سانشينج وانجتشوان
الخلود علي ضفاف نهر النسيان

الفصل 13 : لا تخف يا موشي .


و بمجرد أن فتحت عيناي فرأيت المحاسب لو قد جاء ليطمئن عليّ , رأيته يُمسك بقوارير النبيذ الفارغة و هو راغب بالبكاء و لكن الدموع قد خلت عنه !

تنهدت قائلة " إن النبيذ الأبيض ليس شائعاً بين الزبائن , فلنبع نبياً أصفراً من الأن فصاعداً !"
بعدما شاهد المالكة نفسها غير مكترثة فإذ به يُلقي بالأمر وراء ظهره .
لقد كُنت أشطاط غضباً حينما لم أري أحداً قد اء ليتمأن عليّ و عناد الصخور قد أبقاني ليلة أخري أمضيها في الحانة .
في اليوم الثالث و بينما كُنت أحوم علي وجهي خارج الحانة حتي أخفت أغلب الزبائن , جائني المحاسب لو مقدماً ساقاً و مؤخراً الأخري كي يحثني علي الدخول , فأنصت له و أتخذت رُكناً أخذت أشرب فيه حتي الثمالة . أعترتني عديد من المشاعر , تارةً كان حُزناً و تارةً إذ به الغضب .و بعدما عبث الكحول في عقلي أخ شيطان يُخيفني أن حدث مكروه لموشي , فلم أتمالك نفسي و بدأت في الهرولة إلي البيت و لكن قبل أن أتمكن من الوصول لباب الحانة إذ بجسم صغير يُلقي بنفسه إلقاءً في حجري .

نظرت فرأيت موشي منقطع الأنفس دافناً رأسه في معدتي .
"موشي."

ناديته عدة مرات و لكنه لميُنصت إلي أن هز رأسه دليلاً علي أنه قد سمعني فقلت " ما الخطب ؟! "
نظر نحوي بعيون محمرة و أشار إلي أنه خاف أنني تركته و ذهبت بلا رجعة .
فرددت عليه و أنا متمالكة نفسي " بل أنت من لم يعد يُريدني بعد الأن "
أحمرت عيناه مجدداً و أشار لي أنه توجه مع معلمه نحو أطراف المدينة لتعلم الفنون القتالية مُنذ البارحة و قد عاد فقط كي يبحث عني و كتب علي راحة يدي " طالما سانشينج لا تحب المعلم , فموشي لن يتعلم منه بعد الان ."
و بعدما رأيته هكذا , اختفي غضبي .
تنهدت و جلست القرفصاء بينما كنت أعبث بشعره قائلة , " لم لا تحب سانشينج مثلماتحب باي جو ؟ أهو أجمل من سانشينج ؟!"

ثبت للحظات ثم كتب " موشي يرغب في تعلم الفنون القتالية ."

تمعضت و كدت أرد عليه إلي أن سمعت صوتاً ذكورياً جهوري يصيح " لا يوجد نبيذ أصفر , لا أكترث بأي شئ فجل ماأريده هو الشراب و لأشربن اليوم ."

و لم يتوقف المحاسب لو عن الأعتذار و لو للحظة حينها أوقفت المحاسب لو و قلت للسيد " مطعمنا لا يقدم النبيذ الأبيض اليوم , إن رغبت يا سيدي فيمكنك الذهاب لأحد المطاعم الأخري بالحي ."
لقد كان الابن الثالث لزعيم المدينة " لقد سمعت أن صاحبة هذه الحانة أرملة ذات صبي و هي ليست كبيرة في السن ...علي ما يبدو أنهم قد كانوا علي حق , و أنك لأمرأة حسناء بالفعل "
"نصف ما قلته صحيح !"
لوهلة لم يتمكن من الرد علي إلا أنه نظر إلي مبتسما ثم قال " يبدو أنهم قد نسوا ذكر أنك عاهرة وحيدة , ما رأيك أن أعتني بك في الليل !"
نظرت إليه و أنا أتساءل إن كان يجب أن أقطع لسانه أم أخرج عينيه من محجريهما أولاً , أم أخصيه و أعلقه عارياً علي أبواب المدينة لأجل صالح البشرية .
لكن و قبل أن أدري إذ بجسم غير يقوم بركله و من ثم يربه بجرة من النبيذ علي رأسه .
لقد كان موشي .
أخذ الفتي يحنضضنني و قد كتب علي يديه لا تخافي يا سانشينج فموشي سيحميك !
نظر إلينا الحاضرين في رعب , فالكل يعرف من هو ذلك المتبجح الذيي كان يُحادثني .
رأيت الرجل ينهض من علي الأرض و بقطعة من الجرة في يده , وجه ضربة نحو رأس موشي. .
حينها قد دُهشت و عقلي قد بات صحراء جرداء . بدون أن أدرك وجدت نفسي أحتضن موشي لكي تأتيني الضربة في رأسي بينما يتحسس موشي السائل الأحمر اللزج المنساب من رأسي.
لقد كان السيد الصغير غاضباً يأمر الجمع أن يقطعوا رأسينا .
لقد كنت غاضبة بحق , فعلي الرغم من كوني صخرة إلا أن لا أحد قد عاملني هكذا طوال ألف عام , حينها شعرت برغبة في إخصائه و من ثم القيام بطهي عضوه و إطعامه إياه لأري إن كان سينمو له واحد أخر .
بدأت طاقة الظلام تحتشد يدي و كلمات يانوانج في رأسي , سانشينج إياك و قتل نفس.
لكن حينها إذ بشخص قد حجب الرؤية عني و بركلة أفقد السيد الثالث وعيه .
لقد كان باي جو.

نظر إلي المحاسب لو قائلاً " سوف نُغلق اليوم !"
و الأن و بعد الذي حدث لأبنه , لا أظن أن زعيم المدينة سيسكت .
حينما ذهبنا للمنزل أخذ موشي يعتني بجرحي , طوال هذه الأعوام لم أرد أستخدام السحر أمام موشي و لن أقوم بفضح نفسي الأن .
لم أظن أن الأمور ستسوء للغاية و لكن صوت أقدام الجنود الذي بدا أنهم لم يأتوا لمجرد القبض علي أم و ابنها قد فعل .
رأيت باي جو يقف في الباحة ظهره موجه نحوي و صوت الجندي قائلاً " أيها المتمرد باي كي ! سلم نفسك فلا مناص لك منا ! "
لم أندهش فمُنذ الوهلة الأولي التي أنقذته فيها قد علمت أنه ليس شخصاً عادياً و لكن يبدو أنه مثير للمشاكل .
باي كي ! لقد كان قائداً للجيش قرر أن يتمرد علي الإمبراطور بعد إجراءاته من تمكين الموظفين الفاسدين و التهاون مع الأعداء في الشرق !

لا عجب أن الجنود قد جاؤا لنا بهذه السرعة !
أمسكني موشي بقوة و عيناه تقول سأحمي سانشينج لأربت علي رأسه قائلة " لا تقلق , فسانشيج بجانبك !"
علي الرغم من الصراع بيني و بين باي جو إلا أن ما علمه لموشي في ثلاث أشهر لهو أفضل مما تعلمه من المدرسة في ثلاث أعوام !
لوهلة ارتأيت أن انقذه و لكن ماذا سيقول عني موشي إن رأني أستخدم السحر !
لكن فجأة لم أتمكن من التنفس
سيوف حادة تنعكس علي نصالها النيران , و جنود في دروع من سواد و في الخلف هودج ذهبي و بجواره خادم .
لقد كان الإمبراطور و قد كانت هالته التي تُعيق كائنات العالم السفلي , يبدو أنني لن أتمكن من مساعدتك !
"ما الذي تفعلونه ؟ هيا , اقتلوه ! "
قالها الخادم ليضحك باي جو و يتقدم للأمام مُمسكا برمح أحد الجنود بركلة قد حطم له ذراعه و بتلويحه اخترق الرمح عنق أخر .
"بمهاراتكم تلك ! فلتحلموا !"
صدق من قال أن الجنرال لا مثيل له في فنون القتال .
و لكن نية القتل في الجو قد ازدادت و من سطح المنزل و وراء الجنود ظهر النشابون .
حينها ألقي موشي رمحه قائلاً " لا دخل لهم بالأمر , اقبضوا علي و اتركوهم !"
وضعوا الأصفاد في يديه ! يا للهول ألا يعلم أنه لا يمكنه الوثوق بالبشر !
حينها صرخ الخادم " اقتلوهما ! "
حينها التفت لنا باي لو صارخاً " أيها اللعين .." و لكنه لم يكمل كلامه فقد تركت السهام أقواسها .
نموت ؟!
أم أكشف عن قواي ؟!
و هل في الامر سؤال ؟!
تحركت طاقة الظلام من معدتي لحنجرتي و من ثم صرخت لترتد الأسهم و تصيب مُطلقيها و من الاذان خرجت الدماء ! صراخو عويل قد خيم علي الباحة إلا أن حل الصمت .
يد موشي الباردة في يدي و الصمت ضيف ثقيل معنا .
تنهدت قائلةً " ماذا ؟ ألم تروا امرأة جميلة من قبل ؟! "
لكن سرعان ما صرخ أحدهم قائلاً " شيطانة ...!"
نظرت لموشي , فرأيت عيناه خاوية. نظراته غريبة .
لتمر أمامي ذكري الحيوات السابقة , التي مرت فارغة و أنا شيطانة أمامه و لكنني لم أرد لهذه الحياة بأن تنتهي هكذا .
" لا تقلق يا موشي , فسانشينج هنا ! "
" موشي , إياك و أن تستمع لهم , فأنا لست بشيطانة . ! "
قفزت نحو باي جو و هم داهشون لأقضي علي من حوله من حراس و من ثم عُدت مرة أخري إلي مكاني معه بجواري موشي .
أخبرته أن يذهب و يأخذ موشي معه , فعلي الرغم من مهارته إلا أنه محض فانٍ .
لم يتناقش معي كثيراً بل قال " اعتنِ بنفسك" و من ثم أخذ موشي في يديه و هم بالأنطلاق .
و لكن موشي لم يُرِد.
صرخ الخادم أن يقبضوا علينا و أن المكافأة لكبيرة و لكنهم كان في الخوف تائهين .
ربت علي رأس موشي و من ثم و بقوة أزحت أصابعه الصغيرة المتسكة بي بعيداً .
نظر نحوي موشي في دهشة و حيرة و بدمعتين تركهما في راحة يدي قد شعرت بثغرتين في قلبي قد أخذتا تكبران .
لا تقلق يا موشي فهو ليس وداعاً أبدياً .
هم الجنود من خلفهم و لكنني قد منعتهم .
و بقوتي الشيطانية لوحت بيدي ليظهر خط في الأرض يمتد من أمامي و علي جانبي في أكثر من باحة .
و بضحكات تردد صداها في سكون اليل أمام أعين خائفة قلت ,

"من يجرؤ علي مطاردتهما , فسأقطعن صغيره من بين قدميه و أطعمه إياه ! "


Gantz

2019/02/28 · 542 مشاهدة · 1421 كلمة
Doukanish
نادي الروايات - 2024