دخل كين وآكيو وفيكو إلى أعماق كهف الشبح الأسود، وكان الصمت يعم المكان، إلا من أصوات خطواتهم التي كانت تتردد بين الجدران. كان الكهف مضيئاً بالكريستالات اللامعة المتناثرة في كل زاوية، مما أضفى عليه جمالاً مبهراً.

آكيو: (بصوت متحمس) "يا إلهي! أرأيتم هذا؟ إن هذا المكان أشبه بقصر من الأحجار الكريمة! لا أصدق أن الناس يخافون من دخوله!"

بينما كان آكيو يقترب من أحد الكريستالات ويلمسها بفضول، كان كين يتحرك بخطوات ثابتة، متأهباً لأي تهديد. نظر إلى فيكو الذي بدا متوتراً وكان الفضول يسيطر عليه.

كين: (بصوت جاد) "فيكو، ما هذا الكنز الذي تتحدث عنه؟ ولماذا أنت وأختك أردتم الحصول عليه؟"

توقف فيكو للحظة، ثم تنهد بعمق وقال:

فيكو: "إنه ليس مجرد كنز... إنها مخطوطة قديمة جداً كتبها أجدادي من عائلة النينجا منذ مئات السنين، واسمها هو مخطوطة النينجا محظورة، يقال بأنها تحتوي على أسرار وتقنيات تجعل حاملها يمتلك قوة هائلة لا يمكن تصورها. أردنا أنا وأختي آن الحصول عليها لحماية قريتنا... ولإثبات أننا قادرون على تحقيق شيء كبير."

توقف آكيو عن النظر للكريستالات، واستدار بحماس نحو فيكو.

آكيو: "تقنيات سرية وقوة هائلة؟ هذا يبدو رائعاً! لماذا لم تخبرني بهذا في وقت سابق؟"

كين: (ينظر إلى آكيو بحدة) "هذا ليس وقت المزاح يا آكيو. إذا كانت هذه المخطوطة تمتلك هذه القوة، فلا عجب أن المكان مليء بالمخاطر. وهذا يجعل الأمر أكثر تعقيداً."

بينما كان الثلاثة يتقدمون في الكهف، بدت الممرات تضيق تدريجياً، وبدأت أجواء الكهف تصبح مخيفة أكثر، مع ظهور بعض الأصوات غريبة التي بدأت تتردد من أعماق الظلام.

فيكو: (بتوتر) "احذروا... يمكن أن تكون هذه الأرواح التي تحرس المخطوطة. لقد سمعت أن أي شخص يقترب من المخطوطة يتم استهدافه فوراً."

آكيو: (وهو يبتسم بثقة) "أرواح؟ أنا لا أخاف من الأشباح. فقط دعوني أتعامل معهم إذا ظهروا!"

كين: (بسخرية خفيفة) "لا تنسى أننا هنا لإنقاذ أخت فيكو، وليس لإظهار شجاعتك."

بينما كان الحديث يتواصل، توقف الجميع فجأة عندما سمعوا صوتاً مرتفعاً يأتي من أعماق الكهف. بدا وكأنه صدى لصراخ شخص ما.

آكيو: (بقلق) "هل يمكن أن تكون آن؟!"

فيكو: "لا أعرف... لكنه قريب جداً من هنا!"

تبادل الثلاثة نظرات سريعة، ثم تسارعت خطواتهم نحو مصدر الصوت المخيف.

كين (بصوت منخفض): "توقفوا."

توقف الجميع عند مفترق ممرات، وكان الهواء هناك أكثر برودة. أشار كين إلى زاوية صخرية صغيرة بجانب جدار الكهف المنحني.

كين: "ضعوا حقائبكم هنا. لا فائدة من حمل وزن زائد في معركة محتملة."

آكيو (وهو يضع حقيبته): "أخيراً! كنت سأرميها على أول شبح أراه."

وضع فيكو حقيبته بهدوء، ثم تراجع خطوة وبدأ يلف معصميه بقطعة قماش داكنة استعداداً للقتال.

آكيو (وهو يسحب سيفه): "لقد اشتقت لهذا الشعور... سيفي مشتاق للعمل."

أمسك كين بمقبض سيفه الناري وسحبه بهدوء من غمده. أما فيكو فقد أخرج سكاكينه القصيرة من حزامه الجانبي، حركها بسرعة بين أصابعه، ثم قال بثبات:

فيكو: "أنا مستعد."

كين (ينظر إلى الاثنين): "حافظوا على تركيزكم. لا نعلم ما سنواجهه..."

تبادلوا نظرات حاسمة، ثم دخلوا إحدى الممرات المظلمة بصمت... دون أن يعلموا أن ما ينتظرهم في الداخل كابوس مجنون. وبينما استمروا في التقدم، لاحظوا بأن هناك رسومات قديمة محفورة على جدران الكهف. الرسومات بدت وكأنها تحكي قصة معركة قديمة بين النينجا وأرواح غريبة.

آكيو: (يشير إلى الرسومات) "يبدو أن هناك تاريخاً كبيراً هنا."

فيكو (ينظر إلى الرسومات): "هذه رسومات أجدادي. لقد كانوا يعتقدون أن الأرواح هي الحراس الأبدية للمخطوطة. لكني لم أتخيل أنها ستكون حقيقية."

فجأة، شع نور قوي من أعماق الكهف، مما جعل الجميع يتوقفون في مكانهم.

كين: (يغمض عينيه للحظة بسبب النور) "استعدوا... يبدو أننا اقتربنا من شيء كبير."

وفجأة، ظهرت روح غريبة رمادية كالظل ولم تكن متشكلة في جسد، ولم يكن لها ملامح، ولكنها كانت تتحرك وتسير.

آكيو (بشجاعة): "من أنت؟! هل أنت الشبح الأسود؟"

الروح: "لا، أنا لست الشبح الأسود، على أي حال، لماذا أنتم هنا، هل جئتم للموت؟"

صرخ آكيو بغضب: "جئنا لإنقاذ أخت فيكو، لا تقل لي بأنكم قد قتلتموها!!"

الروح: "إذاً فأنتم تعرفون تلك الفتاة، إنها عنيدة جداً وقوية، وهي ما زالت تستمر بالهرب."

صاح فيكو بحماسة: "إذا فأنت تقول... بأن أختي ما زالت على قيد الحياة؟!"

الروح: "هذا صحيح، كل من دخل إلى هذا الكهف مات في غضون ساعتين، إلا هذه الفتاة... إنها تركض... تختبئ... تهاجم. صمدت أكثر من يومين... وهذا ما أثار فضولي."

فيكو: "أعيدوا لي أختي!"

الروح الغريبة (وهي تضحك): "لا تقلقوا... سنجعلكم تجتمعون معاً، ولكن في الآخرة!"

بدأت الروح تتجسد أمام أعينهم. الضوء الرمادي تجمع وتكثف... وانبعث منه شكل بشري ضخم، رأسه طويل بلا ملامح، وجسده مغطى بصفائح داكنة مدمجة بمناشير تدور ببطء، تصدر صريراً معدنياً يقطع الصمت.

كين (يهمس وهو يسحب سيفه): "الآن فهمت لماذا لم يعد أحد حياً من هنا."

صرخت الروح فجأة وقفزت نحوهم. هجم آكيو أولاً، ركض وقفز في الهواء وسيفه يتوهج بالبرق. استهدف العنق، ولكن قبل أن تصل الضربة، خرج منشارٌ دوّار من عنق الكائن وصدها بصوت مدوٍّ! انطلق كين من الجانب الآخر، لكن ضربة قدمه صدها منشار من الكتف، وفيكو وجه لكماته بدقة، لكن الجسد امتصها بالكامل دون أثر.

المناشير كانت تخرج من كل مكان: الذراعين، الصدر، الظهر، حتى الركبتين. كان الوحش كآلة قتل لا تُهزم. وكلما حاولوا الاقتراب، كانت تصدهم شفراته الدوارة.

فيكو (يتراجع وهو يلهث):"كلما ضربنا يخرج شيء جديد! جسمه محصّن بالكامل!"

صرخ كين (وهو يقفز للهجوم على المخلوق) "سحقا!"

آكيو (بصوت مرتفع): "لا فائدة! لم نؤثر فيه بشيء!"

قفز كين أعلى الوحش مستهدفاً رأسه هذه المرة، لكن ما إن اقترب حتى انغلق فك المخلوق الهائل عليه وعضه بقوة. دوت صرخة ألم من كين، والدماء تناثرت في الهواء.

آكيو (وهو يصيح): "كيييين!!!"

تجمد فيكو وصرخ من الصدمة. لكن آكيو لم يتراجع. ارتجف ثم صرخ كأنه أطلق وحشاً بداخله، واندفع نحو الوحش بجنون. تجمع الشرر حول جسده، وسيفه امتلأ بالشحنات البرقية. استطاع آكيو أن يطعن يد الوحش بسيفه، المناشير لم تعمل، والدروع انشقت. الوحش صرخ لأول مرة وكأن الألم لم يكن مألوفاً له!

تابع آكيو الطعنات، واحدة بعد الأخرى، كل ضربة كانت تكهرب جسده أكثر، وأخيراً، فتح الوحش فكيه وأفلت كين. سقط كين على الأرض متألماً، جسده كان ملطخ بالدماء وذراعه تنزف بشدة. ركض آكيو نحوه وركع بجانبه.

آكيو (بعينين دامعتين): "كين... هل أنت بخير؟!"

كين (بصوت متقطع): "أنت... لم تكن عديم الفائدة كما توقعت..."

فيكو (يصرخ): "علينا إخراجك فوراً!"

وقف كين ببطء على الرغم من ألمه.

كين (بإصرار): "لن أخرج... قبل أن نجد الفتاة."

في الخلف، بدأ الوحش يتراجع وسقط على ركبتيه وهو يتألم. كان كين يلهث بقوة، وصدره يرتفع ويهبط وكأنه قاتل لعشر ساعات متواصلة. العرق يتصبب من جبينه وهو يختلط بالدم، ووجهه شاحب ولكن عينيه ما زالتا مشتعلتين بالعزم.

تجمد فيكو في مكانه وعيناه متسعتان، ونظراته تنتقل من الجراح إلى قدمي كين... ثم إلى عينيه الرماديتين.

فيكو (بدهشة): "كيف...؟ كيف استطعت الوقوف؟ جسدك كله ينزف!"

آكيو (وقد هدأ قليلاً، لكنه لا يزال يمسك كين بذراعه): "أقسم أنك... لست بشرياً..."

كين (يهمس وهو يلهث): "سأقف... طالما ما زال هناك شيء يجب إنجازه... إنها مجرد خدوش."

كاد كين أن يسقط، ولكنه استطاع أن يوازن جسده. تنفس بعمق، ثم نظر إلى الوحش الذي كان لا يزال يتلوى في مكانه بعد طعنات آكيو المكهربة.

فيكو (بصوت خافت، مشوش): "لكنك كنت بين أنيابه... لقد... رأيتك تنزف أكثر مما رأيت في حياتي كلها!"

كين (بنظرة ميتة): "رأيتُ الموت مراراً يا فيكو... لكنه لم يجرؤ يوماً على أخذي."

فيكو (بصوت ممتن): "شكراً لأنك ما زلت واقفاً... شكراً لأنك لم تتراجع."

كين (يحرك رأسه بخفة): "اشكر آكيو... هو من جعلني أتنفس الآن."

آكيو (يرفع ذراعيه بفخر): "أوه، لقد اعترفت إذاً بأنني أنقذت حياتك!"

كين (ببرود): "بشكل مزعج... نعم."

توجهت أنظار الثلاثة نحو الوحش المنهك مجدداً، حيث كان يرتعش من الهجوم الأخير.

كين: "لن يمنحنا وقتاً طويلاً قبل أن يتحول من جديد... يجب أن ننهي ما بدأناه."

يتبع...

2025/05/04 · 13 مشاهدة · 1200 كلمة
Sara Otaku
نادي الروايات - 2025