وقف آكيو وسط العاصفة الرعدية التي أنشأها، وعينيه الذهبيتين تشتعلان بوميض قاتل، تقدّم خطوة… ثم أخرى. كل خطوة منه كانت تحرك الغبار والحصى من حوله، وتصدر نبضات كهربائية صغيرة في الأرض.

لكن ماكيا لم يتحرك. كان يحدّق فيه بنظرة مائلة ونصف ابتسامة غريبة، كما لو أنه لا يصدّق أن هذا الفتى قد عاد ليقف أمامه. لكن آكيو لم ينظر إليه أولاً، بل نظر إلى يمينه… وهناك كان كين، كان ممدّد على الأرض بلا حراك، صدره يرتفع وينخفض بشكل ضعيف جداً… والدماء تشكّل بُحيرة صغيرة تحته. كان وجهه شاحب ورمادي، وصدره ينزف بثقب واضح.

آكيو (بهمس مرتجف): “كين…”

اقترب منه وركع على ركبته، لم يلمسه… فقط حدّق فيه لثوانٍ، ثم أغمض عينيه، والشرر ما زال يتطاير من جسده. كان يستطيع أن يشعر به… كين كان يموت.

ماكيا (بصوت هادئ، قاتل): "وصلتَ متأخرًا يا صاحب الـ700,000 راي…”

رفع إصبعه وأشار خلفه.

ماكيا (بابتسامة مريضة): "وانظر إلى هناك… هديتك الثانية.”

استدار آكيو ببطء… وعيناه توقفتا على ما لم يكن مستعداً له. رأى جسد نيورو الميت وهو ممدد على الأرض، وصخرة طويلة تخترق صدره من الظهر إلى الأعلى. شعر آكيو بأن الزمن توقف، الشرارات البرقية توقفت، حتى أنفاس آكيو… توقفت. حدّق في جثة نيورو طويلاً دون إبداء أي تعابير في وجهه، ولكنه شعر بأن جزء من قلبه قد انكسر.

آكيو (بصوت خافت، أشبه بارتجاج): "لقد… مات؟ نيورو… مات؟”

لكن قبل أن يستوعب الجرح الأول… التفت لا إرادياً إلى الجهة الأخرى، ورأى كارثة أخرى. عيناه توقفتا على جسد ستيف أولاً… كان ملقى على الأرض بلا حركة، وتغطيه كومة من الدماء، وذراعه اليمنى… مقطوعة بالكامل. وبجانبه رأى بعض الأجزاء من جسد آن وأكيرا وهم محشورين تحت الركام.

آكيو (بداخله، بصوت يائس وهادئ جداً): "الجميع…”

وقف آكيو في مكانه وسط العاصفة… لكن عينيه لم تركز على شيء. رأى كين يحتضر… رأى نيورو ميتاً…رأي ستيف ممزق الجسد… وآن وأكيرا تحت الركام… لكن حين نظر إلى الأرض، حدث شيء غريب… اختفى البرق من حوله. ثم أصبحت الأرض رمادية، والسماء بلا ملامح، وتحول المشهد أمامه إلى مقبرة مظلمة ، ورأى قبور لا حصر لها تمتد في كل اتجاه.

آكيو (بهمس متفاجئ): "أين أنا؟!”

وأمام إحدى القبور… وقف شخصٌ يعرفه جيداً… كان نفسه، بل نسخته السوداء. هذه المرة، لم يشعر بالصدمة، فقط وقف يحدق به بصمت.

النسخة (بصوت هادئ، بارد): "آعتقد بأنك نسيتني، أو أنك أقنعت نفسك أني مجرد كابوس سخيف؟”

آكيو (بانزعاج): "أنت… مالذي تريده مجدداً؟!”

النسخة (تبتسم ابتسامة مائلة): "أنا لا أريد شيئاً، آكيو… أنا فقط هنا لأذكرك بما أنت عليه حقاً.”

آكيو (بعينين ضيقتين): "أنا لست مثلك… مجرد ظل مظلم… أنا مختلف.”

النسخة (يضحك بسخرية خافتة): "مختلف؟ هاه؟ أهذا ما أخبرتهم به؟ أنك الأحمق المرح؟ الطفل الأبله الذي لا يهتم سوى بأصدقائه وحماية الآخرين؟ أتعتقد بأن هذا سيحميك من الألم؟”

آكيو (يشد قبضته): "هذا ما يجعلني قادراً على الاستمرار، لا أريد أن أتحول إلى شيء مثلك… مملوء بالحقد والبرودة.”

النسخة (يقترب، يضع إصبعه على صدر آكيو): "لكنك مملوء بي أساساً… منذ أن كنت طفلاً وهم يرمقونك بنظرات الخوف… منذ أن وُلدت وعلامة البرق على جبينك تخيف الجميع… قالوا بأنك مجهول النسل، تنمر الأطفال عليك طوال الوقت، وأنت كنت ترد عليهم فقط بابتسامة؟!"

آكيو (بصوت مضطرب، يتراجع خطوة): "لأني لو لم أبتسم… لكنت قتلتهم جميعاً.”

النسخة (يضحك بهدوء، بنبرة سوداوية): "أحسنت… ها أنت تقول الحقيقة أخيراً، أنت لم تكن يوماً بريئاً، آكيو. أنت كنت تعرف دائماً أنك أخطر من أن تُغضب، كنت تتحمل… فقط لأنك تخاف من نفسك.”

آكيو (بصوت ينخفض، يتصدع): "أنا فقط… لا أريد أن أكون وحشاً، لن أصبح مثل ماكيا وسيروس أبداً!"

النسخة (يبتسم بخبث وهو يمشي حول آكيو ببطء): "حقاً؟ لا تريد أن تكون وحشاً؟ أنت بالفعل وحش… لكنك فقط ترتدي قناعاً رخيصاً.”

توقف خلف آكيو، ثم همس بجانبه.

النسخة: "أتعرف ما الذي يزعجك حقاً، آكيو؟ ليس العالم… ولا الناس… بل أنك لقيط… لا تملك اسماً حقيقياً… لا تعرف أمك… ولا أباك… بينما البقية… يملكون عائلات، جذور، انتماء…”

اتسعت عينا آكيو ببطء، وبدأ الشرر يتصاعد من جسده.

النسخة (بصوت هادئ لكنه مليء بالسم): "حتى كين… لديه عائلة فقدها… أما أنت؟ ولدت وحدك… تم نبذك، سُخِر منك، ضُربت، بكيت في الأزقة الباردة… ثم عدت إلى منزلك وأنت تصرخ وتطلب السوفليه بكل تفاهة!!"

قبض آكيو على يديه بقوة من شدة الغضب، أحنى رأسه للأسفل وأغمض عيناه، وبدأ يرتجف.

النسخة (يدور أمامه مجدداً): "لقد عشتَ مع عائلة أحبتك… أجل. لكن حتى مع حبهم… كنت تخفي دموعك تحت الوسادة، تضحك معهم على المائدة… وتبكي لوحدك في الحمام.”

توقف، ثم نظر مباشرة إلى عيني آكيو.

النسخة (بهدوء، بصوت يلسع كالسُّم): "كنت تبتسم دائماً… حتى عندما نبذك أطفال المدرسة، حتى عندما رموا طعامك وسرقوا كتبك، حتى عندما نادوك بـ'ابن العاهرة’ لأنك مجهول النسب. كل ما أردته كان صديقاً واحداً فقط… صديق حقيقي, لكن حتى ذلك… لم تحصل عليه ، حتى قابلت…. كين.”

بدأت عين آكيو بالارتجاف، وارتعش جسده من الغضب المكبوت. قبضته انغرست أكثر في كفه، والشرر تصاعد منه أكثر.

النسخة (يقف أمامه مجدداً، ثم يقول بصوت أكثر حدة): "كان كين هو أول من عاملك كإنسان، أول من لم يرك كشيء غريب أو مريب… أول من ضحك معك… لهذا تشعر الآن بأنك تنفجر… لأنهم كادوا يأخذونه منك أيضاً!!”

آكيو (يرتجف، بصوت مبحوح): "توقف…”

النسخة (بصوت غاضب وهو يصرخ بوجهه): "أطلِق قوتك يا آكيو!! توقّف عن لعب دور الأحمق البريء!! أرِني من أنت فعلاً!! أرِهم هذا البرق الذي دفنته لسنوات!! لقد داسوا على كل من تحب!! لقد سخروا من وجودك نفسه!! اصرخ الآن أو مُت معهم!!!”

آكيو (بصوت عميق، وهو يتمزق من داخله): "قلتُ لك… توقف…"

[العالم الحقيقي – أمام ماكيا]

آكيو (يصرخ بأعلى صوته): "توووووووووووووووووووووووووووووووووقــــــــــــــــــــــف!!!!!”

انفجار داخلي مهول! صرخة مدوية خرجت من أعماق قلب آكيو بصوت لم يسمعه أحد من قبل، صرخة طفل عاش كل حياته مكبوتاً، وحيداً، باحثاً عن مكانه في هذا العالم.

“كرررررررررررااااااااااااااااااااااااااااك!!!”

دوّي برق انفجاري هز السماء! انفجرت العاصفة من جديد، وصوت آكيو الحقيقي سُمِع في ساحة المعركة! ارتعدت السماء بكاملها… صاعقة سماوية بحجم الجبل نفسه ضربت الأرض بجانب ماكيا، الأرض اهتزت، الصخور تشققت، كل شيء بدأ يفقد توازنه… ماكيا بنفسه تراجع خطوة إلى الوراء، حاجباه ارتفعا، وابتسامته ذابت في وجهه.

ماكيا (بعينين متسعتين، ووجهه يشحب للحظة): "هذا الفاكن… لا… هذا النوع من البرق… رأيته من قبل… منذ زمن بعيد جداً… ولكن… أين؟! من كان صاحبه؟!

وسط دوامة العاصفة… كان آكيو واقفاً. لكن لم يعد هو نفسه، جسده أصبح محاطاً بهالة برقية كثيفة، شعره الأزرق أصبح شبه أبيض من شدة التوهج، وعلامة البرق على جبينه أصبحت كالشعلة المشتعلة، كانت تتوهج بقوة لا تصدق! وجهه كان جامداً… عيناه ذهبيتان بالكامل، لا رمش فيهما ولا تردّد. ويداه أصبحتا تصدران أصوات طقطقة كهربائية، وكأن أصابعه تحمل الرعد في طيّاتها.

الصواعق في السماء بدأت تصرخ، نعم… تصرخ! ليست كالرعد المعتاد… بل كأنها تغضب معه، كأنها تفهمه، كأنها تتألم لأجله!"

“زززززززززززززززززززززززززززززززززززز!!”

“دووووووووووووووووووووم!!!”

عشرات الصواعق ضربت الأرض من فوق الجبل، وثلاث منها التفتت حول آكيو كأنها تبايعه وتنتظر أمره. كل ذرة في الهواء أصبحت مشبعة بشحنات كهربائية لا تُحتمل، الحصى على الأرض بدأ يطفو، الجاذبية نفسها اختلّت من حوله.

أكيرا (مذهول وهو بالكاد يتحرك): " هذا… ليس آكيو الذي نعرفه…”

آن (بهمس مرتجف): "لقد أظهر قوته الحقيقية!"

ستيف (بأنين ضعيف، بالكاد يفتح عينيه): "ذلك الطفل… انفجر أخيراً…”

اندفعت صاعقة سفلية من قدمي آكيو للأرض، فتحطمت الصخور تحت قدمه وانفجرت للأعلى على هيئة دوامات لولبية من الغبار المكهرب. ثم… اختفى!

“زووووووووووووووم!!!”

ظهر أمام ماكيا في رمشة عين!

آكيو (بصوت قاتل، أقرب للرعد): "هذا… من أجل كين، ومن أجل اصدقائي الذين قتلتهم!!"

انقض عليه بسيفه الأيسر أولاً! ثم تلاه بضربة برقية بسيف سانغوينيس من اليمين.

“زففففففف!! بوووووووم!!!”

ضربات لا تُحصى، كل واحدة كانت محاطة بصاعقة متفجرة! ومع كل ضربة… ينشق الهواء، يتفجر الفراغ! لكن ماكيا لم يتحرك خطوة واحدة ، كان جسده مغطى بدرع صخري من صنع يديه، يصد الضربات واحدة تلو الأخرى.

ماكيا (بهدوء قاتل): "قوي… سريع… والفاكن الخاص بك مرعب…”

لكنه مدّ يده اليمنى، ثم أغلق كفه بقوة!

“ككككككرااااااااااااك!!!”

اهتز الجبل بأكمله! لا… بل انفجرت قمّته من الداخل، وتشققت الصخور التي كانت تشكل الجدار من جذورها، وبانت قمم الجبال المجاورة من خلف الغبار الكثيف، وبدأت تتفتت وتتحرك!

أكيرا (وهو يصرخ من بعيد): "إنه… يتحكم في الجبال كلها!!!”

ماكيا (بصوت لايقهر): ["فاكن الأرض – استدعاء السلسلة الجبلية!!”]

بدأت كتل صخرية ضخمة تتوجه نحو القمة من الجوانب الأربعة، كل واحدة كانت بحجم مبنى كامل!! قفز آكيو للأعلى، ودار في الهواء بسيفيه، ليطلق موجة مزدوجة من البرق والدم!

“فششششششششاااااااااااااااااااخ!!!”

صاعقة انشطارية اخترقت واحدة من الصخور، لكنها لم تدمّرها بالكامل… ثم فجأة، انقلب سيف سانغوينيس! صار يتحرك من تلقاء نفسه، والقوة التي بداخله قد خرجت، وملأت جسد آكيو بطاقة غير مستقرة!

آكيو (بداخله، بصوت مشوش): "سيفي… لا… إنه يريد المزيد من الدماء…”

“دووووووووووووووووووووووووووووم!!!”

بدأت قطع الجبال العملاقة تنهار من السماء كالمطر الحجري الجهنمي! واحدة منها اصطدمت بكومة الركام التي كانت تُغطي أكيرا وآن !

آن (تصرخ وهي ترى الصخرة تسقط فوقها): "لاااااااااااااااا!!!”

أكيرا (بصوت مرعوب، وهو يحاول دفع آن بعيداً): "آآآآآآآه!!!”

“كككككككررررراااااااااااااااااش!!!!”

صوت التحطم كان كافياً لإسكات صرخاتهما تماماً… ثم عم صمت… والغبار غطّى المكان، الدماء نُثرت في كل اتجاه، ولم يُسمع صوت آن أو أكيرا بعدها ! وفي الجهة الأخرى، بدأ جسد كين الذي كان فاقداً للوعي بالانزلاق نحو الحافة… كان على وشك السقوط من ارتفاع مميت.

لكن…

“زوووووم!!!”

اختفى آكيو من مكانه ثم ظهر بجانب كين مباشرة، وأمسكه بذراعه اليسرى قبل أن يسقط!

آكيو (بصوتٍ داخلي مشوش وهادئ): "تمسّك!!”

كان آكيو بالكاد قادراً على التوازن… قوة سيف سانغوينيس كانت تستنزف طاقته، وكل عصب في جسده كان يصرخ من الألم.

ثم…

"ككككككرررررررررراااااككككك!"

ضغط آكيو كين إلى صدره بشدة، فيما كانت العاصفة حوله تصرخ ، والبرق يضرب الجبال المجاورة التي بدأت تنهار بتأثير الضربات والارتجاجات.

لكن جسده بدأ يخونه… من عينيه… نزل خطٌّ من الدم، ومن أذنيه… قطرات حمراء ثقيلة، أما فمه فقد ارتجف… ثم خرج منه خيط دم متصل سقط على كتف كين.

آكيو (بهمس متحشرج، بصوت مشوش): "آه… رأسي…”

كانت علامة البرق على جبينه تتوهج بقوة مرعبة ، لكن ما رافقها لم يكن طاقة، بل ألم لا يُحتمل. شعر آكيو بصداع، ولكنه لم يكن صداعاً عادياً أبدا، كان يشعر بأن شيئاً ينفجر داخل جمجمته، كل خلية في رأسه تصرخ… كل عصب يحترق.

آكيو (بصوت مرتجف): "أنا… لا أستطيع… التركيز…”

وقف ماكيا في قمة الجبل المتفجر وهو يراقب هذا المشهد برعبٍ صامت.

ماكيا (بصوت منخفض، غير مصدق): "هذا الطفل… على وشك أن يمزّق الجبل من أجل أن لا يُسقط جثةً شبه منتهية، لكنه… ينهار… وبطريقة مرعبة أيضاً."

بدأ جسد آكيو يرتجف بالكامل… كانت الدماء تنزف من عينيه وأذنيه وفمه ، ويده التي كانت تحتضن كين قد ارتخت فجأة. سقط كين ببطء من بين ذراعيه… وتراجع آكيو خطوة، ثم رفع يده المرتجفة نحو جبينه… و وضع راحته على العلامة التي كانت تشتعل كالجمر.

آكيو (بصوت يختنق بالألم): "رأسي… رأسييييييي!!!”

ثم… انفجرت صرخة من داخله!

آكيو (يصرخ بألم حارق): "آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه!!!!”

انفجرت هالة برقية أخرى من جسده في لحظة! كل ذلك من صرخة ألم! لكن الأشد رعباً هو أن بؤبؤ عينيه اختفى تماماً ، وتحولت عيناه الذهبيتان إلى نور ساطع مائل إلى الأبيض دون أي مركز . بدأ آكيو يترنح، شفتيه ترتجفان وهو يلهث بشدة، وعروقه في رقبته بدأت تبرز بقوة مرعبة، وكأن طاقته أصبحت أكثر مما يحتمل جسده البشري.

رعد من السماء دوّى فوق رأسه مباشرة ، لكن هذه المرة… كان أقرب إلى صرخة روح، لا مجرد ظاهرة طبيعية. بقي ماكيا واقفاً وهو يراقب كل هذا… كان مذهولاً للحظات… ولكن فجأة، انفجرت ضحكة قوية منه!

ماكيا (يضحك بجنون): "هاهاهاهاهاهاهاها!!! ما هذا بحق الجحيم؟! أنظر إلى نفسك!!! تظن نفسك قادراً على صعقي، ثم تتعذب كأي حشرة مسحوقة؟!!"

تقدّم ماكيا خطوة إلى الأمام، وبريق القسوة في عينيه ازداد لمعاناً.

ماكيا (بابتسامة متوحشة): "أنتَ مثير للشفقة، صغيري… كل هذا البرق، كل هذا الصراخ… لكن انظر لنفسك! لا تستطيع حتى السيطرة على قواك!”

رفع يده اليمنى ببطء، و بدأت الصخور من حوله تتحرك ل تشكل رمحاً ضخماً من الحجارة الحادة، وبدأت تدور حوله كإعصار صغير.

ماكيا (بصوتٍ قاتل، منخفض): "دعني أنهي هذا العرض المثير للشفقة.”

كان ماكيا يضحك كوحش خرج من أعماق الجحيم.

ماكيا (بصوت يرتجف من النشوة): "أوه… يا له من مشهد! طفل يحتضر… وآخر فقد السيطرة على قواه! أجمل من هذا؟ لا يوجد!”

أما آكيو … فكانت عيناه ما زالتا فارغتين بلا بؤبؤ، الدماء تتساقط من وجهه، صدره يرتجف من الألم، لكنه رغم ذلك… حرك رأسه بصعوبة، وكأن شيئاً بداخله لا يزال يقاوم. كان يشعر بأن النهاية تقترب… لكن وسط كل الألم، وسط كل الحطام… تحسّس الأرض بيده المرتجفة… ثم لامس شيئاً دافئاً ، كان كين. لم يكن يرى… لكنه عرفه فوراً… ذلك الجسد الهامد الذي كان ينتمي ل أول صديقٍ حقيقي له.

آكيو (بهمس داخلي، لا يُسمع): "كين… لن أدعك تموت وحدك.”

ثم ركع آكيو بجانب كين, فتح ذراعيه بكل ما تبقى فيه من وعي… و احتضنه بشدة،

وكأن جسده هو الحاجز الأخير بين صديقه والموت.

وفي الأعلى، كان رمح ماكيا الصخري قد اكتمل.

ماكيا (بصوت ساخر): "هاهاهاهاها!! أهذا ما وصلتَ إليه يا ابن الصاعقة؟! تحتضن جثة صديقك قبل أن تنفجرا معاً؟! يا له من وداع بائس… وداعٌ بين حثالتين في قاع الجبل!”

ثم رفع يده للأعلى.

ماكيا (بصوتٍ قاتل): ["فاكن الأرض – كسر الجبل!!!”]

انفجرت الأرض وانهارت الصخور من الأعلى… و أطلق الجبل انفجاراً داخلياً هائلاً!! كان الجبل ينفجر من الداخل، الصخور تتساقط، والهواء نفسه تمزق! ووسط كل هذا… كان هناك فتى يحتضر… ويحتضن من كان يحتضر معه.

يتبع…

2025/04/09 · 13 مشاهدة · 2090 كلمة
Sara Otaku
نادي الروايات - 2025