في صباحٍ مشمس على جزيرة أوركانو، كانت السماء صافية تتناثر عليها بعض الغيوم البيضاء، والسوق القريب من الشاطئ يعجّ بالزوار والباعة. وسط هذه الحياة النشطة، توقفت سفينة خشبية صغيرة عند الرصيف، ونزل منها فتى بعمر الرابعة عشرة، بشعرٍ أزرق فوضوي وعينين ذهبيتين لامعتين. كان يرتدي حقيبة ظهر ويعلق سيفاً على خصره.

آكيو (وهو ينظر حوله بحماس طفولي): "هاه! هذه هي أول رحلة لي خارج حدود زيتارا! أتيت إلى هنا خصيصاً للبحث عن السوفليه! أو ربما لأشياء أعظم... لكن السوفليه أولاً، وثم سأنطلق في رحلتي الحقيقية!"

أخذ يسير على الشاطئ وهو ينظر يميناً ويساراً، تارة يقترب من كلب نائم على الرصيف ليشمّه، وتارة يجلس بجانب تمثال حجري ويحاول تقليد وضعيته، قبل أن يهمس:

"هذا التمثال يفهمني."

مرّ بجانبه رجل عشريني يحمل صندوق فواكه، فتوقف آكيو فجأة وسأله بجدية تامة:

آكيو: "مرحباً، هل تعرف مكاناً يبيع السوفليه؟"

الرجل (متفاجئاً): "السوف... ماذا؟"

آكيو (بعينين متسعتين): "لا تقل إنك لا تعرف! إنها تحفة مصنوعة من الشوكولاتة الذائبة!"

الرجل (بابتسامة متوترة): "أمم... جرب أن تسأل أحداً غيري..."

آكيو (وهو يلوّح بيده بلا اهتمام): "على الأقل لم يقل إنها مقرفة مثل آخر شخص سألته في عاصمة زيتارا..."

واصل آكيو طريقه وهو يتمتم بغرابة عن مشاعره حين يأكل السوفليه، ممّا جعل المارة يرمقونه بنظرات مختلطة من الفضول والريبة. وعلى الجانب الآخر من السوق، كانت هناك فتاة مراهقة تمشي بمحاذاة الشاطئ، بشعرٍ أسود متوسط الطول وعينين بنيتين. كانت تحمل كيساً من المشتريات وتستعد للعودة إلى منزلها، عندما لفت انتباهها ذلك الفتى الغريب الذي كان يتحدث إلى تمثال.

يوكو (في نفسها): "ما قصة هذا الولد؟... أهو ممثل؟ أم مجرد مجنون جديد وصل للجزيرة؟"

تابعت مراقبته للحظات، لكنه فجأة اقترب من نافورة وجلس بجانبها، ثم أخرج قطعة خبز من جيبه وبدأ يقضمها ببطء شديد، ثم تنهد وقال بصوت مسموع:

آكيو: "ليست كالسوفليه... لكنها ستسكت معدتي مؤقتاً."

ضحكت يوكو رغماً عنها، لكنها سرعان ما أخفت ابتسامتها. وقفت أمامه وقال بنبرة جادة:

يوكو: "مرحباً... هل تحتاج للمساعدة؟"

رفع آكيو رأسه ببطء، ثم أشار إليها وكأنه اكتشف كنزاً.

آكيو: "أخيراً! روح طيبة في هذا العالم!"

يوكو (تضيق عينيها): "حسناً... ماذا تريد؟"

آكيو: "سوفليه دافئ ويذوب في الفم."

يوكو (ترمش مرتين): "أوه... أنت تتحدث بجدية؟"

تنهدت يوكو وأشارت باتجاه السوق.

يوكو: "هناك مقهى صغير في آخر السوق، يُشاع أنهم يقدمونه. المسافة ليست ببعيدة."

وقف آكيو فوراً، ثم رمى آخر قطعة خبز في فمه، ومسح يده في بنطاله.

آكيو: "هذا كافٍ. لقد حان وقت الذهاب! هل تودين مرافقتي؟ سيكون ذلك شرفاً عظيماً."

يوكو (وقد بدت مندهشة ومسلية في آنٍ): "هل تطلب مني مرافقتك... للبحث عن سوفليه؟"

آكيو (بجدية ساحقة): "كل القصص العظيمة بدأت بتفاهات، هيا بنا!"

يوكو (باستغراب): "مالذي يتفوه به هذا الطفل؟"

بدأت يوكو تمشي بجانب آكيو بصمت، تُلقي بين الحين والآخر نظرة خاطفة نحوه، وتحاول أن تفهم المزيد عن شخصيته الغريبة. فجأة، لاحظت بأن هناك سيف معلق على خصره، منقوشاً عليه بعض النقوش الزرقاء.

يوكو (بنبرة متحفظة): "أهذا... سيف حقيقي؟"

نظر آكيو إلى خصره، ثم ابتسم دون أن يبطئ من خطاه.

آكيو: "أجل... إنه لي."

يوكو (بهدوء وهي تراقب ملامحه): "لم أرَ أحداً يحمل سيفاً كهذا علناً. هل أنت ساموراي؟"

توقف آكيو فجأة والتفت نحوها، وعيناه الذهبيتان التمعتا بحماسة لا يمكن كبتها.

آكيو: "أوه! أنتِ أول من يسألني هذا السؤال! أنا... في الطريق لأن أكون واحداً."

يوكو: "تعني أنك متدرب؟"

آكيو (ينظر للأمام، نبرته أكثر جدية الآن):

"أجل. تدربت لعدة سنوات على أسلوبي الخاص، وسجلني والدي في مدرسة الساموراي قبل مدة... لكني تركتها."

رفعت يوكو حاجبها بفضول، ثم قالت:

يوكو: "تركتها؟ لماذا؟"

آكيو: "لأن مدرستهم كانت تقليدية ومملة جداً، لم أتعلم الكثير منها، وأنا في طريقي لأصبح أقوى من مجرد متدرب في مدرسة كهذه! لهذا السبب علي أن أتدرب عن طريق المواجهات الحقيقية."

صمتت يوكو للحظة، ثم نظرت أمامها.

يوكو (بصوت ناعم): "لكن... أليس السيف مسؤولية؟"

نظر آكيو نحوها، وصوته أصبح أكثر هدوءاً، وجديته ظهرت أخيراً:

آكيو:

"أنا لا أحمل السيف كي أبدو قوياً. أحمله لأنني أعرف أن العالم لا يمنحك الوقت لتكون ضعيفاً."

تأملته يوكو بصمت. لأول مرة شعرت أن خلف تلك الشخصية الصاخبة، هناك طبقة أعمق بكثير.

ربما ليست واضحة... لكنها حقيقية.

يوكو: "هذا... كلام غريب بالنسبة لشخص يلاحق قطعة سوفليه."

آكيو (وهو يبتسم بعفوية): "حتى الساموراي... يجوعون أحياناً."

ضحكت بخفة هذه المرة، لا من سذاجته، بل من صدقه. بعد عدة دقائق، وصل آكيو ويوكو إلى بوابة مقهى صغير تطل واجهته الزجاجية على البحر. كان المكان دافئاً وتفوح منه رائحة الشوكولاتة والفانيليا.

فتح آكيو الباب بعفوية وحماس ودخل بخطوات سريعة، ثم استدار ولاحظ بأن يوكو بدأت تحاول الفرار.

آكيو (بجدية مفاجئة): "هيه، إلى أين أنتِ ذاهبة؟ نحن لم نأكل السوفليه خاصتنا بعد!"

يوكو (وقد توقفت مرتبكة عند الباب): "أنا... لم أقل أنني سأبقى."

آكيو (ينظر إليها باستغراب): "لكننا أصدقاء... أليس كذلك؟"

يوكو (ترفع حاجبها): "لقد التقينا منذ عشر دقائق... وأنت لا تعرف حتى اسمي!"

توقف آكيو لحظة، ثم رفع إصبعه كأنه تلقى صدمة.

آكيو (وهو يبتسم بسذاجة): "أوه، هذا صحيح! كم أنا غبي! اسمي هو آكيو، ماذا عنكِ؟"

يوكو (وقد وضعت يدها على جبهتها بإرهاق): "يوكو..."

آكيو (بابتسامة صادقة): "يوكو! اسم جميل. من اليوم، أنتِ رسمياً أول صديقة لي في جزيرة أوركانو!"

يوكو: "والآن، هل يمكنني الذهاب؟!"

آكيو (يمسك يدها برقة مفاجئة): "ليس قبل أن نتقاسم السوفليه... هذا طقس مهم في صداقتي!"

يوكو (بنبرة جافة وهي تنظر حولها): "هل يوجد أحد ينقذني؟"

دخلا المقهى أخيراً، وجلسا على طاولة صغيرة قرب النافذة. جاء النادل الشاب وهو يمسك بدفتر صغير وقلم.

النادل (بابتسامة): "أهلاً بكما. هل أنتما في موعد؟ بإمكانكما طلب الوجبة الخاصة للثنائي."

اتسعت عينا يوكو واحمرت وجنتيها، بينما انفجر آكيو بالضحك.

آكيو (بحماس وجدية): "مالذي تقوله؟ أنا فقط أريد السوفليه خاصتي!"

النادل (مرتبكاً): "أوه... حسناً. هل سبق وأن طلبت؟"

يوكو (تغمغم وهي تحدق في الطاولة): "اعذره... إنه أحمق."

آكيو (يرفع إصبعه بفخر): "أريد عشرين طبق سوفليه!"

سادت لحظة صمت، وشعرت يوكو بإحراج شديد ودهشة من الجملة التي قالها آكيو!

يوكو (بدهشة وهي تميل نحوه): "ماذا قلت؟!"

النادل (متردداً): "أنت... تمزح، صحيح؟"

آكيو: "أبداً! أريد عشرون بالضبط لو سمحت!"

النادل: "وهل... لديك النقود الكافية؟"

آكيو (مشيراً إلى يوكو بثقة): "لا، لكنها تملك!"

التفتت يوكو إليه ببطء قاتل، ثم قالت بنبرة حادة:

يوكو: "ما الذي قلته للتو؟!"

آكيو (بابتسامة متوترة): "أمزح طبعاً... نوعاً ما؟"

ابتسم آكيو ابتسامة متوترة وهو يحاول أن يخفف التوتر بكلمة أخرى، لكن قبل أن ينطق، كان كل شيء قد انتهى. رفعت يوكو قبضتها بدون تحذير، وجهها ساكن تماماً، وعينيها تلمعان ببرود... ثم وجهت له لكمة خاطفة مباشرة إلى وجهه!

طار رأس آكيو إلى الخلف قليلاً، كأن الزمن توقف للحظة، ثم سقط على الطاولة متيبساً. تجمد النادل في مكانه وهو يراقب ما حدث.

يوكو (ببرود وهي تمسح يدها): "هكذا يكون المزاح عندنا في الجزيرة."

ظلّ آكيو متيبساً فوق الطاولة لبضع ثوانٍ، ثم ارتجف فجأة... رفع رأسه ببطء شديد، وعيناه تلمعان... لكن ليس من الألم. بل من الدموع.

آكيو (بصوت متهدج): "لماذا... لماذا لا يريد أحد أن يعطيني السوفليه؟!"

ثم انفجر بالبكاء.

آكيو: "أنا جائع... جائع جداً... كل ما أردته هو قطعة صغيرة من السعادة... بالشوكولاتة!!"

بدأ آكيو يمسح أنفه بطرف كمّه ويبكي كطفل في الخامسة! وهو يهز الطاولة بنوبة عاطفية غريبة.

النادل (وهو يهمس ليوكو): "هل... هل يبكي فعلًا؟"

يوكو (تتنهد وهي تضع يدها على جبينها): "ذلك الأحمق! التقيته قبل دقائق فقط، وقد مرّ بالعديد من الأزمات الغريبة المشابهة منذ ذلك الوقت!"

فجأة... انفتح باب المقهى بعنف، فاهتزت الطاولات المجاورة. دخل خمسة رجال بأشكال فوضوية، يتقدمهم شاب بشعرٍ أشقر وعينين عسليتين يلمع فيهما التهديد.

الزعيم (بصوت عالٍ): "اسمعوني جيداً! ارفعوا أيديكم للأعلى وسلمونا كل ما لديكم."

عمّ الصمت، ثم بدأ الناس يتحركون بخوف.

النادل (متوتراً وهو يهمس): "ماذا...؟ ما الذي يحدث؟"

اقترب الجانح من النادل مباشرة، ووجه المسدس إلى رأسه.

الجانح: "قلت ارفع يديك!"

ارتعش النادل ورفع يديه ببطء، بينما كان الزبائن يرتجفون بصمت. بدأ اللص بتفتيش جيوبه حتى وصل إلى محفظته. لكن قبل أن يتمكن من سحبها، ظهرت يد أخرى أمسكت بمعصمه بقوة مفاجئة. آكيو الذي توقف عن البكاء تماماً، كان يقف الآن خلفه. وجهه ساكن... لكن عيناه تشتعلان.

آكيو (بصوت منخفض): "أرجِعها."

التفت الجانح بحدة، ووجهه اشتد غيظاً.

الجانح: "من تظن نفسك؟! أترك يدي قبل أن أطلق النار على رأسك يا هذا!"

آكيو (بثقة): "جرِّب."

سحب الجانح يده بقوة وتراجع خطوة، ثم رفع المسدس وصوّبه إلى جبين آكيو مباشرة، وأطلق رصاصة!لكن آكيو اختفى من مكانه في اللحظة نفسها. قفز بخفة مذهلة إلى أعلى الطاولة، والرصاصة اصطدمت بالكأس خلفه.

الجانح (مذهول): "ماذا...؟!"

أطلق الجانح طلقة أخرى، ولكن آكيو تفاداها مجدداً. في أقل من ثانية، كان آكيو قد أصبح خلفه ويده مشتعلة بالشرر.

آكيو (بصوت حاسم): "لدي قاعدة واحدة فقط... الذين يهددون الضعفاء... يُصعقون."

كوّن آكيو كرة برق صغيرة في راحة يده، لكن بدلاً من رميها، مرّرها على مقبض سيفه المعلّق على خصره، فاشتعل النصل بطبقة من الشرر الأزرق.

آكيو (بصوت منخفض وهو يستل سيفه): "هذا المكان ليس ساحة قتال... لكنكم اخترتم ساحةً خاطئة، وشخصاً أسوأ لتواجهوه."

اندفع زعيم الجانحين نحوه وهو يرفع قبضته، لكن آكيو انزلق بخفة أرضاً، ثم لوّح بسيفه مرة واحدة، بضربة سريعة خاطفة، سبقتها ومضة برق حادة. تجمّد الزعيم في مكانه ثم سقط أرضاً، صُعق بالكامل مع قطع دقيق في كمّ معطفه.

الجانح الثاني (صارخاً): "أمسكوه!!"

ركض اثنان آخران نحوه، لكن آكيو قفز بينهما، استدار بسرعة, وضرب بسيفه حافة الطاولة لتتطاير الشحنات حوله، ثم وجّه ضربة نصف دائرية أطلقت موجة من البرق قيدتهم في مكانهم قبل أن يسقطوا متخشبين. تراجع الباقون فوراً وأجسادهم ترتجف.

آكيو (يخفض سيفه قليلاً ويشير به نحو الباب): "إن كنتم لا تودون أن أقطع كبرياءكم شرائح... غادروا.

والآن."

تبادل الجانحون النظرات، ثم هرعوا نحو الباب يصرخون ويركضون من شدة الفزع. عاد آكيو إلى مكانه بهدوء، وأعاد سيفه إلى غمده، بينما بدأ الشرر يتلاشى من حوافه.

النادل (مذهول): "ذلك الطفل ليس فتى عادياً... إنه ساموراي حقيقي...!"

يوكو (وهي تراقبه بصمت، عيناها متسعتان): "ساموراي... بعينين ذهبيتين، وسلوك طفل... يا له من تناقض غريب."

التقط آكيو محفظة النادل من الأرض وأعادها إليه بهدوء.

يوكو (بهمس غير مصدّق): "أنت لست فقط ساموراي... أنت محترف، وتستخدم الفاكن!"

آكيو (يلتفت بابتسامة هادئة): "أنا فقط لا أحب أن يُزعج أحد وجبتي."

اقترب النادل منه ويداه ترتجفان، ثم انحنى له قليلاً.

النادل: "لقد أنقذت حياتنا يا فتى... أنا مدين لك. لهذا السبب، يمكنك الحصول على عشرين سوفليه مجاناً!"

آكيو (عادت الحماسة لوجهه فجأة): "سوفلييييييييييه!!!"

ثم قفز من مكانه كأن شيئاً لم يحدث قبل دقائق. وبعد دقائق قليلة، عاد النادل مهرولاً وهو يدفع أمامه عربة محمّلة بالأطباق.

النادل (بابتسامة مرتبكة): "طلب السيد... عشرون سوفليه كما وعدنا."

توقف بجانب الطاولة، وبدأ يضع الأطباق واحداً تلو الآخر أمام آكيو الذي كان يكاد يقفز من الكرسي.

آكيو (بعينين لامعتين وكأن الحياة عادت إليه): "أخيراً... لقاء الأحبة."

جلس آكيو في وضعية هجومية وكأن أمامه معركة مصيرية، ثم أمسك أول طبق، غرس الملعقة، ورفعها بحذر، ثم أكل. سادت لحظة صمت. ثم خرجت تنهيدة طويلة من أعماقه.

آكيو (بهمس وهو مغمض العينين): "هذا هو طعم السعادة! أجللللل!"

ثم بدأ الهجوم الحقيقي. طبق وراء طبق، قطعة وراء قطعة، دون أن يتوقف، وفي كل مرة كان يصدر صوتاً مختلفاً من الاستمتاع واللذة! أما يوكو، فقد بدأت تأكل طبقها الوحيد من السوفليه، تذوقت قطعة صغيرة، ثم توقفت.

نظرت إلى آكيو الذي كان يتصبب عرقاً من الحماس، وفمه ملطخ بالشوكولاتة، وأصابعه مشغولة بأربعة أطباق في آنٍ واحد.

يوكو (بصوت خافت): "هل هذا... طبيعي؟"

ثم نظرت إلى النادل الواقف بجانبهم.

يوكو: "هل شاهدت أحداً يأكل بهذه الطريقة من قبل؟"

النادل (يهمس وهو يراقب المشهد): "هذا أول مرّة!"

آكيو (دون أن يلتفت)" إذا لم تستطيعي إنهاء طبقك، أعطيني إياه!"

يوكو (ببرود وهي تضع الملعقة على الطاولة): "أنا لم أنتهِ حتى من نصفه..."

آكيو (وهو يبتسم ويتحدث بفم ممتلئ): "سرعة التهام السوفليه من مهارات الساموراي الحقيقية!"

يوكو (هزت رأسها وهي تحاول كتم ضحكتها، ثم تمتمت): "بالتأكيد... أنت ساموراي من نوع نادر."

كان اليوم قد بدأ بالضحك... وانتهى بالسيف. أما بالنسبة لآكيو، فهو لم يكن يدري أن ما رآه من رحلته الأولى هو لا شيء بالنسبة للعالم الكبير الذي حوله. قارة فالوريا ليست مجرد قارة عادية، بل هي مقسومة إلى ثلاث قوى عظيمة تتصارع منذ عقود، بالإضافة لقسم لا يخضع لأي سلطة:

1. مملكة كاجي العظمى

تتكون من ثلاث ذول، ويحكمها ملك النار سيروس. وهي مملكة مترفة ومهيبة، تقوم على القوة المطلقة والهيبة الملكية، وتضم أنبل الشخصيات والعائلات.

2. ولايات فالوريا العشر

أرض واسعة ومقسّمة، وتخضع جميعها لحكم الإمبراطور ماكيا الذي قتل الشوغن شيرو وأنهى حكم الساموراي. وهي مهتمة بالتطور التكنولوجي.

3. إمبراطورية زيتارا

الأرض التي رفضت التقدم والتكنولوجيا، متمسكة بتقاليدها القديمة. وهي أرض الساموراي الأصلية في قارة فالوريا، حيث رفض سكانها الخضوع لأي من ماكيا أو سيروس، ويعيشون وفق قانون الشرف. آكيو ولد وتربى في هذه البلاد|

4. الجزر الثلاثة (أوراكانو، القلب، أورانيو)

تقع هذه الجزر في منتصف قارة فالوريا، وهي لا تخضع لأي سلطة من هذه السلطات الثلاث، ولا توجد بأبها أي قوانين، لذلك فالجرائم والثورات تملؤها.

لم يكن أحد يعلم أن ما بدأ كنزهة بسيطة... سيتحوّل إلى بداية طريق لا عودة منه.

يتبع…

2025/05/03 · 27 مشاهدة · 2021 كلمة
Sara Otaku
نادي الروايات - 2025