في المقبرة، جلس كين بصمت وهو ينظر إلى الأرض، بينما كانت السيجارة تحترق في يده دون أن يدخن منها كثيراً. أكيرا بدوره لم يتحدث، بل اكتفى بالجلوس إلى جانبه وهو يحدّق في الأفق. مرت دقائق طويلة… وصوت الريح بدأ يهدأ… وهدأ معه تنفّس كين. أطفأ السيجارة بيده، ثم تمتم بصوت منخفض:
كين (بصوت خافت): "كان يجب ألا تراني هكذا."
أكيرا (بابتسامة خفيفة وهو ينظر للأمام): "لا تقلق، ما زلت تبدو أفضل مني في المرآة."
نفث أكيرا آخر نفس من سيجارته، ثم ألقاها بعيداً وهو يتنهد بخفة.
أكيرا (بصوت هادئ ونبرة فيها دفء غريب): "أتعلم… هذا القبر قد يكون أكثر مكان شعرت فيه بالهدوء منذ فترة."
لم يرد كين، لكن عينيه ظلتا معلقتين في التراب أمامه.
أكيرا (ينظر إلى الأفق): "كانوا يقولون أن ستورملاند مرعبة، وأن كريستاليا باردة… لكن يبدو أن أكثر الأماكن خطورة، هي تلك التي نُجبر فيها على مواجهة أنفسنا."
ثم التفت إليه.
أكيرا: "أنا لا أُجيد الأحاديث العميقة مثلك… ولا أدري إن كنتُ قد قلتُ شيئاً مفيداً… لكن إن كنتَ بحاجة لرفقة… فأنا هنا، فقط لا تطلب مني الغناء."
كين لم يرد، بل أعاد نظره إلى شاهدة القبر، وكأنّ ذهنه لا يريد العودة إلى السطح بعد كل ما غاص فيه. أكيرا جلس مجدداً وهو يمد ساقيه إلى الأمام، وضع ذراعيه خلف رأسه واتكأ على الأرض، ثم نظر إلى السماء الغائمة وقال بنبرة أخف:
أكيرا: "بالمناسبة… لا يهمني من تكون. لا يهمني إن كنت من اليوكاجي، أو حتى لو كنت قد قتلت خمس مئة شخص…"
ثم أدار رأسه نحوه، ورفع حاجبه قليلاً.
أكيرا (بابتسامة جانبية): "أنا أيضاً… لم أعِش كطفل طبيعي… وُلدت نكرة. هربت من السجن وأنا طفل، وسرقت، وكذبت، وقتلت أكثر من مرة فقط لأنني لم أرد أن أُقتل."
أغمض عينيه لحظة، ثم فتحهما ببطء.
أكيرا: "الناس يحبون أن يحكموا من الخارج. ينظرون إلى الأرقام، الألقاب، الخطايا… لكنهم لا يرون الطفل اللي بداخلك، ولا يعرفون كم مرة تمنّيت لو لم تكن أنت."
نظر كين إليه أخيراً نظر إليه بملامح جامدة، لكن نظراته كانت أكثر هدوءاً واشتعالاً.
كين (بصوت جاف ولكن غير قاسٍ): "أعرف هذا النوع من الأطفال."
نظر أكيرا إلى كين للحظة، وكأن تلك الجملة البسيطة أيقظت شيئاً داخله. لم تكن نبرة كين عاطفية، لكنها لم تكن أيضاً مجرد جدار بارد… بل كانت اعترافاً نادراً وصامتاً.
أكيرا (بصوت خافت دون أن يبتسم هذه المرة): "تعلم… حين أضحك طوال الوقت، وأتصرف كأنني أحمق لا يهتم بشيء… هذا ليس لأنني سعيد. أنا فقط… أخاف. أخاف أن أتوقف عن الضحك، لأنني لا أعرف ما الذي سيخرج بعد ذلك. يمكن أن يكون غضباً… أو ندماً… أو حتى فراغ."
ثم نظر إلى كين مباشرة، ونبرته باتت أكثر ثباتاً.
أكيرا: "الفرق بيننا… أنك تعاقب نفسك بالصمت، وأنا أعاقب نفسي بالتمثيل. لكننا في النهاية… نتهرب من الشيء نفسه."
عاد ينظر أمامه، وابتسم بسخرية حزينة.
أكيرا: "كنا مجرد أطفال، كين… أطفال علقوا في عالم أكبر منهم بكثير، واضطروا أن يصيروا رجالاً قبل الأوان. وأحياناً… أكره هذا العالم بنفس القدر الذي أكره فيه نفسي."
هدأ الجو من حولهما، وكأن الرياح احترمت الصدق الذي خرج. ظل كين صامتاً، لكن ذلك الصمت لم يكن هروباً هذه المرة… بل استماعاً صادقاً.
كين (بصوت هادئ): "كل ما أردته… كان أن أولد في عائلة عادية. بلا دماء ملكية، بلا حروب… بلا فاكن. كنتُ سأتقبل حياة بسيطة. بيت صغير… أم تطبخ، أب يعمل، إخوة يصرخون…"
ساد الصمت للحظة، قبل أن يضحك أكيرا ضحكة قصيرة فجأة.
أكيرا (ساخراً): "هاه… على الأقل كنت ستبدو طبيعياً. أنظر إليّ، شعري أسود وأذناي تشبهان الذئاب، وعندما أبتسم، تظهر أنيابي كأنني مصاص دماء بدرجة فاشلة."
ثم أدار وجهه قليلاً, ونظر إلى انعكاسه في صفيحة معدنية صغيرة بجانب شاهد القبر.
أكيرا (وهو يضحك بسخرية): "أتعرف ما هو أسوأ من أن تكون منبوذاً؟ أن تكون منبوذاً وقبيحاً."
قالها وكأنه يحاول أن يجعل الأمر نكتة… لكنه لم ينجح. وبينما ظلّ ينظر إلى انعكاسه، نزلت دمعة واحدة من عينه دون استئذان. لم يمسحها… فقط تركها تنزل على خده في صمتٍ عنيد، كأنها لا تخصّه… بل تخصّ من كان عليه سابقاً، الطفل الذي لم يُمنح أبداً فرصة لأن يكون طفلاً.
أكيرا (بهمس مرتجف): "أتعلم… أحياناً أنظر إلى نفسي وأتساءل… هل كان من المفترض أن أكون هنا؟ بينكم؟ في هذا العالم؟ أتمنى فقط أن أختفي. ليس لأنني أريد الموت، بل لأنني لا أعرف كيف أكون حيّاً فعلاً."
التفت نحو كين، ونصف ابتسامة مرسومة على وجهه، ونصف ألم في عينيه.
أكيرا (بنبرة هادئة): "لكني لست وحدي بعد الآن… أليس كذلك؟"
كين (بصوت منخفض، دون أن ينظر إليه): "أنت لست قبيحاً."
قالها كمن يلقي بحقيقة غير قابلة للنقاش، لا كمن يجامل. ثم أضاف بنفس الهدوء:
كين: "وكونك ما زلت هنا… يعني أنك كنت حيّاً بما يكفي لتحارب."
ساد الصمت بينهما… لكن هذه المرة، لم يكن صمتاً ثقيلاً. كان يحمل نوعاً غريباً من التفاهم، من الرفقة غير المعلنة، من الاحترام الصامت.
كين (وهو ينظر نحو السماء الرمادية): "أنا أيضاً… لم أعد وحدي."
لم ينظر إلى أكيرا، ولم يُرد أن يُفسد اللحظة بمزيد من الكلمات. لكن أكيرا فهم واكتفى بابتسامة خفيفة، ثم أغمض عينيه، تاركاً الريح تمرّ فوقه كأنها تمسح آثار كل شيء. وبعد لحظات… نهض كين ببطء ووضع يده على ركبته ليستند… ملامحه بدت هادئة، لكن تعبه كان واضحاً. نظراته أصبحت مرهقة، وكأن جسده تذكّر فجأة أنه لا يزال مريضاً.
كين (بصوت منخفض): "يبدو أنني أفرطت في البقاء…"
أكيرا (ينهض معه بخفة): "أنت محظوظ لأنني لم أُجبِرك على العودة من البداية."
نظر كين إلى شاهد قبر نيورو للمرة الأخيرة… والرياح تمرّ على شعره الأحمر المبعثر.
كين (بهمس شبه داخلي): "سمعتنا… أليس كذلك؟ كما كنت تفعل دائماً… دون أن تقول."
أما أكيرا، فوقف بصمت إلى جانبه، ثم حرك رأسه بخفة احتراماً للقبر.
أكيرا (بصوت منخفض وهو يدير ظهره): "نم جيداً يا ابن الجليد والنار… لقد تركتنا نشتعل وحدنا الآن."
سار الاثنان معاً ببطء نحو باب المقبرة، وكل منهما يدرك في داخله… أن نيورو حتى في موته، استمرّ بإصلاح الشروخ التي خلّفها العالم في قلوبهم.
[ولاية ستورملاند]
كانت أكيكو تسير أمام آكيو بخفة، عينيها تبحثان عن أي تغيّر في الرياح أو الصخور المعلّقة. أما آكيو فكان يركل بعض الحصى الصغيرة ويصفّر بلحن عشوائي وهو يمشي خلفها.
آكيو (بملل): "كم تبقّى من هذه السُّحب اللزجة؟ أشعر أن الرطوبة دخلت عظامي."
أكيكو (دون أن تلتفت): "الجوّ لا يزعج إلا من يملك وقتاً للشكوى."
لكن فجأة… هدأ الهواء، والصخور المعلّقة توقفت عن الحركة. تقدمت أكيكو خطوة، ثم رفعت يدها فجأة، مشيرة لآكيو بالتوقف.
أكيكو (بصوت خافت): "هل شعرت بذلك؟"
آكيو (يرفع حاجبه): "إنه إحساسي المفضل…"
من بين الضباب الكثيف، ظهر ظل بشري من فوق إحدى الصخور العالية… كان يرتدي معطفاً بنفسجياً داكناً طويلاً، وقناعاً معدنيًا يغطي نصف وجهه، وله عينان بنفسجيتين تلمعان في الضباب.
خرج منه صوت غريب مشحون ببعض التشويش الإلكتروني: "ساكاموتو آكيو… تمت مشاهدتك… مكافأتك 700,000 راي. لا بل مهلاً… لقد ارتفعت مكافئتك إلى 1,000,000 راي!"
آكيو (يتوقف فجأة، ووجهه يتجمّد): "مليون…؟!"
أكيكو (تلتفت نحوه، عيناها تتوسعان): "انتظر… هل قال مليون؟"
أكيو (يرفع حاجبه الآخر، بصدمة صادقة): "منذ متى أصبح رأسي بهذا السعر؟!"
الصياد (بصوت آلي مشوّش): "أنت ساموراي ثوري خطير، متمرّد من الطراز النادر. وأوامر الإمبراطور ماكيا واضحة: القبض عليك حياً إن أمكن… أو جثة إن استدعى الأمر."
أكيو (يميل رأسه، ثم يهمس لأكيكو): "أنا لم أكن أعلم أنني مشهور لهذه الدرجة… كان يجب أن أطلب توقيعاً من نفسي."
أكيكو (ببرود وهي ترفع سلاحها): "يالك من غبي! هذه ليست شهرة… هذه ملاحقة رسمية."
آكيو (يضحك بهدوء وهو يمد يده ببطء، وتبدأ شرارات البرق يتجمّع على كفه): "من يضع جائزة بمليون راي على رأسي… يجب أن يكون قد سمع شيئاً عني. لكن للأسف، يبدو أنه لم يرَ شيئاً بعد."
الصياد (يرفع رمحه الإلكتروني): "إجراء احترازي: تفجير نبضي خلال ثلاث… اثنين…"
آكيو لم ينتظر العد. وفي لمح البصر، كانت قدماه قد ضربتا الأرض، وانطلقت صاعقة طبيعية من السماء نحو قبضته اليمنى. قبض عليها كما لو كانت سيفاً مصنوعاً من برق حي.
آكيو (بابتسامة مليئة بالحماس): "لقد حان وقت تحديث السعر الحقيقي."
أكيكو (تستعد): "سأنهي هذه المهمة معك… لكن فقط لأنني أريد أن أعرف كيف تعيش مع دماغ فارغ كهذا."
الصياد (ينفّذ الهجوم): "إطلاق الرمح النبضي!"
انطلقت شحنة كهربائية هائلة نحو آكيو، لكنها تلاشت تماماً قبل أن تلمسه، لأن البرق الحقيقي قد التهم الصناعي.
آكيو (يقترب أكثر، وبرقه يشتد حول جسده): "خطأك الأول؟ أنك ظننت أن الكهرباء تطيعك."
الصيّاد (يتراجع نصف خطوة، ثم يثبت مجدداً، ويتحدث بنبرة حادة): "توقف."
آكيو (بابتسامة جانبية، عيناه تلمعان): "توقف؟ كان على الذين يضعون مليوناً على رأسي أن يطلبوا شيئًا أكثر إبداعاً."
الصياد: "أعرف ما تخفيه… يا ساموراي."
آكيو (يتوقف، حاجبه يرتفع بدهشة مشوبة بالاهتمام): "أوه؟"
الصياد: "أخرج سيفك. لقد سُجل أنك تحمل نصلاً ممنوعاً… سيف ساموراي ملعون مُهرّب، مخفي عن أنظار السلطات. إن كنت شجاعاً كما تدّعي… فقاتلني به."
آكيو (ينظر إلى أكيكو، ثم يعود بعينيه نحو خصمه): "كنتُ أنوي أن أجعل القتال ممتعاً بالكهرباء فقط… لكن بما أنك طلبت ذلك…"
سحب آكيو سيف سانغوينيس ببطء من وراء معطفه الأزرق… وما إن لامست يده السيف حتى بدأ يتوهج كعادته.
الصياد (نبرته تتغير): "ذلك… ليس سيفاً عادياً."
آكيو (ينظر إلى نصل السيف، ثم يمرر إصبعه برفق على حافته): "اسمه سانغوينيس… وهو سيف مصاصي الدماء الشهير، يشرب دماء مستخدميه وضحاياه."
فجأة، انطلقت ومضة حمراء باهتة من يد آكيو نحو النصل، وظهر خدش صغير في راحة يده… فقام السيف بامتصاص قطرة دم واحدة منه لتزداد خطوطه الحمراء توهجاً.
آكيو (بصوت منخفض): "لقد استيقظ…"
أصدر السيف صوتاً خافتاً أشبه بالأنين… بينما وقف آكيو بوضعية هجومية، وأدار معصمه برشاقة، فصدر صوت معدن يخترق الهواء.
آكيو (بابتسامة متوحشة): "الآن… أخبرني، كم تساوي حياتك؟ لأتأكد إن كانت تغطي تكلفة تنظيف هذا النصل بعدك."
الصيّاد (بصوت متوتر قليلاً وهو يشد قبضته على سلاحه): "هذا النصل… مُحرّم في جميع ولايات فالوريا… لماذا تحمله بحق الجحيم؟!"
آكيو (بعينين لامعتين): "لأنني لم أعد ألعب وفق قوانين أحد. وأيضاً، أنا متأكد بأنكم جميعكم تعلمون بأن هذا السيف يخص تيراكولا، فلماذا لم تتم مصادرته منها وقتها؟!"
الصيّاد (بصوت متقطّع وقد بدأ يتراجع): "تيراكولا… شيء آخر تماماً… أنت لست مثلها—"
آكيو (يقطع كلامه وهو يقفز للأمام): "لا، أنا أشدُّ وسامة منها!"
اندفع آكيو كالشعاع. كانت الأرض تحت قدميه تتكهرب، وكل خطوة يخطوها تترك شرارة تنفجر خلفه. حاول الصياد أن يسحب سلاحه الذي كان بندقية قصيرة متطورة، لكنه بالكاد رفعها حين كان سيف سانغوينيس قد وصل إيه.
تشاااااااااااااااانغ!!
اصطدمت شفرته بجانب البندقية، وانفجرت شرارة حمراء وكهرباء صفراء في الهواء. تراجع الصياد، لكن آكيو لم يتوقف، وراح يدور حوله كدوامة من البرق.
آكيو (يضحك وهو يراوغ): "أوووه، من وضع مكافأة على رأسي، نسي أن يضيف بند 'ممنوع مهاجمته وهو في مزاج عالي'!"
كانت أكيكو تقف بثبات خلف الضباب، وعيناها تراقبان نمط تحركات الخصم، يده، تنفسه، كل شيء.
أكيكو (بهمس بارد): "الكتف الأيمن… أضعف نقطة لديه."
ثم رفعت يدها اليمنى، وبدقة متناهية، أطلقت صاعقة مركّزة عبر أصابعها لتضرب كتف الصياد مباشرة!
الصيّاد (يصرخ): "آآآه!!”
اهتز جسد الصياد وتراجع خطوة للخلف، لكن تلك الخطوة كانت فرصته الأخيرة… لأن آكيو ظهر خلفه فجأة، وكأن الصاعقة كانت الإشارة.
آكيو (بصوت متهكم): "شكرًا على فتح الباب يا روبوتتي المفضلة."
ثم لوّح بسيف سانغوينيس بشكل عرضي… ووجه ضربة شرسة قامت باستهداف السلاح، تم قطع نصف البندقية، وتناثر المعدن المشتعل. قفز الصياد للخلف، لكنه تعثر وسقط على ركبته، وبدأ يلهث.
آكيو (يتقدم بخطى بطيئة، السيف يتوهج أكثر): "قُل لي، هل كنت تتخيل أن اصطياد ساموراي سيكون بهذه السهولة؟"
الصيّاد (يتنفس بصعوبة): "أنت… مجنون… هذا السيف… يأكل دمك ببطء."
آكيو (بصوتٍ واثق وهو يمسح قطرة دم من زاوية فمه): "أفضل من أن تأكلني الحياة وأنا ساكن. على الأقل، هو يشاركني القتال."
فجأة، عاد الصيّاد للهجوم بشفرة مزدوجة قصيرة، حاول أن يهاجم آكيو مجدداً، ولكن…
أكيكو (بهدوء قاتل): "ليس اليوم."
ضربت أكيكو الأرض بقدمها، فانطلقت موجة كهربائية ضيقة، اخترقت الفتحة ما بين قدمي الصيّاد، وفقد توازنه تماماً.
آكيو (يرفع السيف عالياً، مبتسماً): "هذا ما أسميه بالتعاون العائلي!"
ثم هوى بالسيف للأسفل، ليقطع كتف الصياد بسلاسة مخيفة دون أن يقتله، لكنه تركه غير قادر على حمل سلاح مجدداً.
آكيو (ينظر إلى أكيكو): "شكراً على الدعم، شريكة الجريمة!"
أكيكو (وهي تدير وجهها): "كنت فقط أكره صوته."
الصيّاد (يرتجف وهو يتلوّى على الأرض، يضغط على كتفه المقطوع): "آآآه… اللعنة عليكم… أنتم… جميعكم…!"
كان الدم يسيل من كتفه بغزارة، وعيناه تلمعان بالغضب أكثر من الألم. رفع رأسه بصعوبة، وحدّق في آكيو وأكيكو بشراسة.
الصيّاد (بصوت مبحوح مشحون بالحقد): "أنتم… الساموراي… لستم أبطالاً… أنتم طاعون هذا العالم… أنتم سبب دمار كل شيء!"
آكيو (يغمز له وهو ينظف سيفه بحافة سترته): "هممم، نحن أيضاً بارعون في تلويث السمعة، شكراً على المجاملة."
الصيّاد (يسعل، ثم يصرخ): "أنتم من أشعل الحروب… أنتم من جعلتم الأطفال يحملون السيوف بدل الكتب! أنتم… لعنة من الماضي… يجب أن تُمحى!!"
أكيكو (تنظر إليه دون تعبير): "الحقد لا يصنع منكَ ضحية… إنه فقط يجعل موتك بلا معنى."
الصيّاد (بصوت ضعيف لكنه حاقد): "ستموتون مثل غيركم… وستحترق قلوبكم بما أشعلتموه."
تبادل آكيو وأكيكو نظرة قصيرة، ثم التفت آكيو إلى خصمه وقال بنبرة هادئة لكنها قاسية:
آكيو: "ربما نحن من الماضي… لكنك نسيت شيئاً."
أكيكو (تكمل): "أن الماضي… هو الشيء الوحيد الذي لا يختفي بسهولة."
ثم استدار الاثنان وأكملا طريقهما عبر الضباب، بينما ظلّ الصياد يلهث في الخلف غارقاً في جروحه…
يتبع…