[غرفة الشبح الأسود – حيث كين وآن]

كانت المعركة مشتعلة. كين يتصبب عرقاً، يتنفس بثقل، وعيناه تراقبان الوضع بحذر. الشبح الأسود كان يهاجمه بأسلوب مراوغ: يختفي، ثم يظهر من زاوية غير متوقعة، ويوجه ضربة مفاجئة، ثم يختفي مجدداً. سقط كين أكثر من مرة، لكنه لم يستسلم.

كين (يحدث نفسه وهو ينهض بصعوبة): "لا فائدة من ملاحقته بعيني فقط... يجب أن أستخدم حواسي الأخرى."

أغمض عينيه وركّز سمعه وشمّه... بدأ يلتقط خفّة الهواء، صوت الحركة، رائحة الشبح... وحين شعر به يقترب، اندفع بسيفه نحوه، لكنه أصيب بخيبة حين اخترق السيف جسد الشبح الشفاف دون أي أثر.

كين (بغضب وإرهاق): "ما هذا الكائن؟ إنه لا يتأذى... القتال العادي لا ينفع!"

ظل كين يهاجم بلا جدوى، النيران تمر من خلال الشبح وكأنه دخان. بدأ يتصبب عرقاً، أنفاسه تتسارع، أعصابه تتوتر. ثم، فجأة... تبسم كين بتصميم هادئ:

كين (في نفسه): "إن كان شفافاً بالكامل، فكيف وجه لي ضرباته الصلبة؟! لا بد أن هناك نقطة ضعف... ربما يديه؟"

ركز كين كل انتباهه على يدي الشبح، ولاحظ أنها تتجسد للحظات أثناء الهجوم. راوغ بخفة، ثم وجه ضربة خاطفة نحو كف الشبح... وأصابه. فظهرت عليه خدوش طفيفة.

الشبح الأسود (مندهشاً): "هممم... لست سيئاً يا يوكاجي كين."

عاود الشبح الهجوم، لكن كين الآن كان يعرف هدفه. بدأ يوجّه كرات نارية مركزة على يديه حينما تتجسد. وبعد عدة محاولات، اشتعلت يد الشبح اليمنى، وبدأ بالصراخ، ثم ركض خارج الغرفة وهو يئنّ... ولم يعد.

كين (وهو يبتسم بانتصار): "أهذا كل ما لديك؟ تفرّ لأنني كشفت ضعفك؟ يا لك من مثير للشفقة."

اتجه كين نحو آن المقيدة. فك قيودها، وأزال قطعة القماش من فمها. فنظرت إليه بوجه مليء بالإعجاب، وجنتاها حمراوان وعيناها تلمعان بالإعجاب.

آن (بخجل وارتباك): "شـ-شكراً... يا كين-سان، لقد أنقذتني."

أمسك كين بيدها وهمّ بالركض.

كين (بجدية): "لا وقت للشكر... علينا إيجاد الآخرين فوراً!"

لكن ما إن لمس كين يدها... حتى تحوّل وجه آن إلى تعبير هزلي مبالغ فيه، وامتلأت عيناها بقلوب وردية.

آن (بحماسة): "تزوّجني أرجوك!!"

توقف كين فجأة، وبدأ يحدّق بها بوجه مذهول، ثم ترك يدها.

كين (بلا مبالاة مضحكة): "ماذا؟!"

أدركت آن ما قالته، واحمر وجهها بالكامل حتى بدا وكأنه تفاحة، وبدأت تصرخ وتضرب نفسها من شدة الخجل!

آن: "ما الذي فعلته؟! لماذا قلتها بصوت عالٍ؟! كم أنا حمقاء!!"

كين (بهدوء وهو يدخن): "لقد سمعتكِ."

لم تتحمل آن شدة الإحراج، فأغمي عليها وهي تتمتم بكلمات غير مفهومة. نظر إليها كين باستغراب، ثم رفع حاجبه.

كين: "الفتيات... مخلوقات غريبة فعلاً."

أخذ رشفة أخيرة من سيجارته، ثم رماها وداس عليها، ثم حمل آن المغمى عليها على كتفه، وسار بها خارج الغرفة بثبات.

بعد دقائق طويلة من الصمت. ظهر آكيو من أحد الممرات وهو يترنّح قليلاً، كان يغطي جرحاً صغيراً في كتفه، لكن عينيه كانتا تتفحصان المكان بترقّب.

آكيو (بقلق): "هل من أحد هنا؟ فيكو؟ كين؟!"

في الجهة المقابلة، خرج فيكو من فتحة ضيقة بين الصخور، يغطيه الغبار، وثيابه ممزقة قليلاً، لكنه ما إن لمح آكيو حتى اتسعت عيناه وهرول نحوه.

فيكو (بفرح): "آكيو سينباي!! أنت بخير!!"

آكيو (مبتسماً وهو يربت على كتفه): "وأنت أيضاً يا فيكو... لم أظن أننا سنلتقي مجدداً."

وفجأة، انبعث صوت خطوات قوية من الطرف الثالث للممر... وظهر كين وهو يسير ببطء، وعلى كتفه الأيمن كانت آن مستلقية بلا وعي.

فيكو (وهو يصرخ بدهشة وسعادة): "آآآآآن!!! أختي!!"

ركض فيكو نحو كين بسرعة البرق، وملامح الفرح تملأ وجهه وهو يكاد يبكي.

فيكو: "هل هي بخير؟! هل أنقذتها؟!"

كين (بهدوء): "إنها على قيد الحياة، لكنها فقدت الوعي من شدة الخجل."

آكيو (يرفع حاجبه وهو ينظر لكين): "ما الذي فعلته لها بالضبط؟"

كين (ببرود): "أمسكتُ بيدها، لا أكثر."

وفجأة، بدأت آن تتحرك على كتف كين... أصدرت صوت أنين خافت، ثم فتحت عينيها ببطء. وعندما أدركت أين هي... ومن يحملها...

آن (تصيح بجنون والدم يغلي في وجهها): "آآآآآآاااه! كين سان!!! أنزلني حالاً!!! هذا كثيررررر!!!"

قفزت آن من على كتفه بطريقة مسرحية، ثم استدارت وهي تضرب رأسها بكفيها وقد تحول وجهها إلى اللون الأحمر تماماً.

آن (تصرخ): "كم أنا غبية! كيف أغمى علي أمامه! وكان يحملني على كتفه طوال هذا الوقت!!"

كين (وهو يبتسم بسخرية): "لو كنت أعلم أن الأمر سيزعجك، لكنت تركتك في السلاسل."

فيكو (يحاول تهدئتها وهو يضحك): "آن، لا تفضحي نفسك أكثر، نحن سعيدون لأنك بخير."

آكيو (ينظر للجميع بابتسامة): "اجتمعنا أخيراً... بعد كل ما مررنا به."

تبادل الأربعة النظرات... وللحظة قصيرة، شعروا أنهم أقوى من قبل، وأكثر ترابطاً. بدا للحظة وكأن كل شيء عاد إلى طبيعته. ولكن... كين الذي كان يستند إلى الجدار... بدأ يتمايل دون أن يشعر. لون وجهه أصبح شاحباً، وتصبب من جبينه عرق بارد.

فيكو (منتبهاً): "كين؟ ماذا بك؟"

كين (بصوت خافت، وهو يرفع يده قليلاً): "لا شيء..."

ولكن صوته كان أضعف من أن يُطمئن أحداً. لم تمض سوى ثوانٍ حتى ترنّح خطوتين إلى الأمام، وانهار على الأرض.

آن (تصرخ): "كين-سان!!"

آكيو (وهو يركض إليه وينحني بسرعة): "لقد فقد وعيه! حرارته مرتفعة جداً... لقد فقد الكثير من الدم!"

فيكو (ينظر إلى الجرح المغطى جزئياً بملابس كين): "لكن كان يجبر نفسه على التحمل طوال الوقت!"

آكيو (بغضب مكتوم): "ذلك الأحمق... كان يقاتل وهو ينزف، ولم يخبرنا بشيء!"

بينما كان الاثنان يحاولان تهدئة أنفاسهم والتفكير في حل، تقدّمت آن بخطى متوترة نحو كين، وركعت بجانبه. وضعت يدها المرتجفة على جبينه الذي كان حاراً جداً.

آن (بهمس متوتر): "حرارته مرتفعة جداً... إن لم نفعل شيئاً سريعاً..."

فتحت آن جيب سترتها بسرعة، وأخرجت قطعة قماش مطوية. بللتها بسرعة من قارورة ماء صغيرة كانت بحوزتها، ثم عصرَتها برفق، ومدّت يدها نحو جبين كين.

آن (وهي تضع القماش بعناية على جبهته): "ابقَ معنا... فقط قليلاً بعد، كين-سان..."

وضعت راحتها الأخرى على صدره لترى إن كان يتنفس بانتظام، بينما بدا القلق ينهش ملامح وجهها.

آكيو (ينظر إليها بصمت): "أنتِ لا تبدين مثل تلك الفتاة التي كانت تصرخ قبل دقائق."

آن (دون أن تلتفت، وبصوت خافت): "اصمت... أنا فقط لا أريد أن أرى زوجي المستقبلي يموت!"

تبادل آكيو وفيكو النظرات للحظة، ثم ارتفع حاجبا آكيو بدهشة، بينما انفتح فم فيكو وكأن عقله يحاول استيعاب ما سمع للتو.

فيكو (بذهول): "زوجكِ المستقبلي؟!"

آكيو (ينفجر ضاحكاً): "هاهاها! لا أصدق! هل هذا ما كان يدور في رأسك طوال الوقت؟!"

فيكو (وقد التقط أنفاسه بين الضحكات): "يا إلهي، آن! لم تتعرفي عليه سوى اليوم!"

آن (بوجه أحمر وعينين متوهجتين بالحرج والغضب): "أصمتا!! أنتما لا تفهمان شيئاً! لقد... لقد أنقذني! وكان وسيماً جداً وهو يقاتل! وعندما حملني بين ذراعيه... شعرت وكأني... أميرة!!"

آكيو (وهو يحاول كتم ضحكته): "آه، فهمت... إذاً، وقعتي في الحب وسط المعركة. كم هذا رومانسي."

فيكو (يضحك): "هل أُغمِي عليكِ من الخجل أم من الحب؟"

آن (تصرخ وهي تضرب الأرض بكفيها): "كفّوااااا!!! أنتما أسوأ من الشبح الأسود نفسه!!!"

بينما استمرّا في الضحك، كان كين ما يزال غائباً عن الوعي، وحرارته لم تهدأ بعد... لكن الجو المحيط به بدأ يخفّ قليلاً، وكأن الدفء الذي نُثر بينهم أعاد للحظات القاسية شيئاً من الضوء.

يتبع...

2025/05/08 · 7 مشاهدة · 1069 كلمة
Sara Otaku
نادي الروايات - 2025