دخل الثلاثة إلى غرفة غامضة مليئة بالمرايا، كان سطحها ينعكس كوميض سحري على وجوههم، وكأنهم عالقون في بُعد لا يعكس صورتهم فقط... بل يعكس شيئاً أعمق بكثير.

الشبح: "لقد أثبتم شجاعتكم بعبور المدخل الأول، ولكن الكهف لن يسمح لكم بالمضي قدماً دون أن تواجهوا اختبارات أخرى. في كل اختبار يجب أن تُظهروا قلوبكم الحقيقية وإلا ستفقدون طريقكم إلى الأبد."

وقف كل واحد منهم محاطاً بمرآة كبيرة تعكس مشهداً من ماضيه أو كابوساً يخشاه. كان كين يرى نفسه وهو طفل، محاطاً بجثث عائلته، مع صوت سيروس وهو يضحك عليه.

سيروس (من المرآة): "كنت ضعيفاً وستظل كذلك."

كين (بغضب): "سوف أسحقك!"

رأى آكيو نفسه في المرآة وهو يخسر السيطرة على قواه البرقية، فسبب هذا في تدمير قرية بأكملها.

آكيو: "هذا ليس أنا... لن أدع هذا يحدث أبداً!"

أما فيكو، فرأى نفسه وهو يتخلى عن أصدقائه ويهرب أثناء المعركة.

فيكو (يبكي): "أنا لست جباناً... سأكون قوياً!"

كين (بنبرة غاضبة): "هذه المرايا ملعونة، توقفا عن النظر إليها."

آکیو (وهو ينظر إلى كين): "وكيف يمكننا الهروب منها؟ إنها في كل مكان!"

فيكو( وهو يمسح دموعه) : "إذا كانت هذه المرايا تعكس مخاوفنا فهذا يعني أن الحل يكمن في مواجهتها، أليس كذلك؟"

كين: "إن فيكو محق."

اتجه كين بخطى بطيئة نحو مرآته الخاصة، وعيناه تراقبان بعمق انعكاس صورة عائلته الراحلة. انعكاسات مشوشة لأمه، أبيه، دان، إيميلي... كلها كانت تحيطه بصمتٍ مؤلم. وفي الخلفية، تردد صوت سيروس بسخريته المقيتة. أشعل كين سيجارة جديدة وسحب نفساً طويلاً، ثم قال بثبات بينما ينفث الدخان:

كين: "أنتم جميعاً... أصبحتم جزء من الماضي."

فجأة، اهتزت الأرض تحت قدميه. خرج من الظلال أمامه طيف مألوف، كانت نسخة وهمية من سيروس، تبتسم بنفس الغطرسة التي لم تغادر ذاكرته قط.

النسخة الوهمية (بصوت سيروس): "كنت أظنك أكثر شجاعة يا كين... أرِني قوتك إن كنت تملكها."

تقدم كين للأمام، والغضب يشتعل في عينيه.

كين (بغضب): "أعلم أنك مجرد وهم... لكن هذا لن يمنعني من سحقك!"

أطلق كين عدة كرات نارية بسرعة خاطفة، لكن النسخة تصدت لها برشاقة، وكأنها تعرف كل حركاته مسبقاً، مما زاد من غضب كين. في الجانب الآخر من الغرفة، بدأ جسد آكيو بالارتجاف بشدة، بينما كانت شرارات البرق تنبعث من جسده بشكل غير منتظم.

آكيو (بصوت مضطرب): "لا... لا أستطيع السيطرة على قوتي... قد أؤذيكم!"

انفجرت طاقة البرق من جسده بعشوائية وخطورة، فتناثرت الصخور من حوله، وتشققت جدران الكهف. وبينما كان فيكو يحاول حماية نفسه من الحطام، لمح مخلوقاً عملاقاً يخرج من الظل. مخلوق مظلم وضخم كان يتقدم مباشرة نحو آكيو.

فيكو (بفزع): "ما هذا؟! إنه يتجه نحو آكيو! عليّ أن أوقفه!"

اندفع فيكو دون تردد وهو يتجه نحو صديقه، بينما صرخ كين دون أن يلتفت:

كين: "فيكو! اعتنِ بآكيو، سأتعامل مع هذا الحقير!"

احتدم القتال بين كين ونسخة سيروس، فاستجمع كين كل ما لديه من قوة، لكن مهارات النسخة بدت متفوقة، وكأنها تعرف كل نقاط ضعفه. أما فيكو، فقد ثبت قدميه أمام الوحش، وعيناه تترصدانه بثبات.

فيكو (بحزم): "لن أدعك تقترب من آكيو!"

تراجع قليلاً، ثم قفز في الهواء بخفة نينجا مدرب، واختفى في الظلال.

فيكو (بهدوء): "الهجوم المباشر لن ينفع... سأجعلك تندم على تقدمك الغبي."

استغل فيكو الظلال ليخفي وجوده، ثم ظهر فجأة خلف الوحش، وألقى قنابل دخانية صغيرة أحدثت سحباً كثيفة شتّتت رؤية الوحش.

فيكو (بابتسامة واثقة): "تظن أن ضخامتك ستحميك؟ كم هذا ساذج."

قفز على ظهر الوحش مستخدماً حبلاً وخطافاً، وبدأ بمحاولة تقييد حركته. راقبه كين من بعيد، وتسللت ابتسامة ساخرة إلى شفتيه.

كين (بصوت خافت): "ذلك الأحمق... سريع كعادته."

في تلك اللحظة، انفلتت شرارة برق عنيفة من آكيو كادت أن تصيب فيكو.

آكيو (وهو يصرخ): "فيكو! احذر!!"

تفادى فيكو الضربة في اللحظة الأخيرة، ثم أخرج شوريكن من حقيبته، ورماه نحو قدم الوحش مباشرة، فأصابه في موضع حساس، مما دفعه للزئير والارتداد.

فيكو (وهو يقفز بعيداً): "لن تلمسه وأنت حي، أيها الكابوس البائس."

تابع فيكو هجومه من الظلال، مستخدماً سرعته ومهاراته في توجيه ضربات دقيقة وسريعة.

فيكو (بصوت عالٍ وهو يحاول تهدئة صديقه): "آكيو-سينباي! يجب أن تهدأ! أنت أقوى من هذا... يمكنك السيطرة على قوتك!"

كين (من وسط المعركة، يصرخ بغضب وهو يشتبك مع نسخة سيروس): "أنت لست سيروس الحقيقي! أنت مجرد ظل... وهم!!"

آكيو (بصوت مبحوح، مضطرب): "لا... لا أستطيع السيطرة على نفسي... البرق ينفجر داخلي! أشعر وكأن رأسي سينفجر!"

حدّق فيكو بعيني آكيو بثقة، نبرة صوته كانت حازمة لكنها دافئة:

فيكو: "آكيو-سينباي، قوتك الحقيقية ليست البرق. إنها إرادتك! أنت أقوى مما تظن... فقط تذكر من أنت، وصدقني أنك تستطيع السيطرة!"

كين (يفكر وهو يتفادى ضربة من خصمه): "إن لم أستطع القضاء على هذا الوهم... كيف سأواجه الحقيقي؟! لا مجال للخوف الآن."

في تلك اللحظة، تغيرت ملامح آكيو. الغضب تخلل وجهه، عينيه اشتعلتا بالضوء، ثم صرخ من أعماقه:

آكيو (بصوت هادر): "هذا يكفي!! لن أسمح لقوتي أن تبتلعني! الساموراي الذي لا يستطيع التحكم في نفسه... لا يحق له أن يحلم بأن يكون الشوغن!!"

أغمض عينيه ثم أخذ نفساً عميقاً... وعندما فتحهما مجدداً، تجمّعت طاقة البرق من حوله بشكل أكثر تركيزاً واستقراراً. شعره الأمامي تطاير مع الطاقة، وكُشف عن علامة برق صفراء على جبهته التي بدأت تتوهّج تدريجياً حتى أصبحت مشعّة بالكامل. انفجرت الطاقة من جسده، ووجّه عدة ضربات كهربائية خاطفة نحو نسخة سيروس... لتتبدد تماماً وتختفي كالدخان.

آكيو (بصوت منخفض، حاسم): "الآن... أنا مستعد."

كين (بانزعاج ساخر): ;حقاً؟ كنت سأقضي عليه بنفسي!"

ثم نظر إلى آكيو بتركيز... ولاحظ أن مظهره قد تغيّر. طاقة غريبة تُحيط به، والعلامة على جبهته ما تزال تشعّ... كان مشهداً لم يره من قبل.

كين (بذهول): "حسناً... يبدو أنني كنت أستهين بك فعلاً."

اقترب فيكو من آكيو وهو يحدّق في العلامة المتوهّجة على جبهته، مدّ يده ولمسها بحذر.

فيكو (بفضول): "ما هذه؟ تبدو كوشمٍ ينبض بالضوء!"

آكيو (ضاحكاً): "ليست وشماً... وُلدت بها. لم أكن أعرف معناها حتى استيقظت قواي."

أشعل كين سيجارته بشعلة من إصبعه، مما جعل فيكو ينظر إليه بدهشة ممتزجة بالانزعاج.

فيكو (بغيظ مصطنع): "انظر لهذا المتعجرف... لا يحتاج حتى لولاعة! يا ليتني أمتلك فاكن!"

آكيو (مبتسماً وهو يربت على كتف فيكو): "أنت لا تحتاجه يا فيكو... أنت نينجا، ونحن لا نستطيع فعل ما تفعله أنت!"

فيكو (وقد عاد له الحماس): "هاه! معك حق! من يحتاج للفاكن حين يكون سريعاً مثلي؟"

لكن الفرحة لم تدم طويلاً... فجأة، بدأ الكهف يهتز كزلزالٍ عنيف. الصخور تكسّرت، والأرضية بدأت تتشقق تحت أقدامهم.

فيكو (بذعر): "ما الذي يحدث الآن؟!"

وقبل أن يتمكنوا من الهرب، انهارت الأرض تحتهم فجأة... وسقطوا في هاوية عميقة، ترددت فيها صرخات فيكو وآكيو... بينما ظل كين صامتاً، عينيه مغلقتين وكأنه كان يتوقع هذا السقوط.

يتبع...

2025/05/05 · 6 مشاهدة · 1014 كلمة
Sara Otaku
نادي الروايات - 2025