سانشينج , الخلود علي ضفاف نهر النسيان .



الفصل العاشر


أنت حقاً لا تُطاق في هذه الحياة !


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ








لم يزرني زونجهوا من بعدها مجدداً .

علي ما يبدو أنه غاضب مني .

بما أني شانجان كان طفلاً فلم اخفي عنه شيئاً ليخبرني بعدها بأمر آلمني .

معلم زونجهوا أنثي .

لقد شعرت بالخيانة حينها , ألم يعدني أنني سأكون الوحيدة التي ستقوم بإغوائه .

و من يومها توقفت عن الصراخ باسه علي حدود الحاجز .

مرت الأيام و في صباح رأيت السماء تمتلئ بدخان أسود سام , يبدو أن هويا قد بدأ هجومه .

من خلفي كان شانجان متكوراً علي نفسه صارخاً يقول أنه سيفني مع ليبو , و بما أنه كان مزعجاً فقمت بإفقاده الوعي و حجزه في المنزل .

تنهد ! يا للبشر لحمقي ! إن أرادوا أن يقتلوا بعضهم فليفعلوها بصمت , لم يجب عليهم تعذيبي بصراخهم و كأنها من سيقتل لهم الخصوم ؟

حينها دوي صوت انفجار ليختفي من بعده الحاجز و أري أمامي خيالاً يهبط من السماء , حينما رآني قال " أنا لا احب أن أدين لأحدهم بشئ , و الأن قد حررتك."

X 2تنهد

من قال له أنني أريد أن أرحل ؟!

فجأة شعرت بنية للقتل ثقيلة من خلفي فالتفت لأجد زونجهوا ملوحاً بسيفه نحونا فأخذت اتراجع لأ قف خلف هويا.

"فلينسي كلاكما فكرة الهروب من هنا علي قيد الحياة ."

ثم نظر نحو هويا و قال " مُنذ عشرين عاماً عفوت عنك و الأن هكذا ترد الصنيع ! "

" أنا لست في حاجة لصنيعك ! و إن كنت قادراً علي قتلي هنا و الان لكنك لن تستطيع إنقاذ الباقيين في ليبو ! فليس كل الرهبان مثلك يا حضرة الموقر !"

حينها زاد الجنون في عيني زونجهوا .


" زونجهوا , إن وعدتني بشئ فسوف أقوم بمنع الفاجعة من الحدوث و سأسلم روحي لك ."

"ما هو ؟"

"حررها , حررها لكي ترقد في سلام ."

عندما وقعت تلك الكلمات علي مسامع زونجهوا أخذت تعبيرات وجهه تسوء " هذا مستحيل ."

"مهما كان ما حدث فقد كانت معلمتك يوماً ! من قام بتربيتك !إن طال الامر أكثر من هذا فستختفي روحها للابد ."

" لقد وقعت في حب شيطان , و طبقاً لقوانينا يجب علي روحها أن تُحبس ."

هذا يعني أن روحها التي كان من المفترض أن يتلاقها الرسولان الشبحيان ستبقي في عالم البشر إلي أن تختفي إلي لا شئ .

لقد ظننت أن مثل هذه الشعوذة مجهولة في عالم البشر.

عشرون عاماً كفيلة بتحويل روحها إلي رماد....

لقد زونجهوا يكره هويا كثيراً و العكس صحيح , و هو شبيه بالتقابل في العداء , أي أن لم يقم زونجهوا بتحريرروح المعلمة فحينها سيُضرب بـ36 صاعقة بجسده البشري ذاك .و أخشي أنه لي يحتمل صاعقة واحدة علي الأقل .

في هذه المرحلة سألت هويا " أين هي تلك الروح ؟"

قال زونجهوا " انصحك ألا تتدخلين فيما لا يعنيك !"

زممت شفتاي مفكرة في قرارة نفسي أن هذه النسخة من موشي لا تُطاق ,و مع ذلك لا يمكنني السماح له بالفشل في محنته لكونه هكذا , فإن ضرب بالصواعق فمن الي سأغويه في الحياة المقبلة ؟

" أين هي ؟ " أخذت اسأل هويا مجدداً .

حينها ظهر بريق من الأمل في عينا هويا , فبعد أن رآني أدمر المعبد بنفخة من فمي لابد و انه آمن بقواي "في قمة برجالمليون طابق , ولكنها في حاجة لأحدهم كي يقودها ..."

برج المليون طابق , معبد الالف ختم ؟ أكان من المفترض ألا يتقابلا في هذه الحياة مطلقاً ؟ يا له من أمر قاس , ربت علي كتفيه و قلت ناظرة لعيون موشي " ماطله " و توجهت إلي البرج و صوت المعركة يتعالي من خلفي .

لقد ولدت في العالم السفلي و علي تالرغم من عدم كوني رسول شبحي إلا أنني علي دراية بكيفية إيصال الأرواح للعالم الاخر ....علي الأقل أعرف الكيفية .

بعدما صعدت البرج وجدت لوحة حجرية تبدو نظيفة جداً علي مذبح في وسط فضاء واسع , لا بد و أن هناك من يعتني باللوحة .

و بينما أبحث عن مكان الروح لاحظت بريقاً من السقف تصدره شمعة معلقة بلوحة .

صعدت اتفحصها فوجدتها صورة لإمرأة من الخلف ترتدي الأبيض الشبيه برداء الراهبات و هي تميل لكي تشتم زهوراً حمراء.

حينها كاد قلبي يتوقف .

كدت أظنها لوحة لي رسمها موشي من ذكرياته المفقودة لو لم اري ما كُتب أسفلها .

"رُسمت في العام العاشر من زيجهو في قاعة شيلي بليبو "

يبدو أنها معلمته .

لا يسعني التخيل أن معلمته تشبهني لهذه الدرجة .

حين كنت علي وشك لمس اللوحة فإذ ببريق ذهبي يمنعني .

حاجز طاقة .

قمت بتجميع الطاقة في يدي و هاجمت الحاجز الذي توهج مرتين من قبل أن يخمد لأمسك اللوحة و اهبط للأسفل .

حينها رأيت بريقاً أبيضاً فيها . لقد كانت روح وهنة و إن كنت قد تأخرت لكانت قد اختفت .

نفخت فيها لأمدها بالقوة المناسبة كيلا لا تختفي في طريقها نحو العالم السفلي . ومن قمة البرج أرسلتها للسماء .

ظلت طافية مكانها و كأنه أبية أن تفارق هذا المكان .

فكرت قليلاً و قلت " إن كل ما حدث هنا لشئ من الماضي , عليك أن تكملي طريقك الان , إن أرواح العالم السفيل لظريفة فط أخبريهم أنكي من طرف سانشينج و سيساعدونك ."و بعد تردد سارت بعيداً .

يا له من مشهد رائع هذا الذي اتمتع به , من هنا يمكنني رؤية كل شئ تقريباً .

من بعيد رأيت موشي و هويا يتقاتلان , و هويا يتقهقر و لكن بالطبع لم يكن الامر يسيراً علي زونجهوا إلي أن اخرج سيفه فهم يطعن خصم الذي أراد أن يتفادى الضربة لكن فجأة انتفض جسده و توقف في مكانه ليخترقه النصل , أعلم جيداً أن علي شفتيه قد ارتسمت ابتسامة سعيدة , و من مكاني هذا رأيت الروحين يطفوان في الافق سويا .

لقد جاء الوقت لكي يروا البريق السماوي معاً و لربما يحفرون اسميهما علي حجري بالقرب من نهر الوانجتشوان .

من قمة الجبل رأيت الروحين في رحيلهما لاشعر فجأة بكره عميق يتأتي نحوي .

لقد زونجهوا يحدق فيني بكره شديد .

حينها تذكرت أو ما قاله لي حينما تقابلنا " إن لم تكوني منا فأنت مختلفة ."

أخذت اتأمل في الأمر قليلاً , لقد دمرت العبد و حررت هويا فاتحة أبواب الهلاك علي مصرعيهما أمام ليبو , حررت روح علمته كي تتناسخ سوية مع روح هويا .

نعم , إنه يكرهني حقاً .

و بينما انا ابتسم نحوه , رأيت شيطاناً أفعي (*يشبه النصف انسان نصف الأفعي ) يفتح باب كوخاً بالقرب من حديقة الظهور , اهتز قلبي خوفاً , فشانجان لا يزال بالداخل !

بدون أن أفكر في شئ أسرعت نحو الكوخ لأري شانجان نائماً في سريره و ذيل افعي اصفر اللون يتلوي من فمه .

إن هذا النوع من الشياطين يحب التحول إلي أصله الحيواني و العبث بأجساد الأطفال , فهو يُحب اكل اعضاءهم الداخلية قبل أن يتحول لهيئته الشيطانية ممزقاً جسد الطفل .

أخذت خطوتين للامام و قمت بأالأمساك بالفتي من عنقه بيد و بالاخر أمسكت بذيل الافعي و بقوي الظلام قتلتها في معدته و من ثم سحبتها ببطء من فمه . علي حين غرة , سرت رعشة في جسدي حينما سمعت صوتاً حاداً يُمزق جسدي .

نظرت فرايت سيفاً قد اخترق معدتي , لم يصل الألم بعد إلي عقلي , و بدافع فضولي التفت لأري من أراد قتلي ؟

وجدت زونجهوا يحدق فيني مهدداً " أنا لن أمسح لك بقتل تلميذ من تلاميذ..." و في منتصف كلامه ضاقت مالت عيناه نحو أفعي صفراء في يدي .

حل علينا ضيف الصمت الثقيل , عدا عن صوت تقيؤ شانجان الذي سرعان ما فقد الوعي بعدها .

"أنه يشبه كثيراً في حياتك السابقة لذا لن أجرؤ يوماً علي .." أخذت أهوي علي الأرض بينما يتسلل مذاق حلو لاذع إلي حلقي " أنا لست بشيطانة ."

إن كان سيفاً من سيوف الفانين فحتي و إن كانت مئات الطعنات فلن يؤثر فيني لكنه سيف قائد ليبو الذي تناقلته الاجيال ., بالنسبة لمخلوق روحي مثلي يعد هذا السيف عدواً طبيعي لي .

شعرت بجسدي يتخاذل و بعد تملكني الارهاق لم يسعني فعل شئ غير الامساك بكمه و من ثم ابتسمت و قلت له " أنت حقاً لا تُطاق في هذه الحياة ."

لقد كان متجمداً في مكانه , بلا أي رد فعل بادى عليه .

"لكن في ذلك اليوم .....تحطم فؤادي حينما ناديت علي معلمك في منامك بينما أنت تستريح علي ساقي ......"

ها هو الألم قد جاء , و ليس الالم فحسب بل الشعور الحارق نتيجة الصراع بين الظلام و النور في داخلي , أخذت اعتصر كمه بقوة . بدا كما لو أنه قد استيقظ من نوم أبدي , حملني زونجهوا حينها و هرول بي ." هناك دواء في القاعة الرئيسية ."

قد يكون الامر وهماً لكن الشخص الذي كان يحملني قد بدا مختلفاً عن الموقر الصارم .

لماذا تسود هذا الرجل كل هذه التناقضات ؟

تدريجياً , اخذ مجال رؤيتي يظلم .

بعدما دُمر حاجز الطاقة بدأ الثلج في الذوبان سوية مع الزهور الذابلة .لتخيم علي الحديقة هالة من الموت .

أخذت أتبين وجهه بينما أقول له " اتعلم لما احب هذه الرائحة و بياض الثلج ؟ " لقد كنت أتمتم في هذه المرحلة , حتي أنا لم أكن قادرة علي سماع أقول بنفسي .لكنه قد توقف ناظراً نحي و في عينيه تبينت مشاعراً جمة تتصارع .

في تلك اللحظة ظننته قد تخلص من سجن الجدة مينج و أنه تذكر كل شئ من الماضي , لكن الظلام قد ساد عالمي و من امامي رأيت رفاقي الاشباح .

سمعت نفسي أقول "هلا لفظت اسمي مرة و لو لمرة ؟"

لكنه قد ظل صامتاً .

اتضح أنه لم يكن علي دراية باسمي في هذه الحياة ....



Beloc Doukanish


2018/08/16 · 536 مشاهدة · 1537 كلمة
Doukanish
نادي الروايات - 2024