كان آكيو ويوكو وكين يمشون على طريقٍ ترابي تحيط به أشجار كثيفة، الشمس بدأت تميل نحو الغروب، والضوء البرتقالي بدأ ينعكس على وجوههم.
آكيو (وهو يمشي بجانب كين، ينظر إليه باستغراب): "لكن... لماذا يوجد هذا العدد الكبير من قطاع الطرق هنا؟ كل زاوية فيها عصابة! حتى في المقهى!"
كين (ببرود، يضع يديه في جيبيه): "لأن هذه الجزيرة لا قوانين فيها. لا جيش، لا شرطة، لا محاكم."
آكيو (بتوتر): "أنت تعني... أن من يريد أن يقتلك، يستطيع ذلك بلا تردد؟!"
كين: "نعم. ومن ينجو هو من يملك القوة... أو الذكاء."
آكيو (بتردد): "لكن لماذا تعيش هنا أصلاً؟ مكان مثل هذا لا يناسب حتى الكلاب الضالة!"
كين (يتوقف للحظة): "لأنني... لا أستطيع العيش في أي مكان آخر."
آكيو (ينظر إليه، متفاجئ): "هاه؟"
كين (ينظر إلى السماء، نبرة صوته هادئة لكن ثقيلة): "أنا مطلوب في أكثر من دولة. وجودي خارج الجزر الثلاث هو إعلان حرب."
يوكو التي كانت تسير خلفهما بصمت، رفعت رأسها أخيراً وتكلمت بنبرة خافتة لكن واثقة:
يوكو: "في الواقع... أنا سمعت عن ذلك."
توقف كل من كين وآكيو في مكانهما، ونظر كلاهما إليها. كانت تحدّق في الأرض، ويداها متشابكتان أمامها.
يوكو (ترفع عينيها ببطء وتنظر إلى كين): "سمعت أنك مطلوب... وأنك اختفيت منذ سنوات. لقد أصبحتَ ساموراياً ثورياً ضد الحكومة. كنتُ أبحث عنك... لا لأعيدك، ولا لأعاتبك، فقط لأطمئن بأنك ما زلت حياً."
كين (بصوت منخفض): "ومن أخبركِ أنني أريد من أحد أن يطمئن عليّ؟"
يوكو (بنبرة ثابتة): "لم يخبرني أحد. لكن... لست بحاجة لأن تسمح لي. هذا قراري."
ساد صمت قصير، قبل أن يتدخل آكيو كعادته ليحاول تخفيف التوتر.
آكيو (يحكّ رأسه): "إذاً... كين هو الهارب الخطير، ويوكو هي صديقة الطفولة التي تطارده، وأنا هو الشوغن المستقبلي العالق بين قصة حزينة وغامضة؟!"
كين (نظر إليه ببرود): "صوتك مرتفع."
آكيو (بابتسامة عريضة): "شكراً!"
آكيو الذي كان قد ضحك للتو، لم يستطع إخفاء فضوله أكثر. اقترب من كين أكثر وبدأ يتحدث بنبرة أكثر جدية هذه المرة:
آكيو: "حسناً، دعك مني ومن حلمي بأن أصبح شوغناً... الآن أخبرني، ما هو هدفك الحقيقي؟"
توقف كين عن المشي للحظة. لم يلتفت نحو آكيو، بل ظل يحدّق في طريق الغروب أمامه، كأن الشمس كانت تحمل له ذكرى لا يريد مواجهتها.
كين (بهدوء، نبرة صوته أكثر قتامة): "هدفي؟ الانتقام."
آكيو (يتسع فضوله): "مِن مَن؟"
كين (ينطق الاسم ببطء، وكأن كل حرف يحمل حقداً): "سيروس."
توقفت يوكو وحدقت في ظهر كين بقلق، بينما استغرب آكيو من الاسم.
آكيو: "سيروس؟ ملك مملكة كاجي؟!"
كين: "نعم. ملك النار... الرجل الذي دمر حياتي."
مدّ كين يده بهدوء داخل جيبه، وأخرج علبة سجائر صغيرة. أدار رأسه قليلاً نحو آكيو ويوكو وسأل بنبرة غير مترددة:
كين: "هل تمانعان إن دخّنت هنا؟"
يوكو (تهز رأسها بخفة): "لا... الأمر يعود لك."
آكيو (يرفع حاجبه): "أنا؟ طالما أنك لا تحاول إشعالنا نحن أيضاً... افعل ما تريد."
ابتسم كين بسخرية خفيفة، ثم أشعل سيجارته بومضة نار خرجت من طرف إصبعه، وأخذ أول نفَسٍ طويل منها.
آكيو (بجدية مفاجئة وهو يراقب وجه كين): "أنت تعجبني يا كين... لا، بل أنت ألهمتني أكثر!"
كين (دون أن يلتفت): "لا أحتاج لمعجبين."
آكيو (يتقدم بخطوة، أكثر إصراراً): "أنا لا أقول هذا لأنك قوي فقط... بل لأنك ثوري مثلي."
كين (ينظر له من زاوية عينه): "ثوري؟"
آكيو (بحماس، وكأنه يعلن نداءً داخلياً): "نعم! أنت تحارب ملكاً طاغياً... وأنا أريد قلب النظام بأكمله. أريد أن أغيّر هذا العالم بأكمله، وأجعل فيه قانوناً جديداً... عالمًا لا يضطهد الضعفاء، ولا يُقهر فيه الأبرياء."
كين: "وكيف تنوي فعل ذلك؟ بخطبك الحماسية؟"
آكيو: "لا، بل بالأفعال... ولهذا السبب أحتاجك إلى جانبي. نحن متشابهان أكثر مما تظن...."
أخذ كين نفساً آخر من سيجارته، ثم قال بصوت منخفض:
كين: "الفرق الوحيد بيننا يا آكيو... أنني لا أقاتل لأغير العالم. بل لأحرقه."
سكت آكيو للحظة، لكنه لم يتراجع. ونظر إليه بعينين ممتلئتين بالعزم.
آكيو (بابتسامة هادئة): "إحراق العالم هو أول خطوة لتغييره."
بينما كانت كلمات آكيو الأخيرة تتردد في الهواء، نفث كين آخر نفس من سيجارته، ثم ألقاها أرضاً وسحقها بحذائه. وفجأة، دوى صوت صرخة! كانت صرخة امرأة حادّة، مبحوحة، مليئة بالذعر.
يوكو (تلتفت فوراً): "ما هذا؟!"
ركض الثلاثة نحو مصدر الصوت دون تفكير، وعندما وصلوا، رأوا ما لم يتوقعوه. كانت هناك عربة خشبية بعجلات، وعلى الأرض كانت هناك امرأة ثلاثينية ترتجف وهي تحتضن طفلاً صغيراً وتبكي معه. وإلى جوارها رجل ممدد على الأرض، وجهه مغطى بالدم، السكين غُرزت في جسده، وصدره لا يتحرك.
أمامهم، كان هناك رجلان ملثمان يرتديان أزياء داكنة، أحدهما يحمل سيفاً مغطى بالدم، والآخر يفتش بسرعة داخل أكياس العربة المسروقة.
اللص الأول (بصوت غليظ): "أسرع! قبل أن يرانا أحد!"
توقّف آكيو مكانه، وأنفاسه تسارعت.
آكيو (بذهول): "لا... هذه ثالث جريمة أراها منذ وصلتُ الجزيرة..."
التفت اللص الأول نحو المرأة، وأمسك بالطفل من ذراعه بعنف.
اللص الأول (بتهديد): "لن نغادر خالي الوفاض... سنأخذ الصغير كرهينة!"
بدأ الطفل يصرخ ويبكي، وقدماه تتدلّيان في الهواء، زحفت المرأة على الأرض محاولةً الوصول إليه وهي تصرخ بحرقة:
المرأة: "أرجوك! لا تأخذه! أعده لي!! إنه مجرد طفل!!"
بدأ آكيو يتحرك بخطوات ثابتة، والغضب يتجمّع في وجهه.
آكيو (بصوت مرتجف من الغضب): "ضعه حالاً... أو أقسم أنني لن أرحمك."
اللص الأول (وهو يضحك): "حقاً؟"
ضحك اللص الثاني باستهزاء وسحب سيفه، بينما ركّز الأول على الطفل في يده. لكن قبل أن يتحرك آكيو أكثر، تحرّك كين واختفى من مكانه بدون إنذار. ظهر خلف اللص الأول تماماً... ويده اليسرى أمسكت برقبته بقوة، نظرة كين لم تكن نظرة شخص يحاول الإنقاذ... بل نظرة من يحكم على خصمه بالموت.
كين (ببرود مرعب وهو يضغط على رقبته): "أنت لم تتعلم كيف تتعامل مع الأطفال بعد، أليس كذلك؟"
اللص الأول (يصرخ مختنقاً وهو محاولاً الإفلات): "تبا... ابتعد!!"
ولكن اللص لم يستسلم، في محاولة دنيئة أخيرة... مد يده ودفع الطفل بقوة إلى الوراء، راكلاً إياه في الهواء مثل لعبة! طار الطفل باتجاه الأشجار وصرخ! والجميع تجمدوا... إلا كين. انفجر من مكانه في قفزة شيطانية، والنار خرجت من قدميه لتزيد من سرعته.
وفي لحظة واحدة فقط... طار جسده نحو الطفل وأمسكه بذراعيه في الهواء، ودار بجسده ليسقط هو على ظهره فوق الأرض بدل الطفل، ثم تدحرج. الطفل لم يصب بأذى، وكين احتضنه بصمت وملامح جامدة للحظة. نهض كين ببطء، ثم سار نحو يوكو وسلّم لها الطفل بهدوء.
كين (بصوت منخفض وهو ينظر إلى عينيها): "اعتني به... حتى ننتهي."
أخذت يوكو الطفل بسرعة وهي تحضنه وتطمئن عليه، بينما عاد كين ليرفع رأسه بهدوء نحو ساحة المواجهة. وفي تلك اللحظة، تحرّك آكيو إلى الأمام، كان يقف ويداه مشدودتان بجانبه، والشرر يلمع في أطراف أصابعه، لكنه لم يكن غاضباً فقط... بل متضايق.
آكيو (بغضب طفولي ومخنوق): "لقد سرقت مني اللحظة إذاً؟ أنقذت الطفل، كنت هادئاً، أنيقاً، سريعاً... حسناً! لقد حان دوري الآن!!"
ثم وقف أمام كين وابتسم بثقة.
آكيو (ينظر إلى اللصين): "أنتم! أنا أعطيكم خيارين الآن: إما أن تستسلموا... أو تتذوقوا طعم البرق لأول مرة في حياتكم!"
كين (وهو يقف خلف آكيو، بصوت بارد): "فلتجرب يا شوغن المستقبل... أرنا ما لديك."
اتسعت ابتسامة آكيو، ثم فتح راحتيه، وبدأت الشرارات تتجمّع حول يديه.
آكيو: "معذرةً على التأخير... لقد عدت للعرض!"
رفع آكيو يده اليمنى عالياً، ثم أمسك بمقبض سيفه المثبت على ظهره، وبحركة استعراضية سحب السيف ببطء.
آكيو (بصوت مهيب مصطنع): "هذا هو سيفي... سيف البرق... سيف العدالة... سيف الشوغن المستقبلي...!"
ثم، وبكل بساطة...
آكيو: "لكنه ثقيل جداً."
رمى السيف على الأرض! اتسعت عينا كين، ورفعت يوكو حاجبها بينما كانت تحاول تهدئة الطفل.
كين (بجفاف): "حقاً؟"
آكيو (بابتسامة واثقة وهو يفرك كفيه): "لا احتاج إلى سيف لقتالكما حتى، كفَّي يكفيان!"
ثم انطلق نحو اللصين بسرعة البرق. أحدهما حاول أن يلوّح بسيفه، لكن آكيو كان أسرع، حيث مد كفه وصاح:
آكيو: "صعقة رقم واحد!!"
انطلقت شحنة كهربائية متوسطة نحو الرجل الأول، فاهتز جسده بعنف وارتفعت قدماه عن الأرض وهو يصرخ:
اللص الأول: "يييييييييييييييييييي!!!"
بوووم! سقط على ظهره متصلباً، وعيناه تتأرجحان كأنهما ستسقطان من وجهه. استدار آكيو نحو الآخر بسرعة البرق مجدداً وقال:
آكيو: "صعقة رقم اثنين، لكن بزاوية!"
ثم مدّ يده بزاوية غريبة جداً، وأطلق صعقة أخرى انطلقت بشكل مائل وأصابت اللص الثاني في خاصرته. صرخ الأخير وهو يدور حول نفسه عدة مرات، وملامحه تتبدل من الغضب، إلى الذهول، إلى الخوف.
اللص الثاني (يصرخ بصوت متقطع): "آآآآآآآآه... أنننننتت... مـمـمسسـتـشـفـىىىىى...!!"
سقط بجانب زميله والدخان يتصاعد من ملابسه. وقف آكيو فوقهما وهو يضع يديه على خصره كأنه بطل خارق أنهى المعركة.
آكيو (بفخر): "وأنا حتى لم أستخدم أكثر من 5% من قوتي!"
كين (ببرود وهو يلتفت عنه): "أتمنى ألا أراك تستخدم الـ95 الباقية أبداً."
تقدّمت يوكو ببطء نحو الأم المنهارة التي كانت لا تزال تحتضن جسد زوجها، وعيناها مفقودتان في فراغ الحزن. بدأ الطفل يستعيد وعيه قليلاً بين ذراعي يوكو، فشدّ على ملابسها وهو يهمس:
الطفل (ببراءة مرتجفة): "أبي... أين أبي؟"
ترددت يوكو للحظة، ثم نظرت في عينيه الصغيرتين، وأدركت أنه لا يجب أن يرى شيئاً أكثر.
يوكو (بصوت ناعم وحازم): "لا تنظر، حسناً؟ أنت شجاع... أغمض عينيك قليلاً."
وضعت كفّها بلطف على عينيه لتغطي رؤيته، واقتربت من الأم بهدوء، ثم جثت على ركبتيها وسلّمت الطفل إلى ذراعيها المرتجفتين. أخذته الأم بسرعة واحتضنته بقوة، وكأنها خافت أن يفلت مرة أخرى.
يوكو (بهمس دافئ): "لقد أنقذناه. لا تفتحي عينيه الآن... لا تجعليه يرى المزيد."
أومأت الأم برأسها بصمت، ودموعها تسيل دون صوت. ثم وقفت ومشت بعيداً وهي لا تزال تغطي على عيني ابنها. وفي هذه الأثناء، كان آكيو قد عاد إلى حيث سقط سيفه. التقطه بخفة وراح ينفخ عليه كما لو كان قطعة أثرية غالية، ثم التفت ببطء نحو اللصين الممددين على الأرض، والشرر لا يزال يتراقص في أطراف أصابعه. مشى بخطوات بطيئة ومقصودة، وصوت خطواته وحده كان كافياً ليعيد الرعب إلى وجهيهما.
اللص الأول (بهمس مرتجف): "لا... ليس مجدداً..."
اللص الثاني: "لقد انتهينا! كنا نمزح فقط... مزحة بريئة!"
آكيو (بابتسامة باردة): "أوه... أعرف. وأنا أيضاً... سأمزح."
طاخ! طعن آكيو الأرض بقوة بجانب رأس أحدهم!
اللص الأول: "يييييييييي!!!"
طاخ! طعنة ثانية قرب رجل الثاني!
اللص الثاني: "أميييييييييييييييييييي!!"
آكيو (وهو يصرخ كأنما في مسرح): "طعنة من أجل الطفل!"
طاخ!
"طعنة من أجل الأم!"
طاخ!
"طعنة من أجل الهدوء الذي سرقتموه!"
طاخ طاخ طاخ طاخ!
كل طعنة كانت تصيب الأرض فقط، لكنها ترسل تراباً متناثراً على وجهيهما بينما يصرخون ويغلقون أعينهم كأنهم ينتظرون نهايتهم. ثم توقف ورفع السيف عالياً... ثم قال بصوت منخفض:
آكيو: "وآخر طعنة... من أجل السوفليه الذي لم اشبع منه بعد!"
طاخ!!
سقط السيف في الأرض بين أرجلهما، فشهقا بقوة وسقط أحدهما مغشياً عليه من الخوف.
كين (من الخلف، بلهجة ساخرة): "لقد قتلته... بالخوف فقط."
آكيو (ينظر إليهم بفخر): "هذا هو فن الحرب النفسية..."
يوكو (من بعيد): "لا أصدق أنك استخدمت اسم السوفليه في تهديد حياة شخص."
آكيو: "لكل شخص نقطة ضعفه."
اقترب كين من آكيو واللصين بخطى هادئة، وسيفه الناري بدأ يشتعل بوميض أحمر خافت. وقف أمام اللص الأول الذي كان مستلقياً على الأرض، وكان يتوسل بنظراته المرتجفة.
كين (بصوت منخفض، قاتل): "في هذا المكان... لا قوانين. لا محاكم. لا عدالة مكتوبة."
أدار رأسه نحو آكيو الذي كان يراقب المشهد بصمت، ملامحه مترددة، يداه مشدودتان إلى جانبيه.
كين: "الساموراي... لا يُسألون حين يُنزلون الحكم على من دنّس شرف الأبرياء. هؤلاء... خالفوا كل مبدأ، خالفوا كل معنى للإنسانية."
أعاد كين نظره إلى اللص الأول، أغمض آكيو عينيه لثانية واحدة... ثم فتحهما ببطء، ليرى المشهد أمامه بوضوح. أنزل كين سيفه على رقبة الرجل الأول، وقطعها بضربة واحدة نظيفة، دون تردد، دون انفعال، كأنها حركة معتادة. تدحرج الرأس ببطء، والجسد ظل ثابتاً للحظة... ثم انهار.
استدار كين فوراً إلى اللص الثاني الذي كان يصرخ وهو يزحف على الأرض، فنظر إليه كين بنظرة حادة كحكم الإعدام، ثم قطع رأسه هو الآخر! سقط الرأس الثاني بجوار جسده بلا أي مقاومة. كل شيء سكن... وكأن الزمان توقف للحظة. وكين وقف وسط الدماء بلا تعبير. لم يبدُ عليه أي أثر للندم... بل فقط ذلك الهدوء القاتل.
آكيو (بصوت خافت): "لقد... قتلتهما... دون أن يرمشا حتى."
يوكو (بهمس حزين): "كين... لقد تغير تماماً."
بدأ آكيو يحدّق في الدماء المتناثرة، وملامح الصدمة مرسومة على وجهه. الشرارات في يديه اختفت، وكأن الحماسة التي كانت تدفعه قبل لحظات انطفأت فجأة.
آكيو (بصوت منخفض مرتبك): "أنا... لم أقتل أحداً من قبل."
رفع رأسه ببطء وأخذ ينظر إلى كين.
آكيو: "اعتقدتُ أنني مستعد... لكن الآن؟ لا أعرف حتى إن كنتُ حقاً أستطيع."
كين: "لا أحد يولد مستعداً. القتل ليس بطولة. ليس شيئاً تتدرب عليه مثل رمية برق أو ضربة سيف."
استدار كين ونظر إلى آكيو أخيراً، نظرته كانت مزيجاً من الحقيقة المُرة والهدوء المميت.
كين: "الساموراي لا يقتلون لأنهم أقوياء... بل لأنهم لا يستطيعون أن يسمحوا للضعفاء أن يُذبحوا أمامهم. الساموراي لا يبحث عن الدماء، بل يحملها في يده حتى لا يلوثها بها آخرون."
ساد صمت خفيف بينهم، ثم خطا كين مبتعداً عن الجثتين.
كين (يتحدث دون أن يلتفت): "يوماً ما... ستقف أمام خيار، إما أن تموت، أو تقتل. وعندها فقط، ستعرف من تكون حقاً."
تجمّد آكيو للحظة وهو يستمع إلى كلمات كين، ثم أغمض عينيه ببطء، وأخذ نفساً عميقاً. شعر بأن شيئاً ما تحرك بداخله... فتح عينيه التين بدأتا تلمعان بعزيمة لم تكن موجودة قبل لحظات.
آكيو (بصوت قوي لكنه عاطفي): "ربما لا أستطيع أن أقتل الآن... وربما لا أعرف ما الذي ينتظرني... لكنني أعرف شيئاً واحداً..."
وضع قبضته على صدره.
آكيو: "أنني سأصبح الشوغن... وسأخلق عالماً لا يحتاج فيه أحد إلى أن يقتل لكي يحمي من يحب!"
تقدّم آكيو بخطوات سريعة ليلحق بكين، وصوته هذه المرة كان مشحوناً بالحماس المعتاد.
آكيو: "سأواجه مخاوفي... سأقاتل... وسأسقط وأنهض مئة مرة، لكنني لن أستسلم! سأتغير، سأصبح أقوى... مهما كلف الأمر!"
تابع كين السير دون أن يلتفت، ظل صامتاً للحظات، ثم قال بنبرة منخفضة فيها شيء من التقدير:
كين: "أنت لست سيئاً... آكيو."
توقف آكيو عن المشي لثانية، ثم تجمد في مكانه وكأن قلبه توقّف ثم عاد ينبض بقوة مضاعفة.
آكيو (بدهشة وانفعال): "هـه؟! ماذا قلت؟!"
كين (بهدوء وهو لا يزال يتقدم): "قلت... سأفكر في الانضمام إليك."
في تلك اللحظة، انفجر وجه آكيو بالحماس كطفل حصل على لعبته المفضلة بعد انتظار طويل.
آكيو (يصرخ بحماسة): "هـــااااه! أخيراً!! هل سمعتم ذلك؟! كين يفكر بالانضمام إليّ! هذا تقدم تاريخي!! يوكو!! نحن نُحرز تقدماً!!"
يوكو (وهي تبتسم بخفة): "نعم... أعتقد أنك نجحت، بطريقة ما."
آكيو (يركض في حلقة صغيرة): "الخطوة التالية... هي أن يصبح كين صديقي الحقيقي!! وبعدها... الهيمنة!! أعني... العدالة! الشوغنية! أي شيء!!"
كين (وهو يغمض عينيه بضيق): "وهذا هو سبب ترددي."
ورغم سخرية كين، لم تكن في نبرته مقاومة حقيقية... بل شيء أقرب إلى القبول الخافت، كخطوة أولى يتخذها من ظنّ أنه لن يعود للطريق، ثم وجد نفسه يسير فيه دون أن يدرك.
يتبع...