين صغيرة، وكلما صعدوا أكثر، كلما اشتد البرد وازدادت الرياح حِدّة.

آن التي لم تكن ترتدي إلا كيمونو خفيف لا يصلح لهذا الطقس، بدأت ترتجف بصمت. كانت تحاول تمالك نفسها، ولكن أصابعها ازرقت قليلاً، وبدأ جسدها يرتجف. ستيف الذي كان يسير خلفها مباشرة لاحظ الأمر. توقف لوهلة ثم خلع سترته الداكنة الثقيلة بصمت، واقترب منها ثم مدّ يده ولف السترة فوق كتفيها، فاستدارت إليه بدهشة.

آن (بصوت خافت): "ستيف…؟ ماذا…؟”

ستيف (دون أن ينظر إليها): "لا تكوني عنيدة… جسدكِ لن يحتمل هذا الجو.”

آن (تحاول الرفض بلطف): "لكن ماذا عنك أنت…؟”

ستيف (ينظر أمامه وهو يتابع السير): "أنا لست من النوع الذي يتجمد بسهولة… امشي، ولا تتوقفي.”

بقي ستيف يسير بجانبها بحيث يحجب عنها بعض الرياح بجسده، وكأنه جدار حي يحميها من قسوة الطقس. نظرت آن إليه بصمت للحظات، ثم شدّت السترة حول جسدها وابتسمت بخفة دون أن تنطق بكلمة.

نيورو الذي كان يسير بجانب أكيرا التفت إلى الوراء للحظة، فرأى المشهد بوضوح: ستيف يخلع سترته لـ آن، ويسير بقربها دون أن يترك لها مجالًا للشك بأنه يحميها.

نيورو (وهو يهمس بخبث إلى أكيرا): "هل ترى ما أراه… أم أن البرد جعلني أتوهم المشاعر؟”

أكيرا (يبتسم نصف ابتسامة ويهز رأسه): "لا تتوهم يا سيد الطقس… ذلك الممل قد وقع في الحب أخيراً، وقبل أن نفعل نحن!"

نيورو (يضحك بخفة): "وهل رأيت كيف قال: ‘أنا لست من النوع الذي يتجمد بسهولة؟’ كأنّه يقول: ‘أنا لا أتجمد… لكني أذوب.’”

أكيرا (ينظر للأمام، ثم يغمز): "من الأفضل ألا يسمعك، ستيف قد يجمد قلبه من جديد إذا عرف أننا نراقبه.”

ضحك الاثنان بخفة بين همسات الرياح وصفير الأشجار، لكن لم يقاطع أحد اللحظة بين ستيف وآن، أما كين فقد كان يسير في المقدّمة بجانب آكيو، خطواته ثابتة رغم الطقس القاسي، وكأن البرد لا يعني له شيئاً. لم يكن يرتدي سوى قميصٍ قصير الأكمام أبيض اللون، وعلى الرغم من ذلك كان وجهه هادئاً، بينما كان بقية أفراد المجموعة يحتمون من البرد بقدر ما يستطيعون.

وفجأة، أوقف كين خطواته للحظة، مدّ يده إلى جيبه وأخرج منه علبة سجائر صغيرة، فتحها بهدوء ثم سحب سيجارة واحدة، وضعها في فمه وأشعلها، وبدأ يدخن بهدوء وسط هذه العاصفة، وكأن لا شيء يمكنه أن يُزعجه أو يُربكه، فالتفت نيورو نحوه بدهشة.

نيورو (يغمغم ساخراً): "هل هو إنسان فعلاً… أم كتلة نار متنكرة في هيئة بشر؟”

أكيرا (يضحك بخفوت وهو يضم ذراعيه من البرد): "إنه لا يحتاج إلى معطف… جسده نفسه هو المعطف.”

وفجأة، توقّف كين للحظة. رفع حاجبه قليلاً، وكأن شيئاً ما لفت انتباهه.

كين (بهدوء وهو ينظر للخلف دون أن يدير رأسه): "أنا أسمع الهمسات، بالمناسبة.”

ثم انحنى كين قليلاً، والتقط قطعة خشب مبلّلة من الأرض، كانت تبدو غير صالحة للاشتعال، لكنه أمسك بها بيده اليسرى ونفخ فيها بهدوء، لتنطلق شعلة صغيرة في طرفها، وكأن الحرارة انتقلت مباشرة من جلده إلى قلب الخشب.

كين (ينظر إليهم دون أن يبتسم): "فاكن النار لا يقتصر على القتال والاشتعال فقط… فأنا أستطيع تسخين حرارة جسدي من الداخل، لهذا البرد لا يعنيني.”

آكيو (بدهشة حماسية): "أتعني بأنك مدفأة متنقلة؟! نحتاجك في كل رحلة من الآن فصاعداً!”

توقف كين فجأة، ثم ألقى سيجارته أرضاً وسحقها بحذائه، قبل أن يدور ليواجههم جميعاً.

كين (بنبرة هادئة وحاسمة): "قفوا مكانكم.”

نظروا إليه بدهشة، لكن لم يعترض أحد.

كين: "سأحاول نشر دفء مؤقت باستخدام تقنية بسيطة من فاكن النار… لن تُحرقكم، لكنها ستنشّط الدورة الدموية وتدفئ الأجساد من الخارج.”

ثم أخرج من حقيبته قطعة معدنية صغيرة على شكل اسطوانة، كانت مغطاة بطبقة سوداء، ووضعها في مركز الدائرة النارية. سرعان ما بدأت القطعة تتوهج باللون الأحمر الداكن، فالتفت إلى المجموعة.

كين: "اقتربوا واحداً تلو الآخر… سأمرر طاقتي من خلال هذه القطعة لتصل أجسادكم، لكن احذروا من لمسها مباشرة.”

اقترب نيورو أولاً ولكن بتردد، ثم أشار كين إليه بالاقتراب أكثر، فمد كين كفه ووضعها على صدر نيورو، بين القلب والكتف، ضاغطاً بلطف. شعرت نيورو بموجة دافئة تنتقل عبر صدره، وكأن شرارة الحياة قد عادت فجأة إلى أطرافه.

نيورو (بعينين واسعتين): "هااه… ما هذا؟! الحرارة تدخل مباشرة تحت الجلد!”

كين (ببرود): "التالي.”

تقدمت آن بخطوات خفيفة، كان وجهها يحمر من الخجل والبرد في نفس الوقت، وقفت أمامه وهي تشد سترته التي أعطاها لها ستيف دون أن تنطق، وضع كين يده على كتفها برفق، ثم نقل الحرارة تدريجياً.

آن (بهمس وهي تغلق عينيها): "هذا… دافئ بطريقة غريبة، يشبه حضن حقيقي… كين-سان…"

كين (يهمس ببرود): "إنها مجرد حرارة… لا تبالغي.”

ثم مرّ على ستيف، أكيرا، وحتى آكيو، على الرغم من أن الأخير كان يتظاهر بالدفء لكنه كان يرتجف قليلاً من الداخل.

آكيو (يمطّ شفتيه): "هل بإمكانك حفظ هذه التقنية؟ نحتاجها كل شتاء!”

كين (وهو ينهض): "سأطوّرها لاحقاً… لكن الآن، علينا إيجاد مكان نأوي إليه قبل أن تبدأ العاصفة التالية.”

ستيف (ينظر نحو الأعلى): "هناك تجويف في الجبل على بُعد بضع مئات من الأمتار، يبدو وكأنه كهف.”

كين (يحرك رأسه): "لنتحرك فوراً.”

تابعت المجموعة تقدمها بين الممرات الضيقة، وقد بدا الكهف في الأفق على بُعد لا يزيد عن خمس دقائق من السير. كانت الأجواء ما تزال خانقة، والضباب الكثيف لا يكاد يسمح برؤية الطريق بوضوح، ولكنهم ظلّوا يسيرون بحذر وصمت، إلى أن… دوّى صوت عميق من أعلى المنحدر.

نيورو (يرفع رأسه): "يا رفاق… هل سمعتم هذا؟”

ولم تمر ثانية واحدة، حتى بدأت صخور ضخمة تتساقط من أعلى الجبل بسرعة قاتلة، بعضها بحجم عربة، وبدأت تتدحرج باتجاههم ككرات دمار عملاقة.

كين (بصوت عالٍ): "انتبهوا!! هجوم صخري!”

انطلق كين بمرونة، وسحب سيفه الناري ليقطع أول صخرة كانت تتجه نحوهم مباشرة. شطرها بضربة واحدة، وتحولت إلى شظايا نارية تبعثرت في الهواء.

في الجهة المقابلة، قفز آكيو عالياً بسرعة البرق، واستدعى شرارة برق سريعة إلى سيفه، ثم هبط بقوة على إحدى الصخور في الهواء، فشطرها إلى نصفين بصعقة خاطفة، بينما ابتسم بثقة.

آكيو: "هذه الصخور ثقيلة؟ بالنسبة لي فهي أشبه بالحلوى القطنية!”

أما آن، فكانت تقفز بخفة بين الصخور المتساقطة، تدور وتتشقلب فوقها كراقصة نينجا، تتفادى كل واحدة بخطوة محسوبة.

في المقابل، لم يتردد ستيف، بل استعد فوراً وقام بركل إحدى الصخور القادمة بزاوية مائلة، فانزلقت وانحرفت عن مسارها نحو الفراغ السحيق أسفل الجبل.

ستيف (بابتسامة باردة): "من الغريب أن أركل جبلاً… لكنني نجحت.”

بينما كانت الصخور تتساقط بعنف، وقف نيورو أولاً في مكانه، وعيناه تتابعان الزاوية التي تسقط منها كل صخرة، كما لو كان يقرأ نمطها. ثم مدّ يده إلى السماء وبدأ بتبريد الهواء حوله فجأة.

نيورو (بصوت منخفض): "لنرَ كيف ستتصرف الصخور في مواجهة الجليد؟”

رفع كفيه، وأطلق موجة جليدية دقيقة سبقت إحدى الصخور، فجمّدت الجهة السفلى منها في الهواء، مما جعلها تفقد توازنها وتنحرف بعيداً عنه وتصطدم بجدار الجبل. ثم ومع الصخرة الثانية، أطلق انفجاراً حرارياً سريعاً من يده اليمنى، فتشققت الصخرة من الداخل قبل أن تصله.

ثم سقطت أكبر صخرة من بينهم، واتجهت مباشرة إلى قلب المجموعة، كانت ثقيلة وضخمة بشكل مرعب، ولكن أكيرا تقدم للأمام بهدوء مفاجئ ورفع يديه، وعندما وصلت الصخرة إليه أمسك بها بكلتا ذراعيه العاريتين! احتكّت الصخرة بجسده وهي تهتز، لكنه ثبت قدميه بقوة على الأرض.

آكيو (بدهشة): "هو يمسك بها فعلاً؟!”

أكيرا (بصوت واثق): "ثقيلة… لكنها ليست الأثقل من بين ما حملت في حياتي.”

ثم رفع الصخرة للأعلى ودفعها بقوة نحو الأسفل، فتدحرجت بعيداً عنهم وارتطمت بالحافة، لتسقط في الوادي العميق. بعد ثوانٍ، توقف تساقط الصخور وعادت السماء لتهدأ تدريجياً، كأن شيئاً لم يكن.

توقف كين في مكانه بعد أن أعاد سيفه إلى غمده، وعيناه الرماديتان لا تزالان تراقبان الأعلى… لم يكن يُحدق في ما تبقى من الجبل فحسب، بل كان يفكر، وكانت هناك شرارة شكّ واضحة في ملامحه.

كين (بصوت خافت وهو ينظر إلى الأعلى): "صخور بهذا الحجم… بهذا التوقيت… وعلى هذا المسار بالتحديد؟”

اقترب ستيف منه وهو ينفض الغبار عن قفازيه، ولاحظ الشرود في وجه كين.

ستيف: “ما الأمر؟"

كين (ببرود، دون أن يشيح نظره): "هذه الصخور لم تسقط عشوائياً… معظمها سقط من نفس الجهة، بنفس الزاوية، كأن أحدهم… دفعها.”

نيورو (وهو يعقد ذراعيه): "هل تقصد… أن هناك أحد فوق الجبل؟”

كين: "أو ربما أكثر من شخص… راقبونا، وانتظروا اللحظة المناسبة ليرسلوا الصخور نحونا.”

آكيو (يتقدم وهو ينظر للقمّة): "همم… لو كنت مكان العدو، لاخترت مكاناً مرتفعاً كهذا للهجوم المفاجئ.”

أكيرا (بتجهم): "فخ صخري… ليس أسلوب قطاع طرق، بل خطة محسوبة."

آن (تمسك بسلاحها وتحدّق نحو القمّة): "إذاً السؤال الآن… من يكون؟ ولماذا لم يكمل الهجوم؟”

كين (بنبرة حذرة): "لأنه لا يريد قتلنا دفعة واحدة… بل ربما فقط يراقب… أو يختبر رد فعلنا.”

ساد الصمت بين المجموعة للحظات.

ستيف (بنبرة هادئة): "أياً يكن… لقد كشف نفسه، وسنعرف قريباً من يُراقبنا من بين الصخور.”

تبادل الجميع النظرات الحذرة، ثم تابعوا السير… ولكن هذه المرة، كانت أعينهم لا تراقب الطريق فقط… بل السماء، والمنحدرات، والظلال المختبئة بين الصخور.

يتبع…

2025/04/05 · 13 مشاهدة · 2361 كلمة
Sara Otaku
نادي الروايات - 2025