كان آكيو راكع فوق جسد كين، يداه على صدره مباشرة، والشرر يشتعل من أطراف أصابعه.

آكيو (بهمس متقطع، وهو يلهث): “أرجوك… لا تفعلها بي… لا ترحل الآن، كين…”

صوته كان مكسوراً… لكن عينيه كانتا تحملان إصراراً مرعباً.

ثم فجأة…

“دووووووووووووم!!!”

أطلق آكيو صعقة كهربائية خفيفة عبر راحتيه… جسد كين ارتجف فجأة! صدره ارتفع لثانية… ثم عاد إلى السكون.

آكيو (بفزع): “لا لا لا لا!!! ليس كافياً!!”

زايلوس (بصوت جهوري): “هدئ نبضك… واجعله يتبعه!”

آكيو ضغط على أسنانه، ورفع رأسه نحو السماء.

آكيو (يصرخ، وهو يضع يديه مجدداً على صدر كين): ["فـــــاكـــــن الـــــبرق – صـــــدمة الحـــــياة!!!”]

“ككككككررررررررررررررررررررررااااااااااااااااااااااااااك!!!”

نزلت الصاعقة عليه، لم تكن مجرد طاقة، بل كانت لحظة حياة أو موت، جسد كين اهتز بعنف! صدره ارتفع بشكل مفاجئ… ثم تجمّد… صوت الشرر ملأ الأفق… آكيو جالس بجانبه، كان جسده يرتعش من التعب والقلق والخوف… ينتظر أي حركة.

ثم…

“كوو… كخخخخخ!!”

سعل كين فجأة! خرج الدم من فمه، ثم تنفس بقوة!

آكيو (يصرخ بصوت عال): “كيييييييييييييييييييييييييين!!!”

فتح كين عينيه ببطء… لكنهما كانتا ثقيلتين. كان الضوء يزعجه، والصوت يشوشه… كل شيء بدا ضبابياً. وجهه شاحب تماماً، وجسده لا يزال مغموراً بالدم. كين لم يستطع الكلام جيداً، لكنه تمتم بشفتيه بشيء غير مفهوم…

آكيو (يبكي وهو يهز رأسه): “لا تتكلم!! لا تتكلم!! فقط… فقط ابقَ هنا… أبقَ حياً… أرجوك!!”

ثم انهار عليه وعانقه بقوة بوجه غارق بالدموع، وصدره يهتز من البكاء.

آكيو (بهمس باكٍ): “أقسم… أقسم أني لن أسمح لك بالموت مجدداً… حتى لو اضطررت لحرق هذا العالم كله من أجلك!!”

كان صوت آكيو مكسوراً، ضعيفاً، لكنّه نابع من قلبٍ تحطّم ثم عاد ينبض. أما كين… فقد نظر إليه بملامح متعبة وهو يحاول استيعاب ما حصل.

كان أول ما شعر به كين هو ثقل مؤلم في صدره. فتح عينيه بصعوبة، تنفّس… فشعر بألم. رفع عينيه قليلاً… فرأى وجه آكيو المبلل بالدموع، ذلك الفتى الذي لم يتوقف عن الضحك والمزاح معه دائماً، كان يبكي من أجله!

كين (في نفسه): لم أطلب منه شيئاً… لم أعطه شيئاً… بل كنت قاسياً معه أحياناً… ومع ذلك… عاد بي. هذا الأحمق… لا يعرف كم أنا… لا أستحقه.”

ثم ارتعش جفنه قليلاً… وتسرب من بين شفتيه الممزقتين همس لا يكاد يُسمع:

كين (بهمس واهن): “آكيو…"

زايلوس (بهمس): “أن تولد من جديد… وسط الرماد والدم، هذا هو معنى أن تكون ساموراي.”

عاد الهدوء شيئاً فشيئاً… لا صوت سوى أنفاس كين المتقطعة، وبكاء آكيو الذي صار أشبه بتنهدات ندم عميق. ظل زايلوس صامتاً للحظة وهو يراقب المشهد أمامه… بعين رجلٍ عاش كثيراً ورأى ما يكفي ليعرف معنى هذه اللحظة، ثم رفع يده اليمنى…

“طق.”

نقر نقرة خفيفة من إصبعه الأوسط على إبهامه، ومن خلف الغبار والدمار، تحرك ظلٌ بخفة بخطوات هادئة لا تُصدر صوتاً يُذكر، لكنها واثقة. كانت فتاة ترتدي ملابس سوداء بالكامل، سترة قتالية وقبعة سوداء كبيرة تغطي معظم وجهها. أطراف شعرها الأزرق القصير انسدلت من تحت القبعة، لكن ملامح وجهها لم تكن واضحة. اقتربت بهدوء حتى وقفت إلى جانب زايلوس دون أن تنطق حرفاً.

زايلوس (بصوتٍ منخفض حازم دون أن يلتفت): "ابدئي بالبحث… الجثث تحت الأنقاض، أريد كل مصاب حي يُنقذ… والقتلى يُكرّمون.”

الفتاة (بصوت رتيب خالٍ من العاطفة): "مفهوم.”

سحبت الفتاة سيفها من غمده دون تردّد، كان سيفًا نحيفاً ولامعاً، يُصدر صوت تموّج خفيف في الهواء. ثم خطت أولى خطواتها نحو الكومة الضخمة من الصخور والأنقاض المتفحمة، ثم…

“فشششششششششش!”

ضربة واحدة فقط… قطعت بها صخرة بحجم خزان ماء ضخم إلى نصفين. لم يكن في ضربتها عنف، بل دقة مرعبة وهدوء مميت. زايلوس راقبها لثوانٍ، ثم تمتم بهدوء:

زايلوس: "مهارتها صقلت أكثر مما ظننت…”

استمرت الفتاة في إزالة الأنقاض قطعةً تلو الأخرى، وفجأة…

”هاه؟!”

نظرت إلى الأسفل… كان هناك جسد شبه مدفون تحت الصخور، الدماء تملأ المكان، وذراع واحدة فقط ظاهرة، لكنها عرفت فوراً أنها ليست جثة.

الفتاة (بهمس): "واحد حي…”

أزاحت الصخور بسرعة، واستخدمت السيف لرفع الحواف دون أن تُحدث ضغطاً على الجسد… وعندما كشفت الوجه، ظهر شعر أسود… وأذنين ذئبيتين، مع وجه شاب مغمض العينين، كان ذلك وجه أكيرا المغطى بالدماء والمليء بالكدمات.

الفتاة (بلا انفعال): "وجدت أول مصاب.”

ثم انتقلت إلى الجانب الآخر من الركام المحطم، قطعت صخرة أخرى ضخمة، وبين الأنقاض وجدت شعراً بنفسجياً قصيراً… كانت آن مطروحة أرضاً، نصف جسدها تحت الركام، وعيناها مغمضتان، ووجهها شاحب جداً. اقتربت الفتاة منها، وضعت إصبعين على عنقها… ثم أومأت.

أكيكو (ببرود): "نبضها ضعيف… لكنها حيّة.”

عاد زايلوس يراقب من مكانه بصمت، ثم رفع صوته أخيراً:

زايلوس: "احمليهم… وانقليهم فوراً إلى المستشفى العسكري في زيتارا. أرسلي رسالة عاجلة أن الطوارئ من المستوى الأحمر.”

أومأت الفتاة برأسها، ثم بدأت عملية النقل. آكيو كان لا يزال راكعاً وهو يضم كين إلى صدره، لكن مع كل ثانية تمر… كانت عيناه تستعيدان صلابتهما.

آكيو (بهمس مكسور): “لن أتركك مجدداً، حتى لو اضطررت أن أحملك على ظهري لعمر كامل.”

ثم شدّ ذراعيه حول جسد كين، ووقف وهو يحمله برفق. في تلك اللحظة، اقترب زايلوس من الجهة الأخرى، عينيه تتفحّصان ساحة المعركة التي تحولت إلى مجزرة. توقف عند جسد ممدد على الأرض… كان جسد ستيف… ذراعه اليمنى مبتورة بالكامل من الكتف، وجسده مليء بالخدوش والجروح، لكنه لا يزال يتنفس… بالكاد.

زايلوس (بصوت منخفض): "أحسنت يا فتى… رغم كل هذا الجحيم، لم تمت.”

انحنى وحمله بسهولة، ثم نظر إلى الجهة الأخرى… حيث كانت جثة نيورو لا تزال مستلقية، ثم نظر إلى الفتاة التي كانت تنتظر أوامره.

زايلوس: "أكيكو… تأكدي من أن هذا الجسد يُنقل إلى معبد الساموراي في زيتارا. سيتم دفنه بكرامة… وسط الفرسان.”

أكيكو (بصوت هادئ): "كما تأمر، زايلوس-ساما.”

ثم نظر إلى آكيو الذي كان يتقدم نحوه حاملاً كين.

زايلوس (بصوت حازم): "هيا بنا. سينهار الجبل قريباً… ولا وقت للبكاء الآن.”

فجأة…

“فففففففففففففففففففففففففف!!”

هناك كانت طائرة مروحية تنزل من فوق الجبال المحطمة، ولكنها لم تكن مروحية عادية… كان هيكلها معدنياً داكناً، وصوتها يقطع الهواء. توقّف زايلوس فجأة، عيناه انعكست فيهما صورة الطائرة وهي تهبط، حاملة على جانبها شعاراً يشبه الخفاش.

زايلوس (بهمس): “همممم…؟ منظمة ظلال فالوريا؟”

هبطت الطائرة بخفّة رغم حجمها، وخرج منها رجلان يرتديان زياً أسوداً معدني، أحدهم أمسك بلوح بيانات هيموغرافي متوهج، وتحدث بصوت آلي لكن بشري في الوقت نفسه:

العميل: "زايلوس-ساما… نحن هنا لاستلام العنصر المصاب المُعرّف باسم: ستيف. هو تابع لمنظمتنا.”

زايلوس بقي صامتاً وهو ينظر إليهم دون حراك، كان يحمل ستيف بذراع واحدة وكأنه لا يزن شيئاً، ثم نظر إلى وجهه المصاب، الذراع المبتورة، الصدر الذي بالكاد يتحرك…

زايلوس (بجفاء): "أنتم لم تظهروا عندما كان يحتضر… والآن تطلبونه كحزمة بريد؟”

العميل الثاني: "ننفذ الأوامر فقط… هذه تعليمات من القيادة العليا. ستيف يملك معلومات سرية، ولا يمكن السماح ببقائه خارج حوزتنا.”

شد زايلوس قبضته للحظة، كان سيفكر برفضهم… لكن عينيه لمحتا آكيو في الخلف، وهو يراقب كل شيء، وجهه مليء بالدموع والذهول… وكين لا يزال بين يديه.

زايلوس (ببرود): "خذوه… لكن أخبِر قائِدكم بأن المرة القادمة التي يرسل فيها خفافيشه للعبث بين الساموراي… سأقصّ أجنحتهم واحداً تلو الآخر.”

العميل الأول: "تم الاتفاق.”

اقترب العميل، وأخذ ستيف بلطف باستخدام نقالة طبية ذكية، ثم حمّلوه إلى داخل الطائرة. كان آكيو يراقب بصمت، لم يفهم كل التفاصيل… لكنه شعر أن ستيف كان شيئاً أكبر من مجرد فتى يتجسس. أقلعت الطائرة بسرعة، وابتعدت في السماء… حتى اختفت.

زايلوس (بهمس داخلي): "أسرار هذا العالم… تتكاثر كالطفيليات.”

ثم استدار نحو آكيو وقال:

زايلوس: "لنذهب… يوكاجي كين يحتاج إلى الذهاب لغرفة الطوارئ فوراً.”

أكيكو انضمت إليهم ومعها المصابون الباقون. تحرك الموكب بسرعة نحو المستشفى العسكري في قلب زيتارا.

[ولاية إيرالوس، بعد ساعات من معركة جبل زيتارا]

كانت الشاشات الزرقاء تتوهج على جدران العاصمة التقنية، وأصوات آلات غامضة تعمل بلا توقف. داخل قاعة الاستخبارات السرية، جلس ثلاثة ضباط كبار حول طاولة دائرية سوداء، أضواء حمراء خافتة تنعكس على وجوههم. كانوا هم أنفسهم من تحدثوا سابقاً عن مكافأة الفارين… ولكن هذه المرة، كانت وجوههم مشدودة أكثر، وكأنهم استوعبوا مدى ما حدث.

الضابط الأول (بصوت منخفض، وهو ينظر إلى جهازه اللوحي الهيموغرافي): "هل تأكدنا من الخبر؟ هل هذا رسمي؟”

الضابطة الثانية: "تم تأكيده من ثلاث مصادر استخباراتية داخل زيتارا. الإمبراطور ماكيا… دخل بنفسه أرض زيتارا، دون إذن، دون اتفاق. دخل ليُنهِي المهمة بنفسه.”

الضابط الثالث (يضع قدميه على الطاولة وهو يضحك ضحكة قصيرة): "هاه، هذا ما كنت أقوله منذ البداية… الإمبراطور ماكيا لا يدفع لأي أحد، حتى لو كانت الجائزة عشرة ملايين! الرجل لا يثق إلا بيديه.”

الضابط الأول (بغمغمة وهو ينقر على الطاولة): "لقد كنا نُجهز لعقود كاملة مع فرق صائدي الجوائز… وبدلاً من استخدامهم، دخل بنفسه أرضاً أجنبية… في خرق مباشر لقانون فالوريا الفيدرالي.”

الضابطة الثانية (تضحك بسخرية): "خرق القانون؟ من سيحاسب ماكيا؟ البرلمان؟ الوحيد القادر على منعه… هو ماكيا نفسه… أو سيروس!"

الضابط الثالث (ينظر إليهم بنظرة حادة): "أنتم تنسون شيئاً مهماً… هذا الهجوم الفاشل يعني شيئاً واحداً فقط: الإمبراطور ماكيا قد فشل، وهذا لم يحدث منذ 35 عاماً.”

ساد الصمت لثوانٍ… ثم قطعه الضابط الأول:

الضابط الأول: "لكن علينا أن نقر بالحقيقة. لقد دخل إلى زيتارا لاصطياد مجموعة مراهقين فارين، فقط لأنهم يحملون دماء الساموراي واليوكاجي… لم يعد يتصرف كإمبراطور… بل كصياد مهووس.”

الضابط الثالث (بصوت منخفض): "المخيف في الأمر… أن هؤلاء المراهقين نجوا.”

الضابط الأول (يرفع حاجبه): "ومعهم الآن زايلوس… الساموراي الأقوى الذي يحمي إمبراطورية زيتارا.”

[المستشفى العسكري – زيتارا]

كان الهدوء المخيف يملئ المكان، لا يُسمع فيه سوى صوت أجهزة الرصد والنفس الاصطناعي:

“بيب… بيب… بيب…”

كان كين ممدداً على سرير أبيض، تحيط به الأجهزة من كل جانب، ووجهه مغطى بقناع تنفّس شفاف يتصل بأنبوب طويل، صدره يرتفع ببطء وكأنه يقاتل من أجل كل شهيق. ذراعه ملفوفة بالشاش، وجانبه الأيسر مغطى بضمادات كثيرة. بجانب السرير… كان زايلوس واقفاً بصمت، عيناه تتفحصان الشاشة التي تُظهر نبض كين، ثم نظر إلى تقرير صغير في يده.

زايلوس (يتمتم بصوت منخفض): "إصابة عميقة في الرئة اليسرى… كسر في الجمجمة من الجهة الخلفية… تمزق في الكتف الأيسر… شظايا في القفص الصدري والظهر… هذا الجسد لم يكن يُفترض أن ينجو.”

تنهد ببطء، وأخفض رأسه قليلاً، ثم نظر إلى كين بصمت مطوّل.

زايلوس (بهمس خافت): "لكن ها أنت ذا… لا تزال تقاتل، كأنك وُلدت لتخالف كل قوانين الموت.”

ثم أغمض عينيه لوهلة… وكأن شيئاً في داخله تأثر دون أن يظهر على ملامحه.

[المستشفى العسكري – جناح الطوارئ]

كانت الممرات واسعة ونظيفة، يملؤها ضوءٌ أبيض بارد ينبعث من المصابيح المثبتة في السقف، كانت اللافتة الإلكترونية تضيء باللون الأحمر، مكتوب عليها: “عناية طبية – لا دخول." خلف الباب الزجاجي نصف الشفاف، يمكن رؤية ثلاثة أسرة… وعلى كل سرير كان يرقد شخص.

على اليمين… أكيرا، رأسه مضمد بالكامل، والضمادات تغطي ذراعيه، فيما كانت أنفاسه ثقيلة وهادئة. في المنتصف… كانت آن مستلقية بلا حراك، الجهاز الطبي مثبت على جبينها ليراقب إشاراتها العصبية، وشاشة صغيرة تقرأ نبضاتها. شفتاها مشققتان، وخدّها ملطّخ برضوض واضحة، لكنها لا تزال تتنفس بانتظام.

أما على اليسار… فكان آكيو ممدداً وعلى جبهته بعض الكمادات، وقد تم وصل ذراعه اليسرى بالمحلول الوريدي. كان وجهه متعب ومغطى بالخدوش، وجسده مليء بالضمادات، لكنه لم يكن نائماً… بل كان مستيقظاً، يحدق بالسقف بصمت.

آكيو (بداخله، وهو يتنفس ببطء): "لم أعد أشعر بجسدي…"

دخلت أكيكو إلى الغرفة بخطوات هادئة، وكانت بتمسك كوب ماء بيدها اليسرى. آكيو التفت ببطء عندما سمع خطواتها. وقفت أكيكو في منتصف الغرفة، ثم رفعت يديها ببطء… وبدأت تخلع القبعة السوداء الكبيرة التي غطت معظم وجهها طيلة الوقت.

“فففشششش…”

انزلقت القبعة عن رأسها، واندفع شعرها الأزرق القصير في الهواء، وتطايرت بعض الخصلات على جبينها، كاشفة عن علامة برقٍ صفراء مشعة، محفورة بوضوح في منتصف جبهتها. عيناها ذهبيتان تلمعان بضوء خافت.

آكيو (بداخله، وهو يحدق بذهول): "ما هذا…؟”

شعره الأزرق القصير كان بنفس درجة اللون. وعينيها الذهبيتين كانتا تشبهان عينيه تماماً، وحتى ملامح الوجه… كانا يتشاركان نفس الانحناءات. تجمدت أنفاس آكيو، وكذلك أكيكو التي نظرت إليه فجأة، وفاجأها شيء لم تنتبه له طوال الطريق… آكيو كان يشبهها بشكل غير طبيعي! وكانت تبدو في نفس مرحلته العمرية أيضاً.

مرت لحظات صمت ثقيلة. عينا أكيكو ثبتتا على وجه آكيو، وكأن الزمن توقف عند تلك اللحظة. لكن آكيو شعر بشيء يحترق في داخله. مدّ يده المرتجفة نحو جبهته… ثم نزع الكمادة البيضاء التي كانت ملتصقة فوقها، فظهرت نفس العلامة تماماً… علامة البرق الصفراء التي كانت تشع بخفة من جبهته. عينا أكيكو اتسعتا فجأة!

“كراااااك!!”

سقط كوب الماء من يدها وارتطم بالأرض، وتحطم إلى قطع زجاجية متناثرة… لكنّها لم تشعر بشيء.

كل ما كانت تراه هو وجهه… وعلامة البرق التي تشبه تماماً تلك التي على جبهتها.

أكيكو (بهمس مبحوح): “مستحيل…”

حدق آكيو بها، وشعر بأن قلبه يدق بعنف… ثم صرخ، بصوت انفجر من عمق قلبه:

آكيو: “مـــن أنتِ؟!!”

لم تكن صرخة خوف… بل كانت صرخة سؤال سيكشف عن كل شيء…

أكيكو لم تجب. ملامحها كانت مجمدة، وعيناها الذهبيتان تهتزان بين الصدمة والاعتراف.

يتبع…

2025/04/10 · 13 مشاهدة · 1963 كلمة
Sara Otaku
نادي الروايات - 2025